أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حشقيل قوجمان - حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر















المزيد.....

حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر


حشقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب لي الاخ طلال الربيعي تعقيبا على مقالي حول مجزرة بشتأشان رسالة باللغة الانجليزية اقتبس منها عبارتها الاولى الواردة ادناه:
It is nonsensical to dismiss the ideas of those Iraqis living abroad, and consider them as invalid. We know from history that Lenin was not in Russia during the struggle against the Russia Tsar
وترجمتها : من الهراء صرف النظر عن اراء اولئك العراقيين الذين يعيشون في الخارج، واعتبارها غير صحيحة. فنحن نعلم من التاريخ ان لينين لم يكن في روسيا خلال الصراع ضد القيصر الروسي.
اورد الاخ طلال في رسالته المزيد من الشخصيات الثورية التي عاشت خارج بلدانها في المهاجر وادت اعمالا ثورية مهمة مثل كارل ماركس وجيفارا وآخرين. في الواقع انا لم اتطرق في مقال بشتأشان لا من بعيد ولا من قريب الى موضوع آراء ودور العراقيين الموجودين خارج العراق. ولكن موضوع آراء ودور العراقيين الموجودين خارج العراق موضوع شيق وهام بالنسبة للحركة الثورية لذلك اود ان اتطرق اليه في هذا المقال.
ان صحة او خطأ الاراء لا يمكن تحديدها حسب المكان الذي نشأت او كتبت فيه. فالراي الصحيح يبقى صحيحا اينما كتب واينما نشأ وكذلك يبقى الراي الخاطئ خاطئا حيثما نشا واينما كتب. لذلك لا معنى لعبارة صرف النظر عن اراء العراقيين الذين يعيشون في الخارج على انها غير صحيحة. ولا يمكن اعتبار الاراء الناشئة او المكتوبة من جانب العراقيين الذين يعيشون داخل العراق صحيحة لانها كتبت او نشأت داخل العراق. ان مقياس ما يكتبه العراقيون كما سائر البشر هو صحة او خطأ الاراء التي يكتبونها وتعبيرها عن حاجات المجتمع في لحظة كتابتها او عدمه. واستنادا الى ذلك فانني لم استهن ولن استهين باراء عراقيين يعيشون خارج العراق لمجرد انهم كتبوها في الخارج. ان اغلب العراقيين الذين يعيشون في الخارج تركوا العراق مضطرين نظرا الى ان الحكم القائم في العراق كان يشكل خطرا على حياتهم. وهذا يصح على فترة حكم البعث ويصح اكثر من ذلك على فترة الاحتلال الاميركي البريطاني الحالي للعراق.
اود هنا ان اشير الى حدث تاريخي يدل على ان العراقيين الذين يعيشون في الخارج ليسوا مرتاحين لذلك وان حنينهم الى وطنهم وحلمهم في العودة اليه يدفعهم الى استغلال اول فرصة يزول فيها الخطر على حياتهم للعودة الى العراق والعودة الى خدمة بلادهم بجميع كفاءاتهم العلمية والفنية والادبية. في فترة الحكم الملكي وجد الكثير من العراقيين ان بقاءهم في العراق يشكل خطرا على حياتهم مما اضطرهم الى الهجرة الى خارج العراق. ان تلك الهجرة لا تقاس من حيث كثرتها بما يحصل اليوم في العراق. ولكننا نتذكر ان العراقيين الذين كانوا موجودين في الخارج عادوا افواجا الى العراق فور انتصار ثورة ١٤ تموز وساهموا في خدمة مجتمعهم بكل كفاءاتهم. فالعراقيون الموجودون في الخارج وهم يحصون اليوم بالملايين يعيشون في الخارج اضطرارا وليس عن رغبة او تفضيل للمهاجر على وطنهم العراق.
حين كان لينين خارج روسيا كان هناك ايضا العديد من المهاجرين السياسيين الروس. كان هناك المنشفيك والاشتراكيون الثوريون وغيرهم من السياسيين الروس. وطبيعي ان لينين كتب اراءه ومؤلقاته حين كان في المهجر وكذلك كتب الاخرون مؤلفاتهم وهم في المهجر. فاذا اعتبرنا اراء وكتابات لينين كانت صحيحة فقد كانت كتابات المنشفيك والاشتراكيين الثوريين مناقضة لكتابات لينين ولهذا يمكن اعتبارها غير صحيحة. كانت كتابات لينين صحيحة رغم انها كتبت في الخارج وكانت كتابات الاخرين غير صحيحة رغم انها كتبت في الخارج. وكان في داخل روسيا كذلك سياسيون كتبوا في نفس اتجاه لينين كالبلاشفة وهناك داخل روسيا من كتبوا بنفس اتجاه المنشفيك والاشتراكيين الثوريين. ومقياس هذه الكتابات هو نفس مقياس الكتابات التي كتبت في الخارج اي ان الاراء الصحيحة تبقى اراء صحيحة والاراء الخاطئة تبقى اراء خاطئة رغم انها كتبت داخل روسيا. لذا اتفق مع الاخ طلال على ان "من الهراء صرف النظر عن اراء العراقيين الموجودين خارج العراق على انها غير صحيحة. "
لا يكفي ان يكون الراي صحيحا لكي يحقق الفائدة المرجوة منه ولا يكفي ان يكون الراي خاطئا لكي يحدث الضرر الناجم عنه. فبقاء الراي في مكتب المؤلف يبقى حبرا على ورق لا يشكل خطرا ان كان خاطئا ولا يقدم فائدة ان كان صحيحا. لكي يؤثر الراي الصحيح والراي الخاطي يجب ان ينتشر وان يطبق لكي يظهر تاثيره على المجتمع. ان كتابات ماركس كما هو معروف كانت تنشر ليس فقط في المانيا باللغة الالمانية بل كانت تترجم الى العديد من اللغات. وكانت كتابات لينين تنشر وتطبق في روسيا من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي (البلشفيك) لكي تعطي ثمارها ونتائجها على الحركة الثورية في روسيا. وهذا يصح على كل راي صحيح سواء انشأ وكتب داخل البلد ام خارجه. العبرة هي في نشر وتطبيق الراي الصحيح.
ان تطبيق الراي الصحيح سواء انشأ في الخارج او الداخل يتطلب وجود اشخاص يؤمنون به ويحاولون في نضالاتهم اليومية تطبيقة ونشره بين الجماهير. هنا نأتي الى ظاهرة اخرى لا علاقة لها بصحة او خطأ الراي، ظاهرة القيادة. فالقيادة التي تحاول تطبيق الراي الذي تراه صحيحا عليها ان تكون وسط الجماهير، في المعامل وفي المزارع وبين الطلاب والمثقفين وفي النقابات العمالية والنقابات المهنية وفي المنظمات الاجتماعية كمنظمات الشبيبة والمنظمات النسائية لتحاول اقناع جماهير هذه المنظمات بهذا الراي الصحيح. فليس ثمة طريق اخر لنشر وتطبيق الراي الصحيح. وهذا ينطبق سلبيا على تطبيق الراي الخاطئ ايضا. فتطبيق الراي الخاطئ هو الاخر يتطلب وجود فئات تعمل على تطبيقه ونشره بين جماهيرها. وهنا ينبغي ان نشير الى الصراع الهائل بين الاحزاب الثورية الحقيقية التي تمثل الحركات الاجتماعية الحقيقية والاحزاب الانتهازية التي تعمل على حرف الجماهير عن النضالات الثورية الحقيقية التي تعبر عن مصالحها. ان تطبيق الاراء يعتمد على القيادة التي تعمل على تطبيقها عن طريق النضال الفعلي المثابر.
هنا في رايي نستطيع الحديث عن اراء العراقيين الموجودين في الخارج. فقد تكون اراؤهم صحيحة وتعبر عن المصالح الحقيقية للجماهير العراقية. ولكن المقياس هو ما اذا كانت هذه الاراء تصل الى فئات قيادية تمارس النضال اليومي الفعلي بين الجماهير في الداخل لنشرها وتطبيقها.
بعد الحملة التي شنها حزب البعث على حليفه الحزب الشيوعي العراقي سنة ١٩٧٩ اصبحت قيادة الحزب كلها او اغلبها واغلب كوادر الحزب تعيش في الخارج. وبصرف النظر عما اذا كانت اراؤهم صحيحة او خاطئة لم يكن بالامكان نشر وتحقيق هذه الاراء في الداخل لان الفئات التي كانت باقية في العراق كانت تعاني من اقسى ظروف الاضطهاد والملاحقات والسجون وفرض توقيع وثائق التخلي عن النضال عليهم وكانت منظمات الحزب الشيوعي منعدمة تقريبا في القسم العربي من العراق. هذا كان يعني عدم وجود قيادة حقيقية مناضلة وسط الجماهير العراقية بشتى فئاتها في النقابات والمنظمات الاجتماعية وغيرها. هنا تحولت القيادة الى قيادة من بعيد وهي قيادة لا تؤدي اية مهمة من مهمات القيادة. فلا يكفي ان توجه قيادة الحزب المتجمعة في براغ مثلا نداء للطبقة العاملة يدعوها الى انتفاضة او يحرض العمال اثناء الانتخابات ان تنتخب العناصر التي تمثل مصالحها او نشر الاراء الصحيحة في مجلة الثقافة الجديدة او الجريدة المطبوعة في الخارج وعدم وجود قيادة تقوم بتوزيعها وتطبيق الاراء الصحيحة الواردة فيها في النضالات اليومية للطبقة العاملة وسائر الجماهير الكادحة.
واليوم بعد هجرة الملايين من خيرة العقول العراقية بكافة الميادين الى حياة اللجوء في ارجاء العالم نشاهد امثالا للاراء الصحيحة التي نسمعها ونقرؤها في وسائل الاعلام المنتشرة خصوصا في المواقع الالكترونية والفضائيات التلفزيونية. فموضوع مقاومة الاحتلال ونبذ الطائفية والدعوة الى وحدة الشعب العراقي بكل فئاته وقومياته وطوائفه ومذاهبه ودياناته ووحدته ضد الاحتلال واعوانه وعملائه وضد فرق الموت التي جلبها الى العراق وحتى موضوع المقاومة المسلحة وتاثيرها على الاحتلال وجيوشه كلها نقاشات يومية متكررة وكلها اراء صحيحة اذا جرى تطبيقها في الداخل. وكل هذه الاراء اراء صحيحة ولكنها هي الاخرى تحتاج الى قيادات تطبقها داخل العراق والا فهي لا تتعدى كونها حبرا على ورق.
واكثر من ذلك نسمع كل يوم عن تشكيل منظمات وطنية تعقد مؤتمراتها واجتماعاتها وتصدر منشوراتها بمختلف وسائل الاعلام. وكل منظمة تتصور انها ستحقق تحرير العراق وتأليف دولة القانون او دولة الديمقراطية او غيرها. ولكن هذه المنظمات لا خير فيها ان لم تساندها حركات حقيقية داخل العراق تحقق الاهداف التي تريد تحقيقها عن طريق النضال اليومي المثابر والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل تحرير العراق من الاحتلال عقدة كل تغيير يرجى تحقيقه في العراق. يحلم البعض في تحقيق استقلال العراق عن طريق تشكيل منظمات وطنية تحل محل حكومات الاحتلال القائمة بدون ان يشعروا بان الاحتلال ومن ورائه حكومات المنطقة الخضراء لن يسمح بانشاء او تسلط اية منظمة وطنية لان ذلك يتعارض مع اجندة الاحتلال ويحرم حكومات الاحتلال من نهب ثروات الشعب العراقي وتحويلها الى قصور ومشاريع في بلدان اوروبا والبلدان العربية كما يعرفه الجميع. يحلمون بتوزيع النفط او واردات النفط على الشعب العراقي في حين يستولي المحتلون على النفط ويحرمون الشعب العراقي منه ويجبرون الشعب على شراء النفط المستورد لمضاعفة ارباح الشركات الاستعمارية. الحديث يطول ولكن الواقع هو ان من المستحيل انشاء حكم وطني حقيقي مع خضوع الشعب العراقي لنير الاحتلال واعوانه وعملائه.
بهذه الطريقة يمكننا ان نقدر اراء العراقيين الموجودين خارج العراق وليس بتجاهل او صرف النظر عن صحة او خطأ ارائهم ...



#حشقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 2-2
- ملاحظات حول كتاب بشتأشان بين الالام والصمت 1-2
- المحرقة في غزة وموقف احمدي نجاد منها
- حول مقترح تشكيل اتحاد كتاب الحوار
- خرافة دولة القانون
- ملاحظات حول لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسار الماركسي
- من هو اليسار 2-2
- من هو اليسار
- حذاء منتظر والكرم العراقي
- ملاحظات حول مقال -فهد والحزب الشيوعي العراقي-
- حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 2-2
- حوار حول انتقادات موجهة الى مقالات سابقة 1-2
- ثورة اكتوبر والاممية
- ثورة اكتوبر وراسمالة الدولة
- قانون انخفاض نسبة الربح في النظام الراسمالي
- الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال
- هل الانهيار المالي الحالي نهاية الراسمالية؟
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 2-2
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 1-2
- الارباح الحقيقية والارباح الوهمية للطبقة الراسمالية


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حشقيل قوجمان - حول اراء العراقيين العائشين في المهاجر