أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....1















المزيد.....

دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



إننا عندما نقف أمام الهالة العظيمة التي اكتسبتها المدرسة العمومية في تاريخ المغرب، والتي يرجع الفضل فيها إلى نساء، ورجال التعليم، الذين قدموا تضحيات عظيمة، يعجز الوصف عن تصويرها، لعظمتها. تلك التضحيات التي وقفت وراء وجود الأطر الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خلال الخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات، إلى نهاية القرن العشرين نسبيا.

فنساء ورجال التعليم، كجنود مجهولين، كانوا متشبعين بالحس الوطني، والإنساني، وكانوا يطلبون بناء الإنسان ليس غير، وكانوا إذا طلب منهم تقديم أرواحهم لا يترددون عن فعل ذلك، إذا كان في سبيل الوطن، وفي سبيل الإنسانية.

وذلك كما قال أحد الشعراء:

وطني لو شغلت بالخلد عنه***نازعتني في الخلد إليه نفسي.

وكما قال شاعر آخر:

الناس للناس من بدو حاضرة***بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم.

وهذا القدر من التضحية، الذي قدمته نساء التعليم، وقدمه رجال التعليم، هو الذي يفرض تقديم التقدير، والاحترام إليهم جميعا، كما قال الشاعر حافظ إبراهيم:

قم للمعلم وفه التبجيلا*** كاد المعلم أن يكون رسولا

فتضحيات هؤلاء العظيمة، لم تكن مشروطة إلا بالانتماء إلى الوطن وبحبه، وبإنسانيته، ولم يسع نساء، ورجال التعليم، أبدا، وراء جميع الثروات، والتباهي بها، بقدر ما كانوا يسعون جميعا وراء بناء الإنسان، الذي سوف يتحمل مسؤولية هذا الوطن على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

ومعلوم أن بناء الإنسان، يقتضي تقديم التضحيات المضاعفة خلال الإعداد، وأثناء الأداء، وصولا إلى تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، من وراء العملية التربوية / التعليمية / التعلمية. وهو ما يعني قيام نساء، ورجال التعليمي بدورهم الآني، والمرحلي، والإستراتيجي، في إعداد الأجيال، التي تتحمل مسئولية التطور، والتطوير الحاصل في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، باعتبار التطور، والتطوير، وسيلتان أساسيتان لإيجاد المناخ المناسب، لبناء الإنسان المناسب، والمتناسب مع الشروط الموضوعية القائمة، ومع الشروط الذاتية للمجتمع في نفس الوقت. وهو ما يقف وراء التحول المتواصل في الواقع القائم، الذي كاد يصير في اتجاه صيرورة الواقع لصالح عموم كادحي الشعب المغربي، لولا اعتماد الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي أدت إلى قيام العلاقات الاجتماعية، ومع الإدارة على أساس المحسوبية، والزبونية، والإرشاء، والارتشاء، وتقديم الامتيازات، وسيادة اقتصاد الريع، وغير ذلك، مما يقف وراء تعميق التخلف في مستوياته المختلفة.

واعتماد الاختيارات الرأسمالية التبعية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية، من قبل الدولة المخزنية المغربية، وقف وراء التراجع الخطير في مجال الخدمات العمومية، بسبب الارتماء اللا مشروط بين أحضان الرأسمالية العالمية، وخاصة في ظل قيام اقتصاد السوق، الأمر الذي ترتب عنه، كذلك، التراجع الخطير في تقديم الخدمة التعليمية، التي عرفت تحولا إلى الوراء بسبب اعتماد ما صار يعرف ب "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"، وإعادة النظر في البرامج الدراسية، بناء على مضامين الميثاق المذكور، جعل ممارسة نساء، ورجال التعليم تعرف تحولا سلبيا، مما جعل هذه الممارسة تغيب ما هو وطني، وما هو إنساني، ليحل محل كل ذلك تحويل الدرس إلى سلعة تباع في الأسواق، وبالقيمة التي يحددها المتاجرون في الدروس. وحتى يقبل الناس على شراء خدمة تقديم الدروس الخصوصية إلى أبنائهم يعمل بعض نساء، ورجال التعليم على تخريب العملية التربوية / التعليمية / التعلمية من محتواها، ليتحول دور نساء ورجال التعليم إلى دور سلبي، لا وطني، ولا إنساني، مما يتناسب مع الإختيارات الرأسمالية التبعية، ومع رغبة نساء، ورجال التعليم في ازدهار الدروس الخصوصية، التي تساعد بشكل كبير على تحقيق التطلعات الطبقية. وهذا الدور لا يخدم مصلحة أبناء الشعب المغربي، بقدر ما يخدم مصلحة الإقطاع، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية المتوسطة، لكونه يرسخ الاقتناع في صفوف الآباء، والأمهات، بضرورة إشاعة التعليم الخصوصي في المجتمع، بدل الحرص على دور المدرسة العمومية لصالح أبناء الشعب المغربي. وهذه الإشاعة المرغوب في تقويتها، هي التي تعمل على إشاعة أن التعليم العمومي ليس منتجا، ولا يخدم مصلحة أبناء الشعب، لتتحول أنظار الجميع في اتجاه دعم، وتشجيع التعليم الخصوصي.

ولذلك نجد أن دور نساء، ورجال التعليم، في الحضور المركزي للمدرسة العمومية، يتخذ طابعين: الطابع الإيجابي، والطابع السلبي.

فالطابع الإيجابي يحضر عندما تصير نساء، ورجال التعليم، في خدمة إنجاح العملية التربوية / التعليمية / التعلمية، التي يترتب عنها قيام أداء جيد، ومردودية مرتفعة بين أبناء الشعب المغربي، الذين ينتظر منهم أن يعملوا على جعل الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، في خدمة مجموع أفراد الشعب المغربي، المتشبعين بالروح الوطنية، والإنسانية، التي يحضر معها الحرص على صيرورة التعليم تعليما ديمقراطيا شعبيا، يدخل في مواجهة عنيفة مع الرغبة في إشاعة خوصصة التعليم بين أبناء الشعب المغربي.

أما الطابع السلبي، فيحضر عندما تصير نساء، ورجال التعليم مجرد أشخاص يسعون إلى استثمار اشتغالهم في التعليم لصالح تحقيق تطلعاتهم الطبقية، مما يؤدي إلى التلكؤ في القيام بالمهام الموكولة إليهم، واللجوء إلى بيع الدروس الخصوصية إلى تلاميذهم، وإلى كل من يرغب في شرائها، وبالأثمان المحددة من قبلهم، والاشتغال في المدرسة الخصوصية إلى جانب اشتغالهم في المدرسة العمومية. وعملية التلكؤ التي يمارسونها في المدرسة العمومية لا تعني إلا عدم قيامهم بدورهم الكامل في انجاز العملية التربوية / التعليمية / التعلمية، مما يتسبب في حرمان التلاميذ من أبناء الكادحين، على جميع المستويات، من حقهم في تقديم الدروس التي تمكنهم من استيعاب البرنامج الدراسي كما هو قائم على الأقل، لضمان تأهيلهم لمواجهة التحديات المطروحة أمامهم، أسوة بتلاميذ التعليم الخاص، وبالتلاميذ الذين يتلقون الدروس الخصوصية، بمقابل محدد مسبقا.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة: الحوار المتمدن يصير موجها، ومر ...
- معلمو المدرسة العمومية / معلمو المدرسة الخصوصية: أي واقع؟ وأ ...
- معلمو المدرسة العمومية / معلمو المدرسة الخصوصية: أي واقع؟ وأ ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - دور نساء ورجال التعليم في الحضور المركزي للمدرسة العمومية.....1