أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بيغ بن , بك بن ..؟














المزيد.....

بيغ بن , بك بن ..؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


بيغ بن – بيك – بن ..؟
موسيقى ( جدّة الساعات ) بغ بن - توقظني باكراً
رنين الصباح البعيد .. ورنة المواعيد الدقيقة
إنه الزمن المولود منذ الأزل تعلنه , تنقله عبر الأثير إلى الجهات الأربع دون كلل
إنه الزمن بقطاره السريع
( ساعة بك بن ) , إعلان سطوة الوقت , والتوقيت العالمي
الذي يلف كوكبنا بوشاح الصباح الحديدي ..

منارة الوقت العالمية تهدهد لنا , تلامس اّذاننا
توقظنا من نومنا , معلنة ولادة يوم جديد
لتقول لنا :
كود مورني
صفرو طوبو , كالميرا , بونديا , خود ن مورخن
الله بالخير , بونجورنو
صباح الخير , جين دوبرى , بونجور .. وبكل اللغات توصل نغمتها الخاصة فتعرفها وتصغي لها كل الشعوب ,
حتى منتصف الليل تودعني برنينها الموعود
لأسمع اّّخر الأخبار وأنام ..!


ثقيلة ..
يبك بن
ثقيلة خطاها
متزنة في رنينها
سريعة خطى الساعات ..
ألا , هي !

ثقيلة , بطيئة , حديدية عقاربها
قوي , دوي , حاد , وضخم صوتها
كأنه قادم من الأبدية من الأزل من وراء العالم
رئتيها لا تتعب ولا تتورم
قلبها لا يتوقف في كل الفصول والظروف , وضباب المدينة الكثيف
أبجديتها عالمية ..
شرق وغرب ينتظرها ,
كرّمها العلماء بتوقيت غرينتش , كرمتك لندن بأعلى أبراجها , وأنت أهديتها الرمز
فلكل مدينة وقرية رمز يخلدها ..
...
كانت تزورني عبر المذياع
تزرع ( بك بن ) لي وردة في كل صباح
تزور نافذتي وفضائي لتهيئني للعمل للنشاط لبرمجة يومي , وأعمالي
تضع لي زهرة على وسادتي , وعطراً على مذياعي
أقطفها .. أخباراً , وبرامجاً , وأغان , وحكم وأمثالاً .. وزوايا وتعليقات .. على نافذة الوقت الدقيق .. وجوهاً وأسماء ..

أتابع الأسماء .. و أتخيل وجوه المذيعات والمذيعين وبرامجهم الجميلة المحببة والغنية ..
يتدحرج الإنتظار نحو سماء لا تتغير .. وشمس .. وفصول
إنتظارها , لونها , ثمارها , غلالها
كل شئ ممكن أن أنساه
إلا صوتها , ثباتها دقتها , صداها ثابت بوقار .. وهدير ثقيل
تطل بين أسلاك المذياع
من بعيد نسمعها بتلهف تعلن بداية الأخبار , بإنصات وإصغاء ..!
......................


ممنوعة من السفر ..!؟؟
ست سنوات جلست أنتظر في لبنان بعيدة عن زوجي وبقية أفراد العائلة بعد غربة عشر سنوات مضت , لا بأس فالقاموس النضالي يجب أن يمتلئ بكل أنواع التجارب والتضحيات والأخطار والعذاب –
توجهت بالسفر إلى بولونيا للإلتحاق بزوجي وأبنائي فمنعت من دخول مطار قبرص ولم يسمح لي مغادرة الباخرة البلغارية - التي أقلتني من مرفأ ( جونيا ) لبنان وبقيت فيها مسجونة على المقعد منذ الصباح حتى المساء حيث رجعت فيها لبيروت مرة أخرى بعد أن دفّعوني ثمن البطاقة مرة أخرى ,, ....رجعت بخفي حنين أحمل حقائبي وتعبي وانكساري ... فأبرقت لزوج إبنتي ليأخذني من المرفأ فاستغرب رجوعي بهذه السرعة بعد أن ودعوني مساء البارحة !!؟

كنت قبل هذه الحادثة - خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي - أسافر بنفس الطريق والوسيلة ولا مشكلة اعترضتني , أما بعد 1990 – فاختلف الوضع وتأثيرات النفوذ والمخابرات السورية على المنافذ اللبنانية كلها الجوية والبرية والبحرية فقد أصبحت جميعها تحت نفوذهم المحكم ..

أربع سنوات سجن في سورية تجربتها أسهل من سجن مفتوح خمس سنوات وأنا أنتظر لقاء ومشاهدة العائلة .. مع الخسائر والمدفوعات اليومية للسفارات والتأشيرات وبطاقات السفر ووسائل النقل .. و غير ذلك !!؟
إنها رحلة العذاب ..

.... إنقطاع الكهرباء اليومي في لبنان , جعلني أحتضن المذياع كصديقي في صومعتي ليلاً نهارا- وقليلا مع التلفاز – راديو في غرفة النوم أخبئه تحت وسادتي - والثاني في المطبخ ..
الكتاب والقلم رفيقي والصحف والكتب تحيط بي وتبعث الدفء في سريري من كل جانب .

لم يكن حينها الكمبيوتر قد انتشر كما اليوم ولا الفضائيات اكتسحت الشاشة الصغيرة كما هي اليوم .
كان الراديو لا يزال في عصره الذهبي حينذاك هو رفيقي " الثرثار " اليومي الذي يوصلني بالعالم وأحداثه وأخباره وتحركاته ..! الإعلام المسموع والمقروء نعيش معه ونلتهم خبزه بشهية وشوق .. ولذلك كنت أتابع مئات البرامج المتنوعة والإذعات في لبنان والوطن العربي والعالم – أحفظ أسماء المذيعين والمذيعات وبرامجهم وكانت لي مع بعضهم مراسلات ونشر ( صحف – مجلات – إذاعات ) .. ولذلك كانت ( ساعة بك بن غرينيتش ) رفيقتي فولدت هذه الخاطرة ...........محطات .. لبنان / 1996



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات ؟ أتكلم معك يا وطني على مدار اليوم كله.. يا أيها الو ...
- إنتظار ..!؟ خواطر زوجة معتقل سياسي - 18
- المدرسة الرحبانية خالدة , شامخة كالأرز .. وداعاً العبقري منص ...
- مذا يحمل وجه أميركا ( الأسمر ) الجديد ؟
- أمثال من بلادي - 3
- أساور للوطن .. كل يوم لك مني بريد !؟
- عندما يتمزق الفجر في يوم ما .. ستقرأ كلماتي !؟ - 17
- مشهد التناقض الدامي ..!؟
- أناشيد الليل .. أغنية للشعوب ؟
- اليوم قد بلغوا العشرين , اليوم قد بلغوا الستين ؟ سنرجع إلى ح ...
- تجارب إشتراكية لتحريرالمرأة ؟
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - 15 مهداة إلى إبنتي سمر , يوم الت ...
- رسالة حب إلى أطفال فلسطين ( الإنتفاضة ) ..
- أمثال من بلادي .. المقدمة - 2
- حبّات .. متناثرة ..
- حتى أنت يا بروتوس ..!؟
- من خواطر زوجة سجين سياسي - 14 - ليلة العيد ؟
- الحوار المتمدن في عامه السابع : - خميرة صغيرة تخمَر العجين ك ...
- أمثال من بلادي - المقدَمة
- من خواطر زوجة سجين - 13 - حوار


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بيغ بن , بك بن ..؟