أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - المواصفات والمقاييس............وحقوق الأنسان....1















المزيد.....

المواصفات والمقاييس............وحقوق الأنسان....1


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:27
المحور: حقوق الانسان
    


نكمل مابدأناه في المقال السابق أذ تحدثنا عن الأسمنت كمادة أساسية من المواد التي تدخل في أهم جوانب حياتنا كمادة أساسية لبناء ألمنشآت السكنية او التجارية وبعد ماعرفنا كيف تطورت صناعة الأسمنت وتنوعت حسب الحاجة الى انتاج انواع مختلفة منه، دخل الأسمنت بتشكيل منتج جديد بدأ الأنسان يستخدمه لأنشاء المساكن والمجمعات التجارية والمطارات والطرق والسدود،وبالرغم من ان الخرسانة كمسمّى ليس بوليد الزمن الحاضر بل هو قديم جدا أذ استخدم الرومان الخرسانة قبل أكثر من ألفي عام ولكن طبعا بمواد وتركيبة مختلفة عما هي عليه اليوم وهم أول من استطاع معالجة أشكال البناء وجعلة كجزئين :
1- جوهري (قلب) من الخرسانة
2- ظاهري (شكلي) من الطوب او ماشابهه
فقد التفتوا الى صعوبة تشكيل وجه الخرسانة وظهورها بشكل لطيف يسّر الناظر، لذا قاموا بتغليف الوجه الخارجي للخرسانة بالطوب او الطابوق او بالجبس لتغطية عدم انتظام الوجه الخارجي للقلب الخرساني،ولازال هذا الموضوع جاريا الى يومنا هذا فنحن نستطيع النظر الى كل الأعمال الخرسانية التي تقام في الوقت الحاضر ونجد كيف ان تم التعامل مع الوجه الظاهر للخرسانة وتغليفها بمواد مختلفة تتراوح بين الطوب او المرمر او البلاط السيراميكي او أعمال الجبس او الخشب وأخضعت أعمال التغليف هذه تحت مسمى (الديكور) وبالطبع فأنه يشمل كل أعمال التغليف أو ألأكساء الخارجي للأسطح ذات النهايات غير المستوية اعتمادا على نوع المباني المطلوب فيها مثل هذه الأعمال، ولكي لانخرج عن صلب الموضوع، فاني أعود الى موضوع الخرسانة والتي ذكرنا أنها مادة متكونة من :

الأسمنت + الرمل + الحصى + الماء .......... كمواد أساسية في تكوين الخرسانة وبالطبع فأن هذا الخليط سيكون بنسب تحدد من قبل الشخص الفني المسؤول واعتمادا على الغرض الذي من أجله تم تصميم الخرسانة ومكان استخدامها.
والخرسانة بشكل عام تعرف بنوعين هما:
الخرسانة الأعتيادية ، والخرسانة المسلحة

الخرسانة الأعتيادية هي النوع الطبيعي والأول لأشكال الخرسانة وتستخدم في الأماكن التي لاتتطلب من الخرسانة ان تتحمل فيها جهودا عاليا وقوى ميكانيكية مثل ( قوى الضغط والشدّ والقص والأنحناء) .

الخرسانة المسلحة هي النوع الثاني والأهم في حياة الأنسان اذ يعوّل على هذا النوع الذي ينجز بأضافة القضبان الحديدية الى الخلطة الخرسانية الأعتيادية مع بعض التغيير في نسب الخلط بين المكونات الرئيسية واعتمادا على التصميم الموضوع لهذا الغرض او ذاك، وأهم الأجزاء في هذا النوع من الخرسانة هو الحديد او القضبان الحديدية المستخدمة ، فأن مطابقة القضبان الحديدية للمواصفات التي صممت على أساسها الخرسانة هو أمر مهم جدا وغاية في الأهمية لأن هيكل المبنى المطلوب أنشائه سيعتمد بشكل رئيسي على جودة الخرسانة التي ستكوّن الأعمدة الساندة والسقوف التي ستتحمل أثقالا كبيرة فيما بعد.
نستطيع ذكر طريقتين لصنع الخرسانة في هذا المجال :
الخرسانة التي يتم تجهيزها في موقع العمل ، والخرسانة مسبقة الصب

الخرسانة الموقعية: هي الخرسانة التي يتم تجهيزها في موقع العمل هي الطريقة التي يتم فيها تحضير المواد الأولية بعد ان تجهّز من مصادرها ومن ثم يتم تنظيفها باستخدام مراحل عدة او ان تكون قد مرت بمراحل التنقية والتنظيف من مصادرها لأن الشوائب ان حدث وكانت موجودة فأنها ستؤثر على جودة الخرسانة المصنّعة وبالتالي ستؤثر سلبا على هيكل المبنى، ويتم تحضيرها بواسطة الخلاّطات الميكانيكية أوان يتم تحضيرها يدويا بواسطة العمّال، أضافة الى تيسر طريقة أخرى لمثل هذا النوع من الخرسانة والتي يتم بموجبها تحضير الخرسانة في مواقع الخلاّطات المركزية ومن ثم تنقل الى موقع العمل بواسطة السيارات ذات الأحواض المتحركة كي تحافظ على ليونة الخرسانة لحين وصولها الى موقع العمل، ومن الطبيعي فأن كل من الطرق أعلاه له سلبياته وأيجابياته ولذلك فأن ألأمور ستقترن بخبرة الأشخاص المقيمين على أدارة المواقع الأنشائية .

الخرسانة مسبقة الصب: هي نوع الخرسانة التي يتم تشكيلها بموجب المواصفات والمقاييس وألأشكال المطلوبة ومن ثم تنقل الى مواقع العمل جاهزة لكي يتم استخدام كل نوع منها حسب موقعه في المبنى او المنشىء ومن ثم يتم ربطه مع الأجزاء الأخرى بما يجعل المنشىء وحدة أنشائية واحدة متكاملة، وقد غزت هذه الطريق عالم الأنشاءات العربي خلال فترة سبعينيات القرن الماضي وتم بواسطتها أنشاء الكثير من المشاريع الريادية في ذلك الوقت ولازالت هذه الطريقة فعالة الى اليوم ومتبعة في كثير من دول العالم في مجال الأنشاءات الضخمة من مبان وجسور وسكك حديد، وبرغم ان هذه الطريقة توفّر كثيرا من الوقت في انجاز المشاريع ولكن يجب ان تتم على ايدي كوادر هندسية وعمالية لها من الخبرة مايكفي لأن تعالج موضوع ربط الأجزاء الخرسانية مع بعضها وحماية هذه الروابط بطرق جيدة كي تحمي الأجزاء المكوّنة للمبنى وبالتالي المنشىء كلّه كوحدة واحدة من اي مؤثر خارجي قد يتسرب من هذه الروابط فيؤثر سلبا على أداء المنشىء كوحدة انشائية واحدة.
ومن الطبيعي ان هناك أنواع متعددة من الخرسانة كما تم الأشارة اليه في بداية الموضوع ومنها:
1-الخرسانة المستخدمة في السدود
2- الخرسانة المستخدمة تحت الماء
3- الخرسانة المستخدمة للحماية ضد الأشعاعات الذرية
4- الخرسانة المستخدمة في الملاجيء للحماية من القصف الجوي
أضافة الى أنواع أخرى متعددة الأغراض والأستخدامات تختلف فيما بينها بنسب الخلط وطرق التحضير.

أنّ من أهم مايجدر الأشارة اليه في موضوع الخرسانة هو أنّ الأنسان الطبيعي أو ألأنسان العادي البعيد عن الأمور الفنية الخاصة بتحضير الخرسانة يجب ان يتمتع بحقوقه كاملة في ضمان أستخدامه للخرسانة عند أقامة المشاريع التي تخدمه وتكون جزءا من حياته اليومية ويتراوح هذا بين المبنى الذي يسكنه وصولا الى الطرق والمطارات التي يستخدمها، لذا وجب الأشارة هنا الى ضرورة توفر الجهات الهندسية أو العلمية المسيطرة على تقييم المواد وفحصها والتأكد من صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات التي تم صياغتها من قبل جمعية المواصفات والمقاييس لتكون مرجعا يحدد صلاحية المواد الداخلة في عملية أنشاء المباني ويجب ان تتم حماية المواطن بهذا الموجب وبمساندة أعلامية من لدن الصحافة والتلفزيون لنشر الوعي الخاص بضرورة ان تكون المواد المستخدمة مطابقة للمواصفات المطلوبة وان يشدد المواطن على ضرورة وجود شهادات الفحص وعلامة الجودة الخاص بالمواد التي يتعامل معها او تيسّر شهادات الفحص من المختبرات الخاصة والتي يتم أجازتها من قبل جمعية المواصفات والمقاييس في كل بلد من البلدان وحسب الــ " ستاندردز" لتكون بمثابة امتداد لتلك الجمعية في كل المناطق الأخرى على طول البلاد وعرضها فتزيد أطمئنان المواطن وشعوره بالأمان من أنّه ليس لوحده في ميدان المواجهة مع قوى الأستغلال والغش الذي أنتشر بين ضعيفي النفوس وتجار الأستغلال على حساب جهل المواطن غير المتخصص والذي من غير المفروض ان يكون له الدراية المسبقة في مثل هذه التخصصات الفنية ولكن من ضمن حقوق هذا الأنسان ان يتمتع بحماية الدولة وأجهزتها من حيث يدري ومن حيث لايدري .

أن مادة الحديد بأشكالها المتعددة والتي تتوفر في الأسواق المحلية لبلدان عدة تحوي على الكثير من المخاطر في حال استخدامها بدون وجه علم فني بخصائصها، وأنه يجدر الأشارة الى أنه من غير المناسب الأستئناس برأي شخص لايتمتع بالخبرة العلمية قد يلجأ اليه بعض الأشخاص ومن باب المعرفة الشخصية كصديق أو ماشابه ليقوم هذا الشخص بالأفتاء بصلاحية نوع معين من القضبان الحديدية المستخدمة مع الخرسانة المسلحة او أنّه يقوم بأستبدال أحد الأنواع الموصى بها تصميميا بنوع آخر متيسر في الأسواق قد يكون أراخص سعرا،لأن هذا الباب سيجّرنا الى ضياع موضوع المواصفات وبالتالي سيؤدي الى خلخلة أهمية الناحية العلمية التصميمية التي يجب ان تكون مرجعا رئيسيا وحاميا أساسيا لحقوق الناس من الضياع.

وبنفس الوعي لدى المواطن يجب ان يكون هناك وعي كاف لجودة مادة الرمل المستخدمة ومدى مطابقة نسبة الأملاح التي تحتويها وكونها واقعة تحت بند السماحات الموافق عليه أصلا بموجب المعايير التي حددتها جمعية المواصفات والمقاييس،لأ ن زيادة نسبة الأملاح ستؤدي الى تأثير سلبي على الخرسانة الني سيدخل الرمل في مكونها كأحد أجزائ خليط الخرسانة.
ولاننسى في هذا الباب التأكيد على الحصى المستخدم ومطابقة نوعيته من ناحية الشكل والحجم ومطابقته لمواصفات نوع الخرسانة ،كل حسب حاجة المشروع الأنشائي للأنواع المختلفة من الخرسانة كما ذكرنا سابقا، ولانستطيع نسيان الماء كعامل مهم وأساسي في تكوين الخرسانة، لذا كان من الواجب التدقيق على صلاحية المياه المستخدمة في عمل الخلطة الخرسانية.

ونحن نتكلم بأيجاز عن أهمية أختيار المواد الداخلة في تكوين الخرسانة الأعتيادية او المسلحة وضرورة عمل الفحوصات الكاملة للمواد التي ينوي المواطن أو من يخوّله للقيام بالعمل تدخل فيه الخرسانة بشكل رئيسي ، فهذه الفحوصات قد تكون مزعجة في بداية الأمر ولكنها ستكون مبعث راحة وأطمئنان للزمن القادم للأنسان الذي سيعيش او سيشغل ذلك المنشىء وسيقضي فيه حياته، او لذلك الجسر الذي سيمر فوقه يوميا حاملا أطفاله معه ، او ذلك الطريق الذي سيستخدمه يوميا جيئة وذهابا ، او ذلك المطار الذي سيستخدمه أثناء سفره الى مناطق مختلفة داخل البلد او خارجه، فضرورة ان تكون هذه المشاريع الخدمية بدرجة من الجودة والأمان كي يستخدمها المواطن وينام قرير البال مطمأن النفس.

* المطلوب في هذه المقالات هو ان يرتقي وعي الأنسان ،اي المواطن الأعتيادي من غير ذوي الأختصاص في الأمور الهندسية الى المستوى الذي يجب عليه فيه ان يسأل وستفسر عن هذه الأمور قبل أن يلج الى مرحلة الشراء، لأن هذا الأمر هو السلاح الأول في محاربة الفساد والأتجار بنوايا الناس الطيبة من قبل ذوي النفوس الضعيفة.







#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواصفات والمقاييس..............وحقوق الأنسان
- سؤال الى الأخوة العزّل في فلسطين....!
- خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!
- هل أستوعبنا ماسنقوم به في السنوات الآتية ..!
- هل حقا يعرفوك...!
- مذبحة القرابين
- العقل بين د. علي الوردي وصراع غزّة !!
- جدار كتاباتي........!
- هل نطلق لعقولنا العنان....!
- هل سنطلق العنان لعقولنا..........!
- الأسلحة وثقافة التسلّح الحربية...!
- قرار صحيح وشجاع ومثل يقتدى به...!
- تصرّف لاأخلاقي من مساعد المدرب....!
- لوحة مائية
- الى متى نبقى نجري وراء العناوين...!
- أحلام اليقظة تتهاوى.......!
- ال هايد بارك..........The Hyde Park
- أنا ألعراق
- جيفارا .......... ياعلما أحمر
- نهى وجلسة المقهى........!


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - المواصفات والمقاييس............وحقوق الأنسان....1