أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - قصص منفضة الذاكرة














المزيد.....

قصص منفضة الذاكرة


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 08:46
المحور: الادب والفن
    



(1) منفضة الذاكرة
وضعت أنامل النهار ومشاهدهِ في زوايا المنزل، اتجهت مع ابنها توصله المدرسة، تاركة صغيرها في المهد نائم، تمرغت خيوط قلبها بما فات من أول أيام زواجها، بينما هي عائدة للبيت تثاقلت خطاها؛ وانحازت عن الرصيف إلى الشارع، والد طفليها الذي أخذه انفجار عابث قرب مكان عمله، خلد لها تلول من الحزن والعذابات؛ لم تتركها لحظة بدون ألم، عند الباب وقفت متوجه نحو الشمس تخاطب غرورها الحارق الذي يحطم قراراتها الخارجة من قلبها الطري، أمسكت بحنين هاجمها بعنف لفراق تربة الاجداد، تتنازعها مفاتيح الحياة في الغربة، غزلت خلاياها المنسحقة، لأنها لا تحب البكاء على الغروب، مع كل فجر يداهمها نفس السؤال: من اجل من تسقط أوراق الشجر؛ مع انه الشروق آتي في الصميم.



(2) وهم القهوة
تعلم منذ الصغر؛ صباحاً.. فتح الستائر سقي الزهور.. ثم الجلوس قرب طاولة المطبخ الصدئة، فارق سن الشباب وامه التي كانت ظله الوحيد،،، بعد سن الأربعين؛ لم يفتح الستائر ولم يفارق طاولة المطبخ، إلاَّ بعد شرب قهوته وقراءة الجريدة، يبقى طويلاً مع الصفحة الاخيرة التي تملاؤها أجساد الفتيات العامرة بالشباب، بعد سن الخمسين؛ امتلاءت غرفة نومه بتلك الصور، مع أول أزمة قلبية، وآخر فنجان من القهوة، كتب في وصيته، تدفن معه قصاصات الصفحة الاخيرة.


(3) قتل البطريق
البحر يمد امواجه للشاطئ دون ملل، كفؤادها المندلق نحو تطلعها لمستقبل خالي من التسلط؛ رغم معاناتها حصلت على شهادة تؤهلها للخروج الى عالم الاستقلال، يؤلمها ترك والدها العجوز وحيداً مع خريف الكشك على الساحل، الذي كانت تعمل فيه مع والدها ؛ ما صادفها من معاكسات وإغراءات تدعو للرذيلة، تحطم الكثير من اسنان عاطفتها المتأججة قرب شاطئ البحر.













(4) موت الامهات
لا ماكن حتى لقدماه في الغرفة التي جمعته بأمهات الكتب، مراحل حياته ورفوفها عامرة بأجود انواع المعرفة، من العلم والافكار القيمة، ينهل منها دون شبع، والده علمه العلم نور والجهل ظلام، وبالقراءة تكتسب الاخلاق، ويعرف نور القلب ومعنى الحياة، حرصه على كنزه دفعه ان يموت ولا يعلم احد من اولاده ما تحوي تلك الغرفة، إلاَّ بعد موته.













(5) عملية هضم
مثل كل شباب عصرِهِ، نتوءات التناقض التي عاشها لم تكن خطأهُ، لم يسبق ان صادفه شعور تجاه أي فتاة تتسلق فراغ عبثه، ومعها يعيش حنان الحب ويعلق صدره قلائد الامل، لم يخطر في باله يوم ان جنان ستدخل متسع قلبه المنتفخ بالمشاكل، في نظره داخله مستنقع ضحل مليء بالفشل، ولا يتم معالجته بغير السهر مع قليل من المخدرات، أدمن التفكير بجنان وعلق مشاعره اتجاهها، أخذ يخزن لحظات الشوق لها ساهراً مع طيفها، وتخمر جمال عيونها في كل احاسيسه، لكن صحراء فكره مازالت تحمل صورة احتوائها في خيمة وركوب الجِمَّالْ.



(6) طرق وملامح
أدمن التسول وتلون دمه بلون الكرز العقيقي، يتجول في طرقات المدينة وازقتها الضيقة بعاهته حافي القدمين، وملابسه الممزقة، جمع كثير من الملابس والاحذية والنقود، خلال فترة زمنية قصيرة لا بأس بها، ملامح وجهه البارد عاد عليه بالنفع الكثير في مهنته، صادفها جالسة منكسرة قرب حائط الجامع، أحرق قلبه صوت المؤذن، ولم تفارقه صورتها لأيام، تعود التودد عليها واغداق الكثير مما يتسول، فقدها في يوم لم يحسب له حساب، تمزقت اعصابه وتوترت افكاره واخذ الوقت لديه يتخثر، لم يعد قادر على التسول يفكر بها ويعود لنفس المكان في اليوم الواحد أكثر من مرة، ثم يعود للبيت يقلب ما جمعه في فترة تسوله، بعد زمن وجدها قرب حائط كنيسة، اتجه متلهفا اليها، طالباً الزواج منها، رفضته بحجة انها تعمل من اجل الآخرين.

القاصة/ من العراق



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للحب غسق اختزل الجسد
- المنجز الدلالي للقصة المعاصرة
- قراءة في كتاب
- التضاد بالتفاعل ذاتياً يرمز للمعرفة
- جمر الحب يشبع أسفار الحلم
- شجرة البلوط
- أنين التضاريس وكؤوس المشاعر
- أنين التضاريس
- تمثيل الثقافة العربية
- ثائر العذاري....علامات الكؤوس الممتلئة
- لوركا الموصل يقلب حكمة الوجود
- الكتابة طريق للبحث عما هو خارج ألذات
- القاص نواف خلف السنجاري.. ابتسامة نصف ساخرة بإحساس
- عاصفة بياض مشرقة
- القنص وسيادة الاستفهام
- ساوين حميد مجيد. .... للمرأة فطنة منبثقة وإبحارفي معجم الصوت
- المرأة والعنف الممارس ضدها
- منقصص القمر المنشور/عابرة / نفس / غبار / غرز الوقت
- من قصص القمر المنشور/لم تنساه/ تكسر /عقاب
- من قصص القمر المنشور //مشروع / دولاب / مجرد شك


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - قصص منفضة الذاكرة