أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة















المزيد.....

معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 07:56
المحور: القضية الفلسطينية
    



معركة "إعادة البناء" في قطاع غزة

جواد البشيتي

إنَّ أحداً من الفلسطينيين لا يجادل، ولا يمكنه أن يجادل، في أنَّ أوَّل وأهم ما يحتاج إليه قطاع غزة، مع أهله، الآن هو "إعادة البناء (أو الإعمار)"، فآلة الحرب الإسرائيلية، وبدافع سياسي ـ إستراتيجي، أنتجت من الهدم والدمار والخراب ما يجعل لضغوط الحاجة الفلسطينية إلى "إعادة البناء" تأثيراً سياسياً قوياً؛ وقد أضيف هذا الهدم والدمار والخراب إلى عواقب الحصار الطويل المضروب على قطاع غزة.

ولكن "إعادة البناء" ليست بمسألة اقتصادية أو إنسانية خالصة، فالمساهمون في عملية "إعادة البناء" يحق لهم، لأنَّهم أصحاب الأموال على الأقل، أن يطمئنوا سياسياً إلى أنَّ المُعاد بناؤه لن يتعرَّض للهدم والدمار والخراب مرَّة أخرى، أي أنَّهم سيسعون سياسياً إلى حلول تجعلهم مطمئنين إلى أنَّ هدنة (عملية وواقعية) طويلة الأجل ستقوم بين إسرائيل وقطاع غزة.

وهذا إنَّما يعني أنَّ ما بين السطور (من التزام واتفاق) سيكون أهم ممَّا يُقرأ في سطور الاتِّفاق الجديد (المحتمل والمتوقَّع) الخاص بالهدنة، أو بالتهدئة، أو بتثبيت وقف إطلاق النار.

"الاتِّفاق" قد ينص على تهدئة مدتها سنة، أو سنة ونصف السنة؛ ولكنه سيتضمَّن ما يضمن إطالة أمدها أكثر، عبر التجديد، أو التمديد، فعبارة "قابلة للتمديد" يجب أن ترد في "الاتِّفاق".

ليكُن الاتِّفاق الخاص بالهدنة الجديدة على هذا النحو، لجهة معانيه الصريحة والضمنية، على أن يعرف الفلسطينيون كيف يجعلون تلك الهدنة تستوفي من شروطهم ومطالبهم ما يكفي لخلق مصلحة حقيقية لهم في تجديدها وتمديدها في استمرار.

رُبَّ ضارة نافعة؛ و"الضارة" هنا هي ما لحق بقطاع غزة من دمار هائل في البنية التحتية لحياته الاقتصادية؛ فما هي "النافعة" الكامنة في هذه "الضارة"، أو كيف يمكن تحويل "الضارة (الإسرائيلية)" إلى "نافعة (فلسطينية)"؟

الجواب، من حيث المبدأ والأساس، هو أن يُعاد البناء بما يؤدِّي إلى هدم (كلِّي أو جزئي) لتبعية قطاع غزة، اقتصادياً، وفي بنيته الاقتصادية التحتية، لإسرائيل، فالمساهمون في عملية "إعادة البناء" من الدول العربية والإسلامية، ومن الدول المؤيِّدة للفلسطينيين، ينبغي لهم ألاَّ ينفقوا شيئاً من أموالهم في الأسواق الإسرائيلية من أجل "إعادة البناء"، فدولة مجرمي الحرب، التي ينبغي لها، لو أريد للقانون الدولي أن ينتصر لنفسه، دفع تعويضات، يجب ألاَّ تنال "جوائز اقتصادية" على جرائمها.

أمَّا مصر فمدعوة إلى التأسيس لعلاقة اقتصادية (إيجابية سياسياً) مع قطاع غزة، وبما يسمح له بإحراز تحرُّر كبير من تبعيته الاقتصادية لإسرائيل، فحاجته إلى الوقود والكهرباء.. يجب أن تلبَّى من خلال علاقة اقتصادية جديدة بينه وبين مصر، على أن توجَّه هذه العلاقة وتدار (سياسياً) بما يساعد في البناء الاقتصادي للدولة الفلسطينية (الواحدة) المقبلة.

ولا بدَّ لعملية "إعادة البناء" من أن تكون مفتوحة في وجه كل دولة راغبة في المساهمة، فلا قيد على أي دولة ترغب في أن تساهم في هذه العملية. وأحسب أنَّ مصر هي التي يجب أن تكون البوابة التي منها تدخل إلى قطاع غزة الأموال والسلع والمواد والمعدِّات والأفراد.. وكل مساهمة تساهم فيها دولٌ لا تريد المرور بالبوابة الإسرائيلية.

وأحسب أيضاً أنَّ "المساهِم"، أو "صاحب المال"، هو الذي يحقُّ له (أو الذي يجب أن يتمتَّع بحق) المساهَمة، وإنفاق المال، في الطريقة التي يشاء، فهذا المساهِم، مثلاً، يريد أن يساهم في إعادة بناء مدارس ومنازل في منطقة معيَّنة، وذاك يريد أن يعيد بناء شبكة الطرقات المتضرِّرة في منطقة أخرى، وذلك يريد أن يدفع نقداً (بالدولار أو اليورو..) لأفراد أو لمؤسسات (من المتضرِّرين). وهذا لا يتعارض مع تنسيق المساهمين، أو بعضهم، لمساهماتهم في "إعادة البناء".

وبعد هذا الحصار "المُحْكَم" الذي نجحت إسرائيل (بالتعاون مع الولايات المتحدة وآخرين) في ضربه على قطاع غزة، برَّاً وبحراً، لمنع الأسلحة والصواريخ من الوصول إليه، يُفْتَرَض ألاَّ تنجح إسرائيل في فرض أيِّ قيود على عملية "إعادة البناء".

قد يضطَّر الفلسطينيون الآن إلى قبول إعادة فتح وتشغيل وإدارة معبر رفح بما يوافِق (كلياً أو جزئياً) أحكام وشروط الاتفاقية الخاصة به؛ ولكن هذا الاضطِّرار يجب أن يحفزهم إلى السعي لإنشاء معبر آخر (أو معابر أخرى) بين القطاع ومصر لا قيد إسرائيلياً عليه (أو عليها).

وموقف الفلسطينيين من المعابر يجب ألاَّ يكون واحداً، فسعيهم إلى إعادة فتح وتشغيل معبر رفح (ولو بما يوافق الاتفاقية الخاصة به) والمُقْتَرِن بسعيهم إلى إنشاء معابر برية مستقلة مع مصر، يمكن (إذا ما أحسنوا إدارة لعبة الصراع مع إسرائيل) أن يوازيه سعي إلى أن يغلقوا من جانب واحد المعابر مع إسرائيل، والتي منها تعبر الوسائل الإسرائيلية للتحكُّم في الحياة الاقتصادية للقطاع.

ويحق وينبغي لهم عندئذٍ ألاَّ يعيدوا النظر في هذا الإغلاق الأحادي الجانب إلاَّ إذا حصلوا على ما يضمن إعادة فتح "الممَّر" بين القطاع والضفة، واستمراره مفتوحاً، وما يضمن، أيضاً، حرِّية اتِّصال القطاع بالعالم الخارجي، بحراً وجواً.

هذا الاتِّصال يجب أن يتحقَّق ولو كان ثمنه أن يفتِّش الإسرائيليون، وغيرهم، السفن الآتية إلى قطاع غزة (وهي في خارج المياه الإقليمية للقطاع) ليتأكدوا أنَّها لا تشحن أسلحة وصواريخ، وأن تفتِّش "قوَّة دولية خاصة"، وللغاية نفسها، الطائرات عند هبوطها في مطار غزة.

قطاع غزة، مع أهله، وإلى أن تبدأ عملية "إعادة البناء"، المقترِنة بهدنة طويلة الأجل، من الوجهة الواقعية، إنَّما يحتاج إلى رفع الحصار، وفتح المعابر، بما يؤدِّي إلى وصول مزيدٍ من الإغاثة والمساعدات الإنسانية (من طعام ودواء ووقود ومآوٍ.. ونقود).

ولا شكَّ في أنَّ أسوأ وضع يمكن أن يصبح عليه القطاع مع أهله هو الوضع الذي يتحوَّل فيه إلى مخيم كبير، لا تصل إليه إلاَّ المساعدات الإنسانية، ويستمر الخرق المتبادل لوقف إطلاق النار، وترجح كفَّة النزاع بين الفلسطينيين على كفَّة المصالحة.

وينبغي لنا أن نفهم استمرار الخرق المتبادل لوقف إطلاق النار، وعلى النحو الذي نراه الآن، على أنَّه الشكل الأسوأ فلسطينياً للصراع بالحديد والنار بين القطاع وإسرائيل، فالجيش الإسرائيلي الذي أظهر عجزاً عن اقتحام واحتلال المدن والمخيمات والمناطق الآهلة لن يكون عاجزاً عن نشر مزيدٍ من الموت والدمار في القطاع بوسائل الحرب عن بُعْد. ولسوف يُظْهِر مزيداً من هذه القدرة الوحشية على القتل والتدمير بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية في أمن وسلام.

تجربة الحرب الأخيرة في قطاع غزة إنَّما هي الكأس الذي ينبغي للفلسطينيين أن يروه بنصفيه، الممتلئ والفارغ.

في نصفه الممتلئ يستطيعون رؤية نجاحهم في منع الجيش الإسرائيلي من اقتحام واحتلال مدن ومخيمات القطاع وسائر مناطقه الهائلة؛ أمَّا في نصفه الفارغ فلا بدَّ لهم من أن يروا الثمن الهائل الذي دفعوه إذ أطلقوا صواريخ على سديروت وعسقلان وبئر السبع.. لم تتسبَّب إلاَّ بمقتل وجرح عدد ضئيل جداً من الإسرائيليين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتكاثر -القادة- وتتلاشى -المرجعية.. فلسطينياً!
- بديل -المنظَّمة- هو -المنظَّمة-!
- الرَّجُل!
- -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!
- -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!
- حروفٌ حان تنقيطها!


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - معركة -إعادة البناء- في قطاع غزة