أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أغادير أمين - ((( رفقاً بالقلوب الرقيقة الضعيفة أيتها القنوات الإخبارية المتحجرة الفؤاد )))














المزيد.....

((( رفقاً بالقلوب الرقيقة الضعيفة أيتها القنوات الإخبارية المتحجرة الفؤاد )))


أغادير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 08:00
المحور: الصحافة والاعلام
    




القنوات الأخبارية الفضائية والأرضية لماذا ؟!!!

لا أدري لمَ حب العنف و القوة و القسوة ؟!!!

لمَ تسارعون دوماً لتغطية أيّ خبر مؤلم عن حروب وجثث ودمار؟!!!

تتسابقون فيما بينكم عمّن هي الأكثر تشويقاً بين القنوات الإخبارية التي تستقطب اكبر عدد من المشاهدين لما تنقله وتبثه من مَشاهد وصور مرعبة رهيبة تهتز وتقشعر لها الأبدان .

( آمنا بالله) انكم تريدون أن تبثوا آخر خبر عاجل ومرئي على الهواء .

لكن

و ( لكن ) هنا كبيرة وطويلة وعريضة أتهجى حروفها في فمي أوجهها لكم يا إعلام ؟!!!!

لماذا دوماً تعرضون صوراً ومشاهد تحوي جثثاً مشوّهة ومقطعة الأوصال ...
بلا رؤوس بلا أذرع بلا أرجل ...
نصف أجساد ( متشگشگه ) تآكلتها الشظايا وأحرقتها النيران ...أغرقتها الدماء فازداد المشهد بشاعة لقبح اختلاط الألوان .

أفلام رعب أخرى تبثونها مباشرة على الهواء في حملة سباق الفوز بأعتى وأعنف الأخبار ,وعلى حين غفلة منا نحن الأبرياء رغم ما نشاهده من خراب ونشعر به من حزن وإيلام نرى أناسا يتلوون يصرخون يطلبون المساعدة والغوث هنا وهناك , شاب تقطعت ذراعه يصرخ وهو ينزف , الآخر يتلوى " ربع ساقه صايرة فتات و فتيت " ,ذلك إنسان مقطوع الجسد لنصفين... و و و و .

هذا ناهيك عمّا يُبث لسنوات عن عراقنا الغالي الحبيب من بشاعة جرائم ترتكب فيه , على الفور أشيح بوجهي عن أي خبر دامٍ يُعرض عنه ,فأكتفي بالاستماع على مضض دون ان اجعل عينيّ تقاسي هول مرارة فزع المشهد . ينطبق الحال هذا على ما يبثونه ايضا عن فلسطين.

لن أنسى يوم مقتل ( بنازير بوتو ) ,كأي إنسان جلست أشاهد الأخبار وإذا بلقطات بُثت على الهواء من موقع حدث الانفجار, بقيتُ لدقائق مشدوهة ابتلع ريقي بصعوبة بالغة وقد جف حلقي وكدت أن أسقط مغشيا عليّ , احتضنني أهلي لرؤيتهم لي مصدومة لدقائق ( شيء كعواميد الكهرباء ملتصقة عليها قطع وردية وحمراء وعند تركيز عدسة الكاميرا عليها وتكبيرها على الشاشة اتضح انها قطع أشلاء آدمية " طايرة وملزوگة على هالعواميد " الحديدية ).
لقطة ظلت راسخة بذهني لأيام عدة...

كلقطة اخرى بثتها القنوات قبل سنوات في حرب على لبنان او انفجار, لا أذكر, لأنني لست ضليعة بأمور السياسة , لكن اللقطة بقيت راسخة في مخيلتي أصبتُ فورا بغثيان ولم استطع ان أذوق الطعام بعدها لأيام وسط احتضان أهلي وتشجيعهم لي في أن انسى المشهد المروع هذا أو أتناساه ( جندي من الجيش وآخر معه من فرق الإنقاذ يحملان شيئا صغيراً كاللعبة مقطوعة الرأس يتفحصانها أمام كاميرا الصحفيين الذين أخذوا من المشهد هذا مادة دسمة يبثونها في الأعلام وسط منظر خراب المشهد وفداحة المأساة وعويل الناس, ليتضح بعد التفنن في تقريب عدسة الكاميرا أن اللعبة هي طفل رضيع حقيقي مقطوع الرأس ولم يبق منه سوى " فتافيت مفلشة من رگبته وجسم مخشب يابس " ) استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أ لم أقل لكم انها أفلام رعب بل ألعن أبشع وأمرّ ؟!!!

" اقلها فيلم الرعب تعرف انه رعب و تهيئ نفسك انك رح تشوف مناظر مزرية أو أصلا إذا ما تحب تشوف هيج شي رح تدير القناة فورا لأن شجابرك على الخوف والفزع !!!! امّا الأخبار فصارت بالنسبة لي فيلم رعب حقيقي حقيقي حقيقي مو فيكة و لا تقنيات إخراج ولا مكياج على غفلة تشوف منظر يفزعك يهجم على الشاشة ما رح تنساه طول عمرك . يعني على گولة عادل امام ( واحد آعد في أمان الله مايلائيش لغاليغو).


أ ليس هذا تنكيلاً بالجثث يا قنوات الأخبار؟!!

أ لستم تشجعون على الإجرام ؟!!

أ و لستم تزرعون في النفس الإنسانية القساوة والجلادة كأنكم تميتون آخر نبضة حب للخير في الإنسان ؟!!!


رفقاً بالقلوب الرقيقة الضعيفة أيتها القنوات المتحجرة الفؤاد...

ما الفرق بينكم وبين كل من تسبب بهذا الإجرام والقتل والدمار ؟!!! أولئك يطبقونه فعلاً بأيديهم وانتم ( تذيعونه تبثونه تنشرونه علناً للناس ).


سؤال آخر أحب أن اطرحه على الإعلام الإخباري... لماذا بعد صهيل خيول السباق فيما بينكم انتم يا قنوات لا تتناولون أمور و أحوال ما بعد الحرب وعلى حد قولكم انتم مفردة ( التداعيات والإرهاصات ) بنفس ( التغطية ) واللهث وراء الخبر العاجل ذاك ؟!!!

لماذا دوماً شئ بسيط جدا من أخبار الحب والفرح والجمال تأتون على ذكره في آخر الأخبار ؟!!!

ينطبق هذا حتى على ( الشريط الإخباري الذي يظهر في أسفل الشاشة...مقتل...ذبح...جرح...اختطاف...بركان...زلزال...تحطم طائرة...الخ من أتعس الأخبار ).


ألهذه الدرجة أصبح الحب بكل معانيه الإنسانية شيئا تتجاهلونه تتجاوزونه تتغاضون عنه؟!!!

سؤال آخر أعمق وأكثر إيلاماً أهمسه لكم جميعا:

أهكذا اصبح ( ر ) حرف كلمة ( رعب ) أشدّ بطشاً وحكماً سيطرة وسطوة على الأحياء بحيث استطاع أن يتخلل ويتغلغل يبسط ذراعيه منتشياً بانتصار الشرّ ويجلس بزهو مفرّقاً بين أجمل وأنقى وأصفى حرفين في الحياة هما ( ح ب ) كلمة ( حب )
ففصلهما بجدارة وباعد بينها بشراسة حتى بات ( ح ... ر ... ب )
وصارت الكلمة ( حرب ) شيئاً متعارفاً عليه رغم التعاسة والأسى والحزن ؟!!!!

؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أهكذا اصبحتم عاجزين عن أن تنشروا الحب وصرتم لا تبثون إلاّ ابشع القبح ؟!!!



#أغادير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (((( تنمية المواهب الفنية عند الطفل )))
- ((( لكَ من شفاهي الوردية اللذيييييذة )))
- ((( حياتنا كلها ... صوَر )))
- ((( أرواحنا صافية بالحب صافية و ئلوبنا دافية )))
- ((( وتشرقُ الشمس دائماً ... في أجمل صباحات شمسي )))
- ((( اجمل هارموني سمعتها اذني من صنع خالقي )))
- ((( لأننا مجتمع شرقي )))
- ((( ياااااااه كم اعشقك !!!!! )))
- ((( يا حساااااااافة على الشوارب )))
- ((( وردة ...فراشة... و...نحلة )))
- ((( نطفة و بويضة )))
- ((( الجمال نقمة ام نعمة ؟؟؟ )))
- ماذا لو .. كتب لي ان .. اعيش حياتي مرتين ؟!!!
- ((( انها يدي الناعمة .. تحنو على خدك بمحبة دافئة )))
- ((( زهرة جميلة لصغار حمامة في عشّ هانيء دفيء )))
- ( زينة ونحول ) بلا ديجيتال ولا ديجيمون
- ((( أقدارنا كظلالنا أينما ذهبنا تذهب معنا...منذ لحظة ولادتنا ...
- ((( إنها الروح يا أحبائي...أسمى وأرقى مافي الوجود )))
- (((سأحصد بيدي هشيمي )))
- ((( نحن و - أصعب قرار...في الإختيار- )))


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أغادير أمين - ((( رفقاً بالقلوب الرقيقة الضعيفة أيتها القنوات الإخبارية المتحجرة الفؤاد )))