أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


-الحلقة 32 –

إلى أصيلة... أعود مجددا، لأقتطف لكم من بين أحضانها هذا الحوار الدافئ، الذي أردت من خلاله الغوص في ذات القاص المغربي – الأصيلي "زهير الخراز" بعيدا عن نصوصه القصصية التي تتميز بالصدق والشفافية، ولأنه سبق وكتب بفضاء المقهى، لم يكن عنده مانع في التورط بهذه الدردشة الخفيفة على القلب...


سؤال لابد منه ... من هو زهير الخراز ؟


مخلوق كسائر خلق الله .. يتألم مثلما يتألمون .. ويفرح مثلما يفرحون، ويأمل مثلما يأملون، وله مساوءه مثل ماله محاسنه ..
اتخذ من الفن والكتابة متنفسا له .. كوة صغيرة يستمد منها ذرات شحيحة من الهواء النقي بعد أن طغى الفساد في البر والبحر.. واستعمر التلوث كل أصقاع الدنيا.


ماذا عن البداية في تجربتك الإبداعية ؟


كانت البداية الأولى عبارة عن خربشات وطلاسم وبقع جنينية نفذت بالفحم والطبشور .. فضضت من خلالها بكارة الجدران البيضاء وأرضية الأزقة في حينا القديم .. وقد جاءت على هيئة رسوم وحروف.. وكلمات.. وحكايات لا أول لها ولا آخر..


هل تؤثر أصيلة بهدوئها وخصوصيتها الثقافية في إبداعك ؟


هذا مما لا شك فيه.. فالمبدع ابن بيئته كما يقال .. فانطلاقا من تجربتي المتواضعة فإنني أعتبر المكان ركنا أساسيا في أي عمل فني أو إبداعي، ولا يستقيم إلا به.


تستغل بعض المقاهي بأصيلة في التنشيط الثقافي ما رأيك في هذه الوضعية؟


صراحة لا علم لي بهذه المقاهي الثقافية .. اللهم مقهى واحدا أو بالأحرى مطعما ثقافيا يتيما .. أصر صاحبه محمد لوديي برفقة صديقه المبدع المخضرم صخر المهيف ورغم الإكراهات إلا أن يركبا الصعاب، ويخرجا للوجود تجربة صادقة وناجحة وهذا برغم الإمكانيات الضعيفة وتجاهل بعض المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية .. وأيضا رغم كيد الكائدين.
أما عن باقي المقاهي التي تدعى احتضانها للثقافة، فالثقافة بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.


هل تشارك الآراء القائلة أن هناك علاقة وطيدة بين المبدع والمقهى؟


شخصيا لا أرى أن هناك علاقة حتمية بين هذا وذاك فلكل مبدع طقوس معينة وقد تختلف من شخص لآخر.. أعرف مبدعين لا يهدأ لهم بال ويستقر لهم حال إلا وهم يحتضنون كؤوس الويسكي وزجاجات الجعة بين جدران الحانات، ولا يمطرهم الوحي أو الإلهام إلا بعد أن تفيض سراويلهم سيولا وعبرة .. شخصيا عانيت فيما مضى من إدمان المقاهي.. فلم تكن تحلو لي القراءة أو الكتابة إلا وأنا أسبح في ذاك الفضاء السحري المشبع بأبخرة من نوع خاص.. مثل نكهة القهوة والشاي المنعنع وكوكتيل السجائر .. وهمسات الرواد .. أضف إلى ذلك دبدبات التلفاز .. وموجات المذياع .. والجلسات الحميمية مع الأحبة والأصحاب.
الحقيقة أن الحنين لا زال يراودني من حين لآخر.. رغم تغير الظروف.


ألم يسبق لك أن كتبت نصا قصصيا بفضاء المقهى؟


أظن أن « عقب السيجارة » هو أول نص كتبته بالمقهى .. وجل إحداثه تدور هي الأخرى بهذا الفضاء؛ تليه نصوص أخرى مثل « اللص الظريف » و « مجنون البحر » .. « ضجر » .. إلخ.
كما أن هناك نصوصا أخرى استوحيتها بهذا الفضاء رغم بعدها الكلي عن أحداث المقهى وروادها .. فجل هذه النصوص سبق وأن نشرت بعدة منابر إعلامية وبإمكانك العثور عليها بسهولة .


ماذا تمثل لك : أصيلا، الثقافة، الحلم ؟


أصيلة: مركز الكون في معتقدي الطفو لي والحالي.. حضن الأم الدافئ والحنون .. عش مالك الحزين .. مسقط هامات طيور السنونو، وواحة طائر الحسون .. أميرة الأمس وأمة اليوم .. قدسنا الصغير الذي وهب على طبق من ذهب للمقامرين والمضاربين والسماسرة ومقتني التحف الناذرة.
الثقافة : بذلة أنيقة يرتديها « المتثاقفون » في المناسبات والمهرجانات وعند الولائم الدسمة، قناع البراءة الذي ترتديه الذئاب في الحفلات التنكرية، والتي تقام على شرف الخرفان والنعاج والحملان الوديعة .
الحلم : بلسم للجراح .. مضاد حيوي طبيعي للجنون وكل الآفات البشرية. واحة دائمة الخصوبة وسط رمضاء مسجورة .. حيث يعد المحال حيوانا خرافيا انقرض منذ ملايين السنين.


كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا ؟


وهل نتوفر على مقاهي تمتلك كل مقومات المقاهي العادية حتى نتصور أو نتخيل أو حتى نحلم بمقهى نموذجي!؟ .. وهل نمتلك أصلا ثقافة حتى نحلم بثقافة نموذجية ؟؟؟
اعذريني آنستي على هذه النظرة التشاؤمية ودعيني أقص عليك شيئا:
حينما كنت طفلا صغيرا .. رافقت والدي لمرات عديدة إلى مقهى بحري يسميه أهل البلدة بمقهى « زريرق » بينما يحلو للروائي والناقد « عمران المليح » تسميته ب « café Bleu » « المقهى الأزرق » وقد عنون به إحدى رواياته .. كان المقهى عبارة عن فناء طويل يحده السياج القصبي غربا والسور القديم شرقا .. تفترش أرضيته الحصير وأوراق التين اليابسة، بدل الكراسي كما هو شأن اليوم.. وتظلله أشجار التين ودالية من العنب وبضع شجيرات الخوخ ولك أن تتخيلي آنستي وأنت في عز الربيع أوعز الصيف كيف يمتزج عبق البحر بشذى الأشجار الدانية قطوفها .. وأكواب الشاي ذات السبعة أعشاب بدل عشبة الحشيش وبدرة الهرويين والماريوانا كما هو حال اليوم ..
كان يحلو لمعظم رواد هذا المقهى الوفود إليه بعد صلاة العصر مباشرة حيث يجلسون القرفصاء ويحتسون الشاي، فكما يقولون « شاي العصر يفتح البصر » .. منتظرين من السيد « طربانجي » وهو رجل طويل القامة في بداية الخمسينات أن يغرقهم كما تجري العادة بحكايات وقصص توغل في الخيال واللامعقول، يكون هو بطلها في غالب الأحيان، كان لهذا الرجل حس قصصي يحسد عليه .. ولو كان لهذا الرجل دراية بلعبة الكتابة لنافس صاحب رواية « مائة عام من العزلة» على جائزة نوبل للآداب.
لم يكن يضاهي هذا الرجل في سرد الحكايا إلا بعض الشيوخ البحارة وحكاياهم الملحمية والواقعية ومالقوه من محن في عرض البحر أيام شبابهم .. وعدد الذين اختطفهم البحر وهم ينظرون ..
ولم يكن يوقف هذا المد من الحكايا من وقت لآخر سوى نغمات حزينة من الناي في الطرف القصي من المقهى، أو عندما يحتد النقاش حول موضوع ما مثل الحروب التي خاضها العرب مع إسرائيل .
وعندما كان النقاش يصل إلى نقطة حرجة، كانت تتعالى أصوات بعض البحارة بالتهليل والصلاة على النبي .. وإنشاذ أغاني بحرية قديمة .. فيعود سلطان الحكي من جديد .. لكن هذه المرة تكون سيرة أبو زيد الهلالي وعنترة ابن شداد هي الطاغية على المشهد الحكائي .
صديقني لو قلت لك أنه لو عاد بنا الزمن قليلا إلى الوراء .. ولو عادت تلك الوجوه من العدم لصحت بملئ فمي : هو ذا المقهى الثقافي النموذجي الذي أحلم به .





#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاصة والروائية المغربية بديعة بنمراح.. في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة والإعلامية اللبنانية ابتهال بليبل... في ضيافة المقهى ...
- الشاعر والناقد المغربي إبراهيم القهوايجي... في ضيافة المقهى؟ ...
- المرأة... الشعوذة أية علاقة؟؟
- الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر العراقي عبد الوهاب المطلبي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة السورية ندى الشيخ ... في ضيافة المقهى؟؟!
- الكاتب و الناقد المغربي محمد الكلاف... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة و الروائية العراقية صبيحة شبر... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي مبارك حسني... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة المصرية داليا التركي... في ضيافة المقهى؟؟
- الكاريكاتير المغربي عبد الغني الدهدوه... في ضيافة المقهى؟؟
- الملتقى الجهوي الأول في ضيافة زنقة الأقحوان…
- القاصة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي تقدم جلبابها للجميع..
- المرأة ... و واقع الطلاق بالمغرب!!
- القاص المغربي إسماعيل البويحياوي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة و الكاتبة العراقية فاطمة... في ضيافة المقهى؟؟!
- نادي - رحاب - للتربية النسوية تحتفي بعيد الأم بمدرسة أولاد ع ...
- القاص عبد السلام بلقايد في ضيافة صالون الطفل بمدرسة أولاد عن ...
- الملتقى الوطني الخامس للقصة القصيرة بمشرع بلقصيري


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!