أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!















المزيد.....

أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


حزب إسرائيلي هو حزب "الاتحاد القومي"، يحقُّ له، بموجب "قانون الأحزاب" في إسرائيل، المشارَكة في انتخابات الكنيست (البرلمان). ومن الوجهة القانونية، ليس ثمَّة ما يمنعه من أن يكون مستقبلاً جزءاً من أي ائتلاف إسرائيلي حاكم.

هذا الحزب (وهذا من حقِّه الانتخابي) يسعى من أجل أن يفوز في انتخابات الكنيست الوشيكة بأكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية؛ فما هي "السلعة السياسية ـ الانتخابية" التي إنْ عَرَضَها في "السوق الانتخابية" الآن يمكن أن يُقْبِل كثيرٌ من الناخبين الإسرائيليين على شرائها؛ لكونها تلبِّي لهم "حاجة سياسية"، أو "حاجة سيكولوجية ـ سياسية"؟

لقد عَرَضَها إذ قال المرشَّح الرابع في لائحة الحزب ميخائيل بن أري: "إنَّ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أثبت أنَّه السياسي الأكثر إخلاصاً للفلسطينيين، وإنَّ العرب في إسرائيل، والذين لا يرتضون العيش في الدول العربية، سينعمون بِحُسْن الضيافة الفنزويلية، وسيريحوننا، بالتالي، كثيراً.. وجود مليون ونصف المليون عربي في إسرائيل هو مشكلة حقيقية لليهود هنا؛ واليوم يقول ملايين اليهود إنَّ كهانا كان على حق، ويتمنون أن تتحقَّق دعوته إلى ترحيل العرب.. حزبنا لا يخشى أن يُتَّهم بالعنصرية؛ وها هو يدعو إلى هذه الفكرة (فكرة طرد أولئك العرب إلى فنزويلا) علانية".

هذا الحزب لم يَدْعُ، مثلاً، إلى ترحيلهم إلى الضفة الغربية، أو إلى إقليم "الدولة الفلسطينية" عند قيامها، فهو يَنْظُر إلى "عرب الضفة الغربية" على أنَّهم هم أيضاً مقيمون غير شرعيين (من وجهة نظر الشرعية التي يقول بها) في جزء من "أرض إسرائيل"؛ ويمكن (ويجب) مستقبلاً ترحيلهم إلى فنزويلا، أو غيرها.

ولكن، ثمَّة مشكلة إجرائية لا بدَّ من حلَّها قبل، ومن أجل، تحقيق هذه الفكرة، وهي، على ما أعلن بن أري، وجود امرأة (إسرائيلية) يسارية على رأس المحكمة العليا (الإسرائيلية) ولا بدَّ، بالتالي، من إطاحتها، كما لا بدَّ من جعل الجهاز القضائي يَعْكِس أكثر آراء اليهود في إسرائيل.

هذا ما حَدَثَ في "الواقع (الواقعي الحقيقي)"؛ أمَّا في "الواقع الافتراضي" فَحَدَث الآتي: أعلن حزب فلسطيني مشارِك في الانتخابات (الفلسطينية) أنَّ اليهود (أي مواطني دولة إسرائيل من اليهود) يجب أن يرحَّلوا إلى دولٍ في أوروبا الشرقية مثلاً. هذا الحزب فاز بمقاعد في البرلمان الفلسطيني، وأصبح جزءاً من حكومة ائتلافية فلسطينية.

"المجتمع الدولي" لن يقبل أبداً هذا "الانتهاك" الفلسطيني الكبير لـ "الشرعية الدولية"، وسيدعو إلى طرد هذا الحزب من الحكومة إذا لم يُعْلِن اعترافه بحق إسرائيل في الوجود، وسيقرِّر ضرب حصار اقتصادي دولي على "فلسطين"، أرضاً وشعباً، حتى تلبَّى شروطه ومطالبه.

ذلك الحزب الإسرائيلي يَنْظُر إلى "كل العرب" في "أرض إسرائيل (والتي تُعَد الضفة الغربية جزءاً منها)" على أنَّهم مقيمون غير شرعيين؛ وينبغي لـ "الدولة اليهودية"، ويحقُّ لها، أن ترحِّلهم من أراضيها.

حتى الأحزاب الإسرائيلية، التي تقول بـ "الدولتين"، حلاًّ نهائياً للنزاع والصراع، لم تعترف قط بأنَّ للفلسطينيين، بصفة كونهم شعباً، "حقَّاً" في الوجود القومي في "يهودا والسامرة"، أي في الضفة الغربية، وفي أن يقيموا لهم، بالتالي، دولةً قومية هناك.

إنَّها لم تعترف حتى بأنَّ وجود إسرائيل (العسكري والاستيطاني) في الضفة الغربية (وفي جزئها المسمى القدس الشرقية) هو "احتلال (أجنبي)" يجب أن يزول وينتهي، فهذا الوجود ليس باحتلال؛ لأنَّه وجود في أرض هي جزء من "أرض إسرائيل"؛ ولكنَّ إسرائيل "المحبَّة للسلام" يمكنها أن تَقْدِم على "تنازل (إقليمي) مؤلمٍ وقاسٍ"، فتُمكِّن الفلسطينيين، بالتالي، من أن يؤسِّسوا لهم دولة، يشمل إقليمها كل قطاع غزة، والجزء الأكبر من أراضي الضفة الغربية؛ وقد يشمل أيضاً جزءاً من "القدس الشرقية"، أي ما يسمَّى "الأحياء العربية"، على أن يقبلوا حلاًّ نهائياً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين (الذين هم غالبية الشعب الفلسطيني) لا يتضمَّن عودة أي لاجئ (من حيث المبدأ) إلى دياره (في إسرائيل).

حتى الولايات المتحدة، وبصفة كونها "الراعي" و"الوسيط"، لم تُعْلِن قط أنَّ لـ "الشعب الفلسطيني" حقَّاً قومياً (وتاريخياً) في تلك الأرض، التي يراد لها أن تصبح إقليماً لـ "دولة فلسطين الديمقراطية المسالمة المجاورة لدولة إسرائيل"؛ ومع ذلك، تدعو كل فلسطيني، وكل منظمة فلسطينية، إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود (في الجزء الأكبر من أرض فلسطين) أو إلى الاعتراف بإسرائيل، أو إلى الاعتراف بحقها في العيش في أمن وسلام، وضمن حدود آمنة ومعترف بها (فلسطينياً وعربياً).

لقد تحقَّق اعتراف فلسطيني وعربي بإسرائيل؛ ولكن إسرائيل لم تعترف، حتى الآن، اعترافاً مماثِلاً أو مشابهاً بالفلسطينيين، فظَهَر وتأكَّد أنَّ ما تحقَّق من "اعتراف متبادل" لا يَعْدِل، في معناه الحقيقي، وفي واقعه، سوى "الاعتراف غير المتبادل"، فإسرائيل التي حظيت باعتراف فلسطيني وعربي بها لم تعترف حتى الآن بأنَّ لـ "الشعب الفلسطيني" حقَّاً قومياً (وتاريخياً ودولياً) في أن تكون له دولة قومية في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها سنة 1967، ولم تعترف حتى بأنَّ تلك الأراضي هي أراضٍ فلسطينية محتلة إسرائيلياً.
هذا الاعتراف من طرف واحد حان له أن ينتهي، فـ "الاعتراف" إمَّا يكون متساوياً متبادلاً متزامناً" وإمَّا لا يكون.

إذا هم قبلوا (في حياتهم الحزبية، وفي انتخاباتهم، وفي برلمانهم، وفي حكومتهم) حزباً يقول بالضفة الغربية جزءاً من أرض إسرائيل، ويدعو إلى ترحيل فلسطينيين من هذه الأرض، فإنَّ عليهم أن يقبلوا (في الحياة الحزبية للفلسطينيين، وفي انتخاباتهم، وفي برلمانهم أو مجلسهم التشريعي، وفي حكومتهم) حزباً فلسطينياً يقول بيافا وحيفا واللد والرملة.. وبسائر إقليم دولة إسرائيل جزءاً من أرض فلسطين العربية، ويدعو إلى إعادة اليهود من مواطني دولة إسرائيل إلى مواطنهم الأصلية. أمَّا إذا هم حظروا وجود حزب كهذا فعندئذٍ يصبح ممكناً أن يفعل الفلسطينيون الشيء نفسه.

الفلسطينيون، ومن غير أن يغادروا التاريخ وحقائقه، والسياسة في عالمها الواقعي، يستطيعون أن يجيبوا عن سؤال "لماذا لهم حقٌّ قومي وتاريخي في فلسطين (كل فلسطين)؟"؛ أمَّا الإسرائيليون، أو اليهود، أو القوى الدولية المؤيِّدة لهم، فليس في مقدورهم أن يجيبوا عنه من غير أن يغادروا التاريخ وحقائقه، والسياسة في عالمها الواقعي، إلى دنيا الخرافة والوهم.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!
- -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أين -الرباعية الدولية- من هذا الحزب الإسرائيلي؟!