أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النصار - تجار مقدسون














المزيد.....

تجار مقدسون


علاء النصار

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتخذ الأمراض النفسية عدة أشكال للبروز الى حيز التعاطي مع المحيط ، مستغلةً لأجل ذلك كـل الظروف المساعدة لاسيما الأفكار والرؤى الموروثة لتحظى بالقبول من الآخر ، فقط لأنها مشينة ومرفوضة اذا ما نظر اليها بتجرد وبلا تلميع مقدس . لذلك نرى جُل المصابين بعاهـات نفـــسية يلجأون الى تهدئة آلامهم عن طريق الإشــباع حيــث إن هذه الأمراض ما هي الاّ رغبات غــير مصّرح لها بالظهور إنسانياً قبل أي شيء آخر . ومنها ما يطلق عليها علماء النفس الشخـــصية المضادة للمجتمع (سايكوباثية) اذ يشير الختصون الى ان صاحب الشخصية السايكوباثية يسعى وراء اللذة والإشباع المباشر لحاجاته ورغباته بصرف النظرعما يترتب عن ذلك من ضرر سواءً عليه او على الأخر ، فالغاية تبرر الوســيلة مهما كانت مفاسدها ، مع الآخــذ بنظر الإعتبار إنه يتبع فـي سبيل ذلك عمليات عقليــة لاشعورية كالتبرير مثلاً وتفســـير ســلوكه بأسباب منطقية ويرمي من وراء ذلك الى إظهار سلوكه بصورة معقولة ومقبولة ، وهو بذلك يخفي دوافع الحقــــيقة وراء السلوك الذي يكون فيه تحقير له وإمتهان لذاته مما قد يشعره بالعار والخجل ، والتبرير محاولة يخدع بها ذاته كمقدمة لخداع الأخرين ،ليتحول ذلك مع الوقت الى هوس (mania )فتظهر أثرها أعراض السلوك التوسعي مخططاً لأعمال عظيمةً متعددةٍ تتعلق بالعمران أو الإصلاح والإجـــتماعي أو الصحوة الدينية أو المغامرات الجنسية والمالية والسياســة الى غير ذلك من الأمـــور . وبما إن الأسواق الدينية والسياســة مزدحمة هذه الأيام فقد راح بعــــض المرضى بل جُلهم يســتأجرون الدكاكين المعّدة سلفاً لعرض قدرتها على تقيؤ جنونهم الإجرامي المشرعن سماوياً فوق رؤوس البسطاء والسذج ، والذين هم ايضاً كثر إرتيادهم هذه الأسواق بأعتبارها أبواب الــغيب المطلق الذي سيطلّون منه على الجنة كما وعدهم الباعـــة والتجار المشهود لهم بالقـــداسة ، فمن فتــىً منحرف جنسياً الى كهلٍ ينخر دماغ (الزهايمر) تصّدر دكاكين الدين فتاوى التكفير وأهدار الدم وأحياناً بيع الذمم أو إنقاذ الشركات الضخمة من الإفلاس وليس بعيداً عنا الإنتخابات أو الفتاوى التي تحرم التعامل مع شركةٍ لإفساح المجال لإخرى منافسةٍ ، اما الطامةٌ الكبرى فهي إهدار الدم وخاصةً ما أصدره الأزهر (الشريف ) قبل أشهر من فتوى بتكفير (بينست رشاد ) وهي إعلامية مصرية مسلمة ومتدينة ، ولكن ليس على الطريقة البربرية المطلوبة لحفظ بيضة الإسلام ، فقط لإنها ألفت كتاباً تعرض فيــه وجهة نظـــرها عن الـــحب في حياة النبي (ص) وفقاً للأحاديـــث الصحيحة التي إستندة عليها . تكّفر وتهدد بالقتل فتضطر إثر ذلك أن تهجر منزلها وتترك عملها وتعيش الرعب بكل تفاصيله . فقط لأنها قالت كلمة وقبلها كان (جمال البنا ) ومسألة الـــحجاب وقبله (حيدر حيدر ) ووليمتة لإعشاب البحر وقبل ذلك (نوال سعداوي) في سلسلة لها أول وليس لها أخر،والسؤال المطروح هنا هل يريد هؤلاء التجار المقدسون أن يرضوا الله والرســـول ام يرضوا أنفسهم ؟فأن كان المسعى هوإرضاء الله (فالخلق عــــيال الله )كما في الــحديث ولاأحد يرضى بقتل عياله وأذا كان الهدف نيل القبول من النبي فأنه القائل (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ) فلم يبقى الاّ نفوسهم المريضة ورغباتهم المكبوته / ثم إنهم لحد الأن لم يظهروا للملأ العقد الذي تم به من قبلهم شراء الدين، حتى يكون بقدورهم وفق ذلك إخراج وأدخال من يشاؤون اليه كمـــد ينة مشتراة بكيس من الذخيرة ، هذا من جهــــة ومن جهة أخرى إن أي عاقل في العالم المترامي الأطراف من الذين لايعرفون (أمتنا التليدة ) لايمكن أن يتصور إن هناك أمةً على هذه الأرض يمـــكن أن تقتل إنساناً من أجل كلمة ، إن لم تكن أمةً من المعتوهين تحكمها مجموعة من المصابين بجنون الأجرام . ألم يحن الوقت لأن ندير رؤوسنا فننظر الى (الأمام)؟ حيث لن نرى سوى الغبار الذي خلفته قوافل الحضارة الإنسانية ورائها ، والى متى سيظل حصان( التابو)يجرنا من أرجلنا في صحراء خير أُمةٍ أخرجت للناس أمة تقتل مبدعيها وتكره حريتها بخديعـــة المحافظة على حضـــارتها ، واي حضارةٍ هذه التي تريد المحافظة عليها وهي تطبع من الكتب أقل بعشرة مرات ما يطبعه أصغــر بلد أوربي سنوياً بفعل فكي الترويع للمفكرين والتجهــيل للمجتمع ، والذي يصب في مـــصلحة الحكومات العربية الدكتاتورية الفاسدة ، اذ تنص كل القوانين السماوية والوضعية في العالم أجمع القديم والحديث والمتحّضر والمتخلف على معاقبة المحّرض على القتل بالقول أو الفعل ، الأّ إن المصالحة القديمة بين رجال الدين والحكومات المستبدة لازالت نافذة المفعول بأعتبارها سر بقاء الطرفين ، لذلك نرى فقــهاء السلاطين يصـــولون ويجولون في العالم العربي والإسلامي وهــم يصدرون فتاواهم الدموية بلا وجل أو خوف من سلطة القانون ، لأن القانون فوق الجمـــيع الاّ الساسة الفاسدين ورجال الدين المقدسين ، هذه هي الكلمة المقدسة وسر خــلود الظلم الذي نعلقّه تارةً على شماعة أمريكا وتارةً أسرائيل ، إن الذي كفــــّّر المــــبدعين والمفكرين لم يجرؤ طوال حياته على سؤال الحكومة المصرية (مجرد سؤال ) عن مصير المساعدات الأمريكية السنـوية للشعب المصري كما لم يسأل الحكومة السورية عن مصيرا لسجناء السياسيين ومعتقلي أحداث ( القامشلي )والذي لايعلم مصيرهم سوى الله والشيطان والنظام الــسوري وأخيراً عزرائيل . إزاء هذه الحملة التفتيشية الشرسة ثمة ضعف خطير بين صفوف المثقفين العـرب ( التحرريين منهم طبعاً ) لأن الأخرين اما في طرف المصالحة الأول أو الثاني وهو ما لاتــــتحمله المرحلة وينذر بمستقبل أشد بشاعةً من صورة مثقف أسعفته الشجاعة لينظم أفكاره حروفاً ، فينتهي بــه الأمــر مضرجاً بدمائه ومطروحاً على أحد الأرصفة العربية بلا إستثناء .



#علاء_النصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الليبراليون..نقطة نظام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء النصار - تجار مقدسون