أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان ابراهيم - روزمين عثمان : الماما قراندى في الخرطوم















المزيد.....

روزمين عثمان : الماما قراندى في الخرطوم


محمد عثمان ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 06:56
المحور: الادب والفن
    


في كتابه الأنطولوجيا الثانية للشعر أهدى خوان رامون خمينيث الشعر المضمن فيها إلى من أسماهم (الأقلية الهائلة) قراء الشعر الذين أثبتوا على مر العصور أنهم قلة مثلما الشعراء الجيدون والشعر الجيد. وفي كتابه (الصوت الآخر) ودونما إشارة إلى خمينيث -كما يروي الشاعر الراحل كمال سبتي - يستعير أوكتافيو باث المصطلح ليتحدث عن قراء الشعر بإعتبارهم قلة خارجة على التحالفات وجماعة ما لها من نصير سوى الإبداع.
يترجم البعض مفهوم (الأقلية الهائلة) إلى اللغة العربية في بعض الأحيان ب (الأقلية الساحقة) وإن كان المحمول الثوري و العنيف للكلمة مما قد لا يتناسب والجماعة الرقيقة الهادئة والمتحضرة التي هي أنأى ما تكون بحجم معارفها عن معنى السحق بأي دلالة أتى.
وفي كتابه (هواجس الشعر) يشتغل الشاعر ممدوح عدوان على نفس المصطلح بإعتبار أن الشعر الحقيقي هو فن الأقلية الذي تتلقاه أقلية وتبدعه أقلية ولكنها تلك الأقلية الهائلة المعتزة بأقليتها والساعية للحفاظ عليها.‏
ويعتبر عدوان أن الكثرة التي تردد شعر نزار قباني تردد الفضيحة السياسية أو تتعامل مع كبتها الجنسي أكثر مما تتعامل مع الشعر "فأغلب هؤلاء لايقرأ شعراً معاصراً أو تراثياً" !‏
بإختصاريعدد عدوان في هذا الكتاب الذي نشر بعد رحيله أسباباً كثيرة لما يسميه ب(أزمة الشعر) . ما يهمنا من تلك الأسباب ولأغراض هذا المقال نذكر سهولة النشر وإنحسار الثقافة الجادة أمام الثقافة الإستهلاكية وغياب الحركة النقدية.
ترى هل تخلت الأقلية الهائلة البعيدة عن التحالفات، عن ريادة قراءة الشعر وتذوقه لصالح الغالبية العددية أم إن الأخيرة تسعى للحلول مكان الأولى بتحالفاتها الضخمة ووسائل تواصلها التقنية العالية وعضويتها الواسعة الإنتشار في المنابر الإلكترونية؟ ربما وصف البعض من حراس مملكة الشعر ما يحدث بأنه أمر مخيف، لكنه على كلٍ يقول الحقيقة كلها وراء إنتشار (شاعرة) إسمها روزمين عثمان ملأت الصحف ووسائط الإعلام وشغلت الناس فتهافتت على قصائدها الإيروسية الأغلبية العددية و استحت الأقلية الهائلة إزاء هذا المد فتكورت على نفسها وهي تقرأ عالم عباس و كمال الجزولي ومصطفى سند و الياس فتح الرحمن حتى يأتي الطوفان.
ذكرتني الحمي التي تناولت بها وسائل الإعلام ما صوره لنا الروائي الأعظم غابرييل غارثيا ماركيز في قصته الطويلة الأم الكبيرة (الماما قراندى).
في تلك القصة الطويلة يحكي ماركيز قصة (ماريا ديروزاريو كاستنييدا إي مونتيرو) مختزلاًفي حكاية مأتمها الساحر قصة حياتها منذ توليها سلطان أبيها على قرية ماكوندو الخيالية و حتى وفاتها بعد ذلك بإثنتين وتسعين سنةً. تروي القصة أن البلاد كلها إستيقظت ذات يوم على طبعات إسثنائية للصحف و هي تحمل في صفحتها الأولى صورة الأم الكبيرة في شبابها إذ تبدو كملكة جمال. كانت السيدة مجهولة للكثيرين في أصقاع البلاد المتباعدة فخلع عليها الكلام المطبوع قداسة خاصة حتى أن رئيس الجمهورية الذي فاجأه الخبر أو لعله (نشر الخبر) وهو في الكلية الحربية قرر أن يختتم خطابه أمام جنده الأشاوس بطلب لحظة صمت حداداً على الأم الكبيرة.
على هذا المنوال صنعت الأسطورة وهكذا مس موت الأم الكبيرة البلاد من شحاذيها و حتى رئيسها. يروي لنا ماركيز بسخريته اللاذعة كيف التقط أعضاء البرلمان الأمرفتداولوا فيه لدرجة أن بحت أصواتهم فعمدوا إلى مواصلة مداولاتهم بالإشارة. ويحكي ماركيزكيف تم تعديل الدستور ليتمكن الرئيس من حضور القداس على روحها بعد أن أعلن الحداد الوطني لتسعة أيام.
الأخطر من ذلك كله أن خبر موت الأم الكبيرة خرج من ماكوندو و الجمهورية الخيالية التي تقع فيها حتى وصل إلى عاصمة الأمبراطورية المسيحية في روما حيث مرت ساعات من البلبلة والإرتباك لم تحدث مثلها طوال 23 قرناً مضت،قبل أن يقرر قداسة البابا نفسه و بشكل حاسم الإنطلاق على جندوله الخاص لحضور الجنازة العجيبة البعيدة.
مع تذكري لتدخل قداسة البابا في الأمر قفز إلى ذهني فوراً كاتب عمود مناظير في صحيفة السوداني زهير السراج الذي قرر على عجل و دونما عدة ولا عتاد دخول ملكوت النقد الأدبي عبر بوابة تقديم الشاعرة روزمين!
ظهرت روزمين عثمان للمرة الأولى في المنابر الإلكترونية بتقديم ضخم وترحيب من أستاذة جامعية وأديبة وشاعرة معروفة حافظت على توازن إنتمائها للأقلية الهائلة وللغالبية العددية في آن واحد. قالت الأستاذة الجامعية أن روزمين قدمت لها نماذج من أشعارها في رسائل إلكترونية خاصة وإنها ترحب بها هنا في هذا المنبر كما ترحب بشعرها.
إندفع الحلفاء –رغم أنف أوكتافيو باث منكر التحالفات بين كتاب وقراء الشعر– إلى الترحيب بالشاعرة الجديدة في عجلة لا يمكن مضاهاتها إلا بالعجلة التي نشرت بها الشاعرة قصيدة بعنوان "لست أنا من تلبسها سراويل حديد".
نحن في حل من أن نورد أي بيت في القصيدة أو أي قصيدة أخرى و لكنا نريد التوقف عند تناول المفردة المسكوت عنها و الحميمة في معظم اللغات. و بالمطلق هكذا وفي كل اللغات يستعيض الناس عن تسمية ما يجدون فيه حرج بكلمات من لغات أجنبية ربما، أو بكلمات تخفي محمول الحرج فيما نريد أن نقول. لسنا في حاجة إلى أمثلة فلغة أهل السودان الدارجة والفصحى تحمل عشرات المفردات التعويضية عن المفردات المُحْرِج ذكرها.
ما إن نشرت القصيدة حتى وسرت فيمن يكتبون حمى هذه المفردة فامتلأت بها شبكة الإنترنت حتى أن متحذلقاً ، ممن يكتبون، طرح للنقاش قضية كانت تلك المفردة أساسها " ليس بغرض الإثارة إنما الموضوع يستقر فى نخاع إحترامي العالي للمرأة، ويعكس شفقتي عليها ومحاولاتي لرفع بعض الحيوف عنها" (هكذا قال) وكأنه لم يتبق من الحيوف الواقعة على المرأة روحاً وجسداً إلا هذا الأمر.
في كتاب عنوانه (شذور متفرقة حول الأدب) و هو كتاب يحتوي على مقالات متفرقة لا رباط بينها، على الأقل على مستوى النقد أو الفكر والتنظير ، أفرد الكاتب أسعد الطيب العباسي مقالاً عن شعر روزمين حشده بسطور كتبتها (الشاعرة) وتم الترويج للكتاب على شبكة الإنترنت. أعاد العباسي نشر مقاله ذاك إبان موسم (جنون روزمين) الذي إنتظم بعض وسائل الإعلام في السودان أثناء تواجد (الشاعرة) في الوطن الأم هذا الشهر.
قال الكاتب و هو يعتمر قلنسوة النقد في مقدمة ما كتب الآتي: " برزت مؤخرا الدكتورة السودانية (روزمين عثمان الصياد) بوجه شعري جذاب يحمل في ملامحه الجميلة لغة آسرة وأسلوب رائق وسهل تفلت من ربقة التقليدية والأصالة ليسبح في بحر الجدة والجرأة.. متحصنا بإنوثة طاغية غير واجفة وغير راجفة وموسيقى تقفز بين الحرف والآخر دونما غموض أو هلامية بيد أنه ينفعل بالرمز ويمتلئ بالاسئلة الموحية.
هذه الشاعرة- التي تعد نفسها لوثبة لتعتلي بها قائمة الشعر الاولى ومدارج التفوق- تخرجت في كلية الصيدلة في العام 1995م وتزوجت طبيباً وأنجبت طفلتين جميلتين ..". منذ البداية أخطأ الناقد حين وصف الشاعرة بالدكتورة مشهراً لقباً يستخدم عادة لقهر الآراء المخالفة ويمنح حامله حصانة علمية تجعل منتقديه ،خصوصاً ممن لم يحملوا الدرجة الرفيعة، في منزلة الأقل معرفة والأكثر تنطعاً و كم شكونا من شخص يحمل درجة الدكتوراة في تخصص ما مثل الطب أو العلوم الشرطية مثلاً ويقدم بصفته الدكتور الشاعر أو الفريق أول الشاعر وما شابه فيفرض سلطان وظيفته منصبه على مملكة الشعر وقد كتب نورالدين مدني مرة عن الفنان المصري إيهاب توفيق قائلاً الدكتور إيهاب توفيق و هو لايدرك أن فن إيهاب توفيق أرفع من رسالة دكتوراة إحتشدت بالأخطاء الإملائية والنحوية ولم تضف شيئاً إلى مجد الفنان المحبوب.
تحمل (الشاعرة) وفق ما نشر عنها درجة البكالوريوس في الصيدلة وهذا لا يمنحها أي حصانة شعرية أو أدبية فماذا عن مفردات من نوع "وجه شعري جذاب، ملامحه الجميلة، أنوثة طاغية و طفلتين جميلتين" وكيف تخدم هذه الصفات مشروع تقديم الشاعرة إلى القراء المساكين مثلي. لا يخلو المقال بالطبع من أساطير مجانية من على شاكلة "تعد نفسها لوثبة تعتلي بها قائمة الشعر الأولى إلخ" هكذا و دونما أدنى دليل.
و في منبر سودانيز أون لاين يكتب العباسي "أن روزمين تستحق الإحتفاء لشاعريتها وموهبتها الكبيرة ولو لا ذلك لما طاردتها الصحف والفضائيات والإذاعات عندما كانت بيننا هنا بالسودان الأسابيع الماضية كصحف الرائد والسوداني وحكايات وإذاعة أف أم 100 وغيرهامن الإذاعات ولم تستطع لقصر إجازتها أن ترضي كل هذه الوسائط الإعلامية ولو لا شاعريتها الفذة لما ترجمت أشعارها فوق ذلك فروزمين أنثي شجاعة" مال الأنوثة هنا و الشعر؟ لاحظ مفردة (طاردتها) التي تشي بأن السيدة (الصياد) كانت طريدة وفي الواقع إنها لم تكن كذلك فقد إقتنصت عدداً كبيراً من وسائل الإعلام خلال إجازة قصيرة. و لعل شغف وسائل الإعلام المحلية بالسودانيين القادمين من الخارج تجاوز الحدود فبمجرد إطلالة شخص على مطار الخرطوم قادماً من الغرب تتهافت عليه بعض وسائل الإعلام وتقدمه في صورة الخبير لكن هذا موضوع آخر.
لم يكتف الأستاذ/ العباسي بمجرد التعبير عن الفرح بقصائد روزمين عثمان بل أقام أمام ديوان شعرها حصناً يمنع منتقدي ذلك الشعر –ما أمكن- من الكلام المباح وقد مارس إضطهاداً (نقدياً) على مشارك أراد السخرية من قصائد الشاعرة. وصف الأستاذ/ العباسي المشارك بأنه "لا يمتلك شيئاً من آلة النقد" متسائلاً عماذا يساوي هذا المشارك "أمام الكاتب والقاص والناقد المغربي سعيد بوكرامي الذي إحتفى أيما إحتفاء بنصوص الشاعرة روزمين؟".
من الواضح أن الكاتب يحتكم إلى جنون ماكوندو بالأم الكبيرة أو جنون وسائل الإعلام في الخرطوم بشعر روزمين على أساس أن هذا هو القياس و عيار الشعر (بلغة إبن طباطبا العلوي). هذا منطق شديد الخطل فمطاردة الفضائيات لا تصنع شاعراً مثلما لا يهدر شاعرية أحد تجاهل الفضائيات ووسائل الإعلام و إلا فإن محمد الفيتوري و محمد المكي إبراهيم ومحمد محي الدين مثلاً يهدرون أعمارهم فيما لاطائل منه إذ لانراهم كثيراً في الفضائيات بل نكاد لا نراهم على الإطلاق. أما صحف الرائد و السوداني و حكايات فمع الإحترام اللائق بها فهي ليست الحكم العدل في نقد الشعر.
و إذا تناولنا مسألة ترويع النقاد أو الغاوين بمقارنتهم بآخرين كما في حالة سعيد بوكرامي الواردة أعلاه فإن هذا ليس الأسلوب المعجز ومثله متاح أمام الجميع فكلما كتب واحد- أي أحد- شيئاً يمكن مقارنته بآخر دون التعرض و لو بنظرة واحدة لما كتب.
كتب آخر إنه ناقش شعر روزمين مع رجل الأعمال (الرائع) –على حد وصفه- عصام الخواض! مال الخواض والشعر و من الذي نصبه حكماً على جودة القصائد؟
واحد آخر شبه شعر روزمين بالتبغ قائلاً لا فض فوه " ذلكم الروثمان الذى لا يتم الكيف به إلا بكرف الأنفاس المتوالية وكأن تبغه من طلح وشاف وكليت لا بل من محلب وصندل...فقد رصدت أسعد ثملاً يميل به الشجو وكأنه عبى أو إرتضى من نهر الخندريس بقواديس ساقية روزمين الكثير" أي والله هكذا بنقصان دون زيادة فردت عليه الشاعرة مزهوة مخاطبة إياه بلقب (الأستاذ الأديب الأريب) و قائلة: " أى شرف وأى فخار منحتنى يا سيدى بوجودك وحرفك الذى ينضح بالطيب فيضفى على رائحة العتمة فى حروفنا واقعاً يضج بالشمس والهواء الطازج يا سيدى وكل من أمتلك ناصية الكلم لهو عندى بمثابة إله"
هكذا يتبادل أدباء الإنترنت الكلمات الطيبات و هكذا ردت (الشاعرة) على المتحذلق بحذلقة أفضل منها كما خلعت عليه صفة إله -هكذا مرة واحدة- دون أن يطرف لها جفن أليس المولد كله بإسمها.
في حوار الشاعرة مع قناة النيل الأزرق، جلس المضيف و المضيفة كما يجلس محاوري (البيت السعيد) في التلفزيون الرسمي إذ يسمحون لكل ضيف بقول كل ما يريد و هم يبتسمون له و يعيدون كلماته نفسها على سبيل المجاملة. كان مقدم و مقدمة البرنامج أكثر من بائسين-دون أن يكون لهما في الأمر يد- في حضرة روزمين التي حصلت على لقب (كاتبة و أديبة) فيما كانت تلقي قصائدها الإيروسية. قالت وهي تقدم لقصيدة أسمتها لينين والعباءة " هي بتحكي عن التناقض الفكري بين إتنين.. طبعاً ليه أثر رهيب ..التناقض الفكري فظيع" دون أن يجرؤ أي من مضيفيها على سؤالها عما تعنيه بالتناقض الفكري!. إبتسما بمسكنة تبدو على كل مذيعينا إذ يحاورون ضيوفاً متباهين. يريد المذيعون الحصول على البرنامج بأي ثمن فيحتملون ثرثرة الضيوف!
لم تضع صحيفة حكايات الفرصة فأجرت حواراً مع (الشاعرة) غيرت فيه إسمها من (روزمين عثمان) إلى إسم فني/شعري باستخدام إسم الجد (روزمين الصياد). لكن الفضيحة جاءت بعد دخول الكاتب المعروف زهير السراج في السباق عبر كتابته لثلاثة حلقات في عموده الشهير (مناظير) بعنوان (روزمين .. زيدي جنوناً).
دخول السراج في سباق المزايدة على تمجيد شعر روزمين شبيه تماماً بقرار الحبر الأعظم السفر على جندول لحضور جنازة الماما قراندى في ماكوندو حيث روى لنا ماركيز أن الرجل عاني للمرة الأولى في تأريخ الكنيسة من حمى الأرق وعذاب البعوض.
في صحيفة السوداني الصادرة يوم 14 يناير 2009م، تخلى السراج للمرة الأولى عن سياسة ( النضال بالعمود) وولج دون مقدمات إلى النقد بالعمود مفتتحاً ثلاثيته العجيبة بعبارة إعتقد-هو و ليس أنا- أنها موحية. كيف لا و هي مقتبسة من (الشاعرة) نفسها. كتب السراج: "أقر واعترف وأنا بكامل قوايَّ العقلية أن السودان يمكن أن يتسيَّد دولة الشعر العربي في أقرب وقت.. أقرب مما يتصوَّر أي شخص".
لم يحاول السراج (تغطية دقنه) وهو يستمتع بشكل مجنون بشعر روزمين متسائلاً " ماهذا الإبداع يا روزمين ؟! تأمل كيف تجيد هذه المجنونة (التبضيع) الشعري؟ و إذ يدرك إنه يتقعر بكلمة غير معروفة لغيره في اللغة العربية، يحاول الشرح بمحاولة العثور على جذر للكلمة فيهتف ( من مبضع). نعم عرفنا من مبضع فماذا تعني العبارة كلها يا زهير؟ بكل ثقة أقول إن العبارة لا تعني شيئاً و إن وجودها لا يفرق كثيراً عن عدم وجودها كحال الأعمدة الثلاثة.
لا ينتهي سوء إستخدام النقد و الشعر و الكتابة دون إختتام الحلقة الأولى بعبارة تفتقر إلى الرصانة.. نعم ، "روزمين.. زيدي جنوناً (وولعي فينا زي ما عايزة)".
يا إلهي!
في الحلقة الثانية يعيد السراج نفس الكلام (...) الذي كتبه في الحلقة الأولى مع حشو ترجمة كلمة تشريح باللغة الإنجليزية في متن المقال لتحميله ثقلاُ معرفياُ ولقهر من لا يقرأون الإنجليزية. بالطبع فإن كلمة تشريح غنية عن الشرح و التوضيح وهي مكتملة الدلالة في ذاتها دونما حاجة إلى مفردة أجنبية تحيل معناها الواضح إلى غموض.
في رحلته النقدية لم يقرأ زهير شيئاً من النقد، فيما يبدو من مقاله، إلا حين أراد كتابة الحلقة الثالثة من مقاله. في تلك الحلقة لا بد أن زهيراً قرأ مراجعة أدبية في إحدى الصحف فنقل منها بعض القوالب الجاهزة لا يلوي على شيء مثل "ميزة (روزمين).. أنها تضعك في قلب الحدث، وتجعل منك، ليس قارئاً فحسب، بل البطل الرئيس، والصانع الوحيد للأحداث، فترغمك على التفاعل معها!! وفوق ذلك فهي تضعك أمام حالة شديدة التعقيد من المتناقضات والمشاعر الانسانية المتضادة.. فتثير لديك غريزة الفضول والتحدي التي تقودك الى المجهول".
هذه العبارات ودون إستثناء جملة واحدة فيها لا تقول شيئاً مفيداً واحداً فكيف نسميها؟
إذا كان السراج يزعم أن موعد سيادتنا على الشعر العربي قد إقترب على يد روزمين فعساه أن يدرك أننا بروزمين وشعرها نصبح أكثر بعداً من السيادة على الشعر العربي أكثر من أي وقت مضى.
إن الكتابة في الشعر و تناوله بالنقد و تقديم الشعراء يحتاج إلى دراية بالشعر نفسه و النقد ولو على مستوى الحد الأدنى فوق إن الأمر مسئولية أمام القاريء تتقاصر دونها مسئوليات.
بالطبع فإن أي إهتمام بالشعر هو أمر حميد فقد عانى الشعر والشعراء عندنا من تجاهل مستمر و من تغاض متصل و ربما من كيد ، إذن فإن إهتمام الصحافة اليومية بالشعر هو أمر محمود من حيث المبدأ لكن في حالة (الشاعرة) روزمين فربما يصح النظر إلى ما كتب عنها على إنه يدخل في باب صناعة الشعراء بأدوات لا تعتمد على الشعر فحسب ، وقد شهدنا في بعض المراحل كيف عبر بعض الشعراء عن إستيائهم من مسابقات ضخمة مثل شاعر المليون على أساس أنها تحرم الأقلية الهائلة من حقها –المظنون- حصرياً في الحكم على جودة الشاعر ، بل وتمنح هذا الحق للأغلبية العددية التي يمكنها تمويل البرنامج من خلال التصويت بالرسائل النصية و الإتصالات الهاتفية وقد يفوز شاعر بسبب العصبية القطرية وليس بسبب جودة شعره. هذا الحديث يفتح صندوق باندورا صناعة الشاعر النجم و لنا في السودان تجربة صناعة الشاعر محمد عبدالحليم الذي لم يعد أحد يذكر حتى قصيدته " فلنأكل مما نزرع و لنلبس مما نصنع". أما وقد ذهب الشاعر وشعره إلى النسيان فليس من أغراض هذه المقالة الغوص في هذا الصندوق أكثر مما غاصت.
على كل لا يزعم هذا المقال أنه تناول شعر روزمين عثمان و إنما تناول الحمى التى مست بعض أجهزة الإعلام و رجال الإعلام إذ هم يتناولونه أما شعر روزمين نفسه فهو (شأن آخر).




#محمد_عثمان_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض لرواية النمر الأبيض الفائزة بجائزة مان بوكر
- فرنسا و السودان : زاد الحساب على الحساب (2-2)
- فرنسا و السودان : زاد الحساب على الحساب*(1)
- نحو دبلوماسية سودانية بديلة (2-2)
- نحو دبلوماسية سودانية بديلة (1-2)
- السودان: بداية التأريخ و سلفاكير الأول (2-2)
- السودان:بداية التأريخ و سلفاكير الأول (1-2)
- صحيفة استرالية تدعو لضم حماس لعملية السلام
- قصة الدبدوب السوداني تكشف عقدة الدونية الإسلامية*
- أهل الخير يمارسون الشر في دارفور
- من دفاتر المخابرات : أوراق الأحمق
- صمت مريب حول الغارة علي سوريا
- كيف ضل الغرب
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة 3-3
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة(2-3)
- المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة (1)
- السودان دولة فاشلة ، محاولة لرفض اللقب
- الحزب الإتحادي الديمقراطي مابعد المرجعيات،كتاب التيه التشظي ...
- 2موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في الس ...
- موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في السو ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان ابراهيم - روزمين عثمان : الماما قراندى في الخرطوم