أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !















المزيد.....

لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ولد الحزب الشيوعي العراقي (1) ولادة طبيعية من رحم المجتمع العراقي في ربيع 1934 مجسداً حاجة الطبقات والفئات الشعبية الكادحة وقسمها الأكثر تنظيماً من العمال، في ظل وجود منشآت حكومية كانت تشغّل وتضمّ عمّالاً، كما في النفط، السكك، الميناء، الكهرباء . . التي عملت على تحشّد واحتكاك العمال بانتظام ببعضهم، وادّت الى تطوّرهم من خلال ممارسة العمل وعلاقتهم بالآلة، الأمر الذي ساعد على تنمية معارفهم ووعيهم وزيادة تمدنهم، ووعي الحاجة للعمل المنظم . .
وقد ولد ملبياًّ حاجات وطموح ودرجات وعي الفئات المتعلمة والمثقفة الشابة الكادحة، التي كانت تجد نفسها تعيش ضغوطاً وقمعاً لآمالها ولما كانت تريد ان تحققه، بعد ان امتلكت معارف مما درسته وتعلّمته لتعيش وبلدها بحال افضل . . في بلد زراعي كبير شكّل الفلاحون الفقراء غالبية سكانه، وكانوا في صراع دام مرير مع الأقطاع الذي ثبته وسلّّحه الأحتلال البريطاني منذ دخوله البلاد عهدذاك. . .
في بلد ساد فيه الجهل والأمية والمرض، وورث الكبرياء والتحديّ وبالتالي الأحزان، لتكالب الظلم عليه ومحاولات تفتيت ارادته، كلما اراد النهوض، فكان الحسين الشهيد رمزه وعنوانه مهما تنوع الأنتماء، وملأ الحنين وملاحم الأبطال قصصه وشعره واغانيه وفنه واحلامه، وطعّمت حياته في افراحه وآلامه واحزانه .
ولد الحزب وكان العالم والمنطقة يموران بصراعات قديمة واخرى تتجدد وتمهّد لحرب عالمية جديدة . . . فكان الكبار يخططون ويتمترسون ويعيدون تنظيم الصفوف ويقسّمون البلدان بوحشية من نوع كان جديداً، بعد ان فلتت من الطوق شعوب بلد كبير، اعلنت عن قيام اول دولة للكادحين، وكشفت عما كان يدور في الظلام واستمرت بكشفه بعد ان تحقق الحلم على الأرض . . . مثيرة ودافعة الكادحين في كل مكان للمعرفة والأستزادة والعمل، وفي اقربها اليه، الشرق الأوسط ومنه العراق الذي عرّفه الباحثون كعقدة ثبتت للزمان كنتاج لتلاقي الحضارات والثقافات والقوميات والأديان وتلاقحها الدائم الذي شكّل الشخصية العراقية محصّلة . . في بلد سال له لعاب الغزاة الخارجيين منذ فجر الحضارة، ناحتاً شخصيته اكثر .
لقد برمج الحزب بنشوئه نضال الفقراء، بعد ان شكّل مؤسسة سياسية لهم ربطت قضيتهم بقضية عالمية تدعو الى توحد المضطهدين، طبقياً وقومياً وفكرياً، بغض النظر عن الجنس واللون . . وركّز النضال الوطني على المفاصل السياسية الأجتماعية الأقتصادية القومية والفكرية الأساسية لأحراز التقدم، ومن اجل رفاهية وتآخي الشعب بالوان طيفه . الأمر الذي كسبه التفاف اوساط واسعة من قوى التجديد والتآخي القومي والديني، اضافة الى العمال، الشباب والطلاب، الفئات الكادحة، المثقفين والمرأة، وساعد بنهجه التجديدي على اجتذاب وتربية اجيال الشباب وتشذيب طاقاتها وتوجيهها .
ولقد احترم الحزب منذ نشوئه وبالجهود المتفانية لمؤسسه يوسف سلمان (فهد)، تقاليد المجتمع وعاداته، وتفاعل معها وتمثّلها وانطلق منها للتغيير، وانسجم مع الشخصية وثقافة التنوّع العراقية . . التي تنشدها الوان الطيف العراقي، على اساس علماني شعبي، علماني منسجم مع واقع البلد الأجتماعي الثقافي السايكولوجي التربوي ومفاهيمه، والأنطلاق منها . . فحرّك واضاف الى ضمير ومشاعر التواّقين الى الحرية والعدالة الأجتماعية، ضامّاً وجوهاً وشخصيات من ابرز ابناء وبنات الوان الطيف العراقي، عرباً وكرداً واقليات قومية، مسلمين ـ سنة وشيعة ـ، مسحيين، صابئة ويهوداً . .
ولماّ كان دافع اعضائه وعضواته الأخلاص لقضية الشعب، وضحواّ بكل شئ دونها وورسموا واستطاعوا تحقيق مطالب هامة لفئات الشعب وفق واقعها المتغيّر، وفق منهج علمي متفتح متطوّر، دخل الحزب ايقاع الحياة العراقية وصار جزءاً اصيلاً من نبضها، ليس بالنظرية وحدها وانما لأنه تمكّن من مخاطبة النفوس والعواطف، واستمر على النشاط رغم التضحيات.
وصار لايمكن فهم الواقع العراقي ورسم اي مشروع نهضوي سياسي اجتماعي واقتصادي فيه، دون اخذ تأثيره ومدرسته الفكرية وناشطيها وتياراتها والمحيطين والمتأثرين بها وبأفكارها، سواء اعلنوا ام بطنوا، بسبب العداء الشرس الذي اسفر عن اقسى وجه له علناً ـ حتى ذلك الوقت ـ في 8 شباط 1963، ضارباً بكلّ الشرائع والقيم عرض الحائط، والذي استمر باشكال متنوعة متصاعدة الوحشية والتنوّع ، متزايدة في مساحة القمع واهواله، حددت من نشاطه الاّ انها لم تستطع الغاءه كما خططت وتصوّرت، وبقى املاً واضحاً من الآمال المنتظرة، لجدية واخلاص اعضائه لقضية الشعب والكادحين، وتضحياتهم واستمرارهم بالنشاط رغم التضحيات، حتى سقوط الدكتاتور صدام .
واضافة الى نشاطاته ونضاله، تأتي اهميته الوطنية من واقع انه شكّل المدرسة النضالية الأولى وبدايات التفكير بالمجتمع والخروج من دائرة الـ " أنا " الضيّقة، لعدد كبير من رجالات السياسة والمجتمع والعلم والأدب والفن اليوم . . ومنذ تأسيسه، الأمر الذي ترك تأثيره الواضح في حركة المجتمع من جهة، واضاف الى نشاطه، نشاط ودعم وتفاعل جمهور واسع من الأصدقاء، من وجوه البلد واصحاب المهن وغيرهم، مضيفاً الى ما تجمّع فيه وحوله من خبرٍ من ممارسته انواع النضال وفق الظروف المتنوعة، من جهة ثانية .
لقد حاز الحزب وبسبب نضاله الوطني طيلة سبعين عاماً على ثقة مكوّنات الطيف العراقي واطرافه الوطنية بعد تجربتها له ومعايشتها لرفاقه ورفيقاته، وتجد فيه المثل المجسّد لتعايش كل القوميات والأديان والمذاهب بعد ان اختلطت دماء ودموع كلّ ابناء وبنات الطيف العراقي في ساحات نضاله، بعد ان ضمّ ويضمّ في صفوفه من كلّ اطرافه، ويدعو للدفاع عن حقها في الحياة الحرة الكريمة.
ويواصل الحزب نشاطه بعد زوال الدكتاتورية الوحشية التي اثخنته جراحاً وافقدته الكثير من المناضلين والمناضلات شهداءاً على مذبح الحرية، ويحاول تجاوز نواقص واخطاء جرت، بسبب العمل السريّ الشاق الذي اضطر اليه في سنوات القمع الدامي ومواجهته، وجهوده لحماية منظماته، ولخسرانه خبرات من استشهد وفُقد . . بدءاً من مؤتمر الديمقراطية والتجديد، مؤتمره الخامس عام 1993 ، بعد تحرره من المركزية الوحيدة الجانب التي فرضها الشكل السابق لبناء الحركة العالمية ( الذي انتهى بعد ان تجمّد على حالة كانت تلبيّ حاجات عهود مضت، في الوقت الذي يواجه فيه عالم اليوم صراعات ومهام تترتّب بشكل جديد )، الأمر الذي سيحرر فيه بتقدير كثيرين طاقات وطنية وشعبية تتناسب واوضاع المجتمع اليوم وتطوّره التقدمي، المجتمع الذي تشوّه وفقد الكثير من صفاته وقيمه السابقة، بسبب العنف والديماغوجيا والدكتاتورية والأرهاب والتعذيب والسجون والحروب .
انه يستمر في نضاله مع القوى الوطنية من اجل العراق الفدرالي البرلماني الديمقراطي الموحد وانهاء الأحتلال، من موقع النضال في سبيل الديمقراطية وضد العنف والدفاع عن حقوق المواطن وحقوق كادحي اليد والفكر(2)، ومن اجل حرية المرأة وسعادة الشباب، بما ينسجم مع الواقع الوطني المتجدد.
ونحو تحقيق نوع من العدالة الأجتماعية وفق المنهج الماركسي (3)، ينسجم مع واقع وآفاق تطور وتمدن البلاد وبناء الديمقراطية فيها، في بلد نفطي ثري تتكالب عليه قوى المال في العالم ويحتاج من جانبه السوق العالمية لتسويق ثرواته وتحويلها الى اموال تصرف من اجل مكافحة الجهل والفقر والمرض، ومن اجل البناء والتقدم الأجتماعي .

25 / 3 / 2004 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حمل في البداية اسم " لجنة مكافحة الأستعمار والأستثمار"، راجع كتاب " فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي" ، سعاد خيري . وتفيد مصادر اخرى انه تشكّل بعد محاولات عدة لتكوين حزب للكادحين، كـ " جمعية الرغيف " وغيرها، ولم تستطع الأستمرار .
(2) يتغيّر مفهوم " الكادحين " في العالم وبالأخص في البلدان التي عاشت تجربة اقتصادية مشابهة للعراق، حيث تدهورت اقتصادياً، وتتدهور اوساط كبيرة من رؤساء العمال وموظفي الدولة واصحاب المهن واوساط اكاديمية، ادبية وعلمية متزايدة الى درجات الفقر، وتصعد باطراد اوساط اخرى عرفت بكونها كانت كادحة، غير متعلمة، شبه متعلمة وغير ماهرة . . الى درجات من الغنى والثراء الطفيلي المتنوع عبر السوق السوداء، الوساطة، انواع الأرباح والخاوات التي تزدهر في الأزمات الوطنية .
(3) سمّت معاهد العلوم والسياسة والأقتصاد في العالم، الألفيه الثانية التي انصرمت بألفية كارل ماركس، تقديراً لجهوده وافكاره التي فسّرت وغيّرت العالم وتطوّره، وقد عقّب مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق " زبغنيو برجنسكي " الى صحيفة الـ " واشنطن بوست" بتلك المناسبة، حين اشار الى " لقد حققنا التفوّق لأننا درسنا وحللنا "رأس مال" ماركس وافكاره واستطعنا من خلاله تجنّب ماترصّدنا من ازمات ومهالك، في الوقت الذي لم يهتم منافسونا الأشتراكيون بدراسته وعمق افكاره . . وخسروا ".



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !
- لا لأعادة تأهيل صدام !!
- استسلام صدام وقضية محاكمته


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !