أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المحسن - قصيدة طلحة















المزيد.....

قصيدة طلحة


أمجد المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:24
المحور: الادب والفن
    



( .. وروي عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. / وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار عن أبيه أن عليا قال : بشروا قاتل طلحة بالنار. /
.. وروي عن عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال : دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل فرحب به وأدناه ثم قال إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين" فقال رجلان جالسان أحدهما الحارث الأعور : الله أعدل من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة قال " قوما أبعدَ أرض وأسحقَها، فمن هو إذا إن لم أكن أنا وطلحة ، يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا... )

ـــــــــــــــــــــــــــــ



آهٍ عَلَيَّ وآهِ مِنِّي !
جَبَلٌ على ظَهْرِي لأنِّي ...
حُمِّلْتُنِي لَمْ أحتَمِلْنِي!


()


قُربَ البَصْرَةِ ،
كانَ الماءُ المؤتمِرُ بكِسْرَى .
جاءَ حجازٌ ، أسلَمَت البَصْرَةُ ، وارتَبَكَ الكُمَّثْرَى !
دقَّ غُبارٌ كَعْبَ الفنجانِ ! ..
ترحَّلَ وتَرُ البدوِ إلى الجهة الأخرى ،
ومِنْ البَصْرَةِ حتَّى بُصرَى ، دُحرجَ كُمَّثرَى !
واستُدْرِج كُمَّثرَى !
مالَ الهودَجُ عَنْ مَسْطَرَةِ الجَمَلِ ،
وطاحَ الجَمَلُ ، انْكَثَرَتْ في الجَمل سكاكينُ الذّبحِ ، استشرَى الذّبحُ ..
استضرَى !
قُربَ البصرَةِ ، طلحةُ نامَ ، وأفزعهُ صوتُ المُنفجَرِ ،
فطارَ النّومُ
وطار القبرُ !
وبُعثِرَت الكُمَّثرى ....


()


أخذتني غفوة .
فرأيتُ كأنِّي أمشي في دربٍ بين الأشجارِ ،
وحيداً أتنفَّسُ نفسي !
لا يعنيني أنْ أُترَكَ أو لا أُترَكَ ،
حسبي أنَّ حقيقةَ نفسي صاحيةً أو مُمطرَةً : نفسي ..
وصحوتُ على صوتِ العصفورَةِ في نافذتي :
إنْ كنتُ أنا
ذلك لا ريبْ ،
أو كنتُ أحاولُ شيئاً آخرَ،
ذلك ريبٌ خالص ... /
في هذا الوقتِ الخانقِ ، والمبتلّ برائحةِ الديزلِ ...
والمشنوقِ على الحيطانِ إشاراتٍ بلهاءَ مُفرَّغةٍ
من أشياءِ الآدَمِ ، حيثُ بلابلُ من فلّينٍ ، وشبابيكُ ملطَّخةٌ بدُوارِ
شيزوفرينياها،
أبحثُ عن لُغةٍ في هذا الكربِ المطحونِ المعجُون بِبُنِّ الَّلونِ ،
وبُنِّ القهوةِ ، كيفَ أُخفِّفُ عن دائرتي زاويةَ الأشكالِ مدبَّبَةً ؟
أنعَتُ عصري بالكبريتِ ،
وأبتاعُ كتاباً عن أدبِ الما بعدَ الحرب اللبنانيَّةِ ،
عن أدب الما بعدَ الغزوِ الآشوريِّ لكوتٍ قُربَ البحرِ ....
وأستطلعُ فُرصَ الإنترنت ،
عمَّا كتَبَ الأدباءُ الإلكترونيُّون ،
أغصُّ بحُزن امرأةٍ لا شُغلَ لها غير التنغيصِ علَيَّ بأحزانِ امرأةٍ
تتوسَّدُ رُومانتيكيَّاتِ الأنتيك ...
وأعثُرُ بنُصُوصٍ مثل العُلَب الفارغةِ من الكُولا ، ناشفةٍ دَبِقَه
أبحثُ عن لُغتي في هذا الأَمازُونِ الممطُوطِ المتراكمِ والمتراكِبِ ....
شُغلَ الكُرة الصُّوفِ ...
أأهذِي كي أُقنع نفسي أنِّي عصريٌّ ؟
أسعى لامرأةٍ بِذراعَي ناسك
ولسانٍ شاعر ....
انهارتْ مئذَنتا سامرَّاءَ على شَطْريْ بَيْت الشِّعرِ ....
اختلَّ الوزنُ ولم يسقُطْ !
من سوءِ الحظِّ و من حُسن الحظِّ ،
أأكتُبُ شِعري في ضَوضَاءِ الحيِّ الظَّاعن ؟
قامَ قبيلٌ بقتالِ البُنيانِ ...
اقتلعُوا طلحه
فانحلَّ الميزانُ ، ولم يسقُطْ بيتُ الشِّعرِ ،
ولم تتردَّ الصِحَّه !
قتلُوا طلحه !
ما العملُ إذَاً ؟
هَمِّي أن أُنقذَ معنايَ المتحوِّلَ في هذا الخَلَل الثَّابت ...


()


يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِ اللهِ ، ما فَعَلَتْ
حُكُومةٌ كَهَبَاءٍ حُكمُهَا كَهَبَا ؟
.. كالرّيشِ في النّدْفِ صارَ القَبْرُ ، وانتثَرَتْ
منارَةٌ كقفا نَبْكِ ، انتهَتْ خشبا !
يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِاللهِ ما فَعَلَتْ
قصَّاصَةُ الشّجَرِ الألفافِ يَومَ رُبَى ؟
أفضَتْ إلَى كَومةٍ في الرّمْلِ طائحةٍ ،
كطيحةِ الجملِ المشهُورِ إذْ نُكِبَا
يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِاللهِ ، سالَ دَمٌ
ما بينَ حيَّيْنِ حتَّى لطَّخَ الجُنُبَا
يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِ اللهِ ، ما فَعَلَتْ
أيدٍ غريبَاتُ نارٍ تُشعِلُ الحَطَبَا ؟
وإمْرَةٍ ، طائفيَّاتٌ مسالِكُهَا ،
أبَتْ سِوى أنْ تُؤدِّي دَوْرَهَا العَجَبَا !
تقلَّبَتْ فوق أطباقِ النّعيمِ ، وقدْ
مالَتْ على شَعبِهَا تستْولِدُ الشُّعَبَا
مَنْ قالَ إنَّ احتلالاً غامضٌ ؟ ، شُدخَتْ
كأْسُ الوضُوحِ ،
وأضحَى حبلُهُ انقَضَبا !
هلْ في القواميسِ شَيءٌ مثلَ حُكمكُمُ ؟ ،
لا أنتُمُ تحكُمونَ الشَّعْبَ لاالغُرَبا !
فَمَنْ إذَاً أنتُما ؟ ،
يا نُكتةً عصَفَتْ
بالقلبِ
حتَّى تولَّى مُوجعَاً غَضِبَا !
يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِ اللهِ ، هلْ نشَفَتْ
عُرُوقُ يَعْرُبهِمِ فاستبدلُوا العَرَبَا ؟
يا طَلْحَةَ بنَ عُبيدِ اللهِ ، هَلْ خَفَتَتْ
شَمسُ الصّباحِ ، ادَّلَى غِربالُهَا عَطَبَا ؟
جاؤُوا عليهِم بأمْرٍ كانَ ، مُسْتَتَرٍ ،
وحَكَّمُوا أمرَ أمريكانَ ،
فاضْطرَبَا !


()


طلحةُ ،
ما فعلَ الأمسيُّونَ بِنا ؟
خرجوا يقتتلُونَ بنا ...
صِرنا السّكّين لأيدِي الموتى ، ومطارقَ حدَّادي العُصُرِ الأُولَى !
ماذا لو قرَّرتُم أن تبقَوا عندكُم ؟
وتُخَلُّوا ما بَين النَّاسِ وبين الزَّمن الحاضِرِ ؟
ماذا أفعلُ في غِمدٍ ذَهبيٍّ غير الإكْسِسْوار على الحائط ؟
طلحةُ ،
لم يُعقَرْ جَمَلُ الحربِ ،
ولم يُعقَرْ زَمَنُ الأمسيِّين ....
ولم تُعقَرْ أشكالُ الخوفِ ،
ولم تنتَه أزمتكم مُنذُ قُرُون !
يا طلحةُ ، هل تذكُرُ أين ثَوى جملُ الحربِ ؟
ولن تتذكَّرَ ...
فالجملُ هُنا في السّوقِ هُنا ، في الشّارعِ يمشي ويخُورُ ...
ومازالَ يُعالجُ رائحةَ الدَّمَيَـيْنِ بأكلِ الصَّبَّار ،
ويسكنُ خُرَّمشهرَ ...
ويغتسلُ بماءِ الميسيسبي المبروك .
رأيتُ الجملَ على قارعة الإسفلت ....
الإسفلت الحارّ ،
رأيتُ الجملَ على السُّورِ الدّائرِ حولَ ديارِي ،
ورأيتُ الجملَ على المسرحِ يرقُصُ عرفاناً لنُحاسِ الآلاتِ ...
رأيتُ الجملَ يكوِّرُ صلصَالاً ،
ويقيءُ على ثوبِ العُمدةِ زبَدَه !
رأيتُ الجملَ يُؤنِّقُ ربطَةَ عُنُقِه
تركَ الغُترةَ فوق النّخلةِ ، واختارَ ربابَةَ باغانيني !
لا يعنيني ؟
رأيتُ الجملَ يُدخِّنُ ماريجوانا خلفَ المدرسةِ الإعداديَّةِ
معهُ رُفقاءُ السُّوءِ ،
رأيتُ الجملَ يُثيرُ الفتنةَ
بين الفحمةِ والكبريت !
ويلبسُ تي شيرت الشيطان ،
رأيتُ الجملَ يُفتّشُ عن عُنوانٍ لكتابٍ ما في مكتبة الجامعةِ ،
ويهتفُ باسمي : يا ضدِّي يا رافضَ ما عندي !
رأيتُ الجملَ على منبر عاشوراءَ يُسفِّهُ أشيائي ، ويكبُّ إنائي !
رأيتُ الجملَ يُنادي : لا حقَّ سِوايَ ،
ولا معنى إلا معنايْ !
رأيتُ الجملَ يخيطُ الإبرَةَ في شحمةِ أُذُنِ الفيلِ !
رأيتُ الجملَ يُضلِّلُ طُرُقاتِ الصّوفيِّين إلَى السّدرة !
ويلِجُ الإبرَة !
رأيتُ الجملَ يعضُّ على الوُثقى ، فتطيرُ به ...
قُربَ البصرَةِ ، كانَ الفُرسُ وكان الرّومُ ،
وكانَ الكمَّثرَى ....
كانت طُنبُ الكُبرى !
مَنْ أردى مِئذَنَتَيْ سامرَّاءَ وَقبرَك ؟
طلحةُ ، من وسَّخَ دهرَك ؟
من سُرَّ استنفرَ جمرَ المنقلةِ ، استنفرَ غيلانِ الأجمه
واستقطَعَ رحمه
مِن شجرِ العائلةِ ، وأغلقَ حُلُمه ،
لكنَّ يداً واضحةً ،
أبكتني
وشكتني !
رأيتُ الجملَ الزّائرَ خُرَّمشهرَ ...
يغتسلُ بماءِ الميسيسبي المبروك ،
ويبرُكُ ما بين أبي موسى
والطُّنْبين الكبرى والصُّغرى !
ويبيعُ الجنَّه
ويُحبُّ الفتنه
يا طلحةُ ، سقطَ الجملُ علَيَّ ، وما سقطتْ قمصانُ الفتنة
فعليه الَّلعنة
عليه الّلعنة !

أمجد المحسن
2007



#أمجد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد المحسن - قصيدة طلحة