أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التعديل الوزاري الأردني














المزيد.....

التعديل الوزاري الأردني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:08
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أكن أحلمُ يوماً بأن أكون وزيراً أردنياً, ولكن التعديل الوزاري أو الدعاية حول التعديل الوزاري جعلتني أفكرُ بمستقبلي السياسي , فإن لم يكن لي في وطني مستقبل سياسي فهذا يعني أنه لن يكون لوطني أي مستقبل لا سياسي ولا ثقافي ولا ما يحزنون على الإطلاق .
لم أفكر يوماً إطلاقاً بأن أكون وزيراً , وأعتقدُ أن كثيرين غيري لم يكنوا ليفكروا بمثل تلك المشاريع الخاسرة جداً , ولكن بإعتقادي أن الذي يجعلهم يفكرون بحمل حقيبة وزارية هي نفس الأسباب المرتبطة بي دلالياً ومعنوياً : فأنا حقاً مقموع ومحروم من المشاركة السياسية والثقافية , وهنلك عيون تتربصُ بي وتلاحقني في كل مكان , لدرجة أنهم يراقبون دخلي إذا زاد عن النسبة التس سمح بها الله قاسم الأرزاق ومُقلّب القلوب سبحانه على كل شيءٍ قدير .

حتى أنني نبهت على زوجتي وعلى الأولاد بأن يبقوا باب الدار مفتوحاً في هذا الشهر البارد جداً من شهور فصل الشتاء ,وأشعرُ أن هذا الشهر أبردُ جداً من دماء الذين يدعون أنهم من ذوات الدم البارد, وقد حذرت حتى الجيران الذين يزورونني وقلتُ لهم : خلوا باب الدار وراكم مفتوح , على شان إذا أجوا ما يتحججوش إنه كان باب الدار مغلق , أنا باب داري مفتوح للجميع ولكافة الفصائل ...الأردنية والفلسطينية واللبنانية والعراقية وأحترم الجميع , والجميع لا يريدونني بينهم .

وبعدين أنا اليوم جداً سهران وشربتُ كثيراً من القهوة خشية أن يأخذني النومُ والنعاس ُ , فلا أريد منهم مثلاً أن يتصلوا بي ويجدونني نائماً لكي يقولوا : إحنا رحنا عليه بس كان نايم , وإتصلنا بيه بس كان نايم , ما حدى برد على التلفون ...هذا أفلام قديمة بالأبيض والأسود ومحروقه .
وأيضاً صعدت لسطح المنزل وقمتُ بمراقبة الشوارع خشية أن يكون الشارع المؤدي لبيتي مزدحماً وكلما شاهدتُ إزدحاماً كنتُ أقوم بنفسي للنزول للشارع وتنظيم حركت السير به .
وكذلك إتصلتُ بإصدقائي جميعاً وقلتُ لهم :إذا في حدى بسألكوا عن داري دلوه عليها , مش تبخلوا عليه , يمكن يكون واحد بسأل عني على شان التعديل الوزاري ..فقالوا لي : ما حدى سأل عنك غير الجُباة , جابي الكهربه سأل عنك , وجابي المياه سأل عنك , فقلتُ لهم : ماشي كويس بس إذا في حدى غيرهم سأل عني إحكوله عن داري ...وإحكوله أنني في هذه الأيام متوفرٌ بكمياتٍ هائلةٍ.
طبعاً أنا في بلدتي ما فيش حدى غير بعرف داري وخصوصأ , إلبدهم كُتب أو البسألوا عن كُتب .
وكذلك رقم هاتفي النقال فهو سهل جداً للحفظ وقمتُ اليوم أيضاً بالإتصال بشركة موبايلكم أورنج وطلبتُ منهم عدم حجب رقمي الهاتفي , وقلتُ لهم إذا حدى سألكم وطلب منكم رقمي أعطوه , على شان يمكن يكون في تعديل وزاري .

وصدقوني إن لم يكن لي مستقبلٌ زاهراٌ في وطني فهذا يعني أنه لن يكون لوطني أي مستقبلٍ على الإطلاق وأنا كعلماني أحترم الجميع يجب أن يكون لس مستقبل , وما ممارسات النظام الأردني معي إلا تشبيهاً أو مثيلاً للحصار الذي تضربه إسرائيل على غزة .
فحتى هذه اللحظة لم يعترف بي وطني كأردني مبدع حتى أن رابطة الكتاب يرفضون طلب إنتسابي وبالرغم من أنني قدمت مشروعاً فكرياً وكتاباً عن المرأة غير أن مؤسسات المجتمع المدنية الأردنية الخاصة بالمرأة قد رفضت مشاراكاتي في كل نشاطاتها .

إن لم يكن لي مستقبل أدبي في وطني الأردن فهذا يعني أنه لايوجد لوطني الأردن أي مستقبل وسينتهي وجوده عن الخارطة والكرة الأرضية , فكاتب مثلي تعترف ُ أفضل المنظمات العالمية ولا يعترف به وطنه فهذا يعني أنه لايوجد لوطني مستقبل إطلاقاً .

ولا يتحقق مستقبل الوطن إلا بوجود مبدعيه على الخارطة ولطالما لا يوجد أديب أردني عالمي مؤثر ٌ في العالم طالما أنه لا يوجد للأردن مستقبلٌ زاهر ٌ .

كيف مثلاً سأرفعُ أنا شعارا : الأردن أولاً؟ إذا كان الأردن نفسه يريدنا أن نكون في المؤخرة !؟؟
ولا يريدنا أن نشارك في صناعة الثقافة المحلية والعالمية ؟
وكل الذين يستدعيهم وطني للمشاركة في حملاته السياسيبة يدفع لهم مبالغ نقدية عاليةً أما أنا فإنني لا أطالب بأي مبلغٍ أنا أشارك بالمجان ومع ذلك لا يستدعيني للمشاركة .

أنا في شهر مايو القادم سوف يكون عُمري 39عاماً قضيتها كلها مناضلاً في وطني , من أزمة إلى أزمة , ومن مشكلة إلى مشكلةٍ , وسوء الحظ من حظي , وسوء الطالع يسكنُ بمهجتي , وأصحابي وجيراني الذين لا يقرأون ولا يكتبون لهم إحترامٌ شديد , وأصبحوا اليوم من أصحاب الألوفات , وأنا ما زلتُ أحلم بشراء جهاز كمبيوتر ولو كان من نوع (بنتم 3).
كثيرون هم الذين يكافأهم الوطن وهم لم يقدموا للوطن شيئأ بل على العكس من ذلك : أخذوا من الوطن زهرة شبابه ,وأنا إحدى تلك الزهور, وسرقوا مائه وما زلتُ أشكو من العطش وقلة الماء, وقطعوا وروده وأعدموا شبابه , وما زلتُ أشكو به من الروائح الكريهة , وسرقوا خياراته , هؤلاء وطني يحبهم ويكافأهم , وكانت جميع وسائل الإتصالات مغلقة عندهم يوم كافأهم الوطن , فهو الذي بحث عنهم في كل مكان , حتى أن الغالبية قالوا لقد كانت الطرقُ أيضاً مغلقة يوم كافأنا الوطن , وكانت موبايلاتنا مغلقة يوم كافأنا الوطن .

هل يكتفي الأردن بمجموعة من الموظفين المثقفين الذين يدعون الثقافة ويمتهنونها كمهنة ,وكحرفة للتكسب , هل هؤلاء المرتزقة هم من سيخلق هوية وطنية .
أنا الآن أجلسُ في صالة التلفزيون وقريبٌ جداً من هاتفي النقال , وقد أبقيته مفتوحاً , ولم أغلقه منذ أن سمعتُ بالتعديل الوزاري , خشية أن تقول الحكومة لقد إتصلنا به للمشاركة بالتعديل الوزاري ولكن كان هاتفه مغلقاً.
لذلك لن أغلق هاتفي , وسأشارك بحمل حقيبةً وزارية ً.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية
- يقولُ اليابا نييون: نحن لسنا عرباً!
- إنهض يا عبد الله
- سقوط الحضارة الإسلامية
- نعمة الله
- الديانة الشعبية أقوى من الديانة السماوية
- رسالة من الديوان الملكي الهاشمي الأردني العامر
- وجهُ الشبهِ بينَ الله وبعض الحُكّامِ العَرب
- الشعب العربي والياباني
- جَرَسُ الكنيسةِ
- كلُ شيءٍ يبدأ صغيراً ما عدى الأحلام فهي تبدأ كبيرة .
- الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة
- التعايش ُمع المقهورين 2
- القراءة بحاجة لإستثمار أوقات الفراغ
- وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور , نسخة الكتاب النهائية , الط ...
- أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التعديل الوزاري الأردني