أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق الحاج - اللهم فاشهد..!!















المزيد.....

اللهم فاشهد..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 09:57
المحور: حقوق الانسان
    


بعيدا عن تناول المقبلات الاخبارية الصباحية عمن يريد أن يهدم بيت عائلة مهجور، ليبني له خربوشه..!! وعن فتح اردوغان لدافوس..!!وعن توقع هدنة طويلة يوم الجمعة..!!
شدني قبل أيام حديث إذاعي لشيخ جليل يروي فيه قصة حدثت في زمن سيدنا موسى عليه السلام ،حيث طلب قومه الغيث من ربهم كما نطلب الآن ،فلم يستسقوا ،فرجوا نبيهم أن يدعو ه لعله يقبل منه ،ففعل ، ،لكن الله زادهم حرا وعطشا وجفافا ،و لما كلم موسى من ربه عن السبب زال العجب ،عندما بلغه أن هذا العقاب إنما لوجود عاص بينهم..!!
بقية الرواية يعرفها الجميع..
المهم أن الله عاقب امة بسبب عاص ، فما بالكم ,وبالنا بعقاب الله لأمة بسبب عصاة..!!
هذا البلاء الذي نحن فيه من حصار وقتل وتدمير منذ سنوات ربما يكون غضبا إلهيا على امة بكاملها لوجود عصاة فيها حللوا لأنفسهم ما حرم الله ،وابتغوا بالحق باطلا وافسدوا في الأرض فانقسم العوام تحت سنابك ظلماتهم، مابين مزايد ومنافق وخائف وصابر ..!!
في زمننا هذا قد تجد أقواما أو جماعات ترسخت لديهم القناعات بأنهم وحدهم دون غيرهم على جادة الصواب ،فمنهم من يعتقد أن قيادة الوطن خلقت له وخلق لها .. فهو الزعيم الملهم الذي خصه الله حصريا بهذه الأمة ليربض بفساده وإفساده مع مواليه على صدرها حتى الموت مورثا قيادته التاريخية المهلهلة العاجزة لأشباهه وإلى الابد..!!
ومنهم من لا يشك بأنه الهادي.. المهدي .. التقي النقي.. الذي لا يأتيه الباطل من فوق ،ولا من تحت ،وأن وحيه وجلال سلطانه فوق كل نقد،فأخطاءه كرامات وفتنه تمكين، وكل من لا يؤمن على نحنحته ويسير في ركابه عاص وباغ بلا جدال ،
هؤلاء وأولئك يؤمنون فقط بما توارثوه من اجتهادات وطنية ، وتأويلات ظنية ارتقت في يقينهم المريض مع الزمن إلى مرتبة القطعية ،مع أنهم لو تبصروا بحق ما يرون أو يفعلون لوجدوا أنهم للعصيان والبهتان أقرب..!!
ومشكلة العاصي أو العصاة بيننا انهم كما الجمل لايرى عوجة رقبته، ربما لا يدرون أن الأنا أعمتهم ، وزغللت الكراسي شهواتهم،فلم يتقوا الله فينا ،فباعوا ونهبوا وافتروا ظلما وعدوانا تحت أعظم الشعارات وأطهرها..!!
لذا يعاقبنا الله بظلم من هم أظلم ،لأننا صمتنا ونصمت عن الحق والحقيقة موالين كنا أم مرجفين ..!!
أن الذي عشنا ونعيش من كابوس دموي ادعى لأن يتحسس كل امرئ منا وكل جماعة ما في البطن من عظام ..!! ،
وأن يسألوا أنفسهم في لحظة صدق مع الله والنفس التي خلق : ماذا فعلنا..؟!! وهل قربنا ذلك إلى الله شبرا أم أبعدنا عنه ميلا..؟!!
وهل جهرنا بالحق عند لزومه أو صمتنا مؤثرين السلامة في زمن لا أمن ولا أمان فيه والقوي عايب..؟!!


كيف بالله يغفر من لا يغفل ولا ينام لمن تاجر بدمنا ودموعنا أو لمن باع نفسه للشيطان الرجيم مقابل ملاليم..؟!!
وكيف بالله يغفر الرحمن الرحيم لمن قتل عامدا متعمدا روحا بريئة أو عذبها بحجة أو بأخرى مستغلا سوء الحال ،ثم هرول ملبيا نداء التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..؟!!
أنا لا أنكر ظاهرة وجود عملاء يجب محاسبتهم بالقانون والقانون فقط مهما كانت الظروف،ولكني بالمقابل أستنكر كانسان وبشدة أن يذهب أبرياء ضحية لموقف ما أو رأي مخالف بهذه الحجة أو بغيرها.!!
و أنا مع كل الاحترام لا أصدق كل المتحدثين باسم وزارات الداخلية العربية،خاصة حين يتنصلون من جرائم قتل تحدث تحت أنوفهم..!!
فالمسئولية تقع على من يحمل أمانة صيانة رقاب الناس سواء كان هنية أم عباس..!!
أن انشغال العالم على مدى شهر بشمس الموت التي سطعت في شوارعنا لا يعني أن يبتلع الصمت ما يجري في ليلها..!!
لقد أسهبت الفضائيات والانترنت والتحليلات مشكورة في شرح تجليات انتصار نا العظيم..!! ،ولكنها جبنت مع المؤسسات الحقوقية إلا من رحم ربه عن مجرد الاقتراب من هزيمة أخلاقية وإنسانية اقترفناها ، ربما لأنها لا تريد أن تتشوه الصورة التي رسمتها للعالم بعناية ،أو ألجمها الخوف..!!

كنت ولازلت..،بل تعمق لدي الاعتقاد أن الله لم ولن يفرجها علينا إلا إذا افر جناها على أنفسنا..!!
والله لا يغير ما بقوم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم..
فبعد الانتفاضة الأولى ،وبرغم القافلة المثقلة بالدم والاعتقال لم يكن الله معنا ، فوجدنا أنفسنا ببساطة نقبض ريح السنوات الطوال ، لفساد زعاماتنا ،ولما زرعنا من خطايا بحق أناس.. اتهمنا معظمهم بما ليس فيهم كيدا أو نكاية أو تصفية حساب..!!وكنا القاضي والجلاد ،فحصدنا غضبا من الله ومن ذويهم بغضا وكراهية اشد مما لدى بني قريضة تجاه النبي ص..!!

كان يكفي أن يقوم حاسد أو حاقد باتهام جاره بالعمالة ، فيختطف ويعذب حتى الموت بتسييح البرابيش على جسده أو بدق المسامير في قدميه..!! تاركا وراءه اعترافات ملفقة وعارا ظالما لا يمحي..!!
والخطايا هذه لها دور واضح في ولادة خطايا أكبر يدفع تمنها الابرياء الآن.

،ثم لم يكن الله معنا بعد أوسلوا ،لأننا زهونا بالفتات ،فافترينا وعربدنا ،واغتصبنا ،واعتقلنا ،وعذبنا ،وأكلنا الحقوق بالباطل ..!!

ولم يكن معنا كذلك بعد الانتفاضة الثانية ،لأننا لم نكن مع أنفسنا ،وقضيتنا ،ووصايا أجدادنا ،بل تغلبت علينا شهواتنا وأجنداتنا و تفاهاتنا ،ولم تكن الاتفاقات من القاهرة إلى مكة كافية لتعيدنا إلى جذورنا،فصحونا ذات ليل على مستنقع من الدم الأخوي ،لنرى أن الوطن أصبح وطنين والكرسي كرسيين والحكومة حكومتين..!!
ثم داهمنا من هم أقوى منا وأظلم ،بعد أن توعدونا بمحرقة وتوعدناهم بزلزلة ،فقتلوا وأصابوا ودمروا كما التتار،ومع ذلك لملمنا جراحنا النازفة ، وقلنا رب ضارة نافعة لعلنا ننتصر بها رجوعا إلى فلسطينيتنا الواحدة ، لكننا ازددنا استكبارا، وعلونا تشاتما وتناطحا وتمزقا،وكل منا يكايد غريمه صائحا : الله معنا..!!

كيف يكون الله معنا.. ونحن لم نكن معه..؟!!
وكيف يتجرأ كل قابيل منا ، أن يتضرع متبتلا،و يطلب رحمات ربه في المحنة ،ولا تزال آثار الحناء على راحتيه من دم أخيه..!!
ترى كم كبيرة ارتكبنا ،وكم كعبة هدمنا ،وعلى كم جريمة صمتنا..؟!!
ترى كيف نقنع الآخرين بحقوقنا ،ونحن نغتال حق الحياة للبعض بيننا..؟!!
وهل يحق لأي امرئ مهما كان أن يقدم الموت لأخيه بسهولة تدخين سيجارة أو شرب زجاجة عصير ، ومن وراء ظهر القضاء ..؟!!
ألهذا الحد فقدنا احترامنا لحياة غرسها الله ورعاها فقصفناها بلا مبالاة كعود حطب يابس في خربة مهملة..؟!!
أسئلة لم تتولد لدي من افتراء واتهام بالباطل ،بل علمتها والناس من وكالة رويتر وغيرها من الجهات الإخبارية والحقوقية المحايدة..!!
أسئلة لا أخص بها أحدا أو لونا أو جهة بعينها وإنما ارشقها في وجه كل من تجرد من إنسانيته ،ودا س خلقة الله بدون وجه حق...!!

ارشقها بلا مواربة في وجوهنا جميعا ..فكلنا مدانون.. وكلنا مشاركون آثمون أما بالفعل أو الصمت ،ولسوف يدرك "الشيطان الأخرس" في كل منا الحساب لا محالة..!!

أعداد وأسماء وصور تمر من أمامي اختلطت حروفها وملامحها بدم طاهر تعددت فيها الروايات والأسباب لموت واحد،وفقد واحد لا ،ولن تعوضه كل الاعتذارات أو الديات ..!!

والله لا أكاد افرق بين نحيب أم فقدت ابنها تحت القصف وأخرى فقدته بنيران صديقة..!!
والله لا أكاد أميز بين حرمان طفل فقد أهله في ليلة مفسفرة وحرمان طفل فقد أبيه برصاصة غادرة..!!
والله لا أكاد أميز بين شاب طارت الشظايا بساعديه ،وآخر حطت الهدايا في ركبتيه..!!
اللهم إنا نبرأ إليك ممن اختطف و عذب و قتل ..!!
اللهم إنا نبرأ إليك من أولئك في جناحي الوطن على السواء ،ولا تأخذنا بذنوبهم، ففينا الرضع والرتع والركع ..!!
اللهم ارحمنا بمبادرة سخية تقرب النفوس الشقية ،وتلين الرؤوس العصية ،وتعيد إلينا وحدة الوطن والهم والهدف..!!
اللهم ألهمنا المؤآخاة الحقة من جديد ، وامنحنا الشجاعة كي نعترف بخطايانا ،لعل الصخرة التي تغلق باب نجاتنا تنفرج قليلا
واعف عنا يا الله فلا مجير ولا نصير إلا أنت..!!
اللهم إني قد بلغت..اللهم فاشهد..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتصرون كثيرون و خسارة واحدة..!!
- يافرحتي..بدل القمة..قمتين..!!
- ياكلنا.. ياوحدنا..!!
- هنا غزة..!!
- الحامي ..من ضرب الصرامي..!!
- دغام بابور كاز..!!
- حج..ياحج..!!
- حوار أم ردح..!!
- فتافيت من نوفمبر..!!
- مظاهرة في القاهرة..!!
- ياااا..عشوائي..!!
- ليلة الغدر..!!
- صبر..صبرا..صبرة..!!
- كعب داير..!!
- عار...خمس نجوم..!!
- بين ناكر ونكير..!!
- آخر قباحة..!!
- أنت الان ..نحن..!!
- هس ولا نفس..!!
- مانخوليا..!!


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق الحاج - اللهم فاشهد..!!