أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي السامرائي - انقلاب 8 شباط دروس وعبر














المزيد.....

انقلاب 8 شباط دروس وعبر


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 07:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان انقلاب 8 شباط 1963 النتيجةالطبيعية للخلافات التي جرت بعد نجاح حركة الرابع عشر من تموز 1958 بشهور قليلة سواء على مستوى الضباط الذين فجروها او على مستوى الاحزاب التي اتلفت في جبهة الاتحاد الوطني لتنسيق مواقفها بغية النظام الملكي. كان اولها واخطرها ما جرى من صراع بين عبد الكريم فاسم و عبد السلام عارف تحت خلفية الوحدة الفورية و الاتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة. فقد نادى عارف بضرورة تحقيق الوحدة الفورية لتصطف خلفه الاحزاب و الشخصيات القومية وقد اثبتت الايام ان معظم من نادى بالوحدة لم يكن جادا انما كانت الدعوة لاهداف سياسية, اما الحزبين الشيوعي العراقي و الوطني الديمقراطي و من معهما من الاحزاب الديمقراطية فنادت بالاتحاد الفدرالي..
و علىالرغم من نجاح قاسم في ازاحة خصمه بعد ان دق اسفين بينه وبين بقية الضباط , لتصرفات عارف غير المتوازنة, على الرغم من ميل معظمهم الى عارف للتقارب الفكري. الا ان الصراع لم ينته بسبب احساس الضباط القوميين ان قاسم يسعى للاستئثار بالسلطة دونهم.
كان السبب الاساسي للصراع بين الاحزاب السياسية استبعاد الحزب الشيوعي العراقي من اول وزارة بعد الحركة مما دفعه هذا الى العمل على السيطرة علىالشارع بغية الضغط على قاسم لتمثيله في السلطة ليحتدم الصراع بينه وبين حزب البعث اكبر الاحزاب القومية يومهالذات الهدف.
على الرغم من كل المحاولات التي جرت لردم الصدع بين الاحزاب السياسية لكنها لم تفلح لعدم جديتها من جهة و لانها جرت بعد ان وصلت الصراعات الى مفترق طرق.
وقد ساعدت الاجندات الخارجية على استفحال الخلافات لما قامت به الحركة من تغييرات على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية ادت الى وجود طبقة من المتضررين الذين سعوا الى اجهاضها بالتعاون مع الرجعية الاقليمية و الدوائر الغربية خصوصا بعد ان اخذ العراق يعمل على انتزاع حقوقه المشروعة في ثروته النفطية و كان اهمها تشريع القانون رفم 80 الذي حرر الغالبية العظمى من الاراضي النفطية غير المستثمرة من قبضة الشركات الاحنكارية, وقد قال قاسم لزملاءه الوزراء عندما طلب منهم التوقيع على القانون : " تعالوا نوقع على اعدامنا", كما ساهم تزايددنفوذ الحزب الشيوعي العراقي على مستوى الشارع الى اغاضة الدوائر الغربية لتتامر على الحركة لاسقاطها.
بينما عملت الاحزاب القومبة على تنسيق مواقفها للاطاحة بقاسم ظل الحزب الشيوعي العراقي يسانده حتى اللحظات الاخيرة من عمره رغم تغيير قاسم على الحزب بعد احداث كركوك ليقوم بملاحقة كوادره و اعضائه ويزج بهم بالسجون. وعلى الرغم من علم قيادة الحزب بخطورة الموقف لكنها ظلت على مواقفهاولم تفكر باستلام السلطة و التخلص من اعدائها الذين يتربصون بها الدوائر رغم سيطرته على الشارع مع وجود عدد لا يستهان به من الضباط المنتسبين اليه و المؤيدين لسياسته وهنا لابد من البحث عن السبب.
يروي صالح دكلة عضو اللجنة المركزية ايامها ان اخبارا ويلت الى قيادة الحزب بوجود مؤامرة تستهدف الحزب من قبل قاسم وبعض الضباط القوميين في وزارة الدفاع, مما دفع سلام عادل سكرتير الحزب الى استنفار الجهاز الحزبي لتخرج مظاهرة كبرى حاصرت بناية وزارة الدفاع مانعة اي احد من الدخول او الخروج منهاليصاب هؤلاء بالذعر الشديد ليحاولوا الاتصال بعادل للاستفسار عن الموقف لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب انتقاله من مقره في جريدة اتحاد الشعب الى احد الاوكار الحزبية ثم اتصلوا باعضا المكتب السياسي للحزب و هم بهاء الدين نوري و عزيز محمد و عامر عبدالله و غيرهم من القادة اليمينيين الذين اقنعوه للتخلي عن موقفه


. وبعد فترة سافر وفد من الحزب الى الصين للتهنئة بالثورة الصينية وقد استقبل الوفد بحفاوة وقد قامت القيادة الصينية بعقد العدبد من الاجتماعات مع الوفد وفي احدها نصح القادة الصينيون اعضاء الوفد بالا يستمعوا لنصائح الرفاق السوفيت لانها اضرتهم كثيرا , و بالفعل اجتمع اعضاء الوفد ليضع جمال الحيدري خطة للاستيلاء على السلطة عرضها على قسادة الحزب ليدرسوها الا ان مكانها كان في سلة المهملات.
و كانت تانتيجة ان قام القوميون بالانقلاب على قاسم ليقوموا بافضع الجرائم بحق الشيوعيين حتى ان صلاح عمر العلي احد القادة البارزين في حزب البعث قال انهم لم يكونوا يفكرون سوى بالقضاء على الحزب الشيوعي.
خلاصة القول انه لابد من الاستفادة من تلك التجربة المريرة , خصوصا ونحن نعيش تجربة ديمقراطية وليدة لابد ان نعمل على ترسيخها عن طريق الاحتكام الى الصناديق بدل الاحتكام الى لغة السلاح.



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية الاعصار
- بواكير الازمة العراقية الكويتية
- حرب الخليج الثانية _الحلقة الاولى
- الجماهير الفلسطينية بين اخطاء حماس والغطرسة الاسرائيلية
- التيار القومي العروبي بين سلبيات الماضي و متطلبات المرحلة
- المرأة العراقية بين الموروث القبلي ونار المجتمع
- الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم
- المراة العراقية بين الموروث القبلي و نار المجتمع
- في سبيل بناء مؤتمر فاعل و متجذر
- من اجل بناء اتحاد طلابي ديمقراطي
- اصداء الانتخابات الامريكية على الوضع العراقي
- الاتفاقية الامنية العراقية _الامريكية بين الضغط الامريكي و ا ...
- ابو الغيط في بغداد
- في سبيل بناء دولة مدنيه حديثة
- ماذا وراء تصاعد اعمال العنف
- لا لانتهاك حقوق الانسان
- هل صحى الدب الروسي من سباته
- التيارات الاسلاعلمانية
- السبل الكفيلة للنهوض بمؤتمر حرية العراق
- ثورة 14 تموز _دروس وعبر الحلقة الاولى


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي السامرائي - انقلاب 8 شباط دروس وعبر