أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد خيري - تحرير الشعب العراقي من سايكولوجيا جلد الذات مهمة وطنية














المزيد.....

تحرير الشعب العراقي من سايكولوجيا جلد الذات مهمة وطنية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 09:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تفخر شعوب العالم بشهدائها وتمجد ذكراهم وتسجل ملاحم بطولاتهم وتستخلص منها التجارب لتطوير وسائل واساليب كفاحها من اجل تحقيق الاهداف السامية التي ضحوا من اجلها وتجنب الجوانب السلبية التي ادت الى استشهادهم. و يثير دهشة شعوب العالم ما اتاحته الثورة العلمية التكنولوجية من مشاهد لملايين من الشعب العراقي نساء ورجالا واطفال تزحف سيرا على الاقدام نحو كربلاء تتوسطهم حلبة لشبيبة تجلد نفسها وتسيل دماءها بالسيوف او الزناجيل !! ويتساءلون الا يكفي هذا الشعب ما يباد به من اسلحة ويجلد به من سياط الاحتلال وادواته ؟؟ الا يكفيهم ما يتلقوه من جرائم الارهاب والحرمانات ؟؟ واذا كان الشعور بالذنب عن استشهاد نبي او بطل يبرر هذا العقاب، فكم من العقاب ستتحمله البشرية على استشهاد مئات الانبياء والا بطال الذين خسرتهم شعوبهم !! وكم مشروع بطل ونبي وعالم استشهد وهو طفل ؟؟ واي انسان اليوم يضمن بقاءه والبشرية تمر بهذه المرحلة الحرجة من تاريخها حيث يتشبث اعدائها بمراكز هيمنتهم رغم كل ما يعانيه نظامهم من ازمات، وهي مدججة باخطر اسلحة الدمار الشامل ؟؟ وكيف استمر هذا الشعور العميق بالذنب والحزن كل هذه القرون ؟؟ ويحمله العراقي معه حتى في ترحاله فقد شهدت ستوكهولم هذه الايام مسيرات وحسينيات ضمت مئات النساء والرجال والاطفال . ومن المسؤول؟؟
لم تستطع القوى العلمانية ولا حتى الوعي المادي الديالكتيكي الذي دخل العراق منذ قرن تخليص الشعب العراقي من هذه السايكولوجية اذ لم يتحرر منه حتى الشيوعيون رغم كل تطور وعيهم. ولكنه يتخذ عندهم اشكالا ومحاور مختلفة. ولاسيما الانشداد الى الماضي والانغمار في نقد اخطائه ومحاسبة انفسهم او مقترفيها والغرق في مياهها الداكنة دون النظر الى الحاضر والبحث عن سبل لتطوير وسائل واساليب كفاحه لتحرير شعبه مما يعانيه. فيشغل اليوم العشرات من الكوادر الشيوعية انفسهم بصراعات فكرية ويتبادلون الاتهامات فيما الشعب العراقي يعاني الويلات على يد قوات الاحتلال وادواته ، ويتيه شبيبته في ظلالات عصابات الارهاب والجريمة المنظمة والمليشيات الطائفية والاحزاب الدينية وتسلب المرأة العراقية من جميع الحقوق بما فيها حق الحياة ويعاني الشعب من الفقر والبطالة، ويحرم ملايين الاطفال من الرعاية والدراسة وثروات البلد تنهب ومصانعه تغلق وتباع كانقاض. انهم يسهمون عن غير وعي في ترسيخ اهم اهداف المحتلين وهو ان يفقد الشعب العراقي الثقة بالشيوعيين عموما وبانفسهم وقدراتهم على انضاج قيادة سياسية واعية تقود نضالهم الوطني والانساني . ينسون حقيقة تعلموها منذ بدء وعيهم:ان قطار التاريخ يغذ السير ولابد ان يكون بين ركابه من لا يتحمل المصاعب او من تغريه المناصب من يفضل النزول. ويستمر بل ويغذ القطار مسيرته الظافرة
نعم لم تجد الطبقات المستغلة الحاكمة مباشرة او باجهزتها عبر القرون، وسيلة لتكبيل سليقة الشعب العراقي الثورية مثل الشعور بالذنب وما يخلفه من حزن عميق يطفيء كل بريق للامل ويحبط كل طموح للتقدم ويبدد كل مصادر الطاقة. فاستغلوا اعظم شهداء تاريخ الشعب العراقي "الحسين عليه السلام "لا ليمجدوا ذكراه بما تميز به من شجاعة واستبسال وتضحية لتكون مثالا للاجيال من العراقيين وغيرهم من مضطهدي العالم وانما لتعميق كل مشاعر الاحباط واليأس وتحميل انفسهم مسؤولية معاناتهم باعتبارها عقاب لهم عما اقترفه اجدادهم من جريمة بحق الحسين !! فاي سلاح اكثر فاعلية في تحرير مستغلي الشعب العراقي من امبرياليين وادواتهم من مسؤولية استعبادهم للشعب العراقي وافقاره افضل من هذا السلاح !! فارصدوا له الميزانيات وكرسوا له الدراسات والمعاهد ولاسيما في الميدان وعلى الساحة . والعمل على تطوير ادواته واستخداماته وليكن المجال الاكبر والاعمق تاثيرا في تأجيج الصراع الطائفي واستعاره لتفتيت وحدة الشعب بل وتقسيم العراق وانهائه. فقادت ونظمت في هذه الايام عشرات الانفجارات عبر المسيرات وقرب المراقد والحسينيات ذهب ضحيتها عشرات الابرياء من الاطفال والنساء.
فالطفل العراقي ككل اطفال العالم لا يختار اسمه ولا ملاعبه واماكن نزهته وطقوسها ويتأثر بما يعانيه والديه والامهم الذين يصحبونه بمسيراتهم وفواتحهم التي يتحول كل منها الى ساحات عامة لجلد الذات ولاسيما بالنسبة للنساء العراقيات اكثر فئات المجتمع استعبادا وظلما. ويذهب الى المدرسة والمناهج الدراسية تتم باشراف من ادوات قوات الاحتلال والاساتذة من ابناء هذا الشعب المشرب بهذه السايكولوجيا عبر الاجيال مهما تطور وعيه الوطني والانساني.
وهكذا تغرس في ضميره عقدة الشعور بالذنب والحقد على نفسه وحتى على الاخرين وتتأجج في فترات الجزر الثوري وتوالي الكوارث والنكسات . وبدلا من البحث عن المخرج منها بتوحيد الصفوف وتطوير وسائل واساليب الكفاح لتطوير وعي الجماهير من خلال الاهتمام بمشاكلها واشراكها في البحث عن حلول لها والنضال من اجل تحقيقها والربط بينها وبين النضال ضد الاحتلال يتيه في صراعات غير مجدية مع من اقترف عن وعي اوغير وعي اخطاء اسهمت ولا تزال تسهم بما يتحمله شعبنا من كوارث واذا به يسهم معهم عن غير وعي بحرمان شعبنا من القيادة السياسية الواعية التي تستطيع توحيد صفوف شعبنا واطلاق طاقاته الجبارة لتحرير الوطن .
نعم ان تحرير شعبنا من سايكولوجيا جلد الذات مهمة وطنية وانسانية تتطلب دراسات وتجارب لتخليص شعبنا ولاسيما الشيوعيين من عقدة الشعور بالذنب لاطلاق سليقة شعبنا الثورية واشراقة الامل والثقة بقدراتنا وبانجازات شهدائنا عبر التاريخ والاستفادة من تجاربهم وليكونوا نجوما ساطعة بل شموسا مشرقة تنير سبل كفاحنا من اجل غد افضل ولا شك بان الاندماج بالجماهير وتحسس آلامهم ومهامهم وتطوير وعيهم واطلاق مبادراتهم والتعلم منهم هي المنقذ الاقدر



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي كعهده يذهل الجميع في استئناف دوره الريادي في ت ...
- دقت جريمة اعدام قادة الحزب الشيوعي في 14/2/1949مسمارا في نعش ...
- جماهير غزة في يومها العالمي تعزز ثقة البشرية بقدراتها على ال ...
- اوباما اداة قطب العولمة الراسمالية لتجاوز ازمتها العامة وترس ...
- لا تتوقف حروب الابادة الامريكية الاسرائيلية دون تجريمهما ومح ...
- 27/1/2009 اليوم العالمي لمناهضة الهيمنة الامريكية والصهيونية ...
- جبهة النضال لوقف حرب الابادة في غزة تمتد من النضال ضد الامبر ...
- آن الاوان لتأخذ البشرية قضية استمرار وجودها وتطورها بيدها فق ...
- آن الاوان لتطوير النضال الوطني والعالمي ضد الامبريالية الامر ...
- دمى الاحتلال يتبارون لشل ضمير الشعب العراقي الوطني والعالمي ...
- وحدة البشرية وتحديها الضمان الوحيد لتحررها من الد اعدائها اق ...
- مجلس الامن مطالب برفض الاحتلال الامريكي التعاقدي للعراق لافت ...
- غيتس وزير دفاع بوش واوباما يأمر بضم ضيعة امريكا الجديدة العر ...
- هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدن سدد ابرعها من ...
- من اجل كتلة وطنية جبارة تستنهض جميع مكونات شعبنا لتحرير الوط ...
- البرامج الانتخابية للكتل والاحزاب المنضوية في العملية السياس ...
- الحوار المتمدن ارقى ميدان للصراع الفكري المحرك للتاريخ
- لنحول مسرحية انتخاب مجلس المحافظات الى ساحات للنضال الجماهير ...
- ويغذ الشعب العراقي مسيرة كفاحه للتحرر من الاحتلال وكل ادواته ...
- الويل لصعاليك حولوا حزب الشهداء الى سهم رخيص في بورصات امريك ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد خيري - تحرير الشعب العراقي من سايكولوجيا جلد الذات مهمة وطنية