أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام - علي الشمري - الاعلام العربي يطبل لذباحي الشعوب















المزيد.....

الاعلام العربي يطبل لذباحي الشعوب


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 02:44
المحور: ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام
    


الاعلام الحر في دول العالم الغربي المتطور يبحث دوما عن السلبيات وتسليط الضوء عليها لغرض معالجتها , ووضع الحلول المناسبة لها من قبل مسوؤلي تلك الدولة. ملتزمين بشرف المهنة وحرية الكلمة الشريفة والصادقة لنقل الحقيقة وعدم التعتيم عليها, وهذا ما بنطبق عليها تسمية السلطة الرابعة بكل معنى الكلمة, أي أنها تراقب أداء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية , بغير محاباة متخذة الحيادية في عملها الصحفي والاعلامي, وهذا ساعد على تطور مجتمعاتهم وتنمية بلدانهم من خلال نقل معاناة المواطنين وأحتياجاتهم الانسانية الاخرى.
وبما ا ن تللك الدول ذات أنظمة ديمقراطية وتستبدل عبر صناديق الاقتراح كل 4 أو 5 سنوات حسب نظام تلك الدولة فتجد رؤسائها لم يفكروا بتجيير الاعلام أو الصحافة لهم, لان دورهم وظيفي ينتهي بأنتهاء المدة القانونية المقررة في دساتيرهم والذي يعمل جيدا ويحقق وعوده الانتخابية لناخبيه سوف ينتخب مرة ثانية , و الا فسوف يستبدل باخر في الجولة الانتخابية المقبلة.
أم بالنسبة الى بلداننا العربية والاسلامية ذات الانظمة الشمولية والديكتاتورية والعائلية , فتجد الحاكم أول عمل يقوم به هو تجنيد الصحافة والاعلام لصالح نظامه وخطه السياسي, ويتركون مشاكل المجتمع دون نقلها عبر وسائلهم الاعلامية ويتكتمون على الفضائح التي تصدر من الحاكم, وتسعى جاهدة لارضاء حكامها سواء على الحق أم الباطل, ومبعدين دور المواطن في المشاركة أو المساهمة ولو برأيه في كثير من الامور التي تهم بلده وشعبه , ومستغفلين شعوبهم في كل القضايا المصيرية.
في عام 1948 م وبعد وعد بلفور المشؤوم بأنشاء الكيان الصهيوني, حارب العرب ووعد الاعلام العربي وقتها بالنصر المزعوم على اليهود ورميهم في البحر , وأخرها تم تثبيت الكيان الصهيوني واندحرت الجيوش العربية.
في عام 1967م وخلال حرب تموز صال وجال الاعلام العربي الكاذب مدعيا بأن الجيوش العربية تحرز تقدما كبيرا وسيطرة واضحة على كل الجبهات وتكبد العدو الصهيوني أعداد هائلة من القتلى والجرحى, وأن صواريخ سام الروسية الصنع , قد أسقطت كل المقاتلات الاسرائيلية وأن الطيران الحربي المصري يوجه الضربات الساحقة للعدووفلول جيشه المنهار..وبعد وقف أطلاق النار وتجلي الموقف تبين أن الجيش الاسرائيلي أستطاع وخلال 7 أيام من الاستيلاء على كل الاراضي الفلسطينية وأراض عربية أخرى مثل جنوب لبنان والجولان والضفة الغربية لنهر الاردن وصحراء سيناء وتكبيد الجيوش العربية الالاف القتلى والجرحى وأعداد كبيرة من الاسرى, وأن الطائرات المصرية قد حطمت وهي جاثمة في مطاراتها منذ اللحظة الاولى..
وفي حرب أكتوبر عام 1973 م طبل الاعلام العربي زاعما النصر المبين للجيش المصري وتمكنه من تحطيم خط بارليف وعبوره, وأن القوات السورية قد أجتاحت الجولان المحتل, وبعدها تبين أن الجيش الاسرائيلي قد تقدم نحو دمشق العاصمة لاسقاطها لولا تدخل الجيش العراقي في اللحظات الاخيرة الذي تمكن من صد الجيش الاسرائيلي ومنعه من التقدم, وأن فيلقين من الجيش المصري قد حوصرت في صحراء سيناء , وأوعزوا السبب في حينها الى ثغرة الدفرسوار اللعينة التي أضاعت النصر المصري. كل هذا والاعلام العربي لم يكشف عن حجم الخسائر في الارواح للقوات العربية مكتفيا بالنصر المزعوم على الجيش الاسرائيلي..
وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي ظهر البطل القومي صدام, والذي أستطاع أن يجيير الاعلام العربي كله لصالحه من خلال مقايضة الضمائر باموال الشعب العراقي وكابونات النفط, لقاء تمجيده وتعظيمه جاعلين منه اسطورة القرن العشرين والبطل الهمام وحامي حمى الامة العربية والحارس الامين لبوابتها الشرقية وغيرها من الالقاب التي قاربت الاسماء الحسنى لله عز وجل.
أن الماكنة العسكرية الصدامية قد طحنت الالاف من الشباب العراقي في جبهات القتال في الحرب العراقية الايرانية والاعلام يطبل له ويمجد بنصره على الفرس المجوس , وبعد هزاءمه واحتلال الفاو من قبل القوات الايرانية راح الاعلام يتحدث عن روح النصر وضرورة التمسك به. وبعد وقف أطلاق النار بعث صدام برسالة الى الخامنئي يخبره فيها بانه( أعطيتكم كل ما أردتم) ورجع الطرفين المتحاربين الى حدود معاهدة الجزائر 1975 دون غالب أو مغلوب والضحية الشعب العراقي الذي بلغت ضحاياه بالملايين من الشهداء والمعوقين والمفقودين والاسرى, أضافة الى تدمير مدنه الممتدة على الشريط الحدودي مع أيران وخاصة مدينة البصرة.كل هذا الذبح للشعب والاعلام يسميه البطل القومي.
وقبل ان يندمل الجرح العراقي أقدم صدام على احتلال دولة الكويت وقام بتخريب كل شي فيها من معالم الحضارة والرقي,وقتل شبابها وجلب الكثير منهم أسرى ودفنهم أحياء في مقابر جماعية.
بعدها حدثت حرب الخليج الثانية بقيادة أمريكيا وتم تدمير الالة العسكرية بالكامل وتدمير الفرق العسكرية العراقية , بالاضافة الى الدمار الذي حل بالبنى التحتية العراقية كالجسور والمنظومة الكهربائية والمصانع والمعامل وغيرها , والحصار على الشعب العراقي وتجويعه وأنتشار الامراض المزمنة والاوبئة والاعلام يطبل له بالنصر على التحالف وأمريكيا, بعد ان و قع في خيمة صفوان وثيقة الذل والتي بموجبها وضع العراق تحت طائلة البند السابع السي الصيت.
حدثت الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وتم سحقها من قبل النظام البعثي بكل وحشية وقتل الالاف من الشباب العراقي وشواخصها لا زالت لحد الان وهي أكتشاف المقابر الجماعية البالغة أكثر من 350 مقبرة لحد الان غير التي لم تكشف لحد الان لانه لا زال الالاف من الشباب المغيب مجهول المصير, كل هذه الجرائم والاعلام العربي لم يذكر منها شي وبقي يطبل له وسموه بطل التحرير. فأي تحرير يتحدثون عنه؟ هل مجازر الانفال جزء من التحرير ؟ أم ضرب حلبجة بالكيمياوي من صفات البطل القومي ؟ أم دفن الشباب العراقي أحياء في مقابر جماعية؟ أم أن كابونات النفط العراقي هي من أماتت ضمائر الاعلاميين العرب تجاه جرائم صدام بحق الشعب العراقي ؟
أن مجتمعاتنا العربية قد أبتليت بداء لا شفاء منه وهو ظهور شخصيات تدعي زورا وبهتانا عدائها لامريكيا واسرائيل سرعان ما ينتشر صيتها بواسطة أعلامنا العربي الكاذب والمظلل للشعوب لتخلق من الجلادين أبطال متسلطين على شعوبهم ومنكلين بهم بكل قسوة ودون رحمة.
.أن لكل حرب مأسي تقع على الشعوب لم يتطرق اليها اعلامنا ويكشف عنها لان اولياء نعمتهم من الحكام لا يسمحون لهم بذلك....
ففي حرب تموز 2006 م في جنوب لبنان وما حل به من الدمار والمأسي على سكانه والذين أكثرهم يسكن في كرافانات خشبية لحد الان بعد تدمير منازلهم من جراء الحرب , ورغم مرور أكثر من سنتين لم نشاهد أو نسمع أن أحدى القنوات الفضائية العربية قد تطرقت الى معاناة شعب جنوب لبنان وظروف معيشتهم.
الان في حرب غزة كل هذا الدمار والقتل من الاطفال والنساء والتهجير جراء فقدانهم السكن والاعلام العربي لم يتطرق الى معاناتهم مكتفيا بالنصر والصمود للمقاومة لحماس, أكثر من سبعة الالاف بين قتيل وجريح وفضائياتنا تنقل عن حماس بان غزة صامدة والمقاومة لم تهزم بعد, ولم تنقل عن أي مواطن من شعب غزة تذمره وأستياءه من تصرفات حماس وما جلبت لهم من الويلات والمأسي.
فهل يعقل بان شعب غزة باكمله مؤيد لحماس ويدين بدينها ؟ ألا يوجد مسيحي في سكان غزة؟
فالى متى نبقى نكذب على انفسنا وشعبنا واهلنا ؟ الى متى يبقى الاعلام العربي طبالا لجزاري شعوبنا الموغلين في الجريمة والسائلين لدمائنا ..............
الى متى تبقى نفس الجوقة من الاعلاميين المطبلين في كل الازمنة ولكل الطغاة وان تغيرت تسميتهم ؟ ومتى تستبدل هذه الجوقة الكاذبة بأخرى أكثر مصداقية لتعالج أزمات ومشاكل شعوبها؟






#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات المالكي تكتيك مرحلة أم أستراتيجية جديدة
- نتائج الانتخابات فصلت بالمقاس لاحزاب الاسلام السياسي
- صراع الولائات ,هل يضفي الى أقلة المالكي
- مقاله
- (( العمامه أقصر الطرق للثراء والشهرة ))
- أهالي النجف الاشرف وأنتخابات مجالس المحافظات وخروقات المفوضي ...
- القمم العربية تنعقد بعد أنتهاء المجزرة
- الحملة الانتخابية تفرز أصوات ديكتاتورية
- البعث جلب المصريين لغرض التهيأ لحرب أيران,؟ماذا يريد المجلس ...
- مأساة واقعة الطف..... دروس وعبر بمنظورين
- (( الغول الديني يطل برأسه من جديد ))
- شراء الذمم وما يترتب عليه من مأسي للاجيال اللاحقة/الحلقة الث ...
- التطرف الديني يحرق غزة كما أحرق الجنوب اللبناني
- (( شراء الذمم وما يترتب عليها من مأسي للاجيال اللاحقة))
- أنتخابات مجالس المحافظات وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين
- الذكرى ال60 لحقوق الانسان/ أحتفالية خجولة وأعلام فقير
- هل ستلقي أعياد الميلاد بضلالها على العالم
- قادة العراق الجديد على خطى الطاغية المقبور
- (( االصراع الطبقي والفكري وأنتخابات مجالس المحافظات))
- (( عبطان والنجف الاشرف -أعمار أم دمار))؟؟؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام - علي الشمري - الاعلام العربي يطبل لذباحي الشعوب