أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !














المزيد.....

ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 782 - 2004 / 3 / 23 - 06:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ أن تأسس الإقليم الشرق أوسطي بعد تسويات الحرب الكونية الأولى الدولية لم يعان شعب وتنتهك حقوق شعب وتداس على حرياته وآماله ومستقبله سوى شعبي فلسطين وكردستان ، ففي الحالة الفلسطينة نعلم جميعا حجم ودرجة الوجع والأذى والتدمير الذي حصل ، وبات الضمير العالمي اليوم وبعد عقود طويلة من الصراعات الدموية والتضحيات الرهيبة يحاول إحتواء المشكلة عبر الوصول لحلول معينة قد لاتكون ناجعة ولكنها مؤثرة وموجودة على أية حال ، أما الشعب الكردي العريق والذي مزقته الإرادات الدولية بين دول وإمبراطوريات وممالك وأصقاع فقد إرتكبت بحقه جريمة تاريخية تعتبر من أبشع الجرائم التي أرتكبت ضد شعب من الشعوب ، فهذا الشعب النبيل المسلم في غالبيته والعريق في إنتماءاته وحضارته ، والمساهم بنشاط في كل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة وعلى هذا الجزء من العالم القديم شاء له حظه العاثر أن يقع فريسة لأنظمة متسلطة لاتعرف معنى الحقوق ولاتسوق شعوبها إلا بعصا الإستبداد ووفق أساليب القرون السحيقة الهمجية وبوسائل عصرية في فن الإبادة والسحق والتدمير الممنهج والذي يتجاوز سحق العظام وتذويب الأجساد إلى التزوير التاريخي والمعلوماتي وإلى خلط الأوراق بشكل فج وبطريقة تظهر معها هذا الشعب الأبي النبيل الشجاع بأنه ( حصان طروادة) لتمزيق المنطقة والعالم العربي وهي واحدة من أبشع الأكاذيب التي أشاعتها العقلية الفاشية العربية خريجة المدرسة الفكرية العثمانية الطورانية العنصرية التي حاولت إستعباد الشعوب بعباءة الخلافة الإسلامية البريئة من صنوف الإستعباد والإذلال والهمجية العثمانية بشكلها الطوراني الفج ويروحيتها العنصرية البائسة ، حتى تحالف المختلفون على كل شيء على هدف واحد فقط وهو سحق الشخصية الوطنية الكردية وإبادة الشعب الذي قدم للعالم الإسلامي خير الرجال من أهل الفكر والرأي والحرب والفقه ، فبالكرد وقوتهم وبأسهم وشجاعتهم أعز الله دين المصطفى العربي ؟ وبالكرد وأصالتهم أقيمت الدول والممالك وبمساهمات حية لاينكرها التاريخ ، وبعلاقات الود والتواصل العربي أو المناطقي مع الأكراد شيدت الأسس الشاملة لصورة النهضة الحضارية الشاملة في المنطقة ، ودعوة الأكراد للإنتصاف ولنيل الحقوق لاتعني بالضرورة تقسيم الأوطان أو تحطيم الأسس المجتمعية للدول المعاصرة التي أقيمت بعد التسويات الدولية المعروفة ، بل تعني أساسا تعزيز تلك المجتمعات بعناصر قوة إضافية تكون معينا لها في خوض تحديات العصر الحضارية..! ولكن أنى لأصحاب العقول الفاشية أن يتفهموا الواقع والظروف الإقليمية والدولية؟ وكيف يتسنى لقادة الطغيان أن يفسحوا المزيد من الهواء والنور للدخول لمستوطناتهم الفاشية المتعفنة بكل أفكار الشمولية والعنصرية وإلغاء الآخرين وسحق هويتهم الحضارية والإعتبارية؟.

لقد حل عيد الربيع ( النوروز) لدى الشعوب الآرية ومنهم الشعب الكردي الشقيق والصديق ، والأكراد في أوضاع متباينة فأكراد العراق رغم ظروف البلد الصعبة وحملات الإرهاب الأصولي والفاشي يتمتعون بربيع الحرية والذي سيؤسس بعون الله لقيام عراق فيدرالي إتحادي تحرري تساهم جميع الأطياف العراقية بقيادته نحو بر الأمان وسواحل الديمقراطية والرأي الحر والمجتمع الإنفتاحي بعد عقود طويلة من الدماء والدموع والتضحيات وحملات الإبادة البعثية والتعريب القسري وهي قضية لانرضاها أنفسنا فكيف نرضاها لأشقائنا وأحبتنا من الكرد الذين تربطنا وأياهم أقوى الروابط التي لا إنفكاك منها ، وكانت نتيجة التضحيات الكردية في العراق أن هزم المشروع الفاشي وتلاشى قادة القمع من الإرهابيين البعثيين كعلي كيمياوي نحو نفايات التاريخ في إنتظار يوم محاسبتهم المشهود وحيث سيكون مصيرهم عبرة لكل الطغاة والمتجبرين والقتلة ، أما إخوتنا أكراد سوريا وهم يعيشون في ظل ظروف قهرية معروفة لاتنفع معها أصباغ الدعايات البعثية المشوهة في إخفاء حقيقتها فإنهم يقفون اليوم على أبواب تحدي حضاري وسياسي شامل وهام ، خصوصا وأن البعثيين لهم الخبرة والدراية التامة في عمليات التمويه والخداع الإعلامية ، وقلب الحقائق وخلط الأوراق وبخبرات إستخبارية وأمنية وإعلامية متراكمة مكشوفة لم تعد تنطلي على أي ساذج! فلقد جاءت الأخبار من أن السلطات السورية قد إطلقت سراح أكثر من 600 كردي معتقل شريطة أن يهتفون بشعار البعث الخالد : ( بالروح .. بالدم .. نفديك يافلان)!! ومن لم يلتزم سيكون مصيره إعادة الإعتقال!! وهي لعبة مكشوفة وسمجة تكشف عن سذاجة سياسية هائلة في التعامل مع الأمور والملفات الساخنة.. ولكن بصرف النظر عن مآل الأمور الأخير ، وبصرف النظر عن المعالجات والمقاربات السلطوية لتغطية الموقف وإحتواء فضيحة القمع الفاشي الأسود فإن الربيع الكردي لهذا العام يحمل كل معاني الإصرار على مواصلة النضال لنيل الحقوق وتصليح الصورة الشرق أوسطية الخطأ ، فلامجال بعد اليوم للصمت عن القهر والضيم ، خصوصا وأن الربيع الكردي وإحتفالاته قد إقترنت بإحتفالات العراقيين عربا وكردا وأقليات قومية أخرى بذكرى إنهيار البعث العراقي الفاشي الأسود الذي لطخ وجه الأحرار العرب والأمة العربية بالعار ، فالحرية لا تتجزأ ومن واجب أحرار الأمة العربية إن كانوا أحرارا فعلا الوقوف بجانب أشقاؤهم الكرد وهو يؤسسون ليوم حريتهم الأكبر ، وقد علمنا التاريخ دائما من أن الطغاة مجرد نكتة ثقيلة سوداء ، ومن أن الحرية هي هدف المحرومين.

والأكراد قد باتوا اليوم على موعد مع التاريخ .



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟
- إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟
- مجازر البعث العراقي ... عار الإعلام العربي ؟
- إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟
- قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟
- بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة ...
- تراجيديا مابعد السقوط .. جردة حساب قومية ؟
- موت البعث ... وبقايا عفلق ؟
- هزيمة البعث التاريخية .. وإنتصارات ( القات ) القومية ؟
- في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟
- صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟
- قناة ( العربية ) .. وقيادة البعث القومية ؟
- الكويت .. وأقلام الهزيمة المسمومة ؟
- ميلاد القائد الذي كان !.. حفلة في سراديب الهزيمة ؟


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !