أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - بناء الوعي وتوجيه الرأي العام في العالم العربي والتأثير المباشر فيه- ايجابيا لم ينضج بعد بما فيه الكفاية .















المزيد.....

بناء الوعي وتوجيه الرأي العام في العالم العربي والتأثير المباشر فيه- ايجابيا لم ينضج بعد بما فيه الكفاية .


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 02:43
المحور: الصحافة والاعلام
    


أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة عربيا على الانترنيت جنسية.
لاشك أن المتصفح لتاريخ الوطن العربي وهمومه المعبرة عن طموحه وأحلامه وهواجسه المبثوثة سرا أو علانية عبر سماوات الله المفتوحة, والملتقطة في جغرافية الصحراء المشتتة سياسيا وأيديولوجيا , ستنتابه رجفتين وحيرة , ذلك أنه في الوقت الذي تحتل فيه " على الانترنيت طبعا "مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة على الصعيد العالمي هي تلك التي تعرض للعلوم بأصنافها ولمختلف مناهج التربية والتكوين والبحث , من علوم الحياة وتضاريس الأرض واستكناه الظواهر الطبيعية في صفائها وطهارتها الربانية , ودراسة دورات حياة النباتات وتناسل الحيوانات بكل أصنافها البرية والحرية والجوية الخ , والتي أصبحت مرجعا مفيدا للعديد من المؤسسات التعليمية في الدول الغربية , خاصة , وأنها قد وجدت فيها المادة العلمية التي تساعدها على الرقي بالعملية التعليمية التعليمة ودعامة تربوية هادفة لبناء إنسان مستقبلها , وتربيته على النحو المطلوب ثقافة فكرا وسلوكا, نجد في المقابل أن المشرفين على المواقع العربية سواء منها الموضوعاتية أم المنتديات والبلوغات الفردية ، لا يتورعون عن معاكسة تيار الأحداث , مفضلين بذلك ,أن يضعوا مقاطع فيديو التي تفضل أن تخاطب الغرائز, وتدغدغ العواطف , وتجنسن الأفكار وتنحرف بالمبادرات الاستكشافية الى باب الهوى , بدل محاورتها من زاوية التأمل والإبداع وتجادلها بالتي هي أحسن شكلا وموضوعا .

الكثير من المواقع العربية أو المحسوبة على العرب " تبرز المرأة العربية ، لا يتعلق الامر هنا في الترويج لحقوق المرأة الإنسانية ومطالبها بالمساواة الكاملة مع الر جل ، وعلى العكس من ذلك يصطدم المشاهد بأن معظم هذه المواقع يروج لـ "دونية المرأة والانتقاص من عقلها وإمكانياتها ودورها في المجتمع , واعتبارها سلعة مباشرة في الإعلانات والتركيز على مظهرها الخارجي" ومن النادر جدا أن تبدي هذه امواقع " اهتماماً خاصاً بتنوير المرأة وشرح القضايا الجنسية بصورة علمية وخاصة للشباب والشابات".
بعض المواقع العربية منذ الصفحات الأولى للإبحار , لا تتحرج من الكشف عن مضامينها ورغبتها العارمة في إشباع متصفحها العربي بالمثير والمغري , ليس في مجال العقل والتنوير والإشعاع , وإنما تغري متصفحها العربي بأنها الأولى عربيا من حيث استقطاب الجميلات الفاتنات ، مستلطفة إياه المشاهدة والتصفح , محاولة بشتى الوسائل التكنولوجية المتاحة لفت نظره إلى خبرتها المرجعية في تصنيف الأرداف والخواصر ، فتعلن منذ اللحظة الأولى أنها من المواقع الملتهبة المصنفة " أكثر المقاطع فيديو مشاهدة" وهي بطبيعة الحال رسالة غير مشفرة موجهة بالأساس ليس إلى للمنتسبين للموقع فحسب , وإنما تحفز الشباب المبحر من الجنسين ممن تقوده متاهة الإبحار صدفة على أن يبدعوا في هذا الاتجاه , وحتى تحظى الأعمال الفنية التي من الممكن أن يساهموا بها وتسير في الاتجاه نفسه, حتى تكون لرسالة حققت المطلوب من الموقع , ويكون الموقع نفسه قد ضمن لنفسه نقرات أضافية ترفع من جدارته بالمتابعة والاهتمام وتكون لها مكانتها المتميزة على الصفحة الأولى للموقع.
شهد النصف الأخير من السنة التي ودعناها ثورة حقيقة في مجال تبادل ونشر مقاطع الفيديو , وليس غريبا أن...يكون الجنس هو المحرك الأساسي لهذه الثورة الشبقية على الطريقة العربية
لقد كان من الطبيعي أن يتأثر" الويبيون العرب " او اليوتوب العربي" بهذه الموجة العالمية الجديدة وذلك من خلال ظهور العديد من المواقع التي تحاول أن تستقطب هواة هذا النوع من الإبحار من مختلف الأقطار العربية.
لقد أثار انتباهي وأنا أبحر ابحث بين صفحات الشبكة العربية وجود مواقع جديدة يدعو مصمموها أنهم من أوائل من يقدم الخدمة في العالم العربي لكن في بعض الأحيان ، يجد المرء نفسه مجبرا على المتابعة ..وتوصيل الكذاب إلى باب الدار .
الملفت إنني تأكدت فعلا من أنهم هم الأولون في العالم العربي ، وان موقعهم هو الأول فعلا من حيث تقديمهم لخدمة فيديوية تتسم بالميوعة والتشهير باللحم الأنثوي العربي على الشبكة الدولية ،
وبدا لي لحظتئد أن مؤسسي هذا الموقع قد تبنوا القالب نفسه الذي اشتهرت به العديد من المواقع المتخصصة في تقديم خدمة الفيديو على الشبكة ، لكن النباهة العرجاء لهؤلاء جعلتهم يفرغونه من مضمونه العلمي الجدي ليملئوه بما يشكل كلا أو بعضا من أمراضنا وأورامنا في العالم العربي من المحيط الى الخليج
لا يفهم المرء كيف يعتبر البعض البصاق على وجوههم مجرد رذاذ مطر حتى وهم يعرضون صور ..فتيات من مختلف الأعمار والأقطار العربية يرقصن أمام كاميرات الهواتف المحمولة وعدسات آلات التصوير الرقمية وهن شبه عاريات. تحت عناوين مهلهلة ، و بلغة هجينة تفتقد للجمال وللفنية وتؤسس لأقصى درجات الانهيار والفضاعة الآتية دونما ريب.
سعوديات كويتيات مصريات ومغربيات تتهدلن بالحجاب ، أشك أحيانا أن الفاعل عربي , في لحظة يتفتق فيها إبداع المتبحر فيستكين الى دواخله مبتعدا مقنعا نفسه بالابتعاد عن الجنس فيلتقط مقاطع قريبة لأصابعه وهي تتحرك أثناء تصويرها مما يوحي للمشاهد بلحظة شبق ، لكنها سرعان ما تزول بإبعاد الصورة عن العين بشكل تدريجي ليجد المبحر نفسه أمام أصابع اليد ليس إلا.
يكاد الفرد منا يجزم إن الانترنيت العربية هي الجنس، وليس شيئا آخر فما عدا الجنس هو عرضي ليس إلا.
يحدث هذا في وقت لا يتجاوز فيه نسبة المحتوى العربي على الانترنيت 0. 5 بالمائة ، وفق ما ذهب إليه مسئول بمركز التراث الحضاري والطبيعي في مصر . وإذا علمنا أن نسبة التراث العربي والإسلامي المسجل على الشبكة العالمية يشكل نسبة كبيرة من هذا المحتوى ، فإن ما تبقى هو للجنس ولا شيء غيره .
وحسب المصدر المصري نفسه فان حجم المحتوى العربي الرقمي على الانترنيت يمكن تبويب على النحو التالي " تراثي فني..معرفي..خبري..مجتمعي " مع تسجيل غياب شبه تام للمادة العلمية والبحثية عربيا "
فبقدر ما ينصح الدين الإسلامي الحنيف ويشير ، بقدر ما تتورط فئة تدعي إتباع تعاليمه ، وبقدرما ينصح الوازع الخلقي لهذا الدين العالي المتسامي عن كل مذلة ، يمسي لدى صغار العقول حافزا قويا للاستكناه القذر والتماهي المريض الحارق لمحرماته.
لذلك يستنتج المتصفح المتأمل، أن مشروع تنمية الوعي الإعلامي العربي على الشبكة لدى مختلف الأفراد والدول باستخدام التكنولوجيا الحديثة لحفظ التراث العربي من جهة ، وإبراز الكائن العربي مفكرا ومحللا وباحثا ، وضرورة وجود محتوى علمي وبحثي الكتروني مواز للورقي والمادي من جهة ثانية ، لم ينضج بعد بما فيه الكفاية ، وبذلك تتسع الهوة الرقمية بين العرب والغرب بحجم سماوات الله المفتوحة ، وليس بقدر سيقان فتيات العرب ومؤخراتهن المترهلة .




#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في جسد-الإشاعة الصحفية - أو عندما تلبس الإشاعة ثوب ال ...
- إنهم يغشون يا جلالة الملك ، كانت تغوص في الشارع العام ، وأصب ...
- توقفت الدراسة بفاس لفترة تضامنا مع غزة .. ولم يتوقف الإبداع ...
- القصيدة العمودية قصيدة لكل الأزمنة حوار كاشف مع شاعر شفيف اس ...
- الانترنيت .. من أجل نصرة غزة وإرساء ثقافة الاحتجاج الواعي لد ...
- الحمار يحتل مرتبة الشرف بفاس العالمة
- حوار مع المخرج السينمائي المغربي بوشتى المشروح
- حوار مع رئيس النادي التازي للصحافة عبد الاله بسكمار على ضوء ...
- الكريدي… ذلك الإدمان
- تحديد السعر الأدنى للتسول بفاس في درهم واحد
- الوكالة المستقلة للنقل الحضري لولاية فاس بين الحال والمآل
- المساء والشيشة بفاس
- الكاتب المغربي أجير بالدولار في المشرق، مناضل ببلاش في المغر ...
- حذاء يزار
- الصحافة: سؤال الماهية ومنطق الممارسة تقديم وحوار: عزيز باكوش
- قراء المساء المغربية يدفعون ثمن جرأتها4/6
- عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-
- كلمة بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء الحوار المتمدن
- قراء المساء المغربية يدفعون فاتورة جرأتها 3 /6
- -جماليَّات الموت في شعر محمود درويش- كتاب جديد للشاعر والناق ...


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - بناء الوعي وتوجيه الرأي العام في العالم العربي والتأثير المباشر فيه- ايجابيا لم ينضج بعد بما فيه الكفاية .