أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة














المزيد.....

سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قومي
وابتسامه مراد
اسحق قومي

قبلَ أن تتكوّن
جميعُ الموجودات،
قبلَ أن تتكوّن الحياة،
قبلَ أن تنفصلَ الهيولى
عن المياه ِ،
قبلَ أنْ يتحركَ الصمتُ،
كانتْ روحي معها
هناك كنتُ.
أرسمُ لها
لحظة َ الزمن ِعبرَ الأغاني
وهي تعلم ُ بأنَّ وجودي... وجودها ...
عندما أوجدتني تبادلنا طقوس َ العشق ِ
وغنيتُ لها لأولِ مرة ٍ
ما لمْ تُغنيه ِأوراقُ الأشجارِ أو البلابلُ
هناك في بدءِ التكونِ ِ كنتُ عاقلاً .
سباني البحرُ غيمةً ً
إلى مرساته الأولى...
وشكّل طينَ قافيتي
من الأنواءِ والفجرِ
سباني غيمةً تتلو بقاياها
على شفة ٍ من الحرمان
وراحَ يعبثُ في كلِّ مملكتي
شراعٌ لفَّ في صلصاليَّ وهجاً
وغيَّب شدوَّ أغنيتي
لفجر ٍراحَ مكتنزاً بأسئلتي
أحنُّ إليها في شوق ٍ
تيبَّس حتى ما زال على وعد ٍ بأوردتي
جاءني الصوتُ يقولُ:
أوقفتني في هبوب الريح قالت:
أنشدتني
خذي سوناتا ما حملَ الهوى
في خافقي من متعة ِالأمسِ
خذي كنوز العشق
من تيجان مملكتي
خذي فإنَّ الدهرَ لا يعفو عن العشق ِ
ثمَّ قلتُ:
شرّعتها زورقاً للمنافي
وعمدّتها بأوراق ِ الحنّاء القادم من دمي.
لِمَ يا أيُّتُها المسكونة ُ في شفتيَّ
تُحاصرينَ بهجتي بلون التغربِ؟!!
أواهُ كمْ يلزمني كي أستحيل مطراً
على أعتاب صحاريكِ القاحلة ِ؟!!!
أوهُ كم يلزمني من العشقِ حتى
نُشرّعَ السواري سفناً للعبور إلى جهاتك ِ؟!!
وأنتِ تُطفئينَ بهجة َالسّراج ِ في دمي...
علمتني المواويلُ قبل ولادتي
فلا الوسمُ يأتي
ولا دمعتي
ولا الزهرة ُ تُناجي ما تبقى من الوهم في شفتيَّ...
كنتُ أتاجرُ بأغانيكِ حينَ مرّني
طيفُك ِغريباً...
وكنتُ أحاصرُ المدنَ عرياً
فلا السواري تعرفني
ولا المرافىءُ
أوقفتْ قوافلي
وأنتِ أنتِ...في دمي
من البحر لونُكِ
ومن السماء فضاءاتُ روحي
أُغنيكِ
أرتّلُ بقايا وجدي فلا عودٌ يترنمُ
ولا (قيسٌ) يباغتُ نشوتي...
تطوفين بأحلامي... روايتي
تطوفينَ على أوراقيَّ الذابلة.
تتوهمني العذارى عاشقاً
والمغرضون قرفي
وأنا لا زلتُ في الصف الأول أتهجى
مفرداتِ البكاء ِعلى من سبقوا
الرحيلَ إلى الفجرِ
متى تأتينَ بلونِ ِ الربيع ِ القادمِ؟!!
زهرة ً تلونُ مياسم َ فرحي
أُرَحِّلوا قصيدتي
إلى عُمق ِ سرابكِ
وأستظهرُ بقاياكِ
في مرافىء العشقِ
فلا النوارسُ تأخُذني إليكِ
ولا البحارُ تسافرُ فجأةً
أوقفني مرةً قيظكِ
وأنا في آخر رحلتي
فكنتِ النهرَ عاشقاً
وكانت تمرني
قوافلُ الهاربين في دمي...
**
سوناتا أخيطي من دموع فرحي
سواري لنهديكِ العاريين...
أخيطي حقيبة الطفولةِ ..
أخيطي قميصَ عرسُكِ المؤجلْ
كلُّ الذينَ تعرفينَ تاجروا
ولكنني بقيتُ وحيداً
أُصلي لكِ
اعبري المسافةَ بين شهقة ِالقصيدة ِ
ودمي
فأنا أُقسمُ أَني أُحِبُكِ
هاجرتِ معي
في أبجدية العشق
كوكباً
لا تخيطي من أماسينا
يمامة ً تنوحُ على تخوم ِ فمي
استيقظي قبلَ فجرِنا
اسبقيني....
نسافرُ...
يدي عارية ٌ من دهشة ِ الشوقِ
أَعيدي إليَّ بعضاً من رهيف ِ صوتكِ
قميصكِ، رائحةُ الحّناءِ
تُخضبينَ بوابة َ هجرتي
سوناتا...تسافرينَ مع نوارسي
بيادري ..ومواسمي
والليالي المقمراتْ
اسأليني
كيف نُعانقُ في مساءات البهجة طيوفنا؟!!
وكيفَ نُفارقُ الدروبَ المعبأة َ بالضبابْ؟؟؟؟
حينَ ننتشي بالرذاذ
وأنا أعودُ بكِ في آخر ِ الفجر
اسألي نجمة َالعاشقينْ
لماذا تهربينَ مني
وأنا الذي يُهاجرُ فيك ِ كلَّ صباح؟!!
اغسليني مطراً، عواصفاً
رعوداً .... سيأتي الربيعُ
ونُغني بلا عزفٍ
أناملي قاستكِ فكانَ زمنُ تغربي
ووهجُ شفاهي
لِمَ يا سوناتتي تتنكرينَ لأبجدية ِ عُشقي؟!!
تعالي فلستِ بعيدةً عني
سنعقدُ دبكةً ً
ونُغني
وحتى مجيئِكِ
سأنتظرُ على مرافىء
العمر ِ
وأغّني ستأتي حبيبتي
ستأتي حبيبتي
***
ألمانيا في 7/1/2009م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

[email protected]



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة للأطفال: أيمن والقمر
- قصائد للطفولة في عيد الحب الخُرافي
- قرابينٌ من أجلها...
- رسالة مودة واعتذار للأخ الدكتور هنري بدروس كيفا
- القبائل العربية التي تعيش في الجزيرة السورية....
- المسيحيون في سوريا والجزيرة السورية إلى أين؟!!!
- الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر عبد الأحد قومي.
- قصيدة بعنوان: المسافر رجوعاً.....
- مجزوء الكامل وتسكين التاء.....
- الشاعر الراحل عيسى أيوب...ذاكرة وطن
- قصائد للأطفال...وطني ونُغني للبشر
- الذي سافر عارياً......
- رسالة مستعجلة إلى الشاعر الآشوري الراحل سركون بولص
- وهل تلد الأفاعي غير الأفاعي...؟!!!!
- يا دمكم أغلى القرابين...
- ولأنني المجنون رحتُ أحطبُ....
- حينَ يصير الوطن قصائد عشق
- دير مار متّى
- سالي
- عفواً شهرزاد لستُ شهريار


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة