حواتمة: وضع شروط مسبقة للحوار تهدف الى تعطيلة

نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 09:26
المحور: مقابلات و حوارات
    

وترحيل كل قضايا الخلاف الى طاولة الحوار الشامل

حاورته: رانيا بدوي ـ القاهرة

س1: ما ملامح حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وهل سيضيف جديداً ؟
بداية يجب العلم بأن الحوار الوطني الفلسطيني الشامل يشكل مرحلة مهمة في معالجات قضايا الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، وقضايا ما بعد حرب العدوان الوحشي على قطاع غزة، وكل القضايا التي جدت بعد 10 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو الموعد الذي كان قد تم الاتفاق عليه من قبل لبدء الحوار الشامل، إلى أن أعلنت حماس يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنها تقاطع الحوار، وطرحت شروطاً جديدة على الورقة المصرية وفتح، مما أدى إلى تعطيل الحوار.
وبالعودة إلى الجديد سنجده يكمن في الحرب وما تبعها، فهناك بحر من الدماء والدموع في قطاع غزة يستدعي من كل الفصائل أن تستجيب لنداء العقل والروح، وهي العملية الواقعية من أجل إنهاء الانقسام، الذي تستثمره "إسرائيل" وجيش الاحتلال، بينما يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني أولاً والشعوب العربية ثانياً، لذا ما بعد الحرب يستوجب حواراً فلسطينياً شاملاً، وترحيل جميع الخلافات إلى مائدة الحوار، وأن يرعى هذا الحوار بالجامعة العربية 6 دول عملاً بقرار قمة دمشق العربية (آذار/ مارس 2008) هي مصر، الأردن، سوريا، السعودية، اليمن، لبنان، إلى أن نحل كل قضايا الخلاف.
س2: هل قبلت جميع الفصائل بمرجعية الحوار ؟
نعم فلا خلاف على ذلك فجميع الفصائل بما فيها حماس اتفقت على أن تكون المرجعية هي إعلان القاهرة، الذي وافقنا عليه جميعاً بلا استثناء في آذار/ مارس 2005، وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني التي وقعنا عليها جميعاً في الحوار الشامل الذي تم في غزة في 26 حزيران/ يونيو 2006، إضافة إلى ورقة الدعوة المصرية للحوار الوطني الفلسطيني الشامل، والتي حملت عنوان اتفاقية القاهرة المشروع الوطني الفلسطيني.
س3: هل تعتقد أن الحوار الشامل مع كل الفصائل ممكن الآن ؟
بصراحة الحوار الشامل الوطني يحتاج إلى حل عقدتين: الأولى تتمثل في مواقف حماس التي لا تبدي استعداداً حتى هذه اللحظة إلى انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، كما اقترحت القيادة السياسية المصرية في 22 شباط/ فبراير، وتضع شروطاً قبل بدء الحوار.
س4: ماذا عن العقدة الثانية ؟
العقدة الثانية هي الكبرى، والتي تزيد تعميق الانقسام الفلسطيني، وهي عقدة المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية المتصارعة، والتي تتمسك وتدعم سلوكيات حماس لمصالح خاصة تريد تحقيقها مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن الآن وحتى تتمكن من تحقيق مصالحها وفتح ملف الحوار بينها وبين الإدارة الأمريكية الجديدة، هي تحاول تعطيل الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، وكل هذا يجري على حساب الدم الفلسطيني كما جرى أيضاً من قبل على حساب الدم اللبناني.
س5: هل تعتقد شخصياً بأن حماس بعد حرب غزة وبعد كل هذا الدمار على استعداد لقبول بعض الأمور والتنازل عن بعض الشروط، أم أنك غير متفائل ؟
تفاءلت في البداية بأقوال وفد حماس في القاهرة حول قضايا الحوار الوطني الشامل والاتفاق على بدء الحوار الشامل في 22 شباط/ فبراير، لكن جاء تصريح صلاح البردويل بعد أن انتقل من القاهرة إلى دمشق والتقى بقيادته السياسية هناك، مخيباً للآمال بعد أن أعلن أن حماس لن تأتي للحوار في 22 شباط/ فبراير إلا إذا أطلقت السلطة الفلسطينية معتقلي حماس، وكان هذا شرطاً من الشروط التي طرحتها حماس من قبل، وأدى إلى مقاطعة حماس للحوار في نوفمبر الماضي.
س6: تصريحات البردويل والتباين في الرأي ما بين القاهرة ودمشق تجعلك متفائلاً من انعقاد الحوار في فبراير المقبل أم يوجد شك في ذلك ؟
بصراحة لدي من المؤشرات الكثير الذي يجعلني خاشياً من عقد الحوار الشامل خلال شباط/ فبراير، فأنا أعتقد أنه لن يبدأ ولن يعقد ولا حتى في الأشهر المقبلة، لأن الأخوة في حماس لم ينزلوا عن الشجرة الإيديولوجية الخاصة بهم، والمشروع الأممي الإسلامي الذي يصرح به الزهار وآخرون من حماس لم ينفذ بعد.
س7: وما الحل في رأيك ؟
نقترح نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترحيل كل قضايا الخلاف إلى مائدة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، مع عدم وضع أي شروط مسبقة من فصيل على آخر تسبق الحوار وتهدف إلى تعطيله، كما نرى ضرورة وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وترحيل كل القضايا الخلافية وعدم وضع شروط مسبقة على الحوار وترحيلها إلى مائدة الحوار الشامل، وعلى هذه المائدة تحل ما نتمكن من حله من قضايا خلافية، وما يتبقى نحيله إلى لجان تتشكل في إطار الحوار الشامل تحت راية جامعة الدول العربية برعاية 6 دول عربية ذكرتها.
س8: ماذا لو اتفقت جميع الفصائل على هذه الاقتراحات باستثناء حماس ؟
الوضع في هذه الحالة لا يؤدي إلى إنهاء الانقسام وسيبقى الانقسام قائماً.
س9: هل يمكن تجاهل حماس في الحوار وهي قوة مؤثرة، وهل لدى الجبهة أي حل بديل إذا ما أصر قادة حماس على موقفهم ؟
لا يمكن تجاهل حماس كفصيل فلسطيني، ولكن إذا أصروا على موقفهم عندئذ علينا جميعاً أن نعود إلى الشعب، وأنا أقترح إجراء استفتاء على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة لمؤسسات السلطة الفلسطينية، وإذا وافق الشعب بالأغلبية في هذا الاستفتاء نذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة لإعادة بناء مؤسسات السلطة على قواعد وحدوية ديمقراطية مفتوحة، بموجب التمثيل النسبي الكامل لكل الفصائل بلا استثناء هذا أولاً، وثانياً نذهب إلى انتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير.
س10: لكن خالد مشعل أعلن مؤخراً أن حماس لا تريد أن تكون مرجعيتها منظمة التحرير ؟
لقد بنينا منظمة التحرير عام 1964 ولم تكن هناك حماس، فحماس جاءت إلى النضال الفلسطيني عام 1988، بعد أن فرغت حركة الإخوان المسلمين من معاركها في أفغانستان وباكستان، حيث كانت تطمح بالتقاطع مع أمريكا والباكستان والسعودية في تشكيل دولة أممية إسلامية في تلك المنطقة من العالم، وعندما فشلت ووصلت إلى طريق مسدود التفتت إلى فلسطين بعد 40 عاماً من الغياب عنها من 1948 إلى 1988.
وقد بنينا لشعبنا شخصيته الوطنية المستقلة، واعترف العرب والأمم المتحدة بحقوق شعبنا في تقرير مصيره، ودولة فلسطين المستقلة عاصمة القدس المحتلة، وحق العودة للاجئين بموجب القرار رقم 194 لعام 1948، وحماس جاءت عام 1988 ولذا لا علاقة لها حتى هذه الدقيقة بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن نرفض بناء وتطوير منظمة التحرير بصفقات فوقية بعيداً عن انتخابات مؤسسات منظمة التحرير وفي المقدمة المجلس الوطني (البرلمان الموحّد) لمنظمة التحرير، ومشاركة كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات (68% من الشعب) وفق قانون التمثيل النسبي الكامل.
س11: بماذا تفسر أن يأتي وفد من حماس إلى القاهرة ويعلن رغبته في الحوار والنقاش وتطوير الآليات، ثم يذهب إلى دمشق لتغيير آرائه ... هل تعتقد أن القيادة في دمشق مختلفة في الرؤى والآراء والإيديولوجية عن حماس الموجودة في فلسطين، أم أن المسألة لها علاقة بضغوط خارجية ؟
هناك عاملان: الأول هو التباينات الموجودة في 3 مراكز لحماس، فحماس الضفة أكثر مرونة، وحماس الموجودة في غزة، يوجد تباينات داخلها وهي الفريق المتشدد والمتطرف، وهو صاحب الكلمة الأخيرة في قطاع غزة، وهناك المركز الثالث في دمشق وله انتماءاته الخارجية، والعامل الثاني وهو البارز جداً هو المصالح الإقليمية في الشرق الأوسط المتصارعة والمتباينة، لأن هناك دولاً لا تريد الحوار الوطني الشامل وتقف ضده.
س12: ماذا قدمت القمم العربية الأخيرة للقضية الفلسطينية ؟
أعتقد أن جميعها لم تأتِ بشيء، وقمتا الدوحة والكويت خرجتا بـ "كلام إنشائي" ما عدا تجميد علاقات قطر وموريتانيا مع "إسرائيل" بدلأً من قطعها بالكامل، وقرار قمة الكويت برصد الأموال لإعمار قطاع غزة.

#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات