أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - ديموقراطيتنا على محك حقوق المرأة والأقليات ...














المزيد.....

ديموقراطيتنا على محك حقوق المرأة والأقليات ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة قـد دقت مسمـاراً اضافياً فـي نعش نظـام التحاصص المقيت ’ وعملت على تفتيت الكثير مـن جليد الوصايـة الموروثـة للمذهبيـة والطائفيـة والقوميـة والعشائريـة ’ وفتحت الأبواب واسعـة امام التطورات الأمثل للحريات الديموقراطيـة ’ ومـا دام الأمر في بدايتـه ’ فهناك جملـة اسئلـة مصيريـة امام الحـراك الأيجابي والتحولات الديموقراطيـة المتسارعـة داخـل المجتمع العراقي .
هـل يمكن للنهج الديموقراطي السليم ان يكون ناجزاً راسخاً ’ ان لـم تكن حقـوق المـرأة والمكونات الصغيرة سكـة المبادي والقيـم والأعراف التي تتقدم عليهـا التجربـة الفتيـة للبنـاء المؤسساتي ’ ثقافـة واخلاقاً وتقاليداً واكتفاءً مادياً ومعنوياً ... ؟
بالتأكيــد ــ لا ــ وتبقى في افضل حالاتهـا نوايـا ورغبات ومحاولات يمكن الألتفاف عليهـا وحرفهـا عن طريقهـا المستقيم مـن قبـل طوابير الـردة والقوى التي قفزت على ظهـر موجـة الأحتلال في اول عثـرة تتعرض لهـا .
لقـد تعـرض نظام التحاصص والتوافق والمشاركـة الى ضربـة ماحقـة ’ اخلاقيـاً وثقافيـاً ونوايـا غامضـة وفقراً في الأنتمـاء الوطني ’ واصبح مثلمـة اجتماعيـة ضارة دفعت جميع مكونات الشعب العراقي ضريبتهـا دماءً وارواحاً وثرواتاً وامـناً واستقراراً وعرض حاضـر ومستقبل العراق الى كوارث الفتن والأحتراب والتمزق والتقسيم والغـاء الهويـة التاريخيـة المشتركـة ’ ورغم ادعاء البعض وخاصـة الكيانات الرئيسيـة بالديموقراطيـة والوطنيـة والتعدديـة والفدراليـة ’ غيـر انهـم في واقع الحال مارسوا فرهـدة العراق ثروات وجغرافيـة وبـشـر ومصيـر ووضعوه على حافـة الهاويـة ’ واثبتوا على انهـم رمـوزاً لصناعـة التضليل بتفوق وقـد حققوا نجاحات كبيرة في خداع الناس واستغفالهـم والتصيـد مكاسباً في مآساتهـم ’ ولا زالوا يمارسون بهلوانياتهـم على حبال السيرك الطائفي القومـي ’ متوهمون على ان رياح الثقافـة الوطنيـة وضغط التيار الديموقراطي الجارف محليـاً واقليميـاً وعالميـاً سوف لـن يغيـر اتجاهه ليترك سفنهـم تلف في مـربع الخيبـة والضلال والهزيـمـة .
لقـد تكشفت عـورة نظام التحاصص والتوافق وانانيـة وضيق افق رموزه وشخصياتـه وكياناته وقوائمـه عنــد الأجماع سـيء الصيت حـول الغـاء المادة ( 50 ) مـن قانون مجالس المحافظات ’ والتي تمنـح بعض الحقوق المشروعـة والمتواضعـة جـداً للمكونات الصغيرة داخـل المجتمـع العراقي ’ انهـم عبروا عـن ثقافـة الأستحواذ والفرهـدة لجغرافيـة تلك المكونات ومواقعهـم التاريخيـة وبعدهـم الحضاري وكذلك حقهـم في المساواة والعيش الآمـن على ارض اجدادهـم .
كانت دسيسـة دنيئـة مدانـة ’ لكنهـا وبعـد ان اصطدمت برفض الرأي العام وردود افعال الثقافـة الوطنيـة والرغبـة فـي الأخـاء والمحبـة والأندماج الطوعـي ’ افتعلوا التراجـع ونوبات التعاطف والتضامن ’ لكن كل هذا جاء ( بعـد خـراب البصرة ) واتمام دسيسـة سلب حقوق المكونات الصغيرة والألتفاف عليهـا وامتصاص اكثرهـا بطريقـة
ذكيـة حـد الخبـث .
وهم يمارسون محاولات القفز على فعلتهـم وترقيع العورة التحاصصيـة ’ وضعتهـم البرلمانيـة ميسون الدملوجي امام امتحان جعـل ذكوريـة مجلسهـم مرة اخرى على المحك عندمـا رشحت نفسهـا لرئاسـة البرلمان امـرأة تتمتـع بالكفاءة والجراءة والموضوعيـة والأتزان والمميزات الأخرى اللائقـة ’ انهـا وضعتهـم بكـل وجوههم الأسلاميـة والعلمانيـة والقوميـة والليراليـة امام الحقيقـة ’ فأمـا ان يتداركوا وضعهـم ويخلعوا عنهـم شيئـاً مـن اسمال التحاصص والتوافق التي ارهقت سمعتهـم ’ وامـا ان يواصلوا ارتدائهـا ويتحملوا نتائـج لعنـة الناس والوطـن ’ فأختاروا ــ مـع الأسف ــ الكبـاحـة ( والمبلل مـا يخاف مـن المطر ) ’ فعرضوا النائبـة ميسون الدملوجـي الى حالـة مـن التجاهـل والتهميش والضغوط غيـر العاديـة ’ ممـا اضطروهـا للتراجـع وسحب ترشيحهـا ـــ امـرأة ــ لتترك للذكور يتنافسون وكل يقول للآخر ( عـوافـي ) .
قرأت رسالـة النائبـة مسيون التي انسحبت بموجبهـا ’ كانت اعتراضـاً وشفقـة على الواقع البائس لحقيقـة مجلس النواب ’ كانت وكأنهـا تقول لهـم توبيخـاً ـــ سأنسحب لأنكـم لا تستحقوني ــــ .
الرجـل الذي لايحترم امـه وزوجتـه واختـه وابنتـه ولا يثمـن ادوارهـن فـي بناء الأنسان والوطـن ’ ويعتمـد مسـخ ادميتهـن ويحكـم عليهـن بمرارة الصبـر انتضاراً للنهايـة البطيئـة المحزنـة بين الفراش والمطبـخ ’ هكذا رجـل ورجال لا يمكن لهـم ان يكونوا اكثر مـن ذكور مخصيين فكرياً وثقافيـاً واخلاقيـاً ومعنويـاً ’ يعالجون فقـر فحولتهـم بمسكنات خداع النفس وساديـة التسلط على المرأة واضطهادهـا ’ وكذلك القوميات الرئيسيـة والطوائف والمذاهب الرئيسيـة والأحزاب والكتـل والعشائر الرئيسيـة والتحالفات والتوافقات الرئيسيـة ’ لايمكـن لهـا ان تواصـل لعبتهـا المكلفـة ’ الا عبوراً على ظهـر الآم وعذابات المكونات التاريخيـة والحضاريـة للمجتمـع العراقي ’ انهـم وبأحجامهـم الرئيسيـة يشكلون بالونات متـورمـة جهلاً وسذاجـة واوهامـاً وعنجهيات ولؤمـاً واضراراً بالذات والآخـر .
ان المساواة بين الرجـل والمرأة وكذلك بين مكونات المجتمع العراقي بمختلف احجامهـا ’ هـي في الواقـع اساس المساواة بين الأنسان والأنسان ’ فلا اهـداف ولا قيـم ولا صـدق للقوميـة والطائفـة والمذهب والعشيرة والحزب خـارج المصالـح والحقوق الماديـة والمعنويـة والروحيـة للأنسـان ’ ويجب في هذه الحالـة التعامـل مع عراقيتـه وليس مذهبـه او قوميتـه وعشيرتـه وحزبـه ’ تلك التي اصبحـت في الواقـع العراقي حـواجزاً عنيـدة بين الأنسان والأنسان ثـم بينهـم والوطـن ’ ومهمـا كانت تلك الأنتماءات ’ فأنهـا بالنسبـة للأنسان لا تساوي غطـاء وخبـزاً ودواءً لعائلتـه الى جانب احساسـه بضمان حريتـه وكرامتـه وامنـه واستقراره والمستقبل المادي والروحـي لأجيالـه اذا مـا اصبـح هـو وليس غيـره المضحـي الوحيـد مـن اجلهـا ردحـاً ساذجـاً غادراً خلف المنتفعيـن منهـا .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسروا وانتصر العراق ...
- المرأة العراقية : تبقى الأشرف ..
- ارتفاع في اسعار الأصوات الأنتخابية ...
- انهم يسرقون الحسين ...
- الناس والشعائر الحسينية ...
- الوجه الأسوء للتزوير ..
- هل غادر الكورد الفيليين مربع مآساتهم ... ؟
- لأنها امرأة ... وشجاعة ايضاً .
- اقترحها امرأة ...
- حتى لا ننتحر بأصواتنا ..
- المالكي وخلفية البديل ...
- امارة البصرة الوائلية !!!
- مثقفي التصعيد ...
- بين احضان العوائل الأيزيدية ...
- مأزق المكونات غير الرئيسية
- بين المهجر والأتفاقية
- مبادرة تضامنية...
- العراق بدون اهله : كيف .... ؟
- الأخوة العربية الكردية : واقع بائس واخلام عائمة ...
- الوحدة الوطنية : في بازار المتطرفين ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - ديموقراطيتنا على محك حقوق المرأة والأقليات ...