أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق















المزيد.....

يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:55
المحور: حقوق الانسان
    


صرح موفق الربيعي مستشار الامن القومي لما يسمى بالحكومة العراقية في مؤتمر صحفي مشترك مع سعيد جليلي رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني في طهران يوم الجمعة المنصرم (23 كانون الثاني) مامفاده "من بين الساكنين في معسكر اشرف (معسكر لمنظمة مجاهدي خلق في مدينة ديالى بني من الثمانينات)، هناك اناس نعرفهم ملطخة اياديهم بدماء عراقيين ابرياء سنحولهم الى محاكم عراقية مخولة" واضاف :"ان من بينهم اناس ملطخة اياديهم يدماء الشعب الايراني، نستطيع طبقاً للاتفاقية الامنية (التي ابرمتها الحكومة العراقية مع امريكا) ان نسلمهم الى ايران"!!
ان انعدام المسؤولية السياسية وانعدام المبادي يتجلى بابشع اشكاله هنا. بيد ان هذه الخطوة متوقعة جدا من حكومة مثل حكومة المالكي الطائفية والمليشياتية ومن اناس طائفيين ومعادين لابسط القيم السياسية من امثال موفق الربيعي. اذ بعد تسليم الملف الامني للحكومة العراقية (كانون الثاني 2009) وفقا للاتفاقية الامنية المعقودة بين الحكومة وامريكا، تم تحويل معسكر اشرف الذي يسكنه مايقارب 3000 انسان من بينهم من اطفال، الى اشراف القوات المسلحة لحكومة المالكي، ولو اردنا الدقة، تحت رحمتها ورحمة المساومات والصفقات السياسية لهذه الحكومة.
ان هذه القضية ليست وليدة اليوم ومساومات اليوم. اذ كانت قضية هذه المنظمة ومعسكرها تحت رحمة امريكا والجيش الامريكي وخططهما ومشاريعهما. اذ بعد سقوط النظام البعثي واحتلال العراق، كانت ايران مدرجة ايضاً على قائمة دول "محور الشر" التي لوحت بها امريكا تجاه ما اسمته بـ"الدول المارقة"، وكانت امريكا في تصعيد سياسي وعسكري تجاه ايران، ليس هذا وحسب، بل كانت تقرع طبول الحرب في الحقيقة تحت مبررات واهية وكاذبة مثل "الملف النووي الايراني" والدور "غير المرغوب به" و"غير الايجابي" لايران في العراق و"دعم ايران للمليشيات في العراق وتزويدهم بالمتفجرات" وغيرها من مبررات اعتادت عليها البشرية في اوضاع مثل هذه. وارتباطا بمصالحها تجاه الملف الايراني، ابقت امريكا والجيش الامريكي هذه المنظمة في العراق تحت حماية قواتهما كوسيلة ضغط وعتلة اضافية بيدهما تجاه ايران في اوضاع كانت تسعى امريكا لحشد كل مايمكن حشده وتوظيفه من اجل مخططاتها التي تنضوي جميعاً تحت مشروع "الشرق الاوسط الكبير". من جهة اخرى، يجب ان نضيف قصر النظر الذي تمتع به قادة هذه المنظمة بوضعهم لمخطط ان امريكا ستهاجم ايران وبالتالي من الممكن ان تجري الاحداث بالشكل الذي جرت عليه في العراق: هجوم، انفلات الاوضاع، دخول قوات مجاهدي خلق كـ"محررة" ومن هناك الحصول على مكانة في السلطة السياسية المقبلة في ايران، وان يكن على حساب عراق اخر اشد ظلاما وحلكة مما جرى بوصف كل ذلك اساس بوصلة تعاملها مع الموضوع. اذ كان قادة المنظمة يمنون انفسهم باليوم الموعود هذا، يوم الحرب الامريكية على ايران! ولكن فشل امريكا المذل في العراق والتراجع السريع الذي تشهده المكانة السياسية والعسكرية الراهنة لامريكا على الصعيد العالمي، والضربة الاقتصادية الموجعة والمهلكة التي تلقتها في الاشهر الاخيرة، كل هذا دفع بمشاريعها وخططها الحربية على صعيد ايران وحولها الى رف منسي نوعا ما في السياسة الخارجية الامريكية اليوم. فشلت امريكا، وفشلت معه هذه الاستراتيجية التي كانت منظمة مجاهدي خلق تمني النفس بها، واحيل ملف "مجاهدي خلق" الى المليشيات الحاكمة في العراق والتي تسمي نفسها "حكومة".
من الايام الاولى لسقوط النظام البعثي، تعالت الصيحات بين فترة واخرى حول "طرد مجاهدي خلق" وبالاخص من قبل الاطراف السياسية الموالية لايران تحديداً. ان الامر ليس مرتبط قط بمايسموه الجرائم التي ارتكبتها المنظمة بحق العراقيين، اذ على ايدي هذه السلطة ذاتها ومليشياتها ارتكبت مجازر اشد فضاعة لاتقل عن بشاعات حرب امريكا واحتلالها ولاتقارن اطلاقا بماينسبوه لهذه المنظمة حسب ادعائهم. ان هذا المبرر المتهافت مجرد مادة للاستهلاك العام. اذ لو كانت هذه الحكومة يهمهما فعلا ان تقدم كل من ارتكب جريمة بحق جماهير العراق لمحاكمة مخولة فان اول من يجب تقديمه للمحاكمة هم اؤلئك السادة الذين عذبوا وقتلوا الاسرى العراقيين في ايران في الثمانينات والان هم انفسهم على راس السلطة في الحكومة، ان كان الامر كذلك يجب تقديم اؤلئك المسؤولين عن التطهير الدموي للمئات والالاف من الذين اسموهم بـ"السنة" وحلوا دمائهم ورموهم في الانهار، وتجدهم الان معززين ومكرمين ويتبوئوا اعلى المناصب والمسؤوليات الحكومية من امثال قوات بدر وموالوا مقتدى الصدر وغيرهم.
ان الامر يعود في حقيقته الى رد دين الربيعي وامثال الربيعي لولي نعمتهم، نظام القمع البربري والتمييز العنصري والجنسي، نظام الاستبداد والقمع والاغتيالات، نظام سلب ومصادرة الحريات السياسية والحقوق المدنية، نظام الجمهورية الاسلامية القرووسطي. لا اكثر. لقد جعلت السلطة المليشياتية الحاكمة والاحزاب السياسية الموالية لايران قضية مجاهدي خلق مادة للصفقات السياسية الرخيصة. ان هذا امر متوقع جدا من حكومة ليست لديها اي مباديء انسانية وسياسية متعارف عليها. ذلك ان هذا التصرف هو مناقض بصورة كبيرة لمجمل الاتفاقيات الدولية واولها اتفاقيات جنيف التي دونت قبل اكثر من نصف قرن، وهي الاتفاقية القاضية بعدم تسليم انسان الى اي جهة توجد امكانية ما امكانية لتعرضه للتعذيب او الاعدام!
ان هذه التصريحات مدانة جملة وتفصيلا. ليس هناك امرء يتمتع بادنى درجات الانسانية واحترام المباديء والكرامة الانسانية على استعداد لقبول مثل هذه التهديدات وهذه المشاريع الدموية بين حكومات لاتعرف سوى لغة الدم والقمع والقتل. يجب ادانتها وذلك لانه تطاول على حق الانسان المسلم به في الامان وسلامته. ان هذا الطرح يعني تسليم اناس لنظام قل نظيره من حيث ممارسة اعمال القتل والاعدام والتصفيات الجسدية بحق معارضيه السياسيين، ان هذه الخطوة وبوضوح العبارة لاتعني تسلميهم للقتل لاغير. يجب الحيلولة دون ذلك لانه يسجل لخطوة وسابقة تجاه فصائل المعارضة الايرانية المتواجدة على الاراضي العراقية، وبالتالي تجعل منه تقليد روتيني في العلاقات بين الحكومات الاجرامية المتسلطة على رؤوس جماهيرها. يجب ازاحة هذا السيف المسلط على رقبة هذه المنظمة وافرادها مرة وللابد. ان الحكومة العراقية ومنظمة الامم المتحدة مسؤولة بصورة مباشرة عن حياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق في العراق وامنهم وسلامتهم. يجب تخيير افرادها مابين البقاء في العراق بصورة امنه او تامين انتقالهم الى بلد ثالث امين.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها ليست -نعم- لاوباما، انها -لا- سافرة بوجه بوش والمحافظين ...
- لاتلتهم الطعم.. المجتمع انساني.. وعلى استعداد لتلقف الشيوعية ...
- انه سلاح صدأ، ليس بوسع حكومة المالكي اخراس صوت التحرر!
- ليس بالفاشية الاوربية-المحورية تجابه الفاشية الاسلامية!
- كلما تعمق قلقهم، ازداد زعيقهم!
- الى الوراء دُر!
- ينبغي دحر سياسة حكومة المالكي بحق قادة عمال نفط العراق!
- انهم يبغون تحويل القتل ب-البلوك- الى -ثقافة المجتمع- في كردس ...
- اغتالوه لانه كان شوكة في اعين قوى الظلام!
- أسسوا فروع مؤتمر حرية العراق!
- رياء حكومة بوش!!
- كذب، رياء، عنصرية - ترهات عمار الحكيم حول الفيدرالية
- في ذكرى 24 ايلول لنصدح بصوت واحد : -يجب انهاء الاحتلال فوراً ...
- مد احتجاجي عارم يميد الارض تحت اقدام -حكومة- الطالباني- البر ...
- كلمة الى كل الذين يلتسع قلبهم لمصير الانسان في العراق!
- كلمة على هامش تقدير البلينوم 18 للرفيق ريبوار احمد!
- ! انه بيان اسلامي متمسح بالاشتراكية - رد على بيان ما يسمى ب- ...
- ينبغي رد حراب تطاولات الاسلام السياسي على مكتسبات البشرية ال ...
- وزير حقوق الانسان في العراق يشحذ سكينته!!
- Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوع ...


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فارس محمود - يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق