أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ايران تخطف القطار الفلسطيني















المزيد.....

ايران تخطف القطار الفلسطيني


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 07:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبقي احتفاظ بؤر التوتر العربية الثلاث بتراتبية اشتعالاتها السياسة الخارجية الاميركية في مربع الادارة السابقة رغم شعارات التغيير التي اوصلت الديمقراطيين الى البيت الابيض .

فالمؤشرات المتوفرة لا توحي بخروج المثلث الفلسطيني ـ اللبناني ـ العراقي من دائرة التجاذب الاقليمي التي تكرست نمطيتها على مدى السنوات الماضية .

الا ان الابقاء على قواعد اللعبة لا يعني باي حال من الاحوال تجنب بعض التغييرات التي تطرأ على التفاصيل .

ومن ابرز التغيرات التي تطل براسها منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة تنامي الدور التركي ، وتسارع حركة الاحداث المرتبطة الى حد كبير بخطوات التسلح النووي الايراني ، وانحسار الحدود الدنيا من التنسيق العربي .

مثل هذه الوصفة تتوفر على مواصفات مثالية لابقاء المنطقة ساحة لتصفية حسابات الاطراف الاقليمية الساعية للاستفادة من المتغيرات العالمية .

كما تكفي لاحداث تحولات في الاهتمام الرسمي العربي ، تنطوي على تهميش سعيه لاستعادة هيبته المتآكلة ، وتوسيع تحركاته لدرء المخاطر التي تتهدد الحد الادنى من استقراره .

وامام الشعور بالخطر اخذت التحركات السياسية والدبلوماسية العربية التي جرت خلال الايام الماضية شكل آليات الدفاع البدائية لمواجهة الاختراقات الاقليمية التي من شانها ان تزيد الموقف حرجا .

لعل اول ما يحضر الى اذهان المهتمين بشؤون المنطقة حين يجري الحديث عن الورقة الفلسطينية شعار القرار الفلسطيني المستقل الذي كان يرفعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بين الحين والاخر خلال ثورة بساط الريح .

فالفلسفة التي قام عليها الشعار كانت تتلخص في رفض تحويل قضية العرب الاولى الى ورقة في يد هذه العاصمة العربية او تلك العاصمة غير العربية .

وكثيرا ما كان يقود تمسك الزعيم الفلسطيني الراحل بهذه الفلسفة الى مواجهات دامية مع بعض اطراف النظام العربي لدرجة ان هناك من يرى ان المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية للحفاظ على استقلاليتها تفوق مواجهاتها مع العدو الذي انطلقت لمواجهته .

فهناك محطات في التاريخ السياسي الفلسطيني المعاصر يصعب تجاوزها حين تفتح مثل هذه الملفات ، من بينها محاولات ضرب منظمة التحرير عسكريا ، وشق عامودها الفقري .

وفي هذا السياق تطفو على السطح احداث ثمانينات القرن المنصرم حيث محاولة شق حركة فتح عام 1983 ، وما تلاها من مواجهات بين رفاق السلاح ، واستخدام مليشيات حركة امل في ضرب الوجود العسكري الفلسطيني في جنوب لبنان عام 1986 ، لتحتفظ الذاكرة الفلسطينية بفصول من الدم والدمار دفعت ثمنها مخيمات نهر البارد والبداوي والرشيدية .

ارتبطت مفاصل التاريخ الفلسطيني تلك برغبة سورية لم تتحقق في الاستحواذ على الورقة الفلسطينية ضمن عدة اوراق تمكن دمشق من المناورة السياسية .

و الفشل الذي حصده النظام السوري في ذلك الحين لم يحل دون استمرار استراتيجية البحث عن ادوات جديدة تتيح الحصول على ما اخفقت في توفيره الادوات القديمة .

الدعوات التي اطلقها زعيم حركة حماس خالد مشعل لايجاد مرجعية جديدة لم تبتعد كثيرا عن هذه الدائرة .

فالحديث عن استقلالية الحركة لا ينفي تعامل حلفاءها الاقليميين معها باعتبارها ورقة تحسن شروطهم ولكل منهم حساباته .

وترتبط الحسابات هذه المرة بالادارة الاميركية الجديدة حيث بدأ الرئيس باراك اوباما عهده بارسال جورج ميتشل الى المنطقة بحثا عن سبل لاحياء عملية السلام المتعثرة .

هذه الحسابات بدت واضحة في نبرة حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول نقص معلومات ميتشل بسبب عدم شمول دمشق بجولته في المنطقة .

وفي هذا السياق لا يغيب وضوح حسابات الجانب الايراني وهو يحاول الافلات بمشروعه النووي .

بذلك تقاطعت الحسابات السورية ـ الايرانية مجددا عند شطب منظمة التحرير الفلسطينية ، وضرب المشروع الوطني الفلسطيني ، لتلتقي مع مشروع حماس ، وتاريخ طويل من الصراع بين الحركة الوطنية الفلسطينية وجماعة الاخوان المسلمين .

بمقاييس الربح والخسارة يلحق دور حماس في معادلة " الممانعة " ضررا فادحا بالقضية الفلسطينية ، فالتهرب من الحوار الوطني يعزز الانقسام الفلسطيني ، ويسهل على الجانب الاسرائيلي التهرب من استحقاقات عملية السلام ، بحجة غياب الشريك ، والاستفادة من تسليط الاضواء على تطورات اوضاع القطاع لفرض امر واقع جديد في الضفة .

فالبرامج الانتخابية المطروحة في الشارع الاسرائيلي لا توحي بالرغبة في التوصل الى تسوية مع الجانب الاسرائيلي .

قد تختلف الشعارات التي يجري تداولها من حيث الشكل ، وربما المضمون ، الا ان اصحابها يلتقون في النهاية عند تأجيل حل القضية الفلسطينية طالما بقي التأجيل ممكنا .

يخوض الليكود الذي ترجح استطلاعات الراي الاسرائيلية فوزه في الانتخابات المقبلة معركته ببرامج وشعارات لا تتجاوز رفع المستوى المعيشي للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية .

ومن خلال جولات المحادثات التي جرت اثناء حكم كاديما الوفي لمؤسسه ارييل شارون تبين انه يتعامل مع المفاوضات باعتبارها هدفا بحد ذاتها وليست الطريق الذي يوصل الى حل .

هذه الرؤى التي تتمحور حول عزل الضفة تستند الى تغيير في عقيدة الردع الاسرائيلية ظهرت ملامحه في قطاع غزة .

وتقوم العقيدة الاسرائيلية الجديدة على انهاء فلسفة حروب التحرير الشعبية التي راكمت الشعوب المحتلة تجاربها في القرن المنصرم .

فقد حرصت القوات الاسرائيلية خلال عدوانها على توجيه الضربات الى المدنيين وعدم الاكتراث كثيرا بمواجهة الجماعات المسلحة .

بذلك يراهن الجانب الاسرائيلي في اية معركة مقبلة مع الفلسطينيين على تداعيات الحروب وليس وقائعها اليومية مما يثير الشكوك بالاستخلاصات التي خرج بها المحتفلون بالنصر المفترض انه تحقق في القطاع .

وتكفي المزاوجة بين تأجيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة للحل السياسي ، وافراط الة الحرب في العنف والترويع ، لابقاء شبح الشطب السياسي والتهجير مخيما على الفلسطينيين .

وفي حضور الشطب السياسي ، والترويع ، والتهجير يبقى خيار حل الدولتين في مقدمة المفردات السياسية المرشحة للتلاشي خلال السنوات المقبلة .

فالتأجيل المستمر ، ومواصلة الاستيطان ، ومصادرة الاراضي في الضفة الغربية يعني تقليص احتمالات اقامة الدولة المستقلة .

ويوفر المجتمع الدولي ظروفا مثالية لاخراج حل الدولتين من دائرة الخيارات بغضه الطرف عن السياسات الاسرائيلية .

مثل هذه الاحتمالات كانت حاضرة بقوة في اوساط النخب السياسية الاردنية وهي تعكف على تحليل تصريحات السفير الاميركي في الاردن ستيفن بيكروفت حول تمسك ادارة الرئيس باراك اوباما بخيار الدولتين .

فالتصريحات التي ادلى بها السفير بيكروفت تبقى معلقة في الهواء مع اتجاه الناخب الاسرائيلي لاختيار تلاوين اليمين باشكاله المتطرفة والوسط التي لم تتوقف عن اطلاق التعهدات بالتوسع الاستيطاني ، وغياب الضغط الاميركي الحقيقي على الجانب الاسرائيلي لايقاف الاستيطان .

وعدم تقبل الادارة الاميركية الحالية لرؤية بولتون اليوم لا يعني عدم قبولها لاحقا مع استمرار قضم الاراضي المفترض ان تقوم عليها الدولة الفلسطينية ، ومواصلة تغذية الانقسام الفلسطيني .

الصراع الذي يخوضه محور الاعتدال العربي للحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية عادلة تحتاج الى الحل ، وافشال محاولات المحور الايراني ـ السوري للاستحواذ على القضية وتحويلها الى ورقة يمكن استخدامها في الضغط على الولايات المتحدة لا يخفي بؤرتي التوتر ـ اللبنانية والعراقية ـ اللتين تحضران في المشهد السياسي العام وكانهما خلايا نائمة يمكن اثارتها في اي وقت .

والواضح ان طهران ودمشق تجدان صعوبة في المرحلة الراهنة على الاقل في استخدام هاتين البؤرتين كورقتي ضغط .

ففي لبنان بات حزب الله مقيدا بفعل الاتفاقات التي تم التوصل اليها بعد حرب تموز الى الحد الذي لا يسمح له باشعال جبهة الجنوب دون تداعيات دولية وتوترات داخلية تؤثر على حضوره السياسي .

وفي العراق اظهرت الخسارة التي لحقت بالاحزاب والقوى السياسية الاقرب الى طهران تضعضعا في النفوذ الايراني .

وبذلك تبقى الورقة الفلسطينية الاكثر فعالية في استعراض العضلات الايراني خلال المرحلة المقبلة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين
- ضيق الخيال الايراني
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم
- ازمات المركز ...ومأزق الاطراف
- قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ايران تخطف القطار الفلسطيني