أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - من لأرامل العراق؟!














المزيد.....

من لأرامل العراق؟!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 09:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تقرير رهيب، مرعب، هذا الذي نشرته "نيويورك تايمس" للتو عن مصير وأوضاع أرامل ضحايانا.
عندما تتحول أراملنا إلى متسولات: هذه هي الخلاصة، فيا للمأساة، ويا لتقصير الحكومة والقيادات الحاكمة بلا استثناء!
نعم ثمة مؤسسات حكومية لتقديم المساعدة، ولكن عدد من يتلقينه لا يكاد يتجاوز السدس، من مجموع حوالي ثلاثة أرباع المليون، وإن كنا لا نعرف ما إذا كان العدد الكلي الوارد يشمل جميع أراملنا، من حروب صدام، وحملاته القمعية، وإلى عمليات الإرهاب، وحملات التطهير المذهبي، علما بأن في عام 2006 وحدها كان معدل من يتحولن لأرامل كان ما بين 90 إلى 100 كل يوم.

ليست قلة المعونة وحدها تثير وتغضب، ولا مجرد قلة عدد المشمولات بالرعاية، ولكن هذه الشروط الذكورية الواردة على لسان أحد كبار مسئولي هذه الخدمات حين يصرح بأن المعونة لا تدفع للأرامل مباشرة لأن "النساء بلا حكمة وغير متعلمات، ولذا يجب إيجاد أزواج لهن" يتلقون المعونة نيابة عنهن!! نعم هذا ما يجري في عراق اليوم. المرأة دوما هي ناقصة عقل، والرجل هو القوام عليها، وكل المعونات له.

إذا كانت المعونة قليلة، والعدد المشمول بها قليلا، فإن مصير العدد الأكبر من الارامل هو مأساة في مأساة، حيث تتحول الكثيرات إلى متسولات، ومنهن من يجبرن على زواج المتعة المؤقت، ومنهن من يعتقلن بتهمة التشرد، ومن يدري، فقد تستغل بعضهن فيصبحن انتحاريات، ومن يصدق أن أسرة ثلاث أرامل، البالغ عدد أفرادها 30 شخصا، يسكنون معا في مجرد قاطرة؟
أجل، هذا ما يجري لأرامل الضحايا وللأيتام في بلد صار يزخر بالمليارات النفطية، ناهيكم عن المساعدات الأميركية السخية، وحيث لرئيس الوزراء وحده 75 مستشارا برواتب ضخمة، ولكل مسئول عدد كبير من رجال الحماية، ولكل نائب راتب تقاعدي شهري بأربعين ألف دولار، لا غير!

هذا ما يجري لهذه الشريحة الاجتماعية من المواطنات العراقيات، اللواتي عانين ما عانين من آلام وكوارث، واللواتي هن الأشد حاجة للعون والإنقاذ. هذا يجري، فيما تدوم الخصومات والمنافسات والصراعات بين القيادات لتقاسم الناصب والامتيازات، وبينما يبلغ الفساد مداه، وتنهب المليارات التي كان يمكن صرفها على الخدمات، وإنقاذ الفقراء والأرامل والأيتام، ومكافحة البطالة.

لو كان المسئولون يقدرون حق التقدير عمق المأساة، ومدى الطابع الاستثنائي والعاجل لحل المشكلة، لوضعوها في أول بنود عمل الحكومة والبرلمان. أليس هذا أدخل في القيم الإنسانية والروحية من تشجيع اللطم وشج الرؤوس؟؟

إننا ندعو الحكومة للاهتمام العاجل بالموضوع، وندعو كل القيادات الوطنية، ومثقفي المجتمع المدني، لحث الحكومة في هذا الاتجاه، فالبلد الذي تتسول فيه الأرامل، ويتشرد الأيتام، وتنهار الخدمات، لا يحق لزعمائه تهويل المنجزات المحدودة، وعليهم الحذر من الرضا المفرط بالنفس، وكأنما كل شيء هو على ما يرام!




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران لبريطانيا: -إما نقتل جنودكم أو دعونا وقنبلتنا-!
- شؤون عراقية وشجون..
- استحقاقات ما بعد الانتخابات ..
- الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية
- أوقفوا المجازر الجديدة ضد المسيحيين في الموصل!
- مسيحي -أقلياتي- أستاذا في ثانوية النجف!
- عراق اليوم وعراق أمس، وما بينهما إيران!
- لكيلا ننسى سلمان شكر
- متاجرة رخيصة ونفاق مزمن!
- 11 سبتمبر في الانتخابات الأمريكية
- فضح التوسعية الإيرانية ودجل المحامين!
- منغصات في المستشفيات
- اغتيال دنيء، ويوم آت لأعداء الفكر، والنور..


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - من لأرامل العراق؟!