أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت














المزيد.....

باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 07:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أعرف الجذور اللغوية لكلمة اتففقعت أو لماذا ننطق القاف ألف ولكن هذه الجملة تعبر في وجدان الشعب المصري عن عدم القدرة علي احتمال المزيد مما ينذر بالأنفجار ففعلا الشعب المصري علي وشك أن تتفقع مرارته فالغلاء يعصف بالغلابة والغني يزداد غنا و الفقير يزداد فقرا والفساد يضرب بأطنابه اقتصادنا والشباب يفتقد الرؤية و الأمل في المستقبل.. و رغم ذلك نفس الوجوه كاتمة علي نفسنا منذ سنين طويلة في الوزارة و مجلس الشعب.. فهناك وزراء انتهي عمرهم الأفتراضي وثبت فشل سياسة وزاراتهم مرارا و تكرارا ورغم ذلك يحتفظون بمناصبهم كأنما مصر قد أصبحت عاقرا أن تنجب غيرهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب فمعظمهم لم يتغيروا منذ سنين والسبب أن الحزب الوطني لا يعرف أن التجديد و التغيير هي سنة الحياة.. وهناك أجيال بالكامل لم تأخذ فرصتها في القيادة ألا القليل منها التي تجيد النفاق أو بالعامية مسح الجوخ.
و فقدنا الأمل في الحصول علي الديمقراطية الحقة لأن الحكومة سمحت لنا بهامش من الحرية تعايرنا به وتذكرنا دائما أنها ممكن أن تحرمنا منه وكأنما الشعب هو مجموعة من البلهاء قد فرض عليهم الحزب الوطني الوصاية..
مرارتنا اتفقعت فالوجوه هي الوجوه ومن يحتلوا المقاعد الأمامية لم يتغيروا منذ عقود تجدهم في مؤتمرات الحزب الوطني و مؤتمرات الأصلاح الديمقراطي وهي نفس الوجوه التي تقلبت من حتمية الأصلاح الأشتراكي الي حتمية الأصلاح الرأسمالي وهي تشارك الآن في حتمية الأصلاح الديمقراطي ولكن مع الوضع في الأعتبار خصوصيتنا و بعد حل القضية الفلسطينية و القبض علي أسامة بن لادن و القضاء علي المتطرفين و يا حبذا بعد القضاء علي البلهارسيا والناموس و الهاموش أو استيراد شعب جديد من المريخ لا ينتخب الأسلاميين أن طبقنا الديمقراطية.. حجج تفقع المرارة بصحيح ..
أما الطامة الأكبر فهي منظومة النفاق التي يمارسها الأعلام الرسمي من جرائد حكومية و تليفزيون رسمي و هي مؤسسات أعلامية المسئولين عنها كانوا يجب أن يكون مكانهم الطبيعي في متاخف التاريخ الأعلامي و المضحك المبكي أن منظومة النفاق يمارسها شيوخ تعدوا سن المعاش للشاب جمال مبارك وكأنما قد تم اختصار شباب مصر في شخصية السيد جمال مبارك ولعلنا بعد ظاهرة الزعيم الأوحد أصبحنا في عصر الشاب الأوحد من بشار الي سيف الي جمال .. وأنا للحقيقة لا أشك أطلاقا في النوايا الحسنة للسيد جمال مبارك ولكني أقدم له نصيحة من أخ أكبر سنا أن يتخلص من حزب تصلب الشرايين المسمي مجازا الحزب الوطني ويكون حزبا جديدا لا يقبل عضوية من هو مولود قبل 1960 ( أنا غير صالح لعضويته) و ينزل الي الشعب و الشباب الحقيقي و عندها فقط قد يستطيع تحقيق ما قد يتمناه لمصر.. وعندها فقط قد لا توجد خطوط حمراء و لا صفراء.
يا سادة أن الشعب المصري له الحق أن تتفقع مرارته لأنه عرف الديمقراطية قبل كثير من دول العالم قبل اليابان و كوريا و دول أوروبا الشرقية ثم نجد من يقول أنه غير مستعد للديمقراطية.. أن الشعب المصري يعرف مصلحته تماما و أن تركت له الحرية في الأختيار سيختار من يحقق له مصلحته لا فرق في ذلك بين حامل الدكتوراه و بين أي فلاح بسيط في أي قرية نائية.. أن الشعب الذي استطاع أن يتعامل مع جميع أنواع الطغاة و لم ينهار .. واستطاع أن يتحمل جميع السياسات الأقتصادية الخاطئة للحكومات المتعاقبة ولم ينهار.. واستطاع أن يتحمل نهب ثرواته علي أيدي شركات توظيف الأموال و نواب القروض و رجال الأعمال ولم ينهار لهو أكثر شعوب الأرض معرفة لمصلحته .. ولهو أكثر شعوب الأرض قدرة علي ممارسة الديمقراطية في أفضل صورها أن أتيحت له الفرصة.. أن الشعب المصري شعب وسطي متسامح محب للحياة ولن يختار المتطرفين علي أي جانب سواء كانوا أسلاميين أو ليبراليين.. ولكنه شعب يحب من يقف الي جانب الغلابة.. ويحب من يحبه .. أبحثوا في التاريخ و ستجدوا هذه الحقيقة.. صبره طويل و مقاومته سلبية و ماكرة و لذلك لا ينهار ولكن ليحذر الجميع اللحظة اللي تتفقع فيها مرارته بجد فعندها فقط لا يمكن التكهن برد فعله و لعل المثال الواضح لذلك هي حرب 73 فقد اتفقعت مرارته من حالة اللا سلم و اللا حرب التي كان يعيشها والتجنيد الطويل المدة علي ضفة القناة و رؤية اليهود وهم يستمتعون بسيناء و القناة فكان أداؤه البطولي في الحرب الذي فاجأ الجميع.
أننا نحتاج فريق من الجراحين المهرة لأستئصال المرارة للشعب المصري قبل أن تتقيح و تنفجر فالمسكنات و المضادات الحيوية أصبحت غير ذات جدوي.. فمرارة الشعب علي وشك أن تتفقع وساعتها لا يمكن توقع النتائج فسنكون جميعا خاسرين حكاما و محكومين.
أني أثق في الشعب المصري و في قدرته علي الأختيار الصحيح و معرفة مصلحته و هي معرفة غريزية تستمد منابعها من آلاف السنين من المعاناه و القدرة علي البقاء في نفس الوقت .
أما كل الحجج التي يروجها البعض فهي حجج تفقع المرارة.

د/ عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت