أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل الشيمي - الإطار التاريخي للمشاركة السياسية














المزيد.....

الإطار التاريخي للمشاركة السياسية


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 01:59
المحور: المجتمع المدني
    


لوقت قريب كانت المشاركة السياسية حقاً لأثرياء القوم ونبلائهم ورجال الدين دون غيرهم من أصحاب المصالح في المجتمع وكانت الأغلبية الساحقة من أفراد الشعب يصدون عن المشاركة . ولم يكن للجماهير من دور سوى بعض الانتفاضات التي يقوم بها الفلاحون في القرى ... وبعض أصحاب الطوائف العمالية في الحضر والواقع أن هذه الانتفاضات لم تكن موجهة أو لم تكن لتجدي مع الحكام أو لتحارب النظام السياسي القائم .. فلم تكن في حقيقة الأمر تهدف لأحداث أيه تغيرات جذرية في شكل وأوضاع المجتمع .. إنها كانت تعبيراً عن مطالب محدودة ضيقة تهدف للتقليل من وطأة الظلم والاستغلال الذي كثيراً ما كانت هذه الانتفاضات تعبيراً تلقائياً عنه .
كان التقسيم الذي أشار إليه أفلاطون في كتابه الجمهورية والذي قسم المجتمع إلى طبقات جعل لطبقة الحكام والقضاه والجنود دون غيرهم من باقي طبقات المجتمع الحق في المشاركة وإبداء الرأي .. كان ذلك يعني أن إطار المشاركة مقصوراً على وجهاء القوم .
وفي العصر الحديث كان نجاح الثورة الفرنسية بمثابة سيطرة فرنسية على الفكر الأوروبي من خلال الدعوة إلى القضاء على الاستغلال واحتكار الحكام والنبلاء على مقاليد الأمور ... وعندما خرجت الطبقة الوسطى بثورتها كان ذلك إيذانا ببدء مرحلة جديدة يشارك فيها الجميع لصنع القرار السياسي فقد كانت هذه المرحلة مرحلة تحولات كبرى في مجالات النشاط والفكر السياسي .
كان القرن التاسع عشر قرن الليبرالية فقد انتصرت في كل العالم باستثناء البلدان المحتلة . وارتبطت الليبرالية بكل من الحركات القومية الناشئة أو حركات المقاومة الشعبية والهند مثال طيب في هذا السياق حيث نجح غاندي في طرح رؤيته في مقاومة المحتل مع إرساء ثقافة التواصل الأثني والاجتماعي بين المواطنين من خلال أفكار تنادي بالمشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان في ممارسة حقه الطبيعي في إدارة النظام السياسي والتأثير في البيئة السياسية .
أما ماركس الذي رجع إلى جذور ومكونات تاريخ الإنسان فقد رأى أن المشاركة السياسية لابد أن تأتي من خلال القضاء على الوهم السياسي القائم على أساس أن الرأسماليين فقط هم أصحاب اليد الطولى في إدارة الصراع لسياسي ... رأى بالثورة البروليتارية تغييراً لهذا الوهم .. كي يصل العمال إلى ممارسة والمشاركة في الحكم باعتبارهم أصحاب المصلحة الأساسية في الإنتاج .. والمشاركة عند ماركس تعني القضاء على الارتهان والتشيؤ اللذين يلاصقان الإنسان العامل فيرى أنهما صفتان غير أخلاقيتين لأنهما تحولان دون حق العامل في المشاركة في إدارة النظام السياسي .
ولعلنا في هذا المجال ينبغي أن نشير إلى أن القران الكريم كمرجعية اسلامية يدعو إلى المشاركة الإيجابية من قبل الرعية في صنع القرار السياسي ويحض على احترام الإنسان ككائن حي ميزه الله على كافة مخلوقاته بالعقل والتدبر و على الدعوة إلى الحواربا لحسني .. ولعل مشاركةالرسول لصحابته الرأي في العديد من المواضع والأخذ بما يرونه من آراء طالما لم ينزل بشأنها نص قرآني دليل حي علىاحترام الاسلام للفكر... . والواقع أن هذا الفكر المتقدم ظل في عهدي الخليفتين أبو بكر وعمر خاصة عمر الذي كان عادلا بغير هوي ومدركا ان العدل والمساواة بين الناس هما مفتاح قوة المجتمع وكان معنيا باعلاء قيم المواطنة بين رعايا الدولة بالرغم من انتمائه القوي للاسلام فاستعمل ابناء الملل غير المسلمة علي خزائن المال وغير ذلك من المناصب في الدولة طالما كانوا علي عدل وامانة واستمر هذا التوجه عند بعض خلفاء بني امية والعباسيين ففتحوا البلدان تلو البلدان وارسوا دعائم حكمهم بالشوري واحترام حقوق الانسان وعندما ضاقت نفوس بعض الخلفاء بالشوري(مرادفة للديموقراطية) وعندما تركوا اذانهم لمستشاري السوء ونالوا من حق شعوبهم في الحرية وضيقوا الخناق علي كل رأي معارض وفكر لا يتوافق مع السائد من افكار حتي ولو كانت خاطئة بدات رحلة التردي والسقوط وهاهي شعوب العالم العربي تعاني من التسلط والاستبداد والقهر وفتاوي التبريريين وتهافت المثقفين والنتيجة غياب الامل في الاصلاح واللحاق بركب التقدم. .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محددات المشاركة السياسية
- صندوق النقد الدولي وهل ما زال دوره مستمراً ؟
- نظام B.O.T وأهميته الاقتصادية
- توماس مور ضحية اشتراكيته ومثاليته
- هل من الضروري أن يكون الفن أخلاقياً؟
- سياسات التسعير ودورها في تنمية المبيعات
- قراءة في الفكر السياسي للخوارج
- التنمية الاقتصادية في الدول النامية ووسائل تمويلها
- العولمة والأزمة الاقتصادية العالمية
- اردوغان شافيزمسلما
- قراءة في فكر جان جاك روسو الفيلسوف والسياسي
- العالم الثالث والتقدم إلى الامام
- قراءة في العدوان على غزة
- الفرص التصديرية وكيف يمكن تقديرها
- امتنا بين الملهاة والمأساة
- اشكالية الدين عند مونتسكيو وفولتير
- الظلم أحد مظاهر القهر الاجتماعى
- الحرية عند ستيوارت ميل
- رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواج ...
- الاغتراب في العالم العربي


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل الشيمي - الإطار التاريخي للمشاركة السياسية