أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رياض الحسيني - عزوف 7.5 مليون ناخب، ماذا يعني؟!














المزيد.....

عزوف 7.5 مليون ناخب، ماذا يعني؟!


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 06:33
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


المشاكل التي رافقت انتخابات مجالس المحافظات عديدة لكن اهمها كان عزوف نصف اعداد الناخبين تقريبا عن التقدم للادلاء باصواتهم وهذا مالم يحدث من قبل خصوصا وان تلك الاعداد قد تضاعفت مابين انتخابات العام 2005 التي كانت تدور حول ثمانية ملايين ناخب وبين العام 2009 ونحن نتحدث عن 15 مليون ناخب لم يذهب للانتخابات الا نصفهم حسب احصائية المفوضية العامة للانتخابات. هذا العزوف له اسبابه ومسبباته ولاتقتصر على جزئية واحدة ففي نظرنا انها حلقة ساهمت ظروف كثيرة ببلورتها واقنعت الناخب في نهاية المطاف لعدم اعطاء صوته لاي كان فبدا بذلك معاقبا الجميع واولهم شخصه فليس هناك ابشع من تخلّي الانسان مجبرا عن حق له!
كان من المفترض والمنطقي ان ترتفع نسبة المشاركة في هذه الانتخابات لسببين رئيسيين اولهما الوضع الامني المتحسن مقارنة بالعام 2005 وثانيهما المشاركة الواسعة للعرب السنة في هذه الانتخابات وذلك على خلاف سابقتها التي وصلت نسبة المشاركة فيها 56% ورغم ذلك فان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات لم تتجاوز 51% تقريبا حسبما صرّحت به مفوضية الانتخابات، وهو امر غاية في الخطورة اذا مااخذت الحكومة تحديدا تداعيات مثل هذه الحالة على محمل الجد وسارعت في تفادي حصولها مستقبلا.
أولى اسباب عزوف الناخب العراقي عن الادلاء بصوته يعود الى ماقامت به جهات محددة من تحرك علني لشراء أصوات الناخبين وذلك بانتهاجها طرق ملتوية تمثّلت حينا بتوزيع مبالغ عينية وحينا اخر عن طريق ماأسمته "هدايا" و "زكاة" و "صدقات" ترافق بعضها اجبار مستلم هذه المبالغ بالقسم على المصحف الشريف بالتصويت لقائمة محددة! أيضا من الاسباب هو ماقامت به جماعات محددة من محاولات تشويهية وتسقيطية بحق اطراف اخرى مساهمة في الانتخابات معها فبدت في موقع الغير ملتزم بأدنى الثوابت الوطنية فضلا عن الثوابت الاخلاقية واطر الاختلاف مع الاخر، هذا فضلا عن تحوير وتحريف بعض هذه الجهات لبيانات المرجعية الشيعية بحجة تأييد الاخيرة لقوائمهم وهو مازاد الامر سوءا وامتعاضا ونقمة.
عدم مشاركة نصف الناخبين ونحن نتحدث هنا عن سبعة ملايين ونصف صوت ليس صفعة فقط للاحزاب الدينية التي ضربت أسوء مثل في ادارة الدولة بشكل عام ومجالس المحافظات خاصة فضلا عن طريقة التعالي وعدم المبالاة في التعامل مع المواطن وتلبية احتياجاته من الخدمات الملحّة. عدم المشاركة لملايين الناخبين رغم دعوة المرجعية الدينية وغالبية الكتل السياسية والتجمعات المدنية يعني بالدرجة الاولى فقدان ثقة الناخب بكل هذه الحلقة بضمنها المرجعية الدينية بشقيها الشيعي والسني التي اكدّت كالعادة "وجوب التصويت" وبالرغم من ذلك لم يكترث الناخب لهذه الفتوى. فقدان ثقة الناخب بكل هذه الحلقة له مايبرره فسنوات اربعة مرت كانت كافية ليقتنع نصف الناخبين بعدم جدوى التغيير بينما ذهب النصف الاخر على أمل التغيير مكتفيا بعدم التصويت لمجاميع الفساد وتجّار الدين والمتحايلين على الوطن والمواطن فأعطى البعض صوته مقتنعا بينما صوّت البعض الاخر نكاية وكرها وامتعاضا لاطراف محددة فشلت فشلا ذريعا في ادراة المحافظات فبدا الوضع العام اشبه بالقول المأثور "مصائب قوم عند قوم فوائد"!
في نهاية المطاف الانقسام في الشارع العراقي يعطي انطباعا عن مدى ادراك وفهم الناخب العراقي الذي تطوّر خلال فترة انتخابية واحدة وهو ماينبأ بنجاح التحول الديمقراطي في العراق اذا مااستمر الوضع على الوتيرة التي عليها. اضافة الى ذلك فان الانقسام يعني ان التحايل عى الناخب العراقي والاتكاء على ذاكرته القصيرة ليس بالامر السهل فلم تعد الشعارات الدينية سلاحا كما ظنّت بعض المجاميع التي راهنت عليها وتبنتها بل واتخذتها حجر الزاوية في حملتها الانتخابية وكأن الناخب العراقي ليس بمسلم ولاينقصه الا اللطم والتطبير. كذلك الحال مع دعاة التقسيم الطائفي والمذهبي والمناطقي ومن تبنّوا شعارات الانفصال تحت لافتة الفيدرالية وتشكيل الاقاليم فحاولوا دغدغة مشاعر العامة من الناس عبر الوعود في القول دون العمل فبدا الناخب العراقي اذكى من ان تنطلي عليه مثل تلك الشعارات والاقاويل.
اخيرا يبقى امام القوائم الفائزة فرصة للاستفادة من اخطاء من سبقوهم واكثر من مجال لاثبات حسن النوايا واعادة ثقة الناخب بنفسه وبمن انتخبهم والا فان عاقبة عدم الايفاء بالوعود والالتزامات التي قطعتها تلك القوائم يعني عزوف النصف الاخر عن الادلاء باصواتهم في الانتخابات القادمة خصوصا ونحن امام انتخابات مجلس النواب في نهاية العام الحالي. أما القوائم التي لم يحالفها الحظ فنتمنى ان تكون قد ادركت انها امام ناخب ذكي يعرف كيف يتصرف في الوقت المناسب من دون ان يخسر شئ البتة!



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبن نوري المالكي وشجاعة صدام حسين!
- جورج قرداحي: اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون
- صراع الاجنحة في حكومة الدكتور اياد علاوي
- عيب يا مجلس عيب !
- تخمة الصحف تكلف العراق مليونين دولار أسبوعيا !
- أيتام بلا مأوى ! تحذير شديد اللهجة من حتمية دورة الزمن ..
- دوافع انسحاب القوات الأمريكية من المملكة السعودية ! عشرة عصا ...
- لو كانت إسرائيل بعثيـة !
- الى نادية محمود: الافلاس يقود الى الانتحار، وحبل الكذب قصير
- لا للحرب .. لا للديكتاتورية ! نحن منشغلون بتقسيم مناصب وهمية ...
- كيف نصلح ما افسد مؤتمر لندن !
- ماهية الديمقراطية ..!
- تقرير المصير لا يشمل الاخوة الكورد وسنضرب بيد من حديد !
- حكومة المنفى .. بين الواقعية والنرجسية ؟!
- الموصل تبعية تركية وساعة البرلمان التركي كوبنهاجية!
- من قتل أبو نضال وما مصير مجاهدي خلق ؟!
- من فمك أُدينك ؟!
- دكاكين ستُشمَّع قريبا !!
- طائفية اكسباير وحكومة في المنفى ... !
- سيناريوهات أربع لتسلم مقاليد الحكم في عراق الغد ..!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رياض الحسيني - عزوف 7.5 مليون ناخب، ماذا يعني؟!