أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - داود السلمان - العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية














المزيد.....

العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:06
المحور: سيرة ذاتية
    


حينما يموت العالم او المبدع والمفكر فانه يترك بموته فجوة عميقة وفراغا هائلا لايمكن ردمه أوسده.العالم لم يأت من فراغ والمبدع لم يجيئ اعتباطا الى معركة الابداع وساحة النضال الفكري والنهضوي ،وكذلك المفكر الذي صب جهوده الذهني والعقلي ونال منه النصب والمعاناة والحرمان ما نال،وظل يكابد من اجل قضيته ،متحديا جميع المخاطر ،حتى وصل الى ما وصل اليه،ثم قدم العطاء الثر الذي استنيرت به الاجيال ولازالت ترتشف من معينه العذب.وفي الحديث:(ان العالم اذا مات ثلم ثلمة...).
العلامة الكبير حسين محفوظ،الذي رحل قبل ايام ،ودع وداعا باردا لايليق بمنزلته العلمية والادبية والابداعية،وعرضت بعض الفضائيات مراسيم تشييع جثمانه على عجل واستحياء، وفضائيات اخرى لم تشرالى رحيله إطلاقا وغيرها اعلنت ذلك بخبر لا يتجاوز ثلالة اسطر.والانكى من ذلك ان كثيرامن الناس لاتعرف الا القليل عن هذا العلامة الذي نذر حياته وعمره الطويل الذي ناهز ال(83)عاما .وكل هذه السنين قضاها في الكتابة والبحث والغوص في امهات المصادر التاريخية والمراجع الادبية والنحوية والفنية حتى كانت حصيلة ذلك مئات الكتب والدراسات،والتي،للاسف الشديد،لم تنشر معظمها،والذي نشر فهو خارج البلاد ولانعرف عنه شيئا.
محفوظ همّش في زمن النظام البائد والغي دوره بالمرة ،حيث لم تسلط عليه الاضواء ولم تزره وسائل الإعلام وتكتب عنه الصحف،على الرغم من شهرته الواسعة بالاوساط العلمية والمحافل الادبية ،فهو،فوق كل هذا وذاك شاعرا مبدعا في القريض.وقد تتلمذ على يديه عشرات العلماء والاساتذة والمبدعين،وكانت لهم لمسات واضحة من خلال أطروحاتهم ورؤاهم مستلهمة من رؤى وافكار هذا العالم الكبير الذي خسرته الأوساط الثقافية بشكل خاص والناس بشكل عام .ان من عادة الأمم والشعوب ان تحتفي بمبدعيها وتحتفل بمفكريها وتفتخر بفلاسفتها وتقيم لهم صروحا شامخة امتنانا واعتزازا وإسداء الجميل والعرفان لهؤلاء العظماء الذين خدموا شعوبهم ووصلوا بها الى مستوى الامم الناهضة والشعوب المتقدمة .ونحن العرب نادرا ما نهتم بمبدعينا ونسلط الضوء على مفكرينا ونفتخر بعلمائنا فنبحث في سيرهم ونقتبس من نورهم ،وهذه مثلبة تحسب علينا .واذا كانت بعض الدول العربية لديها اهتمام بالمبدعين والمفكرين ،فنحن في العراق اقل من يهتم بهذا المعترك ونشكل جزءا يسيرا بالقياس الى جمهورية مصر العربية.حينما رحل الروائي المصري نجيب محفوظ سلت جميع الاقلام وجندت كثير من الفضائيات فضلا عن الصحف ووسائل الإعلام الاخرى ،تسليط الاضواءعلى سيرته واستعراض كتبه وتحليل شخصيته ،وما اضفى على النتاج العربي من إبداع ورونقة قد استحق ان نال بها جائزة نوبل العالمية،وقد كان اول اديب عربي ينال هذه الجائزة .
المشكلة لدينا،ان المبدع بكل اشكال الابداع دائما ما يحسب على جهة ما ،سواء كانت طائفية او حزبية او ايديولوجية ،وعندما يرحل هذا المبدع الى العالم الآخر ويودع عالمنا هذا ،فأن كثيرا من الناس ومن المثقفين يعدون هذا الرحيل خسارة لتلك الجهة التي حسب عليها ظلما وعدوانا،لاخسارة للعراق ،لان المبدع هذا قطعا كان يعمل للعراق والشعب العراقي ،والدليل ان اعماله تشيد بالعراق وتؤرخ له،وتشير الى قدم حضارته وعمق ثقافته.واذا كان هذا كذلك،فمن الخطأ ان نحسب المبدعين ونعدّهم بانهم كانوا يعملون لجهة دون اخرى ،اذ ان معظم المبدعين العراقيين ،ولاسيما الذين غادروا الحياة لو اردنا ان نستعرض نتاجاتهم،وندرس اعامالهم ،ونحصي ما تركوه في ساحة الابداع من اعمال فنية وفكرية لوجدنا معظمها يصب في مصلحة العراق والانسانية جمعاء.



شيخ بغداد
للعلامة محفوظ القاب كثيرة عربية وعالمية . لقبه بعض المختصين في اوربا ب"الموسوعة المتحركة"سنة 58.اعطته جامعة لينغراد(بطريسبورغ)لقب استاذ المستشرقين . نال جائزة احسن كتاب العام 1958..نال الجائزة العالمية للكتاب سنة 2005.وغير ذلك كثير.
لكن لقب (شيخ بغداد)كانت من احب الالقاب الى نفسه ويعتز به كثيرا.وقد شكا من اهما ل المسؤلين له وعد ذلك تهميش مقصود ،وعندما زاره وزير التعليم العالي والبحث العلمي امر له باكرامية 300الف دينار عراقي، الا ان محفوظ وزعها الى الفقراء قبل ان تصل جيبه ،لأن نفسه ابية وكريمة ،وعندما فعل ذلك كأنه غاضب على المسؤلين .وقا ل معلقا على ذلك(نحن لا نريد النقود ،نريد احدا يسأ ل عنا،يقول لنا هل تلفونك يعمل ..أي اننا نريد تكريما معنويا),لكنه اخيرا اعترف بان الحكومة بعثت من يسأ ل عنه.

قبس من حياته

ولد العلامة محفوظ سنة 1926في مدينة الكاظمية ببغداد،وقد ترعرع واشتد عوده فيها ،فدخل المدرسة واكمل الابتدائية فا لمتوسطة فا لاعدادية والجامعة بين الكاظمية وبغداد ، اما الدراسة العليا فكا نت في ايران والاتحاد السوفيتي .وهو من اسرة علمية عريقة في مدينة الكاظمية ،تعرف بآل محفوظ وتنتمي لقبيلة بني اسد العربية .عشق بغداد عشقا جما وذلك واضحا عبر العديد من دفاعاته البحثية والتأ ليفية سواء في كتبه او مقالاته ،والمحاضرات التي القاها في المؤتمرات والندوات العلمية .الامرالذي جعل من هذه المواد زادا قيما للباحثين والكتاب والدارسين في بغداد عن تاريخها وتراثها .وكتب عن مدينة الكاظمية وعن تاريخ نشأتها.
ويعد محفوظ من اعمدة المجالس الادبية والثقافية البغدادية ،ومنها الخاقاني
،السيد هبة الدين الشهرستاني،منتدى بغداد الثقافي،الربيعي،الصفار...الخ.
كانت له اسهامات عديدة في الصحف والمجلات المحلية المختلفة.ويعد
مرجعا في الانساب والمهتما كثيرا في التراث الاسلامي .وقد عاصر عالم
الاجتماع الدكتور علي الوردي،وقيل انه يقرب اليه بصلة قرابة.وقد سأ ل
قبل رحيله با يام عن الوردي فقا ل :(عند الوردي خصلة اتمنى ان يمتلكها الجميع وهو انه لا ينزعج من النقد ولا يكره احدا بل كان يفرح عندما ينتقده احد...فهو كان مؤمنا قطعا ...لكنه يتجاوز الولاء للهويات الضعيفة ...كان
يثير الناس لينتقدوه).





#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية بين خصومها وانصارها
- فلسفة الحوار
- الحرية والمساواة في فكرالكواكبي
- عيد الحكومة
- العولمة ومستقبل الانسان
- العراق في ظل ايديولوجيا الحزب الواحد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - داود السلمان - العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية