أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟















المزيد.....

النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 05:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلال الحرب الاسرائلية على غزة ،اتضح أكثر من أي وقت آخر ،أن الخلافات العربية التي كان بعضها غير ظاهر ،قد انجر علنيا وبشكل واضح،حيث وصلت درجة التجاذب الإقليمي لحد الخطورة ،بل إنها أكثر خطرا مما يتم الاعتراف به ،فان بعض القوى الإقليمية ومن بينها إيران وإسرائيل ،وتركيا ،حاولت من خلال محاور استقطاب متعددة ،أن تدير الصراع في المنطقة بما يخدم مصالحها ،ويوسع مساحة نفوذها ومجالها الحيوي ،وذلك عبر استقطاب الأوراق العربية المؤثرة ،وعلى رأسها الورقة الفلسطينية ،بهدف استخدام هذه الأوراق في لعبة شد الحبل مع الدول العظمى ،وخاصة أمريكا .
فقبل الانفجار الأخير للتوترات العربية ،حدث أن اسقط اتفاق التهدئة مع مصر ،وكانت الحرب على غزة ،وكان قبل ذلك قد تم إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها اتفاق مكة فكان الانقسام الفلسطيني ،وقبل ذلك كان قد جرى إهمال مبادرة السلام العربية من قبل إسرائيل ،كما رفضها وحرض عليها المحور الإيراني الذي أطلق على نفسه محور الممانعة ،فكانت الأزمة الفلسطينية .
وخلال فترة الحرب الاسرائلية على غزة :
حدثت محاولة جديدة لاستلاب الأوراق العربية من يد أصحابها ،وجرت أيضا محاولة تضليل وتشويش على الدور العربي واستبداله بدور إيراني برغم انه قدم عبر أطراف عربيه واتي منيت بالوعود والدور ،وقد تم تنفيذ ذلك عبر الدعوة الاستباقية والمفاجئة ،لقد قمة طارئة في الدوحة .
وكانت الدعوة في ظاهرها محقة ،فان الحرب الظالمة التدميرية التي تشنها إسرائيل هي حرب غير متكافئة وتدميري بكل ما تعنيه الكلمة ،ولكن المثير للتساؤل أن الدول العربية كانت في نفس الموعد تقريبا تستعد لعقد قمة اقتصادية في الكويت ،وبما أن هذه القمة كان يعد لها منذ عام تقريبا ،وان الحرب على غزة ستكون العنوان الرئيسي للقمة ،لذلك أثيرت التساؤلات حول هذه الدعوة المفاجئة في الدوحة ،ومن هذه الأسئلة ،لماذا الإصرار على الدعوة ،وما الجديد الذي سيطرح ،وما لبث أن اتضح ما هو الهدف وراء ذلك وكان العبث بوحدانية التمثيل الفلسطيني ،ثم مرة أخرى محاولة سرقة الورقة الفلسطينية ،وتقديمها كما لو أنها رغبة فلسطينية بالسلة الإيرانية .
وحقيقة أن التحرك السريع للنظام الإقليمي العربي والذي اظهر نوع من الصلابة في مواجهة الموقف بقيادة القوى الرئيسية المتمثلة بالسعودية ومصر والأردن كأطراف رئيسية ومباشرة ،كان تحركا قويا ،أوحى بالثقة واظهر نوعا من الإصرار على التصدي ولسان حالهم يقول حتى لا يجترئ احد على سرقة الدور العربي والأوراق العربية هكذا وعلى العلن .
فسارعت السعودية إلى عقد قمة خليجية طارئة ،ودعت القاهرة إلى قمة أوروبية طارئة في شرم الشيخ ،وهدد المحور الإيراني أن القمة ستكون بمن حضر ،ولكن النظام الإقليمي بقواه الرئيسية لم يتراجع عن حراكه ،وبهذا لم يكتمل نصاب قمة الدوحة فلم تعقد كقمة ولكنها تحولت إلى عمل دعائي وغير منسجم أو متجانس ،ومن ثم لم تجد مقررات القمة وشعاراتها أي وزن في قمة الكويت .
والسؤال الآن هل انتهت الأمور عند هذا الحد:؟
الإجابة لا الأمور لم تنتهي ،برغم أن السعودية أمسكت بزمام الأمور في قمة الكويت حين دعت إلى مصالحة عربية ،ولم يكن عند الأطراف الأخرى أي بديل ،حتى عندما حاولت الهروب من استحقاقات المصالحة ،ولكن العرب ومن خلال دعوة السعودية وجدوا أنفسهم في بداية مرحلة جديدة ،تتطلب مراجعة وتقيم المواقف ،ومن ثم استخدام آليات أكثر وضوحا وجرأة في منع الآخرين من الاقتراب من والعبث في المنطقة العربية ،والاهتمام باستعادة الأوراق والقضايا العربية ،حتى لا يتم الاعتداء عليها من خلال عدالتها وأهميتها ،وخاصة القضية الفلسطينية التي هي القضية الأكثر عدالة وأهمية .
وهنا يتضح صعوبة الأمر:
حيث أن الأخر تعود على سرقة الأوراق العربية وخاصة ورقة القضية الفلسطينية والتي تعود الجميع أن يرفعها شعارا ويخفي مصالحه وراء شعاراته ،وان هذه العادة لن تنتهي طوعا ،ولا بد من إيجاد جدار منيع يحول دون اعتداء الآخرين على القضايا العربية واستخدام أوراقها لتحسين شروطهم ،غير آبهين بما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من دمار ،وما تتعرض له قضيتنا إلى مساس .،والغريب بالأمر فقد اتضح أن هذا التسلل الكبير حدث من خلال تجنيد إعداد ليست بالبسيطة ،من المثقفين بهدف الترويج لتلك الرؤى المضللة ،مثقفون من كل الألوان والمقاسات ،اخذوا في تشكيل فرق وجوقات مأجورة ،الأمر الذي يحمل المثقفين العرب مسئوليات جديدة وكبيرة ،بحيث أن ينتهي زمن التعامل مع ما يؤمنون به من الحق العربي مسلمات نافذة من تلقاء نفسها ،بل هذا الإيمان بالحق وعدالة قضايانا ،تحتاج إلى الجهد ،والمثابرة ،والإخلاص ،واتساع المعرفة ،ومضاعفة مساحات الحوار المفتوح مع كل القوى الرسمية والحزبية والشعبية .
والمبادرات التي انطلقت للمصالحة العربية ،يجب أن تكون مبادرة عامة وشاملة وواسعة النطاق ،تتجاوز حدود قاعة يجتمع فيها الملوك والرؤساء لبضع ساعات ،بل نحتاج أن نلحقها بدعوة مفتوحة ،تدعو إلى استنهاض شامل ،والى إعلان الحقائق ،لقطع الطريق على من يستخدمون قضايانا العادلة ،لأهداف بعيدة كل البعد عن أهداف شعوبنا ،لأنهم نجحوا في زرع الفرقة والفتنة بيننا ،بهدف جعلنا نغفل عن جدية وأهمية قضايانا ،لأنهم يعرفون أننا مطمئنون بان الحق معنا ،وان الحق في النهاية هو المنتصر ،
الموضوع خطيرا جدا بل في غاية الخطورة :
فصراع القول في الإعلام ،وصراع القوى المستنفذة ،وصراع المناطق الحيوية والمجال الحيوي ،لهو صراع تاريخي الجذور ،وذو بعد ثقافي وتراثي ،يتشعب ويتفرع إلى الدين والحياة ،والى المصالح الآنية والمصالح الإستراتيجية ،وخاصة وأننا أصحاب تجربة بأنه حين يجد الجد ،وحين تضطر الحقائق بإعلان نفسها ،فانا نحن وحدنا وأجيالنا الذين نتحمل المسئولية ،وندفع الثمن ،ونسدد الفواتير ،سواء كانت هذه الفواتير مالا أم دماء .
وهذه دعوة إلى المثقفين العرب :
مثقفي الوعي العربي العميق ،أثناء تحملهم هذه المسئولية أن تكون أولى اهتماماتهم ،توسيع مسافة الحوار الواعي ،العميق ،البناء ،بهدف الوصول إلى حلول مرضية تتناسب مع عدالة قضايانا ،فان المساهمة بالأفكار الملهمة عبر الحوار المفتوح ،هي مساهمات وإبداعات تعادل في بعض الأوقات ،المساهمات بالدم والمال ،بل وبكثير من الأوقات ،تكون قادرة على منع المزيد من إراقة الدماء.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العربية جدلية الوعي ،اتساع المعرفة،خلق للراي العام
- استعادة الدور الفلسطيني
- التحدي، الأستجابة ،القرار
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا
- امريكا تبحث عن الافضل
- لقد جاء الذئب فعلا
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل
- اختبار الارادة الوطنية
- انتظار


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟