أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - استعادة الدور الفلسطيني














المزيد.....

استعادة الدور الفلسطيني


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شئنا أم أبينا فان الحالة الفلسطينية الراهنة،سقطت من جديد في حفرة أللانقسام العربي أولا، ثم سقطت في حفرة التجاذب الإقليمي ثانيا ،وكانت الحالة الفلسطينية قد تضررت كثيرا نتيجة سقوط النظام الدولي السابق ،وان دورها انتزع منها بشكل قسري وظالم ،غير انه في صراع القوى، لا يفيد أن نكتفي بما حدث حيث أننا لو كتفينا بما آلت إليه الأمور،فان الحلفاء سيملأ ون شاغرنا ،وإذا لم يفعل الحلفاء فسيقوم بذلك الأعداء،وكل البطولات والإنجازات عبر السنين تصبح عديمة الجدوى أمام هذه الحقائق القاسية .
وحين أتحدث عن الحالة الفلسطينية الراهنة والوضع الفلسطيني الراهن ،فاني اقصد مجموع التراكيب الفلسطينية القائمة ،ابتدءا من منظمة التحرير الفلسطينية التي هي بنضال وشقاء السنوات ثبتت عنوانا ومرجعية معنويا وليس موضوعيا ،حتى السلطة الوطنية الفلسطينية التي تتنازعها حكومتان في الضفة والقطاع ،وجميع الفصائل الفلسطينية وطنية وإسلامية ، الكبيرة منها والصغيرة،فصائل ومجموعات قديمة ،أو جديدة ،فهذه كلها هي الإرث الفلسطيني،ومن مجموعها يتشكل جميع اللاعبون .
الذين يقومون بدور البطولة، أو الدور الثاني، وحتى الثانوي.
والسؤال هو:
هل الحالة الفلسطينية بهذه التركيبية الدقيقة ،جديدة أم قديمة ،أم أن الأمر هو هكذا من البداية ؟
وهل الانقسام العربي ،والتجاذب الإقليمي الذي تسقط في حفرته الحالة الفلسطينية هو كائن جديد ومفاجيء ،أم انه موجدا من الأساس على هذا النحو ،بل أن هذا الوضع وعلى هذا النحو هو الذي استدعى ميلاد حركة فتح ،والثورة الفلسطينية ،وهو الذي أوجد منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إنقاذ قضية الشعب الفلسطيني من مجموع الضغوط ومساويء وابتزازات تلك الانقسامات والتجاذبات؟
وما هو الثابت وما هو المتغير في مشهد الواقع الفلسطيني،
اعتقد انه لا جديد سوى القدرة على إدارة كل هذه المتغيرات المتوافقة ،والمتناقضة ،وإيجاد صيغة لدور فاعل ومميز للشعب الفلسطيني في قضيته،بعد أن عومل على امتداد ربع قرن بعد النكبة على طريقة الأغنية المشهورة للأخوين رحباني رحمهما الله ،والتي غنتها فرقتة السيدة فيروز أمد الله في عمرها
"أنت لا تفكر إحنا بنفكر عنك
وآنت لا تدخل إحنا بندخل عنك
إيجاد طريقة الإدارة الفلسطينية المميزة في التسويات الوسط،وبطريقة الجبهة العريضة ،الطريقة التي جعلت الفلسطينيون يعيشون عقودا بين التناقض والتناقض على رمال متحركة وتحالف سياسي غير ثابت،محافظة على استقلال قرارها ،لان أي شيء خارج هذه الصيغة ومهما كان صغيرا،سرعان ما يتم أخذه من طرف عربي أو إقليمي،فينفخ فيها من روح مصالحه مستغلا دكتاتورية الجغرافيا ،أو دكتاتورية السلاح ،أو الإعلام ،ويجعل من الغث سمين، ومن الحبة قبة.
وأنا بصفتي باحثة فلسطينية ،أستطيع أن اطرح مئات الأمثلة على اتساع مساحة التسويات ،وعلى اتساع مساحة الصيغة الجبهوية ،ثم اترك الأمور للزمن ليقول قوله ،ويفرض قوانينه،على من يبقى ومن يغادر.
وعودة إلى النقطة المحورية :
وهي انزلاق الحالة الفلسطينية وسقوطها في حفرة الانقسام العربي والتجاذب الإقليمي ،فهناك محاولة تجري لتسوية هذا الانقسام العربي،وبالتالي إيجاد صيغة معقولة للتعامل مع الأطراف الإقليمية ،حيث اقتربنا خلال الحرب الأخيرة العنيفة في قسوتها على غزة اقتربنا كثيرا من درجة الخطر المميت ،فقد بدأت أجنحة الانقسام العربي تتراشق بأجساد أطفالنا ،ودماء شعبنا ،ومن ثم التجاذب الإقليمي استعار نفس قوانين اللعبة ومارس نفس الدور أيضا ،
وهنا أسألكم:
واستحلفكم، ماذا تغير ؟ وماذا تفيد كل أناشيد النصر ،أو كل أغنيات الجرح الحزينة ،إذا استمرت غزة محاصرة ،وتحت مظلة التهديد العسكري الإسرائيلي،ممنوع من إعادة الأعمار مرتين ،مرة بسبب صعوبة وصول الأموال ،ومرة بسبب استحالة وصول مواد البناء حتى لو افترضتا وجود المال في جيوب المتضررين ؟
وماذا يفيد انتصار غزة على الضفة أو انتصار الضفة على غزة ،مادام هذا الانتصار المجنون يلغي للأبد فكرة الدولة الفلسطينية ،وإمكانية وحدة الشعب وهو أيضا يضرب بقوة فكرة الشريك الفلسطيني؟
وماذا تفيدنا أعلام الممناعة ورايات الاعتدال إذا ظل الحق الفلسطيني هدف بعيد المنال مركون في أدراج السياسة الدولية ،
أو يكثر وجوده في دواوين الشعر الحماسية ،هناك في هذه الأيام محاولة لاستعادة وحدة الموقف العربي ،وإحداث نوع جديد وصيغة جديدة للمصالحة العربية يظللها سقف معقول ،وهو استعادة الأوراق العربية من أيدي خاطفيها من اللاعبين الإقليمين سواء إيران أو تركيا .
أجواء المصالحة العربية جيدة جدا ،كما وأنها ضرورة ملحة ولكن علينا فلسطينيا أن لا نكتفي بان ننتظر ،بل علينا المساهمة في إيجاد صيغة لهذه المصالحة العربية .
كيف؟
هنا تأتي أهمية الاتفاق على الدور الفلسطيني ،وان نرفض أن نبقى في دور الاستخدام ،وعلينا أن نقطع نصف الطريق إلى إيجاد نموذج يعيدنا للمصالحة العربية ،وعلينا أن نختار النموذج المفيد لنا ،وهذا يتطلب الاتفاق على دور ،فان اخترنا المقاومة فيجب أن تكون بأفق سياسي ،وان اخترنا العمل السياسي فيجب أن يكون محميا بهامش القوة ،أما أن نختار المقاومة بلا أفق سياسي أو العمل السياسي بلا هامش القوة نكون كمن يرقص على خيطين متأرجحين ،ومعناه أننا فقدنا للدور ،ومن ليس لهم دور لا حصة أي كانت لهم .
وعندها سيجدون أنفسهم عرضة مرة أخرى لقبول ما يقررة عنهم الآخرين ،ويقبلون ما يمنحه لهم الآخرين وحينها سنكون جميعا خاسرين.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي، الأستجابة ،القرار
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا
- امريكا تبحث عن الافضل
- لقد جاء الذئب فعلا
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل
- اختبار الارادة الوطنية
- انتظار
- أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
- الى اللقاء الاحد


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - استعادة الدور الفلسطيني