أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ميسون البياتي - أمجاد يا عرب أمجاد















المزيد.....

أمجاد يا عرب أمجاد


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 06:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هناك مثل مصري يقول (( اللي عندو قرش محيرو .. يشتري بيه حمام ويطيرو )) وهذا المثل ينطبق تماما على عرب البترودولار الذين تجمعت بيدهم كميات هائلة من الورق الذي طبعته الخزائن الأمريكية على شكل ( بنكنوت ) من العملة الدولارية التي هي قيمة إفتراضية لشيء غير موجود أصلا .. ويتم التعامل به ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية دولة قائمة .. أما في حالة إذا ضرب إعصار أو سونامي سواحل الولايات المتحدة الأمريكية .. فإن عرب البترودولار سيغرقون وهم قاعدون في ديارهم .
رغم كل ما تدعيه إحصائيات الإمارات العربية المتحدة من أن سكان الإمارات قد بلغ 5 مليون نسمة هذا العام .. إلا أن الحقيقة هي أن هذا العدد يتضمن المقيمين أيضا وليس سكان البلاد الأصليين وحدهم , بينما عدد السكان الحقيقي للبلاد لم يزل يتراوح بين 800 الى 900 ألف مواطن ولنفترض أن عددهم مليون نسمة .
فإذا علمنا أن دبي وهي الإمارة الأفقر بين بقية الإمارات بحكم قرب نفاذ مخزونها الإحتياطي من النفط , تبلغ إستثماراتها في الخارج ما قيمته ترليون دولار .. والترليون هو ( مليون مليون ) يصير في حسابنا أن دبي وحدها يمكن أن تقابل كل مواطن في هذه الدولة بمليون دولار من رأس مال إستثماراتها في الخارج .. وليس من مقدار الربح المتحصل لها من هذه الأموال .
فإذا أضفنا ما تملكه أبو ظبي والعين والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين وراس الخيمة , لأصبح ما يقابل المواطن الأماراتي الواحد عشرات الملايين من الدولارات في خزينة بلده .
مع هذا فإن آخر الأخبار الواردة من الإمارات تقول أنه قد غادر إمارة دبي حوالي 400 ألف موظف وعامل وقد ترك المئات منهم سياراتهم في موقف المطار الى غير رجعة خاصة وأن عليها أقساط طويلة الأجل وبعضهم لم يدفع حتى المقدم المالي لهذه السيارات .
وقد تقدمت دبي بطلب للحصول على قروض من قطر وأبو ظبي والرياض لكن طلبها رفض . الديون التي على دبي بلغت 18 مليار دولار فقط , وعدم قدرتها على التسديد خفض من تصنيفها المالي من الدرجة ( أي ماينس ) الى الدرجة ( سي ماينس ) أي إنها تحتاج الى كفالة طرف ثالث عند تقديمها على طلب لأي قرض جديد .
في حين أن حوالي مليون وافد ينتظرون نهاية العام الدراسي لأبنائهم .. إستعدادا للمغادرة , أما نسبة الحجز على الفنادق فقد تدنت لتصل الى 20% عما كانت عليه , أما أسعار الأسهم فقد تدنت بنسبة 78% . كل هذا عن دبي .
أما إمارة أبو ظبي فقد كانت تملك إستثمارات خارجية قيمتها ترليون دولار . خلال الأشهر الأخيرة من الأزمة المالية العالمية خسرت منها ( نصف ترليون ) دولار أي ما قيمته ( 500 ألف مليون دولار ) فقط .
من بقية عرب البترودولار ... لا نعرف شيئا عن الخسارة التي تعرضت لها خزائن الكويت ( سويسرا العرب ) التي يبلغ عدد سكانها 923 ألف نسمة فقط .
ولا ما تعرضت له خزائن ( خادم الحرمين ) في نجد والحجاز , إذ لا يمكن الوثوق بأي من إدعاآت هذا الخادم وحكومته ... فهم يدعون التدين وخدمة الحرمين .. في الوقت الذي تفضحهم الوثائق المعززة بالصور أنهم أبعد ما يكونون عن التدين وإبتداءا من ملكهم وصولا الى أميرات العائلة المدللات ... فكيف سنثق بحجم ما سيعلنون عنه من خسائر في هذه المجزرة المالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية , وهم حكومة تكذب حتى في تعداد سكانها فتدعي أنهم 25 مليون نسمة .. ولكن بعد البحث والتقصي تبين أن عدد المواطنين الفعلي هو 12 مليون فقط .. أضف إليهم 7 مليون أمريكي على شكل خبراء ومدربين عسكريين ومدنيين يقومون بحماية كرسي العرش من غضبة الشعب الأجوع والأجهل في منطقة الشرق الأوسط .
ولا نعلم كم خسرت خزائن ( الأخ العقيد ) المتربع على نفط ( صحارى ) أفريقيا الذي تفتحت أغزر آباره في ليبيا الجماهيرية التي يبلغ تعداد سكانها 5 مليون نسمة .
ولن نحكي عن الجزائر فقد جاهدت الجزائر لتتحرر من الفرنسيين لتقع في قبضة الأمريكان . أما نفط العراق فبعد أن كنا قايضناه بالدم في حروب صدام على دول الجوار .. فنحن نقايضه اليوم ب ( الديموكرسي ) الذي دخل العراق على ظهر الدبابة الأمريكية , لكنك حين تتحدث عن غزو العراق بهم كبير , يتهمك الخونة والجهلة , أنك انت و ( سيدك الجرذ ) تقفان في خانة واحدة .
إن ما يجري اليوم من إنهيار مالي لإمبراطوريات المال العربية ... هو مجزرة أخرى لا تقل بشاعة عن مجازر الدم المجانية التي تقع يوميا في العراق وفلسطين ... ما يحصل اليوم في دبي لا يقل أبدا عما وقع قبل أيام في غزة .. فهل يدرك العرب ذلك أم أنهم غافلون ؟؟

مثلما وقف العرب يتفرجون حين وقعت مجازر العراق وفلسطين .. لا بل أن بعضهم شارك مع العدو في قتل أبناء أمته ودينه . فإن عرب الإنهيارات المالية اليوم ( يجترعون الأعاجيب ) المضحكة المبكية للخروج من أزمتهم المالية القاتلة التي ستعيدهم بعون الله الى عهد ( التمر واللبن ) وركوب الحمار والجمل . ولن يكون الكلام من عندي , ولكن سأترجم لكم هذا الخبر القصير من مجلة الإيكونومست عدد آب 2008 , عن آخر العبقريات التي تفتقت عنها عقول العرب البترودولاريين .


العنوان : (( تشتري المزرعة لتطعم العربية السعودية مواطنيها بكلفة أقل ))

بينما تجمع خزائن العربية السعودية ثروة الكبرى , يبدو المواطن العادي هو الأكثر إنشغالا بأسعار الغذاء المتصاعدة , مما دعى حكومة المملكة الى إقرار إتجاه جديد في سياستها الإستثمارية الخارجية بأن تقوم حكومة المملكة بشراء حقول ومزارع في أفقر أرجاء الأرض .

يتسارع التضخم في العربية السعودية بوتائر مضاعفة هي الأعلى منذ ثلاثة عقود . في ديسمبر الماضي حذر أحد رجال الدين المسؤولين من أن التضخم سيؤدي الى أزمات قد تقود الى المشاكل الإجتماعية والجريمة حين سيصبح فقراء السعودية أكثر فقرا مع هذه الأسعار الآخذة بالتصاعد بشكل شامل حيث إرتفاع أسعار الغذاء فيها هو الأعلى .
يحتاج السعوديون الى إستيراد الغذاء بشكل متزايد . فلعدة عقود كانت الحكومة السعودية تدفع من أجل دعم الزراعة التي تنتج قمحا هو الأكثر تكلفة في العالم بسبب الطبيعة الصحراوية للبلد الذي عليه إضافة الى ذلك أن يقوم بإستيراد الرز .
وعليه فقد قررت الحكومة أنها ومع النمو السكاني السريع وتصاعد الحاجة الى المنشآت الصناعية فإنها لن تتمكن من إضاعة مياه التحلية الثمينة لري حقول القمح التي لن تعطي غلتها قبل عام 2016 .
بدلا عن ذلك الحلم الزراعي الصحراوي الذي يبدو باهتا أما البدائل الموجودة في خارج البلد , قررت الحكومة مؤخرا دراسة طرق أخرى لدعم أمنها الغذائي وذلك بتأسيس شركات جديدة تقوم بشراء الحقول والمزارع ومصائد الأسماك خارج البلد .
السعوديون يفكرون بالشراء في تايلند البلد المصدر الأكبر في العالم لمادة الرز , لأن أسعار الرز وبشكل خاص تتصاعد سريعا , لأن العديد من الدول المنتجة والمصدرة للرز أصبحت تصعب التصدير بسبب قلقها حول حاجة سكانها أنفسهم لهذه المادة , مما دعى تايلند بالتحديد الى طرح فكرة تأسيس منظمة للدول المصدرة للرز على غرار منظمة الأوبك للدول المصدرة للنفط .
مستثمرون من كل مكان في الخليج , وبضمنهم قطريون وظبيانيون يجوبون العالم الآن لشراء أراض مهملة في أنحاء العالم , بالأخص في الباكستان والسودان .
أما الليبيون وبقية العرب فإنهم يبحثون عن هذه الأراضي في أوكرانيا . الكويتيون توجهوا الى ماينمار وكمبوديا ولاؤس .
لكن على العرب أن ينتبهوا الى أن نواتج الحقول والمزارع السودانية لها تاريخ طويل مع الفشل , وأن برنامج الأمم المتحدة للغذاء يطعم ما بين 5 الى 6 ملايين سوداني الآن , بعد ان أصبح السودانيون غير قادرين على إنتاج ما يكفيهم .
إذا تملك السعوديون مزارع في الخارج فسيكونون أكثر ثقة في تجهيزاتهم الغذائية , ويحققون أرباحا مالية ضخمة , وستتمكن المملكة أيضا من تجهيز هذه الأراضي بأسمدة رخيصة تنتج بدعم من سعر الغاز السعودي .
لكن المستثمرون السعوديون قد يستاؤون من شراء أراضي مهملة في بلدان فقيرة , بينما يفرض عليهم الحد من إحتكار أنتاج سلعتهم الخاصة : النفط . )) إنتهى الخبر .

لاحظوا أن الخبر يحذر العرب من إستثمار أموالهم في السودان التي يمكن لها لوحدها أن تكون سلة الغذاء العربي بكامل إحتياجاته .
وعلينا أن نسأل هل تعرف حكوماتنا العربية شيئا عن ما يسمى ( تنمية بشرية ) ؟
عندما يسحب نفط الأرض ويباع ( بلاش ) الى ماما أمريكا , وما يتبقى من أموال هذا النفط نأخذها ونشتري بها أراضي حول العالم , نستصلحها بدل إستصلاح أراضينا . ونشغل أيدي أبنائها بدل تشغيل أبنائنا .. ومن غير المتوقع لهذه المشاريع النجاح .. لكن المتوقع أن الآخرين حالما سيستحوذون على أموالنا .. فسيقولون لنا : مع السلامة .
وعلى فرض أن هذا المشروع قد نجح جزافا ... هل هناك تصور ماذا سيعمل العربي بعد ثلاثة او أربعة عقود من الزمن وهو لا يفرق كثيرا عن أي ( تنبل أبو رطبة ) ؟ ماذا سيعمل والزراعة هي أول أبواب التنمية البشرية ؟
وبعون الله وحفظه .. لنفترض أن العالم بعد خمسين أو سبعين سنة سيبدأ بإستعمال الطاقة الشمسية كمصدر ( نظيف ومتوفر ) للطاقة , ويقل أو ينعدم الطلب على النفط .. عندها كيف سيكون الحال ؟
الأرض العربية هي أرض الآباء والأجداد .. وليست بيتا للإيجار نسكنه اليوم ونغادره غدا , فإتقوا الله فينا يا حكامنا وفكروا قليلا فيما هو أبعد من أطراف أنوفكم , أنفقوا أموالكم على التنمية البشرية وتعلم الإكتفاء الذاتي , كل حاكم عربي متربع عرشا على شعب تعداده ( أنفار ) بمقاييس الشعوب , ومع هذا فسياسته ( الحكيمة ) توجه بشراء أراضي في دول أخرى من أجل إطعام هؤلاء الأنفار ؟
عجبي على حكومة الصين وتعداد سكانها مليار و300 مليون كيف لا تذهب لشراء المريخ من أجل إطعام هذا العدد الهائل , وتحية إكبار الى الهند صاحبة المليار نسمة , وبنغلاديش صاحبة نصف مليار نسمة وباكستان التي تعداد سكانها يزيد على سكان كل الوطن العربي .. كيف تطعم هذه الحكومات شعوبها !!!؟؟ ولكن صدق المثل الذي قال ... اللي عندو قرش محيرو .. يشتري بيه حمام ويطيرو .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الكوكاكولا
- أين أنتم من مهاتير محمد يا قادة العرب ؟؟
- روبرت فيسك .. وغزة
- القطة الأولى في ذمة الخلود
- الإمبراطورية الأمريكية ذات العواصم الأربع
- إصلاح العجز المالي بأزيز القنادر
- مشاكهة
- تيران وصنافير
- العملية ساركوزي
- الرفيق كاسترو
- فلم السيرة : جورج بوش
- الرفيق غورباتشوف
- الكساد الكبير
- أبو عمار
- مدينة أمريتسار
- جريمة اٌستثنائية
- أحمد سوكارنو _ 1901 , 1970
- كشمير.. والرهان على 11 / 9
- رجل قانون .. مجرم
- حانة الأقدار


المزيد.....




- ارتفاع أسعار النفط بعد أنباء عن هجوم إسرائيلي على إيران
- بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر بلجيكا تستأنف استيراد الماس من روس ...
- مطار حمد الدولي ينتزع الصدارة في قائمة أفضل مطارات العالم
- هتكسب أضعاف الفلوس اللي معاك في شهر واحدة بس .. مع أفضل 6 شه ...
- حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة
- -قضية الذهب الكبرى-.. قرار جديد من هيئة مصرية بحق رجل الأعما ...
- ستاندرد أند بورز? ?تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل 
- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ميسون البياتي - أمجاد يا عرب أمجاد