أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !














المزيد.....

حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 787 - 2004 / 3 / 28 - 10:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مع توتر الأوضاع في الساحة العربية ، ومع تشابك كل الخطوط ، وتقاطع كل الإتجاهات ، ومع الفوضى الشاملة التي تضرب العالم العربي من أدناه لأقصاه ، تتحدد مؤشرات وعوامل موضوعية وبنيوية على ضياع البوصلة ومعرفة ألإتجاهات لدى العديد من الرموز وحتى القلاع الإعلامية العربية التي تعيش حالة من الهرج والمرج الشامل المعبرة عن الحيرة والإرتباك والفوضوية وهي الصفات التي تطبع المشهد الإعلامي العربي بشكل عام ، وقد برزت في الآونة الأخيرة ملامح واضحة لهجمة نوعية من نمط جديد ضد تصاعد التيارات الليبرالية والحرة في ألإعلام العربي بعد أن أدت حالة الفلتان والشعوذة الإعلامية التي مارسها أهل المدرسة الفكرية الشمولية بالقليل من المصداقية الإعلامية العربية إن وجدت أصلا! ، والعجيب أن الهجوم على الليبراليين العرب والمواقع التي يكتبون بها أو الصحف التي تسمح بنشر آرائهم التنويرية لم يأت من أهل التيار الأصولي أو الشمولي بشقيه الفاشي أو اليساري المتطرف؟ بل جاء أساسا من بعض الذين يعتبرون أنفسهم ( الأئمة والأوصياء) على الإعلام العربي ، ومن الذين بنوا شهرتهم الأعلامية والسياسية على البرامج المنقولة حرفيا وبالنص والفاصلة عن الإعلام الأميركي وأساليبه الإبهارية والإستعراضية ، وطرقه الإعلانية في الدفاع عن الرأي والفكرة! ، والأمر الأعجب أن الهجوم الساحق والمرير ضد الليبراليين العرب ومقالاتهم التنويرية قد جاء وفق أساليب غريبة لاعلاقة لها بالحرية الفكرية وبحق الإختلاف الفكري والسياسي دون المساس بقضايا شخصية لاعلاقة لها بأصل الموضوع ومادته! بل جاء هجوما يذكرنا بهجمات رجال المباحث والمخابرات وأمن الدولة ومحاكم التفتيش عن الرأي والفكر والعقيدة !! ، فتحت يافطة الدفاع عن مصالح ( الأمة والجماهير العربية ) تم الإستخفاف بإراء الآخرين ، وتسفيههم ، وتسقيطهم ، والإساءة المغرضة لكل منطلقاتهم الفكرية والنظرية! ، وقد تسلح بعض الإعلاميين الذين إتخذوا من أهل الفكر الحر مادة أساسية لهجماتهم الشرسة بأساليب وصيغ وعبارات أقل مايقال فيها أنها تفوق كثيرا حكاية السب والقذف العلني وتصل لحد الخوض في الأعراض والشرف!! فعبارات من أمثال ( صحافة البورنو السياسية) و ( الإباحية الفكرية )!! ليست من صنف العبارات التي تصنف ضمن أخلاقيات الكتابة والتعبير عن الخلافات في الرأي ، بل أنها تعدي واضح على قوم يعتنقون فكرة معينة يبشرون بها بسلام وعن طريق قنوات شرعية هي وسائل الإعلام المختلفة وهم بالتالي لايملكون سيوفا ولا قنابلا يلقونها على من يخالف فكرهم ورأيهم ، بل أنهم يعرضون بضاعتهم ويتركون لآلية السوق الفكري تصريفها دون ضغط ولا إكراه ولا إيذاء للآخرين؟ ولا أدري بالتالي عن حقيقة العوامل والأسباب الخفية التي تدفع من يبشر الناس عبر الفضائيات بالحرية الفكرية وبحق الإختلاف وبالرأي والرأي الآخر لكي يمارسوا عمليات التشويه والتسقيط ومحاولة حرق أوراق الآخرين بتهم مضحكة كانت عنوانا ثابتا من عناوين أنظمة الموت والهزيمة من بعثية وفاشية وعسكرية جاهلية! ولا أعلم سر تشبث البعض من الإعلاميين بصيغ الماضي وبتعميم إتهامات العمالة الفكرية والسياسية للأميركان لكل من يرى صواب بعض المواقف الأميركية أو لمن يحاول التوفيق بين المصالح الأميركية ومصالح الأمة العربية ، فالدنيا قائمة على المصالح وتبادل المنافع وإن كان عدونا يملك أدوات تعامل حضارية وصحيحة فإن ذلك لايمنعنا من إستعمال نفس الأدوات لصالحنا وإلا تحول الأمر لمرض فكري وشعاراتي وسعار عدواني ضد الآخرين دون مبرر ولا طائل إلا بهدف مغازلة الغوغاء ومحاولة بناء قلاع نضالية عمادها الماء والهواء والفراغ وليس الحقيقة والموضوعية التي أستبيحت أبشع إستباحة في مقالات الهجوم والتحريض والتعريض المبرمج ضد أهل الرأي الحر والمخالف لرأي الغالبية الغوغائية العربية ، فليس أسهل على النفس من مماشاة رغبات وإتجاهات الغوغاء وأهل التطرف والفكر الظلامي ! وليس أسهل من إيراد العبارات الجارحة ضد التيار التحرري من أمثال وصفهم ب ( صبيان الأميركان)!! ، وهنا لا أعلم حقيقة من هم صبيان الأميركان فعلا ؟ أهم الأحرار الذين كافحوا ويكافحون من أجل الحقيقة وضد الفاشية وأنظمة التسلط والقمع والإرهاب ؟ أم أنهم أولئك الذين يركبون الموجة ويعلنون تصديهم الوهمي للإمبريالية الأميركية بينما هم يتقلبون في فراشها وينهلون من ينابيعها الثرية الشهية؟ بل ويتنعمون في حمايتها وبركاتها ؟ وإذا كان الراي الحر قد أقض مضاجع أهل الإستبداد وبات شبح الحرية المقلق يهدد بضياع تراث القمع العربي الإسلامي فأحسب أن معركة الأحرار الفكرية والسياسية يجب أن ينضم تحت لوائها أهل الزعيق الفضائي بدلا من أن يحاول هؤلاء تنصيب أنفسهم أئمة للمتقين وفلاسفة للتحرر الوهمي ، وهو دور لايليق بهم ولايناسب حجومهم المتضخمة بحب الذات وشتم الآخرين والتعدي على خياراتهم الفكرية الحرة ... من السهل أن تشتم ولكن من الصعب أن تثبت أنك صاحب رسالة حضارية ومصداقية سلوكية ، فلقد أزيحت الأقنعة وسقطت كل أحجبة التستر الفكري ، وحيث يبدو أن العديد من الأسماء الرنانة في عالم الإعلام العربي التائه والمتداخل قد ضيعت اللبن في صيف العروبة الحارق الطويل ... وإياك أعني وأسمعي ياجارة!.



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعال أبو تحسين ... سنة أولى حرية !
- ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟
- إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟
- مجازر البعث العراقي ... عار الإعلام العربي ؟
- إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟
- قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟
- بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة ...
- تراجيديا مابعد السقوط .. جردة حساب قومية ؟
- موت البعث ... وبقايا عفلق ؟
- هزيمة البعث التاريخية .. وإنتصارات ( القات ) القومية ؟
- في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟
- صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟
- قناة ( العربية ) .. وقيادة البعث القومية ؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !