أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طلال عوكل - خيار واحد أمام اليسار الفلسطيني















المزيد.....

خيار واحد أمام اليسار الفلسطيني


طلال عوكل

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 08:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يُحالف الحظ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اذ كان يفترض ان تحتفل بعبد انطلاقتها الاربعين، بالضبط في اليوم الذي كان مقرراً لانعقاد الجلسة الاولى للحوار الوطني في القاهرة، قبل ان يتأجل ليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر.
في كل الاحوال ليس ثمة ما يدعو للربط بين تاريخ انطلاقة الجبهة في الثاني والعشرين من شباط، وبين جلسة الحوار سوى ان انعقاد الحوار في هذا التاريخ كان سيشكل فألاً حسناً وتاريخاً ينطوي على احتفالية مزدوجة في السنوات اللاحقة.
اذا كان الأمر يتصل بالفأل الحسن والسيئ، فان احتفالات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بأعياد انطلاقاتها، تتخذ خلال السنوات الأخيرة طابعاً تقليدياً يخلو من الكثير من مظاهر البهجة والفرح التي كانت ترافق تلك الاحتفالات في سنوات سابقة.
فصائل منظمة التحرير اكتفت في الغالب باقامة احتفالات داخل غرف مغلقة، أو قاعات مغلقة، فالأوضاع الداخلية لا تحتمل الاشكال الاحتفالية ذات الطابع الجماهيري الواسع والمفتوح، أو ابتداع اشكال غير تقليدية لكنها تبتعد عن الاستعراضات، التي يستدل منها على حجم جمهورها ومناصريها قياساً بالفصائل الكبيرة، وحتى قياساً بماضيها.
في هذا العام اختارت الجبهة الديمقراطية ان تحتفل على طريقة الوضع في غزة فقامت بمسيرة على الحدود بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، كاحتجاج على الحصار المفروض على قطاع غزة منذ فترة ليست قصيرة.
هكذا يتناسب شكل الاحتفال، مع طبيعة الأوضاع، ومع المسموح وغير المسموح القيام به من فعاليات، وأيضاً مع طبيعة الأوضاع الكفاحية، والمكانة الشعبية التي تحظى بها هذه المنظمة أو تلك.
مؤسف هذا الوضع، ففي أيام سابقة كانت الاحتفالات تتخذ طابعاً احتفالياً صارخاً وواسعاً تنشغل فيه كل المنظمات الحزبية في عشرات البلدان، أما الاحتفالات المركزية، فكانت تتخذ طابع العروض العسكرية والاحتفالات الفنية والرياضية والخطابية الواسعة. وفي معظم الاحيان كانت العمليات العسكرية يجري توقيت وقوعها مع ذكرى انطلاقة الفصيل، كما كانت تحضر الاحتفالات المركزية قيادات كبيرة من احزاب وحركات التحرر العربية والعالمية.
كانت الجبهة الديمقراطية منظمة كبيرة وفعالة، وكذلك كان حال الجبهة الشعبية، ولكن الأهم كان من منهما يحظى بالاعتراف بكونه التنظيم اليساري الاساسي، وكان ذلك حافزاً اضافياً لمزيد من العمل والتقدم.
انتهت قصة التنظيم الثاني في الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ان تقدمت حركة حماس إلى المستوى الذي هي عليه لتتقاسم مع حركة فتح، قصة التنظيم الاول، والاحتكار السياسي، وبفارق كبير بينهما وبين الفصائل الأخرى من حيث الوزن السياسي وحجم التنظيم والتأييد الشعبي.
وفيما كان سابق السنوات يسمح لكل فصيل باظهار بصمته وطابعه ونكهته الخاصة به، فان هذه الأيام، تشهد على تماهي الهويات بالنسبة لعدد من الفصائل خصوصاً الفصائل اليسارية ونقصد بها الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، فلقد ساهمت الظروف في تقارب هذه الفصائل، وفي دفع قضايا التمايز الخصوصية إلى زاوية بعيدة.
اربعون عاماً على انطلاقة الديمقراطية وأكثر منها بعام على انطلاقة الشعبية ليست تاريخاً عابراً، يمكن القفز عنه، أو الاستهانة به قياساً بوهن اللحظة السياسية، أربعون عاماً لا ينطبق عليها حكم التقدم في السن الذي يصاب به البشر، فتتالي السنوات يعني التواصل، والربط بين الماضي والحاضر الذي ينتظر تجديد الشباب في المستقبل. انه تاريخ مجيد من النضال الذي يميز مسيرة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأحد مهما بلغ من قوة ان يقفز عنه، أو يتجرأ على شطبه، فتلك السنوات لم تكن اعلام ترف، بل كانت مليئة بالتضحيات التي تراكم وتحضر لسنوات الانتصار.
نتحسر على تلك الأيام، ونتحسر على تراجع دور ومكانة فصائل اليسار، فيما هي اليوم ومنذ سنوات، تقيم قياداتها، ومراكز قياداتها وتتخذ قراراتها من داخل الوطن عكس ما كانت عليه وهي في الشتات.
عند الحديث عن دور فصائل اليسار ومكانتها في الحركة الوطنية الفلسطينية الراهنة، ليس للأمر علاقة بالحظ، أو بالرغبة، أو حتى بمستوى الاصرار على المواصلة، وانما بمكانة قوى اليسار على المستويين الدولي والعربي، وبطبيعة العصر، وايضاً بحجم الامكانيات التي تحوز عليها وتتطلبها ظروف النضال الصعبة والمكلفة جداً.
وفي الأصل أيضاً ثمة علاقة، وثيقة بين طبيعة البرامج والأفكار والصيغ التنظيمية، وبين مستوى التطور الاجتماعي، وطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة في المكان، وما ينجم عنها من قيم وثقافة، ومفاهيم.
لقد مثلت قوى اليسار نموذجاً خاصاً في سلوكيات واخلاقيات العمل السياسي والكفاحي، ورسمت لنفسها حدوداً تضبطها قوانين العمل الثوري، ولم تسمح لنفسها الانجراف نحو ثقافة وسلوك الأنا المقرفة، وتجاوز قوانين الصراع، والتجاوز على الدم.
أعتقد ان هذه الفصائل تدرك منذ سنوات، حاجتها لتجديد ذواتها، ومعاودة رحلة الصعود، لكنها لم تنجح حتى الآن، في تجاوز ذواتها إلى ما يحقق لها تجديد الشباب في ظروف صعبة على كل المستويات.
كنا وما زلنا نعتقد ان على هذه الفصائل ان تبادر إلى تجميع وتوحيد صفوفها، بما يؤهلها لاستقطاب آلاف الكادرات، والانصار ويجعلها قادرة على تشكيل قطب ثالث ينهي الثنائية الحزبية السائدة ويشكل ضابطاً حقيقياً قوياً للعلاقات الوطنية.
وبصراحة يمكن ان نستذكر بفخر الأدوار الريادية في مجال الفكر والسياسة والواقعية بالنسبة للديمقراطية، وأيضاً للشعبية وحزب الشعب، لكن مسألة النهوض في هذه الظروف لا تتصل بالضبط بمثل ما كان فلقد تراجع الانتاج الفكري، وتراجعت فرص المبادرات الكبرى، وما عاد بوسع أي فصيل ان يحقق قفزة في دوره وحجمه ووزنه رغم ان ظروف الانقسام والصراع بين حركتي حماس وفتح تتيح مثل هذه الامكانية. فقط خيار واحد هو المتاح، وهو خيار الوحدة بين الفصائل الثلاثة التي شكلت ما يعرف اليوم بجبهة اليسار، والتي لم تثبت جدواها حتى الآن ما يعني ان خياراً واحداً مطروحاً وهو الاندماج الكامل، فالوحدة هي المفتاح السحري للفوز والتقدم والنهوض فهل ننتظر احتفالاً واحداً بعد عام، وتاريخاً يلخص ويجمع تواريخ؟.



#طلال_عوكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج إلى وحدتكم...
- المرأة والحزب السياسي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طلال عوكل - خيار واحد أمام اليسار الفلسطيني