أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد















المزيد.....

مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


كل رواية حديثة أو جديدة (ما بعد الحداثة) يجب أن تطرح بين طيات أوراقها نظرية للرواية او بؤراً تضئ الدروب والمتاهات ليستدل القارئ بها ويلج عالم كاتب الرواية المفترض أو المحتمل تحت تأثير بورخس وايكو ولإزالة الفجوة بين القارئ والسرديات الكبرى بالرغم من جهود النقد الثقافي بجعل الفعل القرائي فعلاً إستهلاكياً كالسلعة او نشاطاً جماهيرياً يضاهي وسائل الإمتاع الحديثة، ففي الفصول الأولى الشديدة التعقيد بسبب القفزات -غير المعقولة- تقول نورست (كيف سيكونون أعضاء في هذه الرواية والشخصية الرئيسية فيها ..إسمها زكية وهي معلمة في مدرسة بهلوي الإبتدائية عام 1914م بينما أخبر مدين (شقيق وداد الرسام) الفرقة الدنماركية الباحثة عن الجثامين الإثني عشر في القرنة (حيث عثر الجنود على امرأة حديثة الدفن عام 2004م) بأنها الست زكية معلمته في المدرسة الإبتدائية!.
وقالت الميجر قائدة الدنماركيين للمترجم الأسود (مدين) ..كيف دفنت هذه المرأة بشكل عامودي ، وهل تدفن النساء هنا هكذا،لتقول بعدها بأنها ستؤلف كتاباً عنها.
ويوظف المؤلف أسلوب المفارقة على نهج الواقعية العجائبية في أدب أمريكا اللاتينية الحديث وهو محق..لأن الواقع العراقي أكثر سخرية وعجائبية وخاصة واقع البصرة في زمن النظام السابق ، ليس السخرية بالوصف كما يرد هذا احياناً (البصمات تتخذ شكل سمكة)(وهو يعلم زملائه الشطرنج بالبساطيل ..ولايأبه بالنعولة المعادية) ص15،وإنما المفارقة في الحدث المركزي وهو أن الرسام الذي يرسم بمدرسة واقعية التصقت بفرشاته ذبابة لتلتصق بواسطة الاصباغ بأنف السيد الرئيس.
في الواقع إن هذا هو أسلوب الفن الجديد الذي يوظف الواقع والحياة اليومية وما تتركه من مهملات تصلح لعمل فني مثل الآلات او الصحف، لكن الواقع في العراقي مليئ بالذباب فالتصقت الذبابة بأنف صاحب الجدارية لتقود تلك الحادثة اثني عشر رسام لمقبرة جماعية قرب القرنة، وأمام هذا الواقع أصبحت الكتابة والرياضيات بالمقلوب سواء في عد السمك او الجثث على طريقة عد الباقي ..عشرة سبعة ويكون هناك رجل زائد. ونحن القراء يجب ان نقرأ الرواية بالمقلوب ، من النهاية الى البداية لأن الواقع العراقي لا يتقدم الى الإمام وانما يسير الى الخلف منذ بداية الثمانينيات وحتى عام 2003 وهكذا اقترح الروائي جابر خليفة جابر في قراءة (رواية طريدون) أمام هذا التخلخل الزمني في الواقع الجنوبي فمن حق الروائيين أن يدمروا الزمن ويخلخلوا تطوره، رواية (الفريسة) للروائي لؤي حمزة عباس تدور بزمن حلزوني ورواية علي عباس خفيف (عندما خرجت من الحلم) تدور بزمن دائري ورواية طريدون بزمنٍ حلمي لكن رواية مرتضى كزار تنحو نحو السرد الكلاسيكي في الفصول الأخيرة محطمة هيبة السرد بذكاء إذا أدركنا بأن أجمل ما في روايته الأولى (صفر واحد-كمبيوتوبيا) هو ثراء اللغة.
ولعل الكاتب يرمز لفقر الواقع العراقي وبؤس البلاغة الطنانة في مدح الدكتاتور بل يتشبث بتوظيف الكلمات الشعبية مثل (ينسدح)(اوادم)(خنفسانة)والـ(هأ) أي الحوزقة..ففي الفصول الأولى وحتى الفصل 15 يترك الرواي رمزي مكنزي نفسه يروى بطرق مختلفة شفاهية وكتابية وأخرى عن طريق الرسم، إن تعدد الرواة ومستويات الروي يشير لإحالة وإزاحة خطيرة في السرد من الكلمات والألوان إلى الشعر المنزوع من فروات الرؤوس في حمام شوفان، ثم يعود إلى استخدام مهملات الحياة اليومية في فن التشكيل على يد الفتاة نورست وسرد مايحدث بضمائر مختلفة، ضمير الأنا للراوي والشخصيات والمخاطب للقراء غير المرئيين، لندرك ان المؤلف بات مختفياً ضمنياً في لعبة يطلق عليها ما وراء السرد.
يقول "باختين" أن الرواية (هي ظاهرة متعددة الأساليب متعددة الرواة متعددة اللغات متعددة الأصوات) ويصبح الراوي جامع لأنا الشخصيات والأحداث، أي ثمة تعالق بين سردية الاخبار وذاتية الخطاب لذا فمن الأفضل تتبع النظرية المطروحة في رواية (مكنسة الجنة) لمرتضى كزار.
نورست المطاطئة رأسها أشارت عليها (ملاية ام المترجم مدين والرسام وداد القتيل من الرسامين ألاثني عشر) بأن تقسم عالمها وتجدوله فليسوا هم كما تدعي..شخوص في رواية شعر على الدوام..هذه الجنية الفاتنة (حسب تعبير رمزي) تعلمت مني الكثير من الكذبات، من الرسم والكتابة وحتى تلوين الأفكار وتأطيرها..فأخبرتها نقلاً عني بأن القراء اللامرئيين لايصغون جيداً..واحياناً تظل عيونهم معلقة على السطور بينما تسبح اسراب من الاسماك في خيالهم..ص42.
ولأن الكاتب يدرك ان القارئ أمام هذه الاحداث غير المعقولة يسرح خياله فيفاجئه في كل صفحة بما يثيره ويدهشه بالصدفة ص19..او بجملة (الخوف وحده يطرد هذه الغازات)ص35.او بـ(لا) مفتوحة الساقين او حوض الباء الكبير الذي تتطلب كتابته النزول الى اسفل السرة ص50 او تغير اسم المصور الشمسي من (ابو ثورة) الى (ابو رحمن) وفقاً لقائمة التغييرات اللفظية التي استحدثت بعد السقوط ص23 او بأستخدام الفضاء التشكيلي برسم توضيحي لعملية استخراج الجثامين الحسابية ...او العثور بينها على ورقة نقدية صادرة بموجب القانون.او كتابة جملة بخط مائل (ليش ياربي ما خلقتنا مثل البشر ليش خليتهم يكتبونه) ص44 ..ويتماهى الرواة مع كتاب الرواية..رواية ضمن رواية حتى تضيع الفواصل بين الواقع الحقيقي والواقع المفترض او الخيالي:نحن أعضاء في رواية شَعَر وانت تلميذ في هذه المدرسة.(بعد بحث وداد عن شخوص الرواية وعثوره على سلوان الصابئي).
-ادري...ولم ينتظر التعابير التي ظهرت على وجه وداد ليقول له بأنهم خارج النص1، واقنعهُ بأنهم ينظرون الينا الآن؟؟
-منو؟
-القراء ص45.
او (القراء اللامرئيين يتلمظون حالياً)(ملاية لا تبالي بذلك ابداً، إنها لاتبالي لأحوال السواق كونهم مكتوبين (في الرواية مثلها)ص50.
وفي فصل 14 نكتشف بأن وداد الرسام هو الذي يكتب الرواية (تبدأ نقطة الطباشير المقسم للعالم والرواية من ثقب في الأرض)ص44...ويعتبر وداد تلك الطبرة في وجه ابيه علامة نهاية الفصل الذي لن يعود الى احداثه مطلقاً ص51.
وفي قول ملاية لأسطة البناء:
-بوية هذا تابع للرواية..الكاتب هوه كفيل بيه ص64.وكلام نورست (بانها تكتب رواية من شعر الراس الذي تجمعه من الدربونة وتلصقه لاحقاً على لوحات وتعرضه كرواية)ص35.
اما طريقة السرد.(هكذا رممني..والتقط وجهي قطعة قطعة...فأستيقظ الناس في منطقة الحيانية على صورة انسان هجين او مُطعم لا اسم له وأبعاد وجهه غير مضبوطه لكنه حزين.

وفي النهاية لايمكنني أن افهم المغالطة الزمنية بأنه يرسم الجدارية عام 1998 وأعطته نَورست قصاصة تقول له فيها ان يحضر معرضها في التربية عام 1993 وكذلك سرد الصفحات العديدة عن الشذوذ الجنسي لرمزي(انا لم أكن رجلأ على مدار كل الساعات)ص57،و(ذكر مثقوب لايعبأ بثقب أي انثى كانت) وهو في ص63 بحث عمن يمارس معه الشذوذ اللهم إلا إذا كان التأويل بأن النظام السابق سرق من الرجال رجولتهم وجعلهم آلات لقول الشعر في مدحه ورسم جداريات عن وجهه.



#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد