أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة















المزيد.....

اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 787 - 2004 / 3 / 28 - 10:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


ماذا تريد إسرائيل من وراء اغتيالها لأحمد ياسين
أمريكا أعطت الضوء الأخضر وتبعتها الدول العربية بذلك

سابقة اغتيال القادة الميدانيين وتطور أسلوب الاغتيال ليطال القادة السياسيين ليس بظاهرة جديدة عند الدولة المزعومة إسرائيل ففي تاريخ (31-7-2001م) نفذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت اثنين من أبرز قادة الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" -وهما الشيخان: "جمال منصور" و"جمال سليم"- ومرافقيهما، والتي استشهد على إثرها صحافيان وطفلان، وقبلها مذبحة شهداء فتح الستة، وتواصُلت سياسة اغتيال القيادات السياسية الفلسطينية.. كلها شكَّلت نقلة نوعية في سياسة الاغتيالات التي شرعت فيها حكومة باراك السابقة بحق قادة العمل الفلسطيني المقاوم في الضفة الغربية ونشّطها شارون.
فمنذ أن قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ أول عملية اغتيال في انتفاضة الأقصى بتاريخ (19-11-2000م) والتي استهدفت الشهيد "حسين عبيات" أحد كوادر الجناح العسكري لحركة "فتح" في منطقة "بيت لحم" -حرص الجيش الإسرائيلي على استهداف من يعتقد أن لهم علاقة بالعمل العسكري بشكل مباشر.
لذا جاء اغتيال الشيخين جمال سليم وجمال منصور، وقبلهم نشطاء فتح الستة؛ ليعكس نقطة تحول في سياسة الاغتيالات التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي، على اعتبار أنها أحد أهم الوسائل الكفيلة بإجبار حركات المقاومة الفلسطينية على وقف نضالها ضد إسرائيل، كما تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وفي سابقة كانت الأولى من نوعها لاغتيال أمين عام لمنظمة فلسطينية في الانتفاضة الحالية بعد أن قامت باغتيال الشهيد البطل فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في مالطا, فقامت بتاريخ 28/8/2002 طائرة إسرائيلية على إطلاق صاروخ على مكتب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبوعلي مصطفى مما أدى لاستشهاده, مما حذى بالأمين العام الجديد المنتخب الرفيق احمد سعدات لإرسال خلية عسكرية نفذت اغتيال الصهيوني زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" والنائب في الكنيست ووزير السياحة رحبعام زئيفي (75عاماً), كرد على اغتيال الأمين العام السابق وما سبقه من ردود بعد أن طالت لعنة الانتقام الطبقة السياسية التي تحظى بأفضل أنواع الحماية التي توفرها أجهزة المخابرات المتعددة الأسماء. وما يضاعف أهمية الحدث مسارعة الجبهة الشعبية إلى تبنيها العملية دون أي تردد أو إيحاء بالخوف من الرد الصهيوني المؤكد، ما يعني أن المعركة دخلت مرحلة جديدة عززها إقدام استشهادي من الجبهة الشعبية أيضا، بعد ساعات قليلة من صرع زئيفي، على تفجير نفسه قرب حاجز عسكري إسرائيلي شرق مدينة غزة ما أدى إلى استشهاده وإصابة اثنين من جنود الاحتلال بجراح خطيرة، لتدخل بذلك في طريق العمليات الاستشهادية الذي اقتصر إلى حد كبير على الجهاد الإسلامي وحماس وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح, وعلى الفور باشرت السلطة الفلسطينية بأمر من الحكومة الأمريكية والإسرائيلية على اعتقال الأمين العام والمقاتلين الأربعة الذين نفذوا عملية الاغتيال بحق وزير السياحة وتسليمهم ليوضعوا تحت حراسة القوات البريطانية والأمريكية والموساد في سجن للموساد في مدينة أريحا فكانت إسرائيل باغتيال أبوعلي مصطفى تفتح على نفسها باب جهنم بمصراعيه فعلى اقل تعديل قامت إسرائيل بتحريك الروح الثورية الراكدة في أجساد الثوار وتحديدا من الجبهة الشعبية ففي لقاء مع احد مسئولي الجبهة الشعبية – عبد الرحيم الريماوي بعد اغتيال أبوعلي مصطفى في غزة مع جريدة البيان الإماراتية أكد المسئول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عددا كبيرا من أعضاء جبهته وكوادرها الذين كانوا تركوها سابقا، عادوا إليها بعد اغتيال أبوعلي مصطفى الأمين العام للجبهة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول أن هذا ليس غريبا على أبناء الجبهة الشعبية الذين عرفناهم على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية. وأضاف أن اغتيال أبوعلي مصطفى ترك أثرا كبيرا في نفوس الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم، فكيف بأبناء الجبهة الشعبية الذين عرفوا أبوعلي مصطفى جيدا، وهو الذي ترك بصمات واضحة في الجبهة فكان ذلك فرصة لهم كي يعودا إلى صفوف جبهتهم، مشيرا إلى تكرار هذه الظاهرة في محطات عدة من قبل في تاريخ الجبهة.
وقال أن الرفاق السابقين الذين غادروا صفوف الجبهة شعروا بخسارة عظيمة بعد اغتيال أبوعلي مصطفى، فعادوا دون دعوة من احد وانخرطوا في المسيرات التي انطلقت عقب الإعلان عن اغتيال مصطفى، واستمر عملهم فيما بعد في صفوف الجبهة. وأكد ان نحو 3 آلاف من أعضاء الجبهة الشعبية وكوادرها الذين تركوها في قطاع غزة وحدها عادوا إليها,
باعتقادي إن مثل ردة الفعل هذه توقفنا أمام خيارين اولهما
إما إن إسرائيل من خلال عمليات التصفية للقادة السياسيين تهدف إلى توسعة باب المعركة حتى تحصد اكبر عدد من المقاتلين الفلسطينيين وهي تلقائيا تقوم بإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع الطرف الاستسلامي العرفاتي من ناحية, ومن ناحية أخرى هي لا تريد إن تقف الانتفاضة إلى الحد الذي وصلت عنده إلى بعد إن تكون قد انتهت من رسم الحدود التي تريد إن يبقى الفلسطينيين بداخلها وهذا ما ظهر بعد ذلك في السور العنصري التي قامت بإنشائه بحجة منع الفدائيين من الدخول لداخل الدولة المزعومة لتنفيذ عمليات..
أو إنها لا تعي ما تقوم به وهذه مغالطة تجاه إسرائيل التي يقف خلفها دولا عظمى بالعالم كأمريكا وبريطانيا.
عبر هذا السرد البسيط أو المراجعة التاريخية لتاريخ إسرائيل في تصفية القادة السياسيين كانت إسرائيل تجد دوما مبررا للاغتيالات التي تقوم بها ضد القادة السياسيين على أنهم ليسوا قادة سياسيين إنما قادة عسكريين فهي مثلا تتهم أبو على مصطفى أنهم ومنذ اللحظة الأولى لعودته للأرض المحتلة قام بإعادة ترتيب صفوف الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ووقوفه وراء أكثر من ستة عمليات عسكرية نفذها الجناح العسكري منها أربع سيارات مفخخة أوقعت العديد من القتلى الإسرائيليين, ولكن النوعية الغريبة التي ارتكبتها إسرائيل حين أقدمت بتاريخ 21/08/2003 على اغتيال إسماعيل ابوشنب احد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الذي كان رجل الربط كما يسمونه بين حماس و منظمة التحرير فشكل اغتياله ردة فعل عكسية لدى حماس فخففت بشكل ملحوظ عملياتها في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وظل حتى الركود ظاهرا في حماس حتى بعد قيام إسرائيل بعدة عمليات اجتياحات وتصفية عدد من قادتها الميدانيين دون رد يذكر على عملية تصفية ابوشنب مما حذى بالمحللين السياسيين للتساؤل, فسر البعض هذا الركود بأنه محاولة من حماس لتهدئة الأوضاع في الداخل للحفاظ على الوحدة الوطنية وتحديدا مع التيار الاستسلامي التفاوضي الذي كان في اشد الظروف يسعى جاهدا متنازلا عن كل الحقوق والثوابت الفلسطينية مقابل إبقاء حبال التطبيع والتفاوض مع إسرائيل باقية, بل وتطور الوضع إلى دخول حماس إلى حلقة الحوار مع السلطة إلى جانب المنظمات الفلسطينية الأخرى برعاية المخابرات المصرية,
إلا إن هذا الوضع لم يستمر طويلا حين قامت إسرائيل بمذابح ضد الشعب المحاصر الأعزل في غزة وضرب بنية المنظمات العسكرية وأهمها حماس في غزة فكان رد الفعل الطبيعي لحماس اشتراكها مع كتائب شهداء الأقصى التي تدعمها حركة فتح للقيام بعملية مزدوجة في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
المفاجأة التي هزت الجميع إقدام المجنون شارون بتوقيع قرار اغتيال الشيخ ياسين بضوء اخضر أمريكي بريطاني, هذا التطور الغريب جاء كوقع الصاعقة على الجميع ودعا الجميع للتساؤل لماذا ياسين تحديدا ؟
لماذا هذا الضوء الأخضر من بريطانيا وأمريكا والدول العربية ؟
ببساطة الموضوع إن احمد ياسين تحديدا هو الفتيلة الوحيدة التي من الممكن إن تعيد النار مرة أخرى إلى الاشتعال وهدم كل ما تم بنائه من اتفاقات برعاية المخابرات المصرية أولا
ثانيا إن أمريكا تريد من إسرائيل إن تفجر الوضع مرة واحدة حتى تستطيع لملمة الوضع فيما بعد بسرعة اكبر بعد إن يتم تصفية وتدمير ما تبقى من بنية المقاومة التي تسميها البنية التحتية للإرهاب ومن يمكن إن يقف مستقبلا بوجه الحلقات القادمة من المفاوضات حتى تحصل في النهاية على استقرار شامل وكامل للمنطقة واختارت هذا الوقت بالذات الذي تعاني المنطقة كلها من اضطرابات في العراق وغيرها ضد أمريكا وإسرائيل.
إن أمريكا تعلم يقينا إن الانتخابات قد باتت قريبة إلى حد لا يسمح بإبقاء أي كرت رابح لم يكشف بعد
وان أمريكا التي صورت المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس أمام الرأي العام العالمي هي منظمات الإرهاب التي باتت السبب في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط, بحاجة لان يكون الشيخ ياسين كرت أخر رابح في انتخاباتها القادمة للرئيس يوش ولشارون أيضا حتى يحفظان مكانتهما أمام الرأي العام وهذا ما أكده القادة العرب جميعا عبر انخراس الجميع عن القيام برد فعل حقيقي تجاه ما قامت به إسرائيل فاعتبره العالم والرأي العام العالمي على انه اعتراف ضمني بمخطط إسرائيل وأمريكا للقضاء على الإرهاب العالمي .
نقطة أخرى وراء اغتيال ياسين هي واضحة وصريحة تقدمها أمريكا للمفاوض الفلسطيني إن أمريكا وإسرائيل رأت من خلال الانتفاضة أنها حولت حماس التي تمثل التيار الإسلامي بشكل بفلسطين إلى بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية فخشيت إسرائيل ومن خلفها أمريكا وبريطانيا أنها تفتح باب النار على نفسها من الداخل خشية إن تعيد تيار عرفات الذي تم ترويضه إن يقوم بالتمرد على سيد الحظيرة التي روضته بها.
فردود الفعل التي جاءت من عرفات عبر كتائب شهداء الأقصى ونشاط مقاتلين لهم مرجعية لمنظمة التحرير ادخل لداخل إسرائيل الهيبة إن تعود لفتح باب المعركة مع المنظمة مرة أخرى.
فكان اغتيال الشيخ ياسين بمثابة إعلان الحرب على حماس وهي بعبارة صريحة ترسل رسالة للمفاوض الفلسطيني إن خيار الدولة المشوهة التي وعدتها بها لا يزال قائم لا محال وعن قريب ولا بديل للمفاوض الذي جاء من رئاسة المنظمة.
إسرائيل تعيد فتح الباب لدى المفاوض الفلسطيني لإعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى واستعارة الأقلام الأمريكية التي سيوقع بها على اتفاقيات التخاذل لكبح جماح المنظمة مرة أخرى.
في هذه اللحظات لا بد من توجيه رسالة إلى التيار الاستسلامي المستفيد الوحيد بعد القيادات الأمريكية والإسرائيلية في انتخاباتها إن إسرائيل كما أمريكا مع أصدقائها أمثال طالبان وصدام تؤمن بمبدأ الأسد في قصة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) أي إن من يجلس بحضنها اليوم سيسقط بسلاحها غدا, وهذا ما يؤكد مقولة الثائر العالمي تشي جيفارا حين قال: (إن من حمل البندقية في وجه الإمبريالية يوما لا يحق له إن يسقطها, لأنه لو أسقطها حفرت له الإمبريالية قبرا )
لقد عانت إسرائيل الويلات من قوة الثورة الفلسطينية, ومما زاد خسائرها ترابط الصف الفلسطيني وهذا ما أكدته الإحصائيات التي خرجت بها الانتفاضة الفلسطينية, ففي إشارة بسيطة في إحصائية سابقة جاء فيها
إعلان الشرطة العسكرية الإسرائيلية إنها اعتقلت خلال 24ساعة أكثر من 120 جنديا هاربين من الخدمة العسكرية لأسباب مختلفة منها الخوف على حياتهم من عملــيات المقاومة وأسباب اقتصادية‚ وكشفت الشرطة عن إن حملة الاعتقالات التي تمت تأتي في إطار حملة شاملة تهدف إلى اعتقال ما يربو على 2700 جندي هارب من التجنيد غالبيتهم جنود احتياط‚ وكانت مصادر عسكرية قد أعربت عن قلقها من تزايد ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية وهذا كان من النتائج المحبطة بالنسبة للإسرائيليين وانعدام ثقتهم في نتائج أكثر ايجابية في ما تقوم به إسرائيل من عمليات عسكرية ستحقق لها الأمن كما تزعم.
إلى جانب ردود الفعل الدولية تجاه إسرائيل وبدء سقوط حلفائها وحلفاء أمريكا بعد سقوط التيار اليميني الحاكم في أسبانيا وصعود التيار التقدمي اليساري إلى الحكم, الذي كان أول أعماله سحب القوات الأسبانية من العراق وانتقاد أعمال إسرائيل الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني المشروع بالدفاع عن نفسه, وأيضا موقف باريس حين أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية هيرفيه إن فرنسا «تدين بشدة» سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل وهي عمليات «مخالفة للقانون»‚ وقال إن «فرنسا تذكر بموقفها الثابت بشأن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل: إن هذه العمليات المخالفة للقانون لا تشكل ردا مناسبا على قلق إسرائيل المتعلق بالأمن وتساهم في تدهور الوضع‚ وتدين فرنسا بشدة هذه الممارسات»‚ وأضاف لادسو «بالتالي إننا ندعو مجددا الحكومة الإسرائيلية إلى درس عواقب عملياتها جيدا والى ضبط النفس‚ وفي المقابل‚ ندعو السلطة الفلسطينية وحكومتها إلى تكثيف جهودها لوقف دوامة العنف وفرض الأمن في الأراضي التي تسيطر عليها»‚ والكثير من ردود الفعل العالمية التي جاءت مشرفة ومبشرة أكثر من أي رد فعل عربي مبطن خائف.
وفي النهاية لا بد من رسالة يتم توجيهها إلى المفاوض الفلسطيني حامل الأقلام الأمريكية, هل يعي المخدوعون بسراب الوعود الأمريكية الإسرائيلية إلى أين هم.. ماضون والى أين سيسيرون بالشعب الفلسطيني وأي هاوية يمكن إن نقع بها جميعا ؟! وأي حفرة تحفرها إسرائيل لنا ؟ ومن هو الزعيم السياسي القادم الذي تخطط إسرائيل لان تغتاله بدم بارد وبمباركة عربية أمريكية بريطانية ؟
هل يدرك الذين ظنوا أن الصهيونية العالمية و..اسرائيلها يمكنها إن تكون غير ما سعت إليه ونذرت نفسها لتحقيقه طوال 56عام مضت ؟! أما إن الأوان إن نفيق على ما يخطط له الكيان الصهيوني ويؤمن به من »المرحلية« في التكتيك الصهيوني والوقوف عنده بشكل جاد وحقيقي والذي يبقى في إطار الاستراتيجية الشاملة التي ترفض كل شكل من أشكال المساومة و.. التفريط!!
بدون فهم هذه المفاهيم الأساسية الموغلة في سياسة الصهيونية العالمية والتي ترأسها أمريكا وإسرائيل والتي تجاوزتها الإنسانية، منذ مئات السنوات، يتعذر فهم دوافع وغايات الأحداث والوقائع التي مرت وتمر بها قضيتنا الأممية في فلسطين بشكل خاص، وفي غير فلسطين من أرجاء العالم، بشكل عام مرورا بأبادة الهنود الحمر وفيتنام وهيروشيما ونكزاكي والعراق ودير ياسين وقانا والفاكهاني !!
كل المواثيق والاتفاقات والمعاهدات التي عقدها أو.. يعقدها الصهاينة مع أي طرف أخر هي.. معتمدة ما دامت تخدم الغايات الصهيونية المموهة، أما حينما تصطدم أو تتعارض مع هذه الغايات، فهي.. بكل تأكيد، ملغاة فضلا عن كون احترامها والتقييد بها محرما..!! ونظرة خاطفة إلى جميع المواثيق والوعود والاتفاقات والمعاهدات التي تظاهرت القيادات الصهيونية الإجرامية بقبولها، بدءا من وعد بلفور وحتى اتفاقية اوسلو و.. خريطة الطريق، مرورا بتخديرات تينيت وميتيشل ووادي عربة كافية لإثبات إن القبول بالتفاهمات والاتفاقات والتوقيع عليها، ليس إلا من مقتضيات التكتيك المصمم لخدمة الاستراتيجية الصهيونية!!
والكارثة.. جوهر الكارثة ليست نابعة بالأساس لا من إسرائيل ولا من الدول الاستعمارية المجرورة بخديعة اليهود ولكنها من غياب الوعي وتشويه المفاهيم لدى شعوبنا العربية ولدى قياداتها وشركاتها السياسية التي ما زالت تتنطع لقيادة الصراع المصيري بعقليات رجعية وأنظمة بالية متهالكة منخورة بالفساد والجبانة والحرص على ترسيخ حالة القطعانية في مجتمعاتها!
هذه المؤسسات السياسية المتزعمة هي التي دفعت القيادة الفلسطينية إلى الانزلاق بأوهام السلام ومواثيق الصلح مع الدولة الصهيونية المزعومة التي لا معنى للسلام في قاموسها، إلا اغتصاب المزيد من الأرض، ولا مدلول للصلح إلا المزيد من ارتكاب المجازر والقتل والتهجير والقمع.
هذا يعني أن مهادنة الاغتصاب هو بمثابة دعم له فكيف عندما يجاهر الاغتصاب برفضه للمهادنة؟

يجب الدخول عميقا فيما أقدمت عليه إسرائيل من جريمة غير مبررة من اغتيال الشيخ احمد ياسين واغتيال كل أمل بالسلام معه، ربما ساهم في دفع بعض الرؤوس الخفيفة إلى شيء من التأمل والمراجعة فلا تنجرف بسراب الوعود الأمريكية والصهيونية ضد شعبها وضد بلادها وضد مصيرها هي نفسها.
المصير الواحد يجب إن يكون فلسطينيا واحدا موحدا على أساس دعم المقاومة والإسراع بكسر كل جسور التفاوض مع إسرائيل قبل إن تصبح هذه الجسور, جسور مرور الآخرين على أجسادنا وجسور عبور نعوشنا في حرب طائفية فلسطينية – فلسطينية إلى دوامة ينتهي بها الصراع إلى فنائنا وتكرار تجربة الهنود الحمر نتيجة انجرارنا خلف قيادة هزيلة أكلت أجسادنا مقابل التوقيع على أوراق صهيونية أمريكية ؟
قبل إن نصبح كلنا بلا استثناء كبش الفداء للمساوم الفلسطيني وعربون صداقة العرفاتيين مع الصهيونية العالمية
يجب الوقوف بوجه المفاوض بشكل جاد وتحطيم أقلامه وإعادة رص الصفوف على أساس الوحدة الوطنية أولا وأخيرا....


مهند عدنان صلاحات
كاتب وناقد سياسي فلسطيني
طلوزة / نابلس
فلسطين



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال ...
- للقهوة صباح اخر
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة