أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كفاح محمود كريم - الآخر بين القبول والتصنيع ؟














المزيد.....

الآخر بين القبول والتصنيع ؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 04:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليست الديمقراطية أقراصا مهدئة أو علاجا سحريا يرمم بناءات المجتمع الاقتصادية والسياسية الآيلة للسقوط والموبوءة بأمراض تكلست عبر أزمان ودهور ومناهج تربوية أكل عليها الزمان وشرب، بل هي ممارسة وسلوك ومنظومة أخلاقية لا يمكن حصرها بتداول السلطة السياسية فقط وهي بالتالي امتداد لتحضر المجتمعات وتقدمها في كل مضامير الحياة بدءً من القراءة والكتابة والتحول من البداوة إلى المدنية وصولا إلى أعلى مراتب التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
وتبدو موضوعة قبول الآخر واحدة من أهم مرتكزات الديمقراطية وممارساتها على الصعيدين الاجتماعي والسياسي وهي بذاتها العلة الأكثر تعقيدا وربما السبب الأكثر خطورة في ضآلة فرص نجاح معظم التجارب السياسية التي مرت وتمر بها منطقة الشرق الأوسط عموما والمحيط العربي خاصة وهي بالتالي سببا رئيسيا لنكوص المجتمعات وبطئ تقدمها.
إن مسألة قبول الآخر والتعاطي معه هي الأخرى ليست وصفة جاهزة للتنفيذ والأخذ بها بقدر ما هي نتاج نظام تربوي وأخلاقي واجتماعي تتميز به المجتمعات المتقدمة التي ينسجم فيها البناء الفردي والمجتمعي بما يحفظ حقوق الاثنين ومصالحهما وتتوازن فيها مصالح البلاد العليا مع مصالح الفرد المواطن دون ما تمييز في العرق أو الدين أو الرأي، وهي بالتالي معادلة قيام الدول المتحضرة ومجتمعاتها المتقدمة.
إنها بحق عملية تربوية وأخلاقية تبدأ من الأسرة ومن ثم المدرسة ومناهج التربية والتعليم وصولا إلى الجامعات و مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، وفي كل ذلك تحتاج عملية التحديث هذه إلى دور الأم والأب والمعلم بدرجة أساسية لوضع أسس صحيحة لزرع مفاهيم البناء الديمقراطي للمجتمع ومنها بالتأكيد المرتكز الأساسي الأكثر أهمية وهو قبول الآخر.
لقد اعتادت معظم الأنظمة السياسية الحاكمة في هذه المنطقة وغيرها من العالم المولعة بالشموليات والاوحديات أن تبتكر نماذج من الديمقراطية وتمنحها أسماء وأصناف ومواصفات بحسب موديلات تلك الأنظمة وطبيعة سلوكها حيث ذهبت الكثير من هذه الأنظمة إلى ابتكار أنواع وأصناف من الديمقراطية للالتفاف حول مفهومها الأصلي في تداول سلمي للسلطة وقبول الآخر واحترام الرأي المختلف، وهي بالتالي تنتج ( آخرا ) حسب ما يتوافق مع نظامها لتزين به تجاربها السياسية وأنظمة حكمها الاستبدادية، ولعلنا نتذكر تلك الأحزاب والجمعيات التي تصنعها دوائر المخابرات لتزين بها جبهات وطنية تدعي قيادتها للدولة كما عمل النظام السابق ( وأشباهه ) في تكتيكاته بتصنيع ما كانت تسمى بالجبهة الوطنية والتقدمية ومن ثم الالتفاف على عناصرها الأصلية ومحاولة إفراغها وتصنيع ( آخر ) حسب القياسات والمواصفات المطلوبة من النظام الحاكم وتزيين عمليته السياسية بأحزاب و( آخرٍ ) مدجن بموجب ما تقتضيه مصالح النظام والثقافة الأحادية.
وإزاء هذا الإرث والتراكمات المتكلسة من مجموعة القيم التي كرستها الأنظمة السابقة سياسيا واجتماعيا ونفسيا، تحتاج مجتمعاتنا إلى تحديث شامل للنظام التربوي ومناهجه وعناصره في كافة المراحل، وإحداث تغييرات نوعية في بنية المجتمع وتوجهاته وفصل الدين عن الدولة وإعطاء المرأة دورها الأساسي الفاعل في تطوره وانتقاله من ثقافة القرية والبداوة إلى الثقافة المدنية والسلوك الديمقراطي وقبول الآخر.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداول السلطة والقطار الديمقراطي
- النظم السياسية والاصولية الدينية
- جمهورية القرية!?
- العراق والمواطنة
- دكتاتورية الهزائم
- استنساخ المزايدات وذبح غزة ؟
- البحث عن بطل من ورق ؟
- الشرق والهروب من الحرية؟
- الشرف المعلق !؟
- ذيول الذيول
- الانتهازيون وتدهور القيم الاجتماعية !
- ( العراق بين الاسلاف والاخلاف )
- الحيتان تغزو العراق ...؟
- بقايا الإمبراطوريات والمثلث الملتهب!
- ( التعصب القومي والتشويه الديموغرافي في العراق )
- ( همسات تحت المطر )
- الموصل.. تاريخ مشرق وحاضر بائس!؟
- ( الموصل.. بين الحكايات وواقع الحال ؟ )
- يا بؤس من يعادي شعباً ؟
- في الموصل: تمخض الجمل فولد فأراً !؟ *


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كفاح محمود كريم - الآخر بين القبول والتصنيع ؟