أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة البوزيدي - ورقة من ذاكرة ممزقة














المزيد.....

ورقة من ذاكرة ممزقة


حمزة البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 05:56
المحور: الادب والفن
    


ا تهرب، الوقت وقتك حيث تنفرد بالهوام، عاشق حائر، دورة غير مكتملة، صرخات تأتي بعد لحظة صمت لتكسر الصمت للأبد، أتستطيع ذلك، جرب لن تخسر شيئا ؟

نعم أنت بببطن الليل، تستمع لنعيمة سميح، تشرب حساء ساخناً، إنها تغني عن جرحها الذي لا يريد أن يلتئم، كم يلزمك لتشتكي من كل شيء عاث بحياتك فسادا، من فقر مدقع ، حبيبة متكبرة ، ونوم يمتنع كما ناديته كغانية في قمة الحسن والجمال ، ولكنك تعرف أن هاته اللحظات لا تُشترى بكنوز الدنيا حيث الكل غط في سباته ولم يبقى مستيقظا إلا عابد زاهد أو سكير عربيد أو مجنون ضاقت الدنيا بآهاته وفلسفته التي لا تسمن ولا تغني من جوع ....يومك انقضى ولم يبقى لك سوى الفراغ، حبيبك هجرك وأنت لست متاكدا أنه قد يعود، تضع الأمور على تكهناتها وتأمل أن يحدث المستحيل، مع علمك اليقين أنه لن يحدث، لا تكلف نفسك عناء دمعة..

قالوا أن الدنيا كلها لا تستحق الدمعة المزورة التي قد تشعر بأنها حقيقية في لحظة من اللحظات، ربما لضعفك أو لنفاذك إلى عين الحقيقة، ربما لأنك انتهيت بشكل قاطع ولم يتبق منك إلا جلد جلف .. ربما لأنك بكثرة ما أدمنت رؤية الحقائق التي تختفي كثيرا ولا تظهر إلا كفزاعة تثير الرعب فيك من هول صراحتها ..
لا تذكريني بها يا هاته، أتركيني كما الماضي، أجتر الحكايا وحدي وكذا اللعنات، أتركيني أضع الملح في جرحي ومعه الفلفل الذي لم يكتب أن آكله، فكان دواء لجرحي، أتركيني كي أعد الساعات التي تمر ، التي ترتحل، التي تهدمني ...
جرحي الذي لم يكن غير كفرها بكلمة الحب وكل ما اشتق منها، اعتبارها له ضعفا لا يليق، وعنوان لرجل لواقف في محطة القطار ، ينظر له الكل بسخرية ، لأنه خدع بانتظاره لحافلة الحب التي ما وجدت لتأتي.

قد قلتها، وكررتها وأعدت التكرار. كبريائي لن يحتمل، أتدرين ربما الكبرياء ليس له محل من الإعراب في جملنا التي لا تبتديء بفعل، لأنها فقط إسمية احتشمت وانزوت كعذراء خلف كلمات جامدة متوارية، ولكنها ساخنة كجحيم لظى... تأكدت أن الكبرياء لا محل له هنا لأنه كما قالوا لي والعهدة عليهم، عندما أكون وإياكِ شخصا واحدا فلن تكون هناك كرامة لشخصين، بل كرامة واحدة وكبرياء واحد، أشفق من ذلك اليوم الذي يندمجان فيه ...

... سقط كل شيء، وامتنع الواحد عن الآخر حتى من بسمة، فهل كنا نعبر عن حقيقتنا؟ ثم ما هي هذه الحقيقة؟ أحب حتى الموت أم احتراق للوهم على عتبة التكبر هذه المرة والحقيقة مرة أخرى؟

فر من قسورة، تاركا إياكِ تحملين قلبه الذي يقطر دما ، فر وهو يعرف جيدا أنه لن يستطيع الصبر طويلا قبل أن ترحل الروح عن جسده الطيني المادي لتعود إلى حيث سكناها ، بين دفتي صدرك ، هناك حيث اختبأ ما سموه قديما بالفؤاد ، لو كان لي الحق في إعادة تسميته لأسميته اسما أكثر بشاعة من كل أسماء الرؤساء العرب ، ولكن لم يكن يحق لي سوى أن أتمسك به أينما حل وارتحل وأداريه، أواسيه ، أربت عليه . اليوم ، لم يعد مني ولم أعد منه ، قد تربطني به ذات يوم علاقة قرابة ، أنا الآن أتبرأ منه مذ سكنك ورحل عني مفضلا إياك . أبلغت الخيانة هذا الحد؟ ربما لم يعرفوا انفصامية الذات بخيانة القلب لصاحبه، و انفصام الفؤاد عن العقل في مفترق طرق قرر فيها الأول أن يحس والآخر أن يفكر، وتمزقتُ بينهما عندما قررا أن يعبرا طريقا متعارضا ... كنت أستجدي أحدهما ولا من يسمع منهما وكنت الضحية الأولى والأخيرة.

وأصبحت بلا عقل ولا قلب ، لا إلى هذا ولا إلى ذاك ، كنت أفكر بالرجوع إليها ، باستجدائها علها تعيد لي قلبي ، ستتمعنني كثيرا ثم تقول بغرور : ليس لك قلب عندي ، ألم أقل لك أنك ستعود لي غصبا عنك؟ ها أنت عدت ، لا أريد أن أقولها لك ولكن القلب الذي يحبك لم أعد أمتلكه .... لا لا ، لا يمكن أن أعود متملقا إياها ، أنا آدم وهي حواء ولن أستجديها أبدا ، هي من يجب عليها فعل ذلك ، هي من كسرت بيننا كل جسر ، هي من هاجمت عشقنا بمجانيق الشك .

لن أبيع كبريائي بلحظة ضعف لا تلبث أن تنقضي بذات صفعة قد أتلقاها منها ، لإخلاصي ووفائي ، أيها الحب الذي رافقنا للمقابر يوم كنا ننوي دفن أحاسيسنا فأبى إلا أن يحيها بقبلة منه ، بلمسة ، بتذكر بليد قد كان عليك أن تترك اللحد يحتضنها قبل أن تجعلني بائسا يائسا و كناس شوارع...

أتستطيعين نسيان كل ما مضى على قلته، وهجران كل ذكرياتنا وإن لم تكن سوى بوح يتيم وجد دفئا وحنانا في تخاطبنا ، أتدرين ، يخيل لي أنني أستطيع رغم أنني لن أقدر.. الحسرات لا تزال تحفر عميقا في القلب والعبرات الساخنة لا زالت ترطب الخدود ، وحرفي لا يزال في أوج ناره ، قد لا أستطيع النسيان وأنا أهوي من هوة سحيقة حقيقية هاته المرة ، وككل الظنون التي لحقت بي كنت متأكدا أن الزمن سيخونني كما اعتاد وسيكون الحظ بجانب الآخرين دوني ، انغلق الفؤاد فقالوا لي أشرعه يجعله النسيم رطبا طريا ، قلت قد قسا وما لقساوة الإحساس من دواء، كيف يلتئم جرح قد نزف كثيرا ونكيء مذ فتحه بالسموم...
أغمض عينيك ، تحرك خطوتين إلى الأمام ، انتظر فهنا ممر القطار.

تركت له تجهمها بين عينيه ورحلت، دون أن تداوي جراحها، رحلت بعد أن رماها بنبل حاد، بسيف ماض، بسؤال بليد: لماذا تسألين عن حالتي، أهناك فرق إن كنت بخير أو كنت غير ذلك ... لمّا رحلتِ كان ينوي غير ما قاله ولكنه كان وقلبه في شد وجذب وأبان هاته المرة أنه بإمكانه إخفاء اللهيب الذي يستعر في داخله، ولكن كان يعرف أنه فاشل تماما في إطفاء جذوته ، إذ تأكد من زمن بعيد أن اللهب لن يخبو حتى يتفطر القلب، أو يهلك صاحبه، لذلك صاحبه منذ عرفها؛ شعور بضعف شديد كلما تذكرها ، لم يكن يدري أن ذلك الشخص المعروف بكبريائه سيضعف يوما مهما كانت حواء التي يواجه ، الآن وقع كما يسقط رجل عصابات محنك في شرك محبوك من قبل ...



#حمزة_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن المفقود


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة البوزيدي - ورقة من ذاكرة ممزقة