أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم محمد حبيب - المفوضية العليا للانتخابات في العراق بين المسؤوليات والطموح















المزيد.....

المفوضية العليا للانتخابات في العراق بين المسؤوليات والطموح


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لا أغالي إذا قلت أن المفوضية العليا للانتخابات في العراق تعد بكل المقاييس أهم مؤسسة وطنية في العراق الجديد ليس لأنها تمثل أهم مؤسسة ديمقراطية في البلد وحسب وإنما لأنها تمثل الداعم الأساس لجميع المؤسسات الوطنية الأخرى التي تجد في المفوضية الرافد الذي يمدها بعناصر القوة والمنعة ويشعرها باستمرار المسيرة الديمقراطية وتزايد متانتها وبالتالي يجب أن يحرص الجميع على إنجاح عملها لكي تنجز عملها بشكل لائق وتساهم في بناء البلد ليكون قبلة الديمقراطية ومثالها الأنصع في منطقة تعد أخر قلاع الاستبداد والدكتاتورية في العالم ولذلك فان مسؤولية مفوضية الانتخابات في العراق ليست مسؤولية عادية وذلك لأنها :
(1) تمارس أول خطوات عملها الديمقراطي حيث تأسست بموجب القانون رقم (92 ) في 31 /5/2004 ورسخ دورها بموجب القانون رقم 11 لسنة 2007 وهي بالتالي تعد مؤسسة حديثة لاتملك الكثير من الخبرات حيث تعتمد في خطواتها على المشورة الدولية وبالذات مشورة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ( يونامي ) التي لها الفضل الكبير في دعم مسيرة المفوضية وإنجاح مسعاها وصولا إلى نجاح مهمتها الانتخابية هذا بالإضافة إلى الخبرات المتحصلة من الممارسة العملية والواقع الميداني فلهذه الممارسة دورها الكبير في نجاح مسار العملية الانتخابية وصقل قدرات وإمكانيات المفوضية لتكون أكثر قدرة على التعامل مع مهامها ودورها .
(2) تعمل في أجواء مازال التخلف يعشش فيها حيث نسب مرتفعة من الأمية الأبجدية والجهل الانتخابي ما يصعب من مهمتها التي سوف تضطرها لبذل الكثير من الجهود المضاعفة من اجل تذليل هذه العوائق التي سيكون تأثيرها كبيرا ومحبطا ليس لأنها تضطر المفوضية إلى بذل جهود مضاعفة واتخاذ إجراءات متناسبة مع هذا الأمر وإنما لما تسببه من إرباك قد يساهم في ذهاب الأصوات إلى غير مكانها أو تغلغل السلوكيات غير الديمقراطية داخل أجواء العملية الانتخابية .
(3) تعمل في جو مازال الاستبداد يهيمن عليه حيث تعشش فيه سلوكيات مناهضة للعمل الديمقراطي ولعل أهم دلالة لذلك تعرض الملصقات والبوسترات الانتخابية للتمزيق والعبث من إطراف أخرى منافسة هذا بالإضافة إلى اعتماد دعاية غير موافقة للنهج الديمقراطي لأنها تتكئ على الدين أو العشائرية في فرض نهجها متجاهلة النسق الصحيح المرتبط أساسا بالبرنامج الانتخابي ودعاية المشروع الخاص بالمرشح لان هذا هو ما يجعل الانتخاب يأخذ بعده الصحيح أو يبنى على أسس سليمة .
(4) تواجه مصاعب أمنية وإجرائية كبيرة لاسيما في المناطق المضطربة أو التي تهيمن عليها جهات معينة حيث يصعب السيطرة أحيانا على مسار الانتخابات التي قد تسقط في حلبة التناقض السياسي والجهل الانتخابي وعدم الإيمان بقيمة المشروع الديمقراطي فيكون على المفوضية القيام بواجبات إضافية حتى تؤمن سلامة العملية الانتخابية فتضطر للعب دور الحكم وتقرير أن كانت العملية الانتخابية قد أخذت مسارها السليم أم لا وهذا بالتأكيد عمل يحتاج إلى شجاعة وحرفية عالية .
(5) تمثل واجهة التغيير الديمقراطي ليس في العراق وحسب بل وفي عموم المنطقة ما يحملها مسؤولية الحفاظ على حياديتها ومهنيتها حتى تكون مثالا ناجحا يهيئ السبيل لبناء مسارات ديمقراطية جديدة أكثر ارتباطا مع منطق التاريخ وبالتالي يغدوا عملها مراقبا من أكثر من جهة من القوى المعادية التي تنتظر فشل المفوضية بأحر من الجمر حتى تشمت بها وبعملها ومن القوى المؤيدة التي تتمنى نجاح العملية الانتخابية في العراق لتكون مثالا مهما تستقي منه الإلهام الذي يحرك مطالبتها بالحصول على الديمقراطية التي تمثل حقا مشاعا للجميع .
(6) تمثل الجهة المسئولة عن نشر وتعميم الثقافة الانتخابية في البلد حيث تمارس المفوضية دورها في هذا المجال ليس خلال العملية الانتخابية وحسب وإنما من خلال إضافة مساهماتها عبر التربية ووسائل الإعلام والقنوات والمنابر الأخرى بما يسهم في رفع مستوى الثقافة الانتخابية في البلد والارتقاء بالعمل الانتخابي إلى أعلى درجة ممكنة ولعل ما تقوم به من عمل ونشاط خلال فترة الانتخابات هو أهم دعاية للمسار الديمقراطي واهم جهد لامع يساعد على نشر الثقافة الديمقراطية إذ يكاد البلد يخلو من مثل هذه الجهود التي يفترض إبرازها دائما ومن خلال الوسائل المختلفة سواء على صعد التربية أو الإعلام أو التثقيف المباشر لان أهم هدف يجب أن نعمل عليه هو نشر الثقافة الانتخابية والديمقراطية لتكون بمتناول الجميع .
ولذلك يجب علينا جميعا مواطنين وجهات حكومية العمل على دعم عمل المفوضية لكي تحقق أهدافها بشكل سلس ويجب على المفوضية بالمقابل تعريف نفسها وواجباتها إلى المواطنين وعمل دعاية وتثقيف اجتماعي مستمر لكي يشعر المواطن بأهمية وجود المفوضية وبالدور الذي تمارسه في بناء الديمقراطية العراقية وفي حماية حق المواطن في إعطاء رأيه واختيار ممثليه واعتقد أن على المفوضية أن لاتكتفي بفترة الانتخابات لتقدم خدماتها التثقيفية بل لابد من مواصلة ذلك طوال السنة واقترح لذلك مايلي :
(1) إضافة فصل تعده المفوضية على منهج التربية الوطنية يتناول عمل المفوضية وقيمة الممارسة الانتخابية وأهمية مشاركة المواطن بها وان يعمم هذا الأمر على عموم المراحل الدراسية حتى يحقق أهدافه فالتربية الديمقراطية تبدأ من الصغر وكلما بدا التثقيف من وقت مبكر كلما حزنا على نتائج أفضل .
(2) يجب أن يسخر الإعلام لخدمة عمل المفوضية وهذا يتم بعدة طرق أبرزها إنشاء قناة إعلامية خاصة بالمفوضية تمارس عملية التثقيف وبشتى الوسائل الممكنة بما في ذلك تسخير الدراما لهذا الغرض فوجود قناة خاصة بالمفوضية يعد أمرا أساسيا لنشر هذه الثقافة المهمة لاسيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها العملية الديمقراطية وحاجة المجتمع للتشبع بهذه الثقافة لكي يحرص على المنجز ويساهم في إدامته وتطويره فيما تعد القنوات العراقية الأخرى مجالا حيويا يمكن للمفوضية استثماره إلى ابعد حدود وان يتم ذلك من خلال القنوات الرسمية والقنوات الأهلية وان لايشمل ذلك شريحة دون أخرى بل يجب أن يشمل كل الشرائح بما في ذلك شريحة الأطفال أما أسلوب التثقيف فيجب أن لايقتصر على شكل واحد إذ هناك حاجة لاعتماد شتى الوسائل الممكنة بما في ذلك الدراما وأفلام الكارتون والأغاني والأناشيد والبرامج التثقيفية المختلفة ..الخ .
(3) على المفوضية إصدار صحيفة ومجلة واستحداث سلسلة تثقيفية تطرح فيها مختلف المعلومات الانتخابية والديمقراطية ويجب أن تكون هذه الإصدارات مدعومة حتى تصل إلى كل المواطنين على أن تحرص على إفهام المواطن بأهمية الديمقراطية وأهمية أن يحضى بها والفرق بينها وبين سواها من إشكال الحكم المختلفة ويجب أيضا أن يثقف بضرورة صيانة حقه وحماية مكتسباته وان يعرف حقوقه وواجباته وما يجب عليه فعله لتفعيل دوره .
(4) كذلك اقترح إقامة دورات تثقيفية أو ورشات عمل مباشرة لنشر الثقافة الديمقراطية وان يتم ذلك وفق برنامج تشرف عليه المفوضية ويدوم طوال السنة ويشمل مختلف الشرائح الاجتماعية لأجل نشر الثقافة الديمقراطية ومجمل تفرعاتها حتى تواكب الحاجة في ظل واقع مازال يموج بالقيم الدكتاتورية الاستبدادية .
وهكذا نستطيع أن ننمي مهمة هذه المؤسسة المهمة التي تمثل المثابة الأولى للديمقراطية في العراق حيث مثلت بعملها وأدائها السابق خير تأكيد على أننا نسير بالاتجاه الصحيح وان مسار العمل يبشر بخير بالرغم من الملاحظات المثارة حول بعض السلبيات التي لاتخلوا منها أي عملية انتخابية بما في ذلك تلك التي تحصل في الدول العريقة في الديمقراطية فكيف ببلد يخطوا خطواته الأولى على هذا المسار فحكمنا على أداء هذه المؤسسة المهمة يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار حجم المعوقات والصعوبات التي واجهتها وتواجهها وهي كبيرة وهائلة وما جرى في النماذج الانتخابية السابقة بما في ذلك الاستفتاء على الدستور يتيح لنا إطلاق تقييم أولي عن هذه المؤسسة ففعلا لقد أنجزنا شيئا مهما يحق لنا أن نفخر به لقد حققنا مؤسسة رائعة أنها تستحق منا كل تقدير ويجب أن نسموا بها ونحافظ عليها فهي سلاح نجاحنا وهي سبيلنا إلى أن نعيش في ظل الحرية والديمقراطية .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلي عن العراق ليس في صالح أميركا
- متى تتوقف تجارة الدم العربي ؟
- وهم العقل العربي والإسلامي
- ليس بالديمقراطية وحدها ينجوا العراق
- لنزرع في نفوس أبنائنا ثقافة السلام
- الفساد في العراق اخطر من الإرهاب
- لا تستطيعون صنع دبابة تقتل الأغنية
- جهاديو حماس والنار المشتعلة في غزة
- حتى لا تسبب الطقوس الدينية الإزعاج وتتناقض مع الحياة
- جذور الديانات التوحيدية
- الفلسفة الحديثة و سؤال المعرفة
- دور التربية في مشروع حوار الأديان والثقافات
- يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم
- حملة لتأكيد الطابع العلماني للدولة العراقية
- اتحاد كتاب أسيا واتحاد كتاب العالم
- الرداء القديم للتجديد
- ابراهيم الخليل بين الروايات الدينية والتحليل العلمي


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم محمد حبيب - المفوضية العليا للانتخابات في العراق بين المسؤوليات والطموح