أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالخالق حسين - التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين














المزيد.....

التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 787 - 2004 / 3 / 28 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن اغتيال الشيخ أحمد ياسين، المؤسس والزعيم الروحي لمنظمة حماس الإسلامية الفلسطينية، جريمة بشعة وفق جميع المقاييس ودليل ساطع على هوس آريال شارون ونواياه السيئة بارتكاب المزيد من جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني ورفضه لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي.

لا اعتقد أن شارون قد ارتكب هذه الجريمة عن غباء بل عن خبث وسوء نية ومخطط رهيب أعد بدقة. فالغرض من هذه الجريمة التي هزت الضمير العالمي هو ليس إطالة معاناة الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما صب الزيت على النيران المشتعلة أصلاً في منطقة الشرق الأوسط كلها ونشر روح اليأس في إطفائها ودفع المنطقة إلى المزيد من العنف وإشعال الحرائق.

فاغتيال الشيخ ياسين رحمه الله، لا يخدم أي طرف في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. إذ كان الرجل في السبعينات من عمره، مشلولاً ومقعداً إضافة إلى ما كان يعانيه من ضعف شديد في السمع والبصر وكانت قوة الرجل الروحية مستمدة من ضعفه الجسدي وتضحياته ونزاهته وزهده. فقد نذر حياته لقضية شعبه ودينه زاهداً بهذه الدنيا الفانية التي يتكالب عليها الآخرون. ولهذا كسب الشيخ تلك القوة الروحية والكارزماتية وحضى باحترام الناس، سواء داخل فلسطين أو خارجها، سواءً اتفقنا مع آيدويلوجية الشيخ أم لم نتفق، فهذه مسألة أخرى. لذلك أعتقد إن اغتيال الشيخ ياسين بهذه الطريقة الجبانة وفي وقت أدائه صلاة الفجر، قد أضفى عليه المزيد من القوة الروحية وصار أقوى بعد موته مما كان عليه في حياته.

وعليه أعتقد أن هناك تداعيات خطيرة تترتب على اغتيال الشيخ يمكن إيجازها كالتالي:
1- سحب البساط من تحت أقدام المعتدلين الفلسطينيين ودفع الشعب الفلسطيني إلى اليأس وتبني المزيد من العنف في هذا الصراع والقضاء على آخر أمل في حل القضية الفلسطينية بالمفاوضات والطرق السلمية الأخرى. فهذه الجريمة أضعفت من مكانة ياسر عرفات وأتباعه وخاصة أولئك الذين يدعون إلى الاعتدال والبراغماتية.
2- هناك دلائل تشير إلى إن الشيخ ياسين كان بمثابة صمام أمان في حماس، يدعو إلى حلول واقعية ويعمل على التخفيف من اندفاع أتباعه في تبنيهم العنف وقتل المدنيين الإسرائيليين عن طريق العمليات الانتحارية. فاغتيال الشيخ قضى على الاعتدال في قيادة حماس وفسح المجال لصعود المتشددين لقيادته ودفع الشباب الفلسطيني إلى ترك المنظمات الفلسطينية المعتدلة والانتماء إلى منظمة حماس التي ربما ستكون وحدها المهيمنة على الساحة الفلسطينية وبذلك ينتهي دور عرفات ما لم يخطو هو الآخر نحو التطرف ليحافظ على مركزه في الحركة الفلسطينية. وفعلاً تم صعود عبدالعزيز الرنتيسي المعروف بدعواته للعنف إلى قيادة حركة حماس. وهذا يعني المزيد من العنف وادماء والتخلي عن الحلول الواقعية الممكنة.
3- يعطي الاغتيال دفعاً قوياً إلى الأعمال الإرهابية في العراق، حيث يتخذ ذريعة لنشر التطرف بين الشباب المستعدين نفسياً لأسباب كثيرة، للانخراط في المنظمات الإرهابية بحجة مقاومة الاحتلال الأمريكي، خاصة وقد رفضت الإدارة الأمريكية إدانة الجريمة، الموقف الذي يتمناه المتطرفون الإسلاميون والقوميون العرب، سواءً من القاعدة أو إيران أو سوريا لدعم العنف في العراق. وفعلاً فقد بدأت بمظاهرات عنيفة في العراق وحتى في البصرة، المنطقة الأكثر أمناً وانسجاماً مع قوات التحالف، إذ شاهدنا من على شاشات التلفزة مظاهرات قام بها شباب يهتفون باسم الشيخ ياسين ويرمون الجنود البريطانيين بالحجارة وقنابل المولوتوف أسفرت عن جرح 13 جندياً بريطانياً.
4- تزيد هذه العملية من حدة الكراهية لأمريكا والغرب في البلاد العربية والإسلامية وتضعف من المشروع الأمريكي في نشر الديمقراطية في المنطقة وربما قضت على (مشروع الشرق الأوسط الكبير) وحتى قبل ولادته أو على الأقل أجلته.
5- المستفيد الأكبر من هذه الجريمة هو بن لادن ومنظمة القاعدة والمنظمات الإسلامية الإرهابية الأخرى في رفد منظماتهم بالشباب المحرومين وترويج أفكارهم الانتحارية بينهم والتأكيد على فكرة أن الحرب هي "حرب صليبية" بين الغرب والإسلام وليست بين الحضارة والإرهاب، كما تقول أمريكا، مما يعطي زخماً لمنظمة القاعدة وفروعها في العالم لارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية على غرار جريمة مدريد.

لذلك فإن الموقف حرج وملتهب جداً يتطلب التحرك السريع من قبل القادة السياسيين في السيطرة عليه واحتواء هذا الحريق قبل أن يأتي على الأخضر واليابس.
رحم الله الشهيد الشيخ أحمد ياسين وصحبه الشهداء الأبرار والخزي والعار للجزار شارون وأتباعه القتلة.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!
- هل إلغاء قانون الأحوال الشخصية أول الغيث... يا مجلس الحكم؟
- رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق
- حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟
- حول تصريحات السيد الحكيم بشأن تعويضات إيران من العراق
- عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية
- سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية
- تهنئة لشعبنا العراقي العظيم
- تهنئة حارة وباقة ورد للحوار المتمدن
- لماذا يخاف العرب من الشيعة والديمقراطية في العراق؟
- لا للملشيات الحزبية في العراق
- الانتخابات تحت سيف الإرهاب وسيلة لإجهاض الديمقراطية
- العرب والسياسة
- العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالخالق حسين - التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين