أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حميد الحريزي - أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره















المزيد.....



أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


أصبحت هذه الممارسة شائعة في عصرنا الراهن نظرا لاتساع مساحة الدول ذات الحكومات التي تتبنى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في العالم ويعتبرها البعض من الاختراعات العلمية المهمة في العصر الراهن حيث يقول هربرت شيللر(( ان هناك أنواعا أخرى من الاختراعات،ومن العناصر ذات الأهمية المتزايدة في آلية توجيه العقول ذلك الاختراع الاجتماعي الحديث نسبيا والذي يسمى:- استطلاع الرأي))(1) ، مما تطلب من كل القوى المتنافسة للوصول الى كرسي الحكم ان يكون على بينة وعلى اطلاع واسع وعميق وموثوق به على ميل وتوجهات الناس حول مختلف الأمور والإشكاليات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية،وهل هي تتفق مع برامجه وأجندته في إدارة دفة الحكم وتحقيق أهدافه التي تسعى للسلطة من اجل تنفيذها.
ويمكن اعتبار استطلاع الرأي يؤدي وظيفتين هامتين((على حد زعم المشرفين على إجراءها،هما تدعيم الديمقراطية من خلال تسهيل انسياب المعلومات في الاتجاهين بين صانعي القرار وبين الجماهير،وتوفر المعلومات الموضوعية المبنية على منهجية علمية لأي شخص يرغب استخدامها)) (2)
ان معرفته هذه التوجهات والميول عبر استطلاعات الرأي العام(( والعام كما حدده سبلشال special بتحديد العام: العام المصوت (( الناخبون)) والعام المهتم وهم المهتمون بالسياسة ويشاركون بصفة عامة في النقاش العام حول القضايا المثارة وهم يمثلون نخبة الرأي العام المهتم))(3) .ستدفعه للعمل بمختلف السبل والوسائل والأساليب على تعميق هذه التوجهات وتعزيزها إذ ا كانت نتائجها ايجابية بالنسبة لأجندته وبالعكس سيعمل على تصحيح هذه التوجهات ومحاولة جعلها تتوافق مع توجهاته وهذا الأمر يعتمد على قدراته وكفائتة وإمكانياته الفكرية والمالية ومدى تماس أطروحاته مع طموحات وأماني أغلبية الناس،ومدى فعالية الأساليب المتبعة في تعميق وتكيف الرأي العام ليصب في مصلحته( اي ان الرأي العام تقوده النخبةElite-drive)( ،وهم الذين يحددون كيفية رؤية المواطنين لمختلف القضايا)(4) ،وهنا لابد ان نشير ان استطلاع الرأي لا يخدم رجال السياسة فقط وإنما هو من الوسائل الفعالة لوضع خطط وبرامج الشركات والمؤسسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية حيث تعمل هذه الشركات على تصنيع ذوق عام ينسجم مع منتجاتها وسلعها في مختلف الأسواق العالمية فهي بالإضافة الى إنتاجها للسلع فهي تصنع المستهلكين لهذه السلع.
ولكن بحثنا هنا ينصب على الفعالية السياسية لاستطلاع الرأي.
وسائل تصنيع واستطلاع الرأي العام:-
******* **********************.
ان من أهم وسائل استطلاع الرأي العام هو البريد بمختلف وسائله وطرقه بالإضافة للصحافة التي تعتبر وسيلة وإدامة هامة في استطلاع الرأي،ومؤسسات خاصة لاستطلاع الرأي حيث أصبحت هذه المؤسسات من المؤسسات ذات الأهمية البالغة التي يعتمد عليها في استطلاعات الرأي والتي لا يمكن الاستغناء عنها لأصحاب الرأي والقرار مثل مؤسسة جالوب الأمريكية وغيرها.
وقد اضيفت وسيلة غاية في الأهمية والفعالية في البلدان المتقدمة الا وهي شبكة الانترنيت التي اختزلت المكان والزمان وتجاوزت الحدود والسدود، بالإضافة الى الاذاعة والتلفزيون والسينما ....الخ.
حيث يتحدث هربرت شيللر عن أهمية الوسائل في التأثير على أسلوب السياسية الأمريكية مثلا((ان التأثيرات المشتركة لاستطلاعات الرأي والتلفاز قد أدت واقعيا الى التخلي عن الأسلوب التقليدي للسياسة الأمريكية، فهي تحليلية من الوجهة الفرضية، انتهازية من الوجهة التجريبية،وهي مبنية على ألتوجبه التضليلي على مستوى الإدارة))(5)
كذلك من وسائل قياس وتصنيع الرأي العام المؤسسات الثقافية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني تضاف إليها في بعض البلدان ومنها العراق دور العبادة والجوامع والحسينيات والكنائس وما إليه،بالإضافة الى منابر الخطباء والدعاة وقراء المراثي هذه الوسائل وهؤلاء الأفراد والجماعات غالبا ما يكون لهم دور هام في توجيه الرأي العام وتصنيعه مما يوجب على القائم بالاستطلاع على معرفة توجهات وميول ومواقف هذه الفئات بخصوص المواضيع والقضايا المطروحة لاستطلاع الرأي أفرادا وجماعات(( معتمدين على تحليل نتائج استطلاع الآراء،سواء تعلقت بالتجارة او بالسياسة، توفر دعما كبيرا للبنية القاعدية للمؤسسات الاجتماعية القائمة... فالذي يسيطرون على سلطة اتخاذ القرار الحكومي،وعلى نشاط الاقتصادي الخاص هم اللذين يوفرون الدعم الأساسي لمستطلعي الآراء))(6)
وهنا نرى مدى هيمنة أصحاب رؤوس الأموال الرئيسية للمواقعرية في التأثير على نتائج استطلاعات الرأي والتحكم في نتائجها لتكون متفقة مع مصالحها.
لاشك ان هناك أساليب أخرى يمكن ان تكون فاعلة في استطلاعات الرأي ومنها
الأساليب الكمية / من هذه الأساليب ما تقدم عليه الكثير من الحكومات في إجراء الاستفتاءات حول مواضيع وقرارات يمكن ان تقدم عليها وهي مثار جدل ونقاش يحتكم إليه في المضي في تنفيذه او تعديله او إلغائه على رأي الناس او الجماعة المعنية بالأمر.
كذلك تعتبر الانتخابات من أهم وسائل استطلاع الرأي التي تأشر على الحزب او الفرد او الجماعة السياسية التي اكتسبت ثقة ورضا أغلبية الناخبين مما يعطيها تفويضا غالبا ما يكون مشروطا ومقننا على شكل عقد بين الطرفين لإدارة شؤون الدولة وهناك ما يسمى او يدعى بالبيعة او المبايعة وهو أسلوب غالبا ماكان يتبع في العصور الماضية ولازالت له امتدادات في عصرنا لراهن وغالبا ما تكون هذه البيعة غير مشروطة حيث تمنح الثقة والوكالة العامة ل(ولي الأمر) الذي غالبا ما يكون مستندا على نصوص دينية مقدسة او صلة دم وقرابة لسلف مقدس تجدد له البيعة والولاء بين الحين والآخر او للخلف بعد السلف ومن لم يبايع سيعتبر من الخارجين عن طاعة ولي أمره وإمام زمانه وهو من لمارقين وقد مارس هذا الاستطلاع الدكتاتور السابق حاصلا على بيعة مطلقة بنسبة (99.99،99%) من أصوات المشتركين ومثل هذه المهازل يمكن تسميتها باقتلاع الرأي وليس استطلاع الرأي.
وهناك اسلوب آخر لاستطلاع الرأي يدعى(بالأسلوب النوعي):-
***************************************************
وتتضمن هذه الأساليب محاولة استكناه الرأي عن طريق المقابلة المباشرة مع الفرد او الأفراد كما هو حاصل مع ما نلاحظه في البرامج الإذاعية والتلفزيونية للفضائيات من خلال إجراء مقابلات سريعة وعلى الهواء مع نماذج مختارة او عشوائية لأخذ رأيا في قضية او إشكالية معينة.
ومنها أسلوب الملاحظة والإنصات لما يتداوله الناس أفرادا وجماعات من جدل ونقاش وتبادل رأي في مختلف الأماكن العامة والخاصة ويندرج ضمن هذه الوسائل محاولة تحليل مضامين الخطابات والرسائل والأطروحات في الصحف والمجلات والمقابلات بخصوص القضية المطروحة.
كذلك هناك وسيلة أخرى تتلخص في عمل استبيانات على شكل أسئلة محددة سواء كانت مغلقة او مفتوحة او مباشرة مطلوب من الأشخاص والجماعات الإجابة عليها.
وغالبا ما نجد سؤال مطروح على الصفحات الرئيسية للمواقع الالكترونية تطلب رأيك في قضية معينة وغالبا ما تكون على شكل نعم،لا، لا اعرف.
ما هي الخطوات المطلوب من مستطلع الرأي إتباعها:-
************************************************
يتوجب للمستطلع ان يكون ملما وذا اطلاع واسع في حالة الأطر العامة للمجتمع المرد استطلاع رأيه من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية من حيث المستوى ألمعاشي ونوعية العمل وطريقته وما هو السائد هل هو القطاع العام او القطاع الخاص او المختلط،وما هي نسبة العاملين وما هي نسبة العاطلين عن العمل.
ان يكون ملما بعادات وتقاليد وأعراف المجتمع المستطلع رأيه في القضية المراد اخذ رأيه بخصوصها وما هي درجة اقترابها او ابتعادها عن هذه الأعراف والتقاليد الكونفورميا الاجتماعية السائدة.
ومن الأمور الهامة والمتعلقة بما سبق على المستطلع ان يختار لفئة او الشريحة الاجتماعية المستطلعة وهل سيعتمد الطريقة العشوائية او الانتقائية في اخذ الرأي ومدى تعلق وارتباط هذا الاختيار او المنهج في ما يريد ان يتوصل إليه من نتائج وهل هو مستطلع مستقل محايد او هو موظف يخدم جهة او فئة معينة وبهذا الأمر يتعلق أمر إفصاحهم عن فئات وأعمار وأجناس وطبقة وظروف الأفراد والجماعات المستطلعة آرائهم .فمثلا هل يمكن ان نركن ان نستطلع أراء ملاك العقارات حينما تريد الدولة ان تخفض بدلات الإيجار؟؟
او هل يمكن ان نركن على نتيجة استفتاء التجار في أمر فرض الضرائب على البضائع المستوردة من اجل حماية المنتج الوطني من منافسة المواد المستوردة؟؟

ومن الأمور الهامة لتي ستكون ذات اثر كبير في نجاح او فشل الاستطلاع هو الطريقة والأسلوب المتبع الذي ستتعامل وفقه الجهة المستطلعة مع الأفراد والجماعات اي ان يكون مدركا للجوانب السيكولوجية والنفسية لهذه الجماعات او الأفراد المستطلعة آراءهم في قضية معينة لتكون الاستبيانات متناسبة مع واقعهم السيكولوجي والنفسي لينقل بعد
بعد أن يكون ملما بعادات وتقاليد وأعراف المجتمع المستطلع رأيه في القضية المراد أخذ رأيه بخصوصها , وما هي درجة اقترابها أو ابتعادها عن هذه الأعراف والتقاليد الكونفورميا الاجتماعية السائدة.
ومن الأمور الهامة والمتعلقة بما سبق عليه أن تحير طريقة اختيار الفئة والشريحة الاجتماعية المتطفلة وهل سيعتمد الطريقة العشوائية او الانتقالية في أخذ الرأي ومدى تعلق ارتباط هذه الاختيار أو المنهج فيما يريد أن يتوصل إليه من نتائج .
من الأمور الهامة الأخرى التي ستكون ذات أثر كبير في نجاح أو فشل الاستطلاع هو الطريقة والأسلوب المتبع الذي ستتعامل معه الجهة المستطلعة مع الأفراد والجماعات... أي أن يكون مدركا للجوانب السيكولوجية والنفسية لهذه الجماعات أو الأفراد المستطلعة آرائهم في قضية معينة لتكون الاستبيانات متناسية واقعهم السيكولوجي والنفسي لينتقل بعد ذلك المستطلع.. فردا أو مؤسسة .. الى عمل الأحصائات والجداول الإحصائية ليعطي صورة واضحة ومفصلة وميسرة أمام ذوي الاختصاص المهتمين بالرأي العام لتحليل ودراسة هذه النتائج والمعطيات الإحصائية والاستبيانات للتوصل الى النتيجة النهائية والتي ستكون مؤشراً هاما ً في قبول أو رفض أجندته أو ما يروم القيام بقبوله أو أقراره أو رفضه أو تسويقه على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
تأتي أهمية الأحصائات لتوضع على طاولة البحث والتحليل والتفكيك والتركيب من قبل المعنيين بجداول الأحصائات وطبيعتها للخروج بنتائج وتوصيات محددة يمكن أن تكون ذات فائدة كبرى لأصحاب القرار في وضع برامجهم وخططهم لاستمالة الرأي العام مع أو ضد القضايا أو الأسماء أو السلع المطروحة على الرأي العام(( ان استطلاعات الرأي لم تقتصر في خدمة أهداف الديمقراطية بل خدمتها بطريقة تؤدي الى الكارثة،فقد كرست مظهرا خادعا من روح الحياد والموضوعية كما عززت وهم المشاركة الشعبية،وحرية الاختيار من اجل التغطية على جهاز لتوجيه الوعي والسيطرة على العقول، يتزايد توسعه وتطوره يوم بعد يوم))(7) .
المشاكل التي تقف عائقا أمام عملية استطلاع الرأي العام:-
*************************************************
لاشك ان عملية استطلاع الرأي ليست بالأمر الهين او الميسر في العديد من بلدان العالم وخصوصا في البلدان النامية والمتخلفة وحديثة العهد في عملية البناء الديمقراطي بعد انزياح النظم الديكتاتورية والتولتارية والنظم الاستبدادية ،ومن أهم هذه المعوقات:-
التركة الثقيلة من القيم والأعراف والتقاليد السائدة التي لم يعتاد رحمها على حمل مولود ديمقراطي يؤمن بحرية الرأي واحترام رأي الجماعة والفرد ، المجتمعات الذي لم تتكون فيها ذات فردية وكيان مستقل فاعل قادر على اتخاذ القرار الحر دون خوف ،قرار يتوافق مع صالحه والصالح العام على المدى القريب والبعيد، فمن المعروف ان الناس في هذه البلدان اعتادوا على تلقي القرارات وقبولها وتنفيذها دون أية مشاركة يعتد بها لاتخاذها،حيث ان السلطات العليا الحاكمة هي صاحبة الحل والعقد في مثل هذه الأمور وهي الادرى والأعلم بما يضر وما ينفع حتى في ما يتعلق بأخص خصوصيات الإنسان في بلدانها (مثلا لا يمكن ان يختار شريك حياته إلا بموافقة أمنية)
((أن معارضة أجراء استطلاعات الرمعلومة بالنسبة عن الاستجابة لمطلبه تنبع من منطلق الرغبة في الحفاظ على الاستقرار والوضع الحالي، الذي تهدد قياسات الرأي العام مرتكزاته الأساسية، وعادة ما تكتفي السلطة في هذه النظم بان توكل للأجهزة الأمنية والسرية للدولة، وأجهزة الحزب الحاكم مهمة رفع التقارير السرية لها عن حالة الرأي العام))
نتيجة لما تقدم يشكل هذا الواقع المتوارث عقبة كبيرة في الحصول على الرأي، وان تم إعطاء الرأي فغلبا ما يكون رأيا مداهنا خائفا منفعلا غير مدروس او يعطيه بدون جدية لأنه لم يعتاد ان يكون لرأيه إذن صاغية او ان يكون لرأيه اثر في صناعة القرار والخيار،فمن يضمن ان رأيه سوف لا يكون في أضابير إلا من والمخابرات ومن ثم في أضابير وسجلات قوى الإرهاب والمليشيات بعد انهيار الديكتاتورية.
المشاكل الفنية المتعلقة بعملية الاستطلاع:-
*********************************.
وهذا الامر يتعلق بالخصوص في البلدان حديثة العهد بالديمقراطية ودولة المؤسسات، حيث تفتقر تماما الى مراكز متخصصة في استطلاع الرأي لتقوم بمثل هذه المهمة كما هو الحال البلدان الديمقراطية العريقة التي تهتم بمثل هذه المراكز وترعاها رعاية كاملة.
وبناءا على ما تقدم سينتج قلة ان لم يكن انعدام الباحثين الأكفاء والكفاءات ذات الخبرة العملية والعلمية للقيم بمثل هذه البحوث والإعداد الجيد لممارستها وفعاليتها.
ومما يعقد أولا وثانيا ضآلة التخصيصات المالية المعتمدة لمثل هذه المراكز لتكون قادرة على أداء عملها بالشكل المطلوب خصوصا وإنها غالبا ما تبدا من الصفر في بلداننا من حيث توفر المقرات والكوادر الإدارية ووسائل الاتصال والتواصل ومستلزمات العمل الأخرى.
من الأمور الهامة في مجال استطلاع الرأي العام هو صعوبة التأكد من مصداقية النتائج المستخلصة من هذه الاستطلاعات ومدى مطابقتها للواقع الفعلي لرأي الأغلبية التي يتعلق نتائج او فعل القرار على مجريات حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاستهلاكية وحتى الذوقية.
حيث ان هناك عوامل عديدة تتحكم بنتائج الاستطلاع ومنها:-
1- طبيعة القضية المطروحة على الرأي العام ومدى تعلقها بحياة الأغلبية والأقلية من الناس.
2- انتماء الأفراد والجماعات الطبقية والمهنية المستطلع رأيها.
3- المستوى الثقافي والتعليمي للفئة المستطلع رأيا.
4- مدى وضوح وجلاء حيثيات وفهم القضية المطروحة للاستطلاع من قبل الأشخاص والجماعات المستطلعة آراءهم
5- طبيعة وسائل الإعلام والاتصال التي تعمل مع او ضد القضية المطروحة على الرأي العام والتي لها دور فاعل في تخليق الرأي والري المضاد.
6- الوضع او الحالة السيكولوجية للفرد او الجماعة المستطلع رأيها في القضية والإشكالية المطروحة، حيث غالبا ما يكون الرأي متأثرا الى ابعد الحدود بالشحن العاطفي؟قومي طائفي عرقي طبقي مهني في لحظة اخذ الرأي.
ومن الجدير بالذكر ان هناك عدة تيارات بخصوص استطلاع الرأي العام،حيث يرى البعض ان لا حاجة لاستطلاع الرأي العام الذي سبق ان اختار ممثليه وفوضهم لاتخاذ القرارات بالنيابة عنه.
في حين يرى البعض الآخر ان استطلاع الرأي العام لا يعني شيئا في واقع الأمر حيث ان النخبة مالكة القدرات العملية والمالية والإعلامية هي من يصنع هذا الرأي، ففي الوقت التي تساعد استطلاعات الرأي العام المسئولين على الاستجابة لمطالب الرأي العام فإنها في الوقت نفسه تمدهم بالقدرة وتؤشر لهم الوسيلة ليكون الرأي العام متوافقا مع سياستهم الحالية او المستقبلية المقترحة.
ويرى البعض ان استقرار النظام الديمقراطي وتطور مؤسساته يجبران يكون هو الخيار الأول، وان إشراك المواطنين في اتخاذ الرأي سيريك النخبة الحاكمة والمؤسسة وربما سيؤدي الى دمار النظام الديمقراطي.
ويبدو ان هذا الرأي يشكل أهمية كبرى في عراق ما بعد التغيير وانهيار الديكتاتورية،ففي الوقت الذي يرى البعض أهمية مبدأ الانتخابات مثلا كأصدق واشمل معبر عن الرأي العام، ولكننه مشروط في توفر الظروف والمناخ المناسب القادر على تكوين رأي ناضج ومسوؤل وغير منفعل ومستقل بعيدا عن الهيجان ألقطيعي الجمعي المستثار عاطفيا تحت مظلة طائفية او عرقية ،مما ينتج عنه ولادة مجلس النواب وبالتالي سلطة مبنية على أسس طائفية او عرقية وهو ما يتناقض روح وجوهر الديمقراطية وهو ما حصل ولازال يحصل في عراق ما بعد 9-4-2003.
والذي لا يحتاج صاحب هذا الرأي الى تعداد الشواهد والأحداث التي تأكد ما ذهب إليه في ظل الاحتقان الطائفي والعرقي.
فقد تستغل آليات العمل لديمقراطي من قبل قوى لا ديمقراطية وفاشية وقمع كل من يعارضها محاولة تحت مختلف الذرائع والوسائل الالتفاف على الآلية التي أوصلتها للسلطة.لأنها لا تؤمن بالديمقراطية كمبدأ للحكم وها نحن نعاني من المحاصصة الطائفية التي اتت عن طريق آلية انتخابية؟؟؟!!
فمن يريد ان يزرع أرضا لابد ان يقوم بتهيئتها ليكون المحصول منتجا وإلا فسيكون النبت ضعيفا هزيلا قد تطغى عليه الحشائش والأدغال الضارة فتضعف ان لم تقتل الزرع النافع والمنتج.
فهل يمكننا ان نعتبر هذه النتائج هي حصيلة ايجابية او تعبيرا حقيقيا عن راي عموم العراقيين وتطلعهم لبناء دولة تعددية ديمقراطية وعراق حرر وحد،أم هو باعث للتفرقة والتباغض والديكتاتورية والطائفية والعرقية.
لا يفوتنا هنا الإشارة الى ان وراء مثل هذه الاستطلاعات للرأي إنما تكمن وراء ها مصالح سياسية لفئات معينة تعلم عم اليقين أنها لا يمكن ان تكون ذات اثر فاعل في السلطة وكرسي الحكم إلا على النهج الطائفي والعرقي.
وكذا هو الحال بالنسبة للاستفتاء على مواد الدستور العراقي الدائم فقد كانت الاستطلاعات في الرأي إنما هي :كلمة حق يراد بها باطل استطاعت ان تستغلها بعض القوى الطائفسياسية لتحقيق أهدافها وطموحها في ظل وضع مربك ومحتقن وتحت ستار دخان الحرائق وضجيج المتفجرات وليست في ظل أجواء هادئة مستقرة ليكون فيصل القرار هو العقل الموضوعي المطمأن والمتزن.
لاشك ان استطلاعات الرأي تخفي ورائها مقاصد وأهداف وأجندات مختلفة ومن بينها الأهداف السياسية،فمثلا غالبا ما تقدم الحكومات على تشجيع استطلاعات الرأي التي تصب مصلحتها وتقوية مركز وسلطة القوة المهيمنة، لذلك نرى ان درجة وسرعة الاستجابة للرأي العام تأتي متواضعة مع درجة توافقها وانسجامها مع القوى الحاكمة وتوجهاتها،وغالبا ما تهمل الاستطلاعات التي تعبر عن إرادة كبيرة للرأي العام ولكنها لا تنسجم مع سياسة الدولة،خصوصا ان لم تكن هذه القوة على أبواب انتخابات او مفارق طرق مصيرية في الأوضاع السياسية السائدة في الشارع.
وإذا أردنا ان نعرف القوى التي تتأثر باستطلاعات الرأي وتستجيب لمؤشراتها هي القوى ذات المناصب الإدارية والتشريعية التي هي عرضة للتغيير والتبديل تبعا لمتغيرات الرأي العام وتقلباته، وليس كما هو الحال بالنسبة للسلطة القضائية التي تمتلك الاستقلال التام عن مؤثرات الرأي العام.
إننا إذ نخص هذا الموضوع أهمية لأنه احد الأسلحة الديمقراطية ذات الحين فهي إما منعشة ومطورة ومعمقة للديمقراطية وإما هي قناع خداع ومرائي ومضلل يستخدم لتزييف إرادة الناس ويحرفهم عن مصالحهم ومشاكلهم الأساسية، مما يوجب على كافة العقول والأقلام والوسائل الديمقراطية الحرة، ان تنور المجتمع بالمضمون الحقيقي والمنتج لاستطلاعات الرأي ،وان تطالب القوى ذات التماس بالقضية المطروحة بالنهج الشفاف والمحايد ووضع كافة الحقائق والإحصائيات والمعلومات الواقعية أمام الرأي العام لتكون معينا له في اتخاذ قراره.

أساليب استطلاع الاراء وإمكانيات التلاعب في عقول الناس وضمائرهم:-
***********************************************************
ومن هذه الأساليب اعتماد طرق وآليات ملتوية تستغفل المستفتى والمطلوب رأيه في مصلحة بعض القوى دون غيرها ومن هذه الأساليب:-

0هناك استفتاءات واستطلاعات للرأي تعلن عن نتائج استباقية لتوجهات الرأي العام المراد منها الإيحاء للناخبين ان الحزب الفلاني او الشخص الفلاني او الشركة الفلانية قد حازت على أغلبية أصوات من تم استطلاع آراءهم وهو توجيه للرأي باتجاه معين لان الخيار الأخر سيكون خاسرا لعدم امتلاكه للشعبية حيث تجري هذه الممارسة وفق ما يسمى((نظرية التأثير((الانجاحي)) لاستطلاع الرأي،اي القدرة المزعومة لاستطلاعات الرأي على تصوير مرشح ما على انه الفائز او الخاسر، ومن ثم قدرتها على تأدية وظيفة ذات انجاز ذاتي وطبقا لهذه النظرية فان المرشح الذي تظهره الاستطلاعات الأولية متمتعا بالشعبية ومتقدما على منافسيه أصبح في مقدوره اكتساب المزيد من التقدم على أساس ما يسمى بالتأثير ((الانجاحي))،وبالعكس يحدث مع المرشح الطموح الذي لا يحرز في الاستطلاعات الأولية سوى القليل من الأصوات))(9)
• نوعية الفئات المختارة في الاستطلاع والتي غالبا ما تكون من القوى ذات التوجه المحسوم لحساب وإرادة من يقف وراء المستطلع سواء بالسلب او الإيجاب.
• طريقة طرح السؤال المتضمن إيحاءا بالإجابة نفيا او قبولا حسب هوى المستطلع وتطلعاته.
• ظرف إجراء الاستطلاع والتي تكون معلومة بالنسبة للقائم بالاستطلاع بحيث يكن عاملا مساعدا يصب باتجاه رغبة القوى طالبة الاستطلاع.
• جنس وعمر وقومية ومهنة المستطلعة آراءهم ،هذه الصفات التي يتم اختيارها لتصب في مصلحة إرادة معينة وبالضد من إرادة القوى المنافسة،تبعا لمدى انسجام هذه الإرادات مع او ضد مصالح هذا لجنس وهذه الفئة العمرية او هذه الطبقة او هذه المهنة.
• بلاضافة الى الدوافع لقوى الوطنية سواء سياسية او اقتصادية فان بلصالح حكومةنبية تتحايل في طريقة وأسلوب استطلاع وتوجيه الرأي العام ليصب في مصلحتها وذلك عبر بعض الأشخاص او الشركات الوطنية ومن هذه الممارسات ما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية كما يذكر هربرت شيللر((ان الركيزة الأساسية لبرنامج البحث(لوكالة الاستعلامات الأمريكية) هو استطلاع الرأي العام ،الذي يتم إجراءه في كل منطقة متاحة للباحثين المتخصصين في الاتصال.والشيء المشترك في كافة الاستطلاعات هو أنها لا يتم إجراؤها بصراحة لصالح حكومة الولايات المتحدة، فالإجراء التقليدي المتبع هو التعاقد مع شركة خارجية ،عادة ما يكون مقرها في البلد الذي يتم استطلاع الرأي فيه، للقيام بإجراء البحث.ولا يعرف الناس الذي يدعون لإجابة على أسئلة الاستطلاع سوى ان منظمة خاصة للبالشبهات وبالتالي إليهم مجموعة من الأسئلة. فهناك قناعة بان العلم بصلة الحكومة بعملية الاستطلاع يحيط نتائج الاستطلاع بالشبهات وبالتالي فقد وضع ذلك موضع الاعتبار الدقيق))(10) .
ولا يسعنا إلا نشير الى أهمية هذه النقطة من البحث نظرا للمدى الكبير من النفوذ والمصالح المعلنة والمخفي التي تتمتع به الكثير من الدول في العراق اليوم وصراع المصالح والأجندات على الساحة العراقية.
مدى توافق الاستطلاع مع تكامل عملية تنوير وتثقيف وتوضيح مغزى الاستطلاع او الاستفتاء وما هو الغرض من إجراءه وماذا سيترتب على نتائجه ليكون للمستطلعة آراءهم لتكون آراؤهم مبنية على أسس وحيثيات واضحة.
ان عراق اليوم مقبل على العديد من الحملات الانتخابية والاستفتاءات التي تتطلب رأيا ناضجا ومنتجا من المواطن العراقي ومنها:-
• انتخابات مجلس النواب العراقي نهاية هذا العام.
• كذلك هناك استفتاء حول التغيرات المقترحة على دستور العراق الدائم،وهناك استفتاء حول إقرار المعاهدة الأمنية بين الحكومة العراقية والحكومة الأمريكية.
• وهناك العديد من الأمور والإشكاليات الحاضرة والمستقبلية المطلوب استطلاع رأي المواطن العراقي بشأنها.
بعد كل ما عرضنا له نأمل ان تكون للعراق مؤسسات رصينة تدار من قبل ذوي اختصاص رفيع وخبرة كافية ومحايدة تضع الصالح العام الوطني والشعبي على راس اهتماماتها وتوجهاتها وأن تكون مستقلة لكي لا تكون مجيرة إلا للصالح العام وللبناء الديمقراطي الدستوري الحر،بعيدة عن التضليل والتعمية والتعتيم وقلب الحقائق لتصب في صالح السلطة او أية قوى خارجية أو داخلية تسعى لنهب ثروات البلاد أو الانتقاص من سيادة الوطن.

المصادر
___
1-هربرت.أ. شيللر المتلاعبون بالعقول(ص136) عالم المعرفة.
2- نفس المصدر ص 154.
3- إعداد صدفة محمود ونجوان فاروق شيحه(فبراير 2007) دور استطلاعات الرأي العام في صنع السياسات العامة،بحث مقدم الى المؤتمر للاستطلاعات الرأي العام واتخاذ القرار-النظرية والتطبيق-
4- نفس المصدر .
5- هربرت.أ. شيللر المتلاعبون بالعقول ص(150) عالم المعرفة.
6-نفس المصدر ص(143).
7-نفس المصدر ص(166).
8-عداد صدفة محمود ونجوان فاروق شيحه(فبراير 2007) دور استطلاعات الرأي العام في صنع السياسات العامة،بحث مقدم الى المؤتمر للاستطلاعات الرأي العام واتخاذ القرار-النظرية والتطبيق.
9- هربرت .أ.شيللر-المتلاعبون بالعقول(ص150) عالم المعرفة.
10 نفس المصدر ص(182).



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هندالة هلكان العريان(لاحظت برجيله ولا خذت سيد عليّ)
- بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي(ابحث لكم عن اسم آخر)
- اي الصناديق نختار؟؟؟
- آراء وملاحظات حول انتخابات مجالس المحافظات
- اضواء على شعارات المرشحين وامنيات الناخبين
- الوصف الطبقي لغالبية المرشحين لمجالس المحافظات
- من يحل العقدة؟؟؟
- ربيع الولائم وصراع القوائم-اراء وملاحظات حول انتخابات مجالس ...
- متى يتم تخفيض أسعار المحروقات؟؟؟
- سايكولوجية التمزيق
- ضمور في التيار المشتعل وتضخم في التيار المستقل في العملية ال ...
- ضمور في التيار المشتعل وتضخم في التيار المستقل!!!
- ( واقع الشارع الانتخابي العراقي في انتخابات مجالس المحافظات)
- الراي العام
- المال وتاثيره على النساء والرجال
- بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية
- ((صراع الديّكة))
- نذر سعيده
- متى نستورد الهواء؟؟؟
- (( العدس المفقود والدبس الموعود))


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حميد الحريزي - أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره