أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مصطفى محمد غريب - نتائج الانتخابات والابتعاد عن المشروع الديني الطائفي














المزيد.....

نتائج الانتخابات والابتعاد عن المشروع الديني الطائفي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


جرت الانتخابات لمجالس المحافظات بشكل أفضل من الانتخابات السابقة على الرغم من بعض السلبيات التي رافقت الدعاية الانتخابية والانتخابات نفسها لكن ما يثير التساؤل هي النسبة التي شاركت في الانتخابات حسب ما أشير لها51% وهي نسبة أقل من النسبة السابقة لكنها أيضاً غير قليلة إذا ما قورنت مع انتخابات جرت في المنطقة والعالم في أسيا وأوربا لكن الجانب السلبي فإن نسبة 49% التي لم تشارك في الانتخابات تعد كبيرة أيضاً وبرأينا لو شاركت هذه النسبة أو نصفها لكانت النتائج غير ما عليه وبحد ذاتها فان الانتخابات كانت محطة مهمة لمعرفة إمكانيات القوى الوطنية والديمقراطية التي تهدف إلى إقامة الدولة المدنية كمشروع حضاري يناقض مشروع الدولة الدينية أو الدولة على أسس المحاصصة الطائفية وبالرغم من أن الخلاص من هذا التوجه أو المشروع الديني الطائفي مازال في بدايته لكن تفحص النتائج يدرك المرء أن القوى العلمانية بغض النظر عن أيديولوجياتها ومواقفها الفكرية تعتبر قوة لا باس لها وهي تستطيع التأثير على الأحداث السياسية وعلى مستقبل العراق كما أنها قادرة على الوقوف بالضد من القوى التكفيرية والإرهابية والمليشيات المسلحة والتدخل الخارجي ومع كل ما حدث من ممارسات غير قانونية ومخالفة لقرارات المفوضية في الدعاية الانتخابية واستغلال المنصب الحكومي ووسائل الإعلام العائدة للدولة والتصرف بالمال العام وشراء الذمم وتوزيع المقسوم المالي والعيني أو استغلال اسم المرجعيات والدين والطائفة واستغلال دور العبادة من قبل البعض من الكيانات السياسية الدينية كما أن هناك اتهامات بالتزوير قامت بها بعض الكتل وهي قيد التحقيق وأشار لها أكثر من مصدر وفي مقدمتهم جمال بطيخ المتحدث باسم العراقية " ممارسة عملية التزوير في أصوات الناخبين " فإن الانتخابات تعد قفزة نوعية لصالح الدولة المدنية، ومن المفيد فهم نجاح الانتخابات ليس دلالة على المشاركة الواسعة لمجموع من يحق لهم التصويت بل عكست مثلما أشرنا له أن هناك ما يقارب النصف 49% من المجموعة التي يحق لهم التصويت كانت صامتة وتوزعت ما بين اللامبالاة والعزوف والاحتجاج وفقدان الثقة بالقوى الأساسية التي قادت السلطة ثم هناك من حرموا لأسباب كثيرة فضلاً عن القوى المعارضة للعملية السياسية، كما يعتبر نجاح الانتخابات بحد ذاتها القبول بالتحول الديمقراطي المدني وجاء ليؤكد أن أكثرية المواطنين العراقيين يسعون لبناء دولة القانون وليس دولة المحاصصة الطائفية والمليشيات المسلحة أو القوى التكفيرية والابتعاد عن المشروع الطائفي الكفيل بتمزيق العراق وخلق احتراب دائم بين مكوناته المختلفة، لقد عكست نتائج الانتخابات أيضاً ضعف القوى الوطنية والديمقراطية كفصائل علمانية تهدف لبناء الدولة المدنية على الرغم من الحرية النسبية التي تمتعت بها كما ظهر إخفاق واضح لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي وهو غير متوقع وبهذه النتيجة لما لهذا الحزب من موقع مهم في وسط الجماهير وقد صرح المكتب السياسي للحزب وأشار إلى العديد من السلبيات التي رافقت الانتخابات وقال معترضاً " قد قمنا بتقديم اعتراضاتنا على ذلك طاعنين في ما ألعن من نتائج تخص حزبنا في بعض المحافظات ونحن نطالب بأن يتم التعامل مع الاعتراضات بكل جدية ومهنية وشفافية لإحقاق الحق ولإزالة الشكوك حول نزاهة الانتخابات وأداء المفوضية" صحيح أن هذه القوى كانت مستهدفة وملاحقة ومضطهدة لسنوات طويلة من قبل الحكومات المتعاقبة على العراق إلا فترة قليلة وصحيح جداً ما قامت وتقوم به الأحزاب والتنظيمات السياسية الدينية من تشويه المواقف واعتماد فتاوى تكفير الشيوعيين لكنها أي النتيجة تحتاج إلى إجراء دراسة مستفيضة وتدقيق متأني لمعرفة الأسباب التي أحاطت بهذا الإخفاق وسبب عزوف أكثرية الناخبين بالمقارنة مع بعض الكتل الدينية السياسية وليس من الخطأ دراسة أسباب امتناع الكثيرين من المشاركة ومعرفة الحقيقية إضافة إلى ذلك دراسة الآليات التي استخدمتها أثناء التهيئة للانتخابات وهل كانت بالمستوى المطلوب أو أنها قصرت وأين التقصير؟
لقد أدركت الأكثرية أهمية الديمقراطية المدنية ومدى فائدتها ورفضها العودة إلى الحكم الفردي المبني على التسلط والهيمنة ومن هذا المنطلق على الفائزين فهم هذه المعادلة وعدم التفريط بها وبدلاً من الإقصاء والتهميش ضرورة الاستفادة من الآخر من منطلق التعاون من أجل خير المواطنين وتقديم الخدمات الضرورية لهم بعدما صوتوا لهم والتوجه للبناء وملاحقة الفساد بشقيه المالي والإداري ، انتخابات مجالس المحافظات تعتبر محطة متقدمة للانتخابات التشريعية ومثلما تنصلت الأحزاب الدينية الطائفية في خطابها الطائفي واعتمدت خطاب الوطنية مع العلم لو دققت تحالفاتها لظهرت للعيان أنها تحالفات طائفية خصت طائفة معينة دون غيرها ومن هذا المنطلق سوف تستفيد لا بل تعمق خطابها الوطني في هذا الاتجاه للكسب الانتخابي .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الشعب شهداء الوطن قيم في الفداء والتضحية ونكران الذات
- البعض من عجائب الدعاية الانتخابية لمجالس المحافظات والحبل عل ...
- محاولات للدخول إلى يوم المحشر
- طقوس غريبة تشوه فكرة عاشور اء
- من خلف الزجاج الواقي دعوة لانتخاب الأقرب من المرجعيات الديني ...
- مرة ثانية غزة وقرار مجلس الأمن المرفوض لحد هذه اللحظ!
- انتخابات المجالس محك حقيقي لمعرفة قدرة الجماهير والقوى الوطن ...
- غزة تحترق والمزايدات السياسية مستمرة
- آفاق ومستلزمات الدولة المدنية الديمقراطية
- هل العلّة في السينما باعبتارها شر ومفسدة ؟
- الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة
- التفاخر بقندرة الزيدي هلوسة في الشعارات
- الرشاوى وانتشار الدوائر والوزارات في المناطق السكنية
- الحوار المتمدن رؤيا تقدمية وعصرية
- الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات
- ازدواجية المواقف وغش لوعي المواطنين
- مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء
- مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مصطفى محمد غريب - نتائج الانتخابات والابتعاد عن المشروع الديني الطائفي