أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)














المزيد.....

هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن التعامل مع البيانات التي تصدرها جماعة العدل والإحسان أو بعض المواقف التي تعلنها في مناسبات محددة ، تخلق تشويشا حقيقيا عند صنف من المهتمين أو الباحثين الذين يفصلون البيانات والمواقف إياها عن ثوابت الجماعة وعقائدها . وهذا التشويش تنخدع به بعض الأطراف السياسية ، فيبدو لهؤلاء المهتمين والسياسيين أن الجماعة تعرف تحولا في مواقفها وتطورا في عقائدها وتغيرا في خطابها ، مما يغريهم برسم آمالا عريضة لحوار أو تحالف مفترض يقود إلى تشكيل قوة سياسية ضاغطة من شأنها حمل النظام على تقديم تنازلات عبر اعتماد إصلاحات سياسية ودستورية تراها الأطراف المشاركة في الحوار أو التحالف شرطا لكل بناء ديمقراطي . لكن الطامعين في التحالف أو الحوار مع جماعة العدل والإحسان يستهونون شروط الجماعة أو يتغاضون عنها طمعا في مكاسب انتخابية ومغانم سياسية . وهم في حالهم هذا يصدق عليهم المثل الدارج "شافوا الربيع ما شافوا الحافة" . بالتأكيد كل مواطن غيور على وطنه واستقرار بلده وتقدم مجتمعه لا يمكنه إلا أن يدعم الجهود الصادقة لخدمة هذا الوطن . لكن بالعودة إلى الشروط التي حددها مرشد الجماعة لكل حوار أو تحالف يتأكد أن "الحافة" عميقة وستقبر فيها كل آمال الطامعين في مغانم التحالف . إذ إضافة إلى ما سبق ذكره من شروط ، توجد أخرى كالتالي :
1 ـ أن تكون القيادة لجماعة العدل والإحسان في أي تحالف ممكن : ذلك أن الشيخ يرى في جماعته القوة الوحيدة الفاعلة في المجتمع والقادرة على إحداث التغيير المنشود . أما الأطراف الأخرى فهي "معزولة" وتسعى لاستغلال التحالف مع الإسلاميين لصالح مشروعها . وما قد يعتبره بعض المهتمين والسياسيين أنه تحول في خطاب الجماعة ومواقفها لما دعت إلى حوار وطني منفتح على كل الأحزاب السياسية بما فيها الاشتراكية واليسارية ، فليس سوى تكتيك تقتضيه الظرفية السياسية التي تعرف تذمرا في صفوف الاشتراكيين واليساريين بسبب ما راكموه من فشل في إدارة الشأن العام أفقدهم نسبة هامة من الأصوات الانتخابية التي كانوا يراهنون عليها . والشيخ ياسين يدرك جيدا الهدف الذي من أجله ترغب أطراف سياسية في الحوار والتحالف مع جماعة العدل والإحسان . لهذا نجده لا يتردد في رفض الشروط التي تضعها هذه الأطراف ، ويصر أن يكون الحوار والتحالف وفق شروطه هو كالتالي ( ندعوكم أن تدخلوا معنا الميدان على شرطنا وهو شرط الإسلام.هذه هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم، حتى لا تكون فتنة ويكونَ الدين كلـه لله ).
وما دام الشيخ ياسين على يقين من كون الطامعين في التحالف معه تغريهم الأصوات الانتخابية التي تتوفر عليها الجماعة بحكم انضباط أعضائها التنظيمي ، ولا تغريهم الإستراتيجية التي تتبناها الجماعة ، فإنه لن يقبل بأن يفقد زمام المبادرة وتتحول جماعته إلى كتلة بشرية منفعلة . لهذا يصارح الشيخ هؤلاء الطامعين في الحوار والتحالف معه بالموقف المبدئي الذي لا محيد عنه كالتالي ( تحاولون لف الإسلاميين الشعبيين، وهم القوة "الوحيدة" بشهادتكم، في مشروع أسئلتُه من هناك وأجوبته ملفقة مما أعطته العالميـة الديمقراطية ومما تطمحون إليه من تسييرنا في قافلة اللحاق بذلك الركب السائر في التيه. ومتى كنا بجنبكم، نواه شعبية مُوَجَّهة، فقد اكتملت لكم بالقوة العضلية الإسلامية مقومات الحركة السياسية التي تخرجكم من عزلتكم وتعيدكم من منفاكم!) . ومن ثمة يقرر الشيخ ( ونرفض أن نكون لهم قاعدة لجبهة تسير بالمسلمين في درب التيه )(ص 533 العدل). ومعنى هذا أن الشيخ لن يقبل بأي حوار أو تحالف إلا إذا تأكد لديه أن الجماعة هي من سيحدد الأهداف وهي من سيحصد النتائج . أما أن يوفر للطامعين في الحوار والتحالف معه "قاعدة شعبية" توصلهم إلى قبة البرلمان وتمكنهم من الحقائب الوزارية ، فمسألة تشدد الشيخ في رفضها لأن همّه ليس الديمقراطية ولا التنمية ، بقدر ما يظل هاجسه إحكام الطوق حول النظام الملكي للإجهاز عليه ، ومن ثم الزحف على السلطة . وكل الدعوات التي توجه إلى الجماعة قصد الانضمام إلى تشكيل جبهة ديمقراطية يتصدى لها الشيخ كالتالي ( فإذا دعوتمونا - معشَرَ الفضلاء المثقفين- لجبهة ديمقراطية نكون فيها النواة الشعبية المَسوقة فنحن ندعوكم إلى مراجعة أصولكم الثقافية ذات النـزعة التوفيقية المرتبكة في معضلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة ) .
2 ـ اعتماد الشورى لا الديمقراطية . وإذا كان السيد لشكر يبرر دعوته إلى الحوار مع جماعة العدل والإحسان بكون انخراطها ( في حوار وطني من أجل الدستور لن يكون إلا مكسبا من أجل تطوير الديمقراطية في البلاد ودفعها للرقي والتقدم )(الوطن الآن عدد 320) ، فإن للشيخ ياسين قناعة مغايرة عبر عنها كالتالي ( ومعنا نحن الإسلاميين اهتمام بالقضايا المصيرية لاذع. هُمْ يرَوْنها من زاوية الديمقراطية، لا حَلَّ عندهم إلا الديمقراطيةُ، ولا مفتاح ولا مدخل. ونحن نراها من زاوية الإسلام، لا حل لها ولا مفتاح ولا مدخل إلا شورى الإسلام..)(591ط3 العدل) . فكل من يطالب بالديمقراطية ، في نظر الشيخ ، إما معزول ويرغب في قاعدة اجتماعية ( الديمقراطية في بلاد المسلمين قضية نخب معزولة تبحث عن قاعدة شعبية )(ص 539 العدل)، وإما يقود الأمة إلى "التيه" و "التغريب" بإتباع النموذج الغربي والسعي إلى اللحاق بركبه ( النخب المثقفة ممتلئة بقضايا مصيرية هي: التنمية، والتحديث، والتطور، والتحرر من التبعية الاقتصادية، وتحقيق العدل الاجتماعي. هي ممتلئـة بتغيير يُصَوِّرنا على شكل النموذج المتفوق في نظرهم، ويلحقنا بركبه ) . فهل سيقبل الشيخ ياسين مجاراة "المتغربين" والركض خلف النموذج الغربي ؟ بالتأكيد لا ، لأن الشيخ يزعم أنه "مبعوث" لإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ، وأنه موعود بالنصر . ومن ثمة لن يرهن "خلافته الربانية" بالتحالف مع أحزاب "معزولة" أو نخب "مغرَّبة" . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(3)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الثورة الهادئة وجرأة التغيير السلس .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة(2) .
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة (1).
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية والرهانات الممكنة .
- هل بتنا بحاجة إلى حكومة أجنبية لتدبير شأننا العام ؟
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)