صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 09:59
المحور:
الادارة و الاقتصاد
خلال جلسات المؤتمر المصرفي العراقي ـ الدولي التي عقدت نهاية كانون الثاني الماضي في بغداد وخلال طرح المداخلات والاسئلة من قبل الحاضرين على وزير المالية ومحافظ البنك المركزي كان الكثير من المداخلات والآراء المرتبطة بها ايجابياً وشخصت المشكلات وأشارت الى المعالجات والحلول مما اغنى المؤتمر وكشف اشكالات العملية المصرفية في العراق إلا اننا استغربنا من بعض الآراء التي طرحت من قبل بعض المختصين خصوصا من المصارف الخاصة والتي تطالب بتأجيل أمور حيوية تهم مصير الناس وحياتهم ومستواهم المعيشي من قبيل ضرورة تأجيل بعض المشروعات خصوصاً في مجال الائتمان والقروض العقارية للمساكن وهي مقترحات غريبة لم نعرف الدافع من ورائها هل انه الحرص فعلا على اقتصاد الوطن والمواطن ام هي دوافع تمليها المصالح الخاصة لبعض اصحاب المصارف غير الحكومية وإذا كان مديرو المصارف الخاصة والكثير من العاملين في مجالس إداراتها قادرين على تملك بيت للسكن بل وتملك اكثر من بيت فان ذلك على وفق ما نعتقد لايبرر تقديم المقترحات الخاصة بايقاف انشاء المساكن للفقراء ومحدودي الدخل . وحتى إذا افترضنا حسن النية في طرح تلك المقترحات فان من المنطقي في هذه المدة الحساسة التي يمر بها العراق ان لاندفع باتجاه إحداث التقاطع بين متطلبات تطوير الاقتصاد على المدى البعيد وبين حاجات الناس الآنية إذ ان فئة واسعة من الناس خصوصا في المناطق الشعبية يتكدسون بصورة مؤلمة في بيوت بمساحات صغيرة كأن يضم البيت الذي لم تتجاوز مساحته الـ 144 متراً مربعاً اكثر من اربع او خمس عائلات هم واطفالهم في وضع بائس يدعو الى التشاؤم وبالتالي فان تأجيل المشاريع المتعلقة باستثمارات الاسكان والمنازل سيراكم مشكلة السكن ويضاعفها بمديات تتوسع يومياً الأمر الذي يعطل طاقات الناس ويفقدهم الأمل بتطوير اوضاعهم بل يفقدهم حماستهم للعملية السياسية ايضا. وإضافة الى المقترحات بايقاف منح القروض العقارية وتأجيلها قدم مقترح آخر بإيقاف ما أسماه البعض بـ (الاستثمارات الليلية) وهنا يحق لنا ان نتساءل اين هو ليل بغداد كي نلغي استثماراته؟! وبرأيي ان علينا ان نفعل العكس تماما اي ان نسعى باتجاه فتح الشوارع المهمة وخصوصا السياحية في بغداد ليلاً وجذب الجمهور اليها فان ذلك سيحقق مردوداً اقتصادياً كبيراً كما ان تلك الشوارع ستكون مجالا لتشغيل الشباب العاطل في مجالات كثيرة ومنها المطاعم والمقاهي وغيرها من الامور التي لاغنى عنها لحياة اي بلد ولإنعاش الاقتصاد كما ان المواطن ومنذ يوم التغيير في نيسان 2003 لم يرَ شوراع بغداد الرئيسة ليلاً إلا ما ندر ولم تفتح الشوارع الا لفئة قليلة من المجتمع وهم الميسورون مالياً .. ترى كم علينا ان ننتظر اكثر من ذلك ليركن كل واحد منا الى سكن خاص به والى شوارع تتلألأ بالاضواء حتى الصباح مثل مدن الآخرين؟! .
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟