أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - كل الاحترام، يا أصدقائي














المزيد.....

كل الاحترام، يا أصدقائي


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 784 - 2004 / 3 / 25 - 09:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رئيس الحكومة يخوض حربا. أغلبية الجمهور العظمى في إسرائيل تعارض هذه الحرب غير أن هذه الأغلبية هي التي تنتخب رئيس الحكومة.

لقد حدث مثل هذا الوضع السخيف في إسبانيا. إنه يذكرنا كثيرا بما يحدث في إسرائيل، إلا أن وجه الشبه لم يعد قائما.

لقد قذف الجمهور الإسباني برئيس حكومته خارجا، أما الجمهور الإسرائيلي فما زال متشبثا بتأييد رئيس حكومته.

يعتقد هؤلاء الإسبانيون السذّج أنه في حال فعل رئيس الحكومة ما يتعارض وإرادة الأغلبية، يجب إزاحته. إنهم يعتقدون أن هذه هي الديمقراطية، أما في إسرائيل فإن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يخطر على بال أحد، وهو ليس الفرق الوحيد السائد.

إن ما حذا بالإسبانيين إلى الوصول إلى مثل هذا الاستنتاج كانت، بطبيعة الحال، العملية الكبيرة التي حدثت في مدريد. وقد كان رد الفعل الإسباني يختلف تماما عن رد الفعل المعمول به في إسرائيل.

بعد هذه العملية سأل الإسبانيون أنفسهم: لماذا فعلوا ذلك؟ ما هو سبب هذا الإرهاب الفتاك تجاهنا؟ وقد توصلوا إلى إجابة منطقية: سياسة رئيس الحكومة هي التي أوقعت هذه المصيبة على رؤوسنا. الاستنتاج: هيا بنا نبدل رئيس الحكومة.

لا يمكن أن يسأل مثل هذا السؤال في إسرائيل. ما الذي أتى بالإرهاب إلى ديارنا؟ أي سؤال هذا؟ سبب الإرهاب هو طبيعة "المخربين" الإجرامية. الإرهاب هو حكم من السماء. وهو أمر لا يَمَتّ بأية صلة إلى ما يفعله رئيس الحكومة.

عندما ترتكب عملية انتحارية لدينا، يتطاير المنطق. وبدل أن نسأل الأسئلة ونفكر بها، نصرخ " الموت للعرب!" ونطالب بالانتقام الذي ينزف دما ونتكتل حول رئيس الحكومة.

هناك فرق آخر: الإسبانيون غضبوا أيضا، فرئيس حكومتهم قد كذبهم القول. لقد استغل العملية الإجرامية لأهداف انتخابية فعندما أدرك رئيس الحكومة أن منفذي العملية هم مسلمون متطرفون، صرح على الملأ بأن الحركة السرية الباسكية هي التي نفذت هذه الفظاعة. بهذه الطريقة كان يحذوه الأمل بالحصول على أصوات الإسبانيين، الذين يعارضون إقامة دولة باسكية مستقلة. لكن الإسبانيين أدركوا بأن هذا كذب، ولم يرق لهم هذا الأمر. رئيس الحكومة يكذب علينا؟ إذا لينصرف.

حين يكذب رئيس الحكومة في إسرائيل، لا يأبه الجمهور لذلك. ماذا حدث، رئيس الحكومة يكذب ثانية؟ ما الغريب في ذلك؟ إنه يكذب دائما! ليس لنا أن نتأثر بذلك.

يمكننا أن نحسد الإسبان فقط، فبعد حرب أهلية ضروس، بعد عشرات السنين من الدكتاتورية الفتاكة ورغم الانشقاقات الداخلية والعمليات العدائية الكثيرة، يا له من رد فعل سليم! يا له من ثبات ديمقراطي!

(قبل 500 سنة ونيّف، طرد الإسبان نصف مليون يهودي من بلادهم. معظم أجيال سلالة هؤلاء "الإسبانيين" (الشرقيين) وصلوا إلى إسرائيل في الحقبة الأخيرة. أغلبيتهم العظمى تؤيد أرئيل شارون الآن. لماذا يتصرفون بشكل مغاير تماما عن الإسبانيين أنفسهم؟)

هناك فرق صغير آخر بين إسبانيا وإسرائيل وهو على ما يبدو الفرق الحاسم:

لقد زرت إسبانيا في السنة الماضية، وقبل بضع أيام من هذه الزيارة، كان حزب رئيس الحكومة قد أحرز نصرا باهرا في الانتخابات المحلية، كان حزب المعارضة الاشتراكي في الحضيض. الجميع سخروا منه ومؤيدوه ذرفوا الدموع حزنا. حزب مدمّر ومهجور من الصعب أن يُبعث من جديد.

وعندها أقصى الحزب الاشتراكي زعامته المسنة واختار زعيما نشطا ومنتعشا. وقد استلم هذا الرجل، يحالفه حظ كبير، دفة الحكم.

حين مل الإسبان من رئيس حكومتهم كانوا يعرفون بأن هناك بديل معقول له. من الممكن إزاحة الحزب الحاكم لأن هناك حزب بديل. وهكذا حدث الانقلاب.

هذه الظروف غير قائمة في إسرائيل، فالحزب الرئيسي المعارض لدينا، وهو حزب العمل، موجود في الحضيض. حزب مدمر ومهجور هو أيضا. غير أنه لا يظهر أي بوادر انتعاش بل على العكس.

يترأس هذا الحزب شخص مغفل مستعد لبيع نفسه إلى الشيطان بهدف الحصول على مكانة وزير في حكومة شارون. زعماؤها القدامى، الذين حازوا على شهادات الفشل، يتشاجرون فيما بينهم على المقاعد التي سوف يمنحهم إياها شارون، حين يتفضل بدعوتهم إلى الحكومة.

إنه أحد معالم الواقع الإسرائيلي: تشير كافة استطلاعات الرأي أن جزءا كبيرا من الجمهور قد مل الحرب، ومل أيضا دائرة سفك الدماء، العمليات الانتحارية والاغتيالات، كما وضاق ذرعا بالمستوطنات والمستوطنين. ينشد الجمهور حلا وهو مستعد لدفع الثمن المطلوب – نهاية الاحتلال، دولة فلسطينية، تفكيك المستوطنات، تسوية معقولة في القدس، العودة إلى حيّز الخط الأخضر. إنهم يطالبون بتحويل الموارد الوطنية من الاحتلال والحرب إلى النمو الاقتصادي، التعليم والرفاه.

ولكن ما هو وجه التعبير عن هذه الإرادة على الحلبة السياسية؟ والإجابة هي أنه لا يوجد مثل هذا التعبير. لا توجد أي قوة سياسية جدية يمكنها طرح زعامة وطنية بديلة لليكود.

لقد كان هذا الوضع في إسبانيا وضعا مؤقتا تم تصحيحه بشكل طبيعي، أما في إسرائيل فقد تحول هذا الوضع إلى وضع دائم.

لذلك لم يتبق لنا إلا أن نحسد الإسبان. غير أنه من الممكن أيضا أن نتعلم منهم، فالطابة السياسية مستديرة، ويمكن لها أن تنقلب فجأة، وما يبدو في يوم معين مستحيلا، يمكن أن يكون ممكنا بعد وقت قصير – إذا توفرت لدينا إرادة وأناس جديين، يمكنهم ترجمة هذه الإرادة إلى نص.

آمل أن يحدث هذا لدينا أيضا. صحيح أن طوني بلير وجورج بوش يقفان في الطابور قبلنا، ويجب أن يحدث لديهم ما حدث لصديقهم الإسباني، وكلي أمل أن يحدث ذلك بالفعل. بعد ذلك، وبكثير من الشجاعة والحظ، سيحدث هذا الأمر للشخص الرابع في هذه المجموعة – أرئيل شارون، وهو أيضا رجل دموي وكذوب.

في هذه الأثناء أقول لأصدقائنا الموجودين في الطرف الآخر من البحر المتوسط: كل الاحترام، يا أصدقائي!



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روميو الفلسطيني
- طالما ظل الجيتو في القلب
- الدب الراقص
- نعم سيدي الوزير!
- إلى غزة!
- إكليل الأشواك
- رجل أسكيمو في البنطوستان
- اللا سامية – دليل المصطلحات
- العجلة من الشيطان!
- النوم على سرير (برنامج سياسي) مريح
- الأمر المُطلق
- صدام إلى هاغ!
- بالونات
- وما زالت دواليب الهواء تدور
- شجار في ليشبونه
- الخطاب الذي ألقيته في الحفل التكريمي لي ولسري نسيبة بمناسبة ...
- سبعون حورية ليعلون
- مطلوب: شارون يساري
- نقائل السرطان
- من تصدقون؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أوري أفنيري - كل الاحترام، يا أصدقائي