أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سهام فوزي - رسالة من العراق















المزيد.....

رسالة من العراق


سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 09:58
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


إن النتائج الأولية لإنتخابات مجالس المحافظات جاءت لتؤكد أن خيار العراقيين دائما وأبدا سيكون نعم للعراق ، نعم للعراق الموحد لا العراق الطائفي ، نعم للعراق البيت الكبير الذي يتسع ليشمل جميع ابنائه يحتضن الجميع دون أن يستبعد أحد فكلهم أبناء العراق .
لقد جاءت نتيجة الإنتخابات كرسالة واضحه ف لهجتها لا تقبل الشك أو التأويل أن العراقيون علي إختلاف مشاربهم يريدون الأمان ويرويدون المركزية ويرفضون التقسيم تحت اسم الفيدرالية ، ان الانتخابات جاءت رغبة صريحة من المواطن العراقي البسيط برفض بعض الأحزاب الدينية المتطرفة والتي غذت العنف الطائفي في العراق لتنفيذ أجندة دول وقوي إقليمية أخري وأخص بالذكر المجلس الأعلي الإسلامي والحزب الإسلامي :
ففي الجنوب أسفرت النتائج عن هزيمة ساحقه بكل المقاييس للمجلس الأعلي الإسلامي وخسر المجلس المحافظات التي كان يسيطر عليها علي الرغم للجوئه إلي العديد من الأمور من أجل التأثير علي الناخب العراقي وقد يكون من أهمها شراء الأصوات كما ورد في صحيفة النيويورك تايمز ولكن المواطن العراقي البسيط الذي يكدح طوال يومه ليوفر لاسرته قوتهم اليومي رض أن يباع ويشتري وأعلنها صريحه وواضحه بانه يرفض فيدراليه الجنوب ويرفض الوجود الإيراني فيه من خلال المجلس الأعلي الإسلامي وغيره من الأحزاب الدينية الطائفية التي جاءت من إيران لكي تقوم بخدمة المصالح الإيرانية وتنفيذها ولكي تعيث فسادا في الجنوب وفوضي من أجل تكوين جمهورية الجنوب والتي خطط أن يكون المجلس الأعلي الإسلامي هو الحاكم الإسمي لها بينما الواقع ان الحاكم الحقيقي والاوحد هو إيران .
إن الهزيمة الساحقه التي لاقها المجلس الأعلي الإسلامي لهي بمثابة العقوبه المستحقة التي أنزلها الناخب العراقي الكريم في الجنوب بالمجلس لتعاونه السافر مع قوات الإحتلال الإيراني التي تدنس الثري الجنوبي الطاهر الذي ارتوت حبات ترابه من الدم الحسيني الشريف في كربلاء ليصبح هذا الدم هو المحرك والدافع لكل ابناء الجنوب علي مر الزمان والعصور أن يرفضوا الذلة والخضوع للمستعمر حتي وان ماثلهم في المذهب والدين ولكنه يبقي محتلا يجب مقاومته واخراجه من التراب المقدس ، إن نتيجة الإنتخابات هي عقوبة مسحقة للمجلس لتحويله الجنوب العراقي إلي أرض تستبيحها إيران وتعيث بها فسادا حتي أن بعض مناطق الجنوب أصبحت وكأنها مدن وقري إيرانيه كل شيئ فيها ايراني .
إن هذه الإنتخابات لهي خير عقوبة للأحزاب الدينية المتطرفة في الجنوب التي حاولت بكل الطرق أن توطد النفوذ الإيراني في الجنوب وأن تسعي لتقسيمه للإستئثار بخيرته ولم تتورع في سبيل ذلك عن أستخدام أبشع الأساليب من أجل القضاء علي المنافسين السياسيين لها واللذين يقفون عقبة في طريق تنفيذ الأحلام الإيرانية لقد حاولت الاحزاب التابعه لإيران أ، تستخدم الاموال الايرانية من أجل شراء ذمم المسئولين الغير تابعين لها في الجنوب فاستخدمت الأموال تارة والإغراءات تارة أخري ولما فشلت لم تتواني عن أن تلجأ إلي العنف وتقتل هؤلاء او تختطفهم أو تختطف وتقتل أفراد عائلتهم من أجل ان تجبرهم ان يتحولوا اليلعبة يحركها سادة طهران ، كما لجأوا إلي التشوية والتحقير وإستخدام وسائل إعلامهم وفضائياتهم وصحفهم ومواقع الإنترنت التابعه لهم من أجل تشوية سمعة الرافضين للتعامل معهم والرافضين أي يسجلهم التاريخ كخونه ممن قبلوا أن يخونوا العراق لصالح طهران ، إن نتيجة الإنتخابات لهي اليوم بمثابة محاولة لمسح دمعة أم مكلومه فقدت ولدها إما قتلا أو خطفا لانهم وقفوا امام المخططات الايرانية التي وياللاسف نفذتها ايادي عراقية ، إن هذه النتيجه العادلة هي بادرة الأمل في وقف هذا المسلسل الدامي الذي أدمي صدور أمهات العراق وهو الأمل ان من فقدانهم قتلا سيستريحون الان بفشل المشروع الايراني وهو الأمل بعوده من تم إختطافهم انه الامل بغد مشرق بلا غدر ولا ارهاب ولا فتن طائفية أدمت قلب الوطن الحزين
أما في المناطق السنية فلم يكن الناخب هناك بأقل كرما من أخيه الجنوبي فأعلنها صراحة أنه يرفض أن يمثله في هذه الإنتخابات أطراف تعمل وفق أجندة وضعت من قبل دول إقليمية تسعي لإضعاف العراق لأنها تعلم جيدا أن العراق الموحد القوي لن يكون لمصلحتها ولذلك حاولت من خلال هذه الأحزاب خاصة الحزب الإسلامي أن تحقق مصالحها ولذلك عملت هذه الأحزاب علي تغذية الفتن الطائفية واستغل الحزب الإسلامي غياب القوي السنية الأخري ومقاطعة أغلبها للعملية السياسية بعد إحتلال العراق لكي يقوم بمد نفوذه والحصول علي كل المكاسب التي يمكن له أن يفوذ بها وعمل علي تغذية الفتنة الطائفية لكي يضمن بقائه علي قيد الحياة
إن خسارة الحزب الإسلامي لنفوذه في المناطق السنية وكذلك المجلس الأعلي لنفوذهما في أنتخابات حضرها مراقبون دوليون مما ينفي عنها شبهة التزوير لأمر يحتاج من القائمين علي تلك الأحزاب أن يتوقفوا مع ذاتهم ومراجعة ما مضي والعمل علي تصحيح الذات ، فهذه الإنتخابات مختلفة تماما عما سبقها ، فلم تقاطع أي فئة هذه الإنتخابات وشارك فيها الجميع بنسبة إقبال تصل إلي ما يقارب 51% وهي نسبة تعد عالية ومقبولة في ظل ظروف بلد كالعراق وتعد مشاركة جميع الطوائف العراقية أكبر دليل علي رغبتها بأن تلعب دورا حيويا يعبر عن وعي الشعب العراقي بما يدور حوله من محاولات لتقسيمه وتفتيته وجاءت هذه الإنتخابات لترسم الخريطة السياسية الواقعية مما يمكن كل القوي السياسية العراقية أن تعلم حجمها الصحيح وقوتها علي أرض الواقع وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلي ثلاثة أمور رئيسية وهي :
1- بروز إئتلاف دولة القانون وتدعيم قوة السيد نوري المالكي والقوي السياسية الأخري المتحالفه معه ، حيث خرج السيد نوري المالكي من هذه الإنتخابات فائزا بست محافظات في جنوب العراق مما يعني تدعيم الإتجاه نحو تقوية المركز في بغداد ورفض فكرة الفيدرالية الهادفة إلي تقسيم العراق مع إعطاء دعما أوسع لفكرة اللامركزية الإدارية وهذا بحق يعد إنتصارا للعراق الموحد وتقوية لمركز السيد نوري الماكي في مواجهةالأحزاب التي تحمل طابعا إسلاميا حيث لا يستطيع أحدها أن يعمل بعيدا عن سلطة الحكومة إلا إذا تدخلت الأطراف الخارجية التي تدعمه لكي تؤثر علي الأمور .
2- هزيمة إيران الساحقة في العراق حيث هزمت الأحزاب التابعه لإيران أمام الأحزاب التي تأخذ طابعا عراقيا من حيث النشأة والتكوين والأهداف مما يعني أن تفقد إيران نفوذها في الجنوب ولو تدريجيا وعودة وإستقرار الأوضاع هناك وفي باقي العراق
3- أما في الشمال فقد تمكنت الأحزاب العشائرية الحديثة العهد في التأسيس من أن تنهي سيطرة الأكراد علي المجالس المحلية التي فازوا بها سابقا نتيجة مقاطعة أغلب السنة لهذه الإنتخابات مما يعني فشل المشروع الكردي بضم المناطق العربية القريبه منهم إلي إقليمهم وتوجيه ضربه قاسية للمشروع الانفصالي الدائر في الشمال
4- بروز القوي العلمانية والليبرالية علي الساحة العراقية مما يساعد علي انهاء العنف الإثني والطائفي حيث لا تتشكل هذه القوي وفقا للانتماءات الضيقه
إن دلائل الإنتخابات تشير إلي حقيقة واحده حقيقة أن الكل قد إنتخب العراق وقال نعم للعراق ، نعم للعراق أبو الكل وليس عراق فئة دون فئة أخري ، نعم للعراق الذي يرفض أبناؤه أن يستيقظوا يوما ليجدوا أن تبغ الجبال أصبح كرديا وتمر البصرة شيعيا وبطيخ وبرتقال بعقوبة سنيين




#سهام_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقل غوانتانامو
- إنتخبوا العراق
- قراءة لإنتخابات مجالس المحافظات 2009
- إنتخابات مجالس المحافظات، هل هي إنتخابات الوحدة أم الفيدرالي ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سهام فوزي - رسالة من العراق