أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ثلاثية جية !















المزيد.....

ثلاثية جية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراقجية ، قومجية ، اسلامجية :
مصطلحات يتبناها مثقفو الليبرالية الجديدة ، واللدقة العلمية اتباعها لانهم يخضعون لسطوة هيمنتها العالمية المتكرسة بعولمة قوة المثل الامبريالي ، فهم ليسوا بالاصلاء عليها لا اجتماعيا ولا فكريا انهم مقلدين بالانتساب والتبني المشوه و لذي نادرا ما تغادره احاسيس وثقافة الدونية مع فئات من اليسار المنهار في عموم المنطقة المشمولة بدائرة حركة التحرر الوطني العربية ، وخصوصا في العراق ، حيث برزت بشكل ساطع بعد الانكسار الحاد الذي صاحب الحركات السياسية والمناهج الثقافية نتيجة للانهيار الدراماتيكي للاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية ، ومن ثم نتيجة للمتغيرات التي احدثتها السياسة الامريكية وشعاراتها المضللة التي رافقت مشروعها الهيمنوي على العالم ، ثم احتلال العراق وحدوث اصطفافات مشوهة طائفية وعرقية تاه في صخبه اتباع الليبرالية واليسار المنهار ، منهم من انزوى تحت مضلة الطوائف ومنهم استظل بالحركات القومية المتخلفة المرتبطة بالمشروع الامريكي وبعضها ظل يراقب من بعيد محاولا ابتكار عالم افتراضي لا جذور له سعيا ولو من باب التمني لاستحضارالتواجد " الليبرالي العالمي " المباشر وتحريضه للزحف المقدس !

اشتد الصراع وبدأ زغب الواقع ينمو حتى صار قادرا على قول قولته وبدات تبرز ملامح اصطفافات جديدة تستعيد مضامينها الاجتماعية ـ الطبقية ـ وطنيا وقوميا وامميا !
الوطني لا يناقض القومي ولا يناقض هويته الدينية ويتكامل مع التوجه الاممي الانساني ، مقاومة الاحتلال والهيمنة الامبريالية والصهيونية تتعاشق مع مهام التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي
التطرف هو صناعة موادها الاولية الياس والعزل والاضطهاد المزمن وغياب تاثير القوى غير المتطرفة ، ومهما كانت خامات هذا التطرف تكمن في متون عقيدة ما او حزب ما لكنها لا يمكن ان تستخرج نفسها بنفسها وتكرره بنفسها وتستثمره بنفسها وتتنافس عليه لمجرد انه كامن في جذورها !
الصهيونية عقيدة متطرفة والتكفيريين الاسلاميين متطرفين وعقيدة المحافظين الجدد متطرفة والخمير الحمر متطرفين ولكل هؤلاء مناخات مساعدة ومانعة لظهورهم وتوسع مخاطرهم !
لو تحالف القومي والاسلامي مع الامبريالي فهو انما يسعى لتحقيق سلطة مكفولة على الارض وهو يتحول الى مجرد وكيل كومبرادوري !
اما لو تحالف الوطني والقومي والاسلامي لتحقيق اهداف تقدمية بمضامين اجتماعية ديمقراطية ولها ابعادها الاممية الانسانية فهو عز الطلب الذي يجب السعي من اجله وذلك عبر منع اي تفرد في المواجهات المفروضة عبر تعميق الوعي السياسي والفكري دولة علمانية بهويات وطنية وقومية واسلامية هذا النموذج له صدى واقعي في تركيا اليوم !

ان هكذا طرح هو قمة في الواقعية وفي محاولة استنباط حلول وابتكار مخارج ملائمة لاي مازق كان استراتيجي او تكتيكي !
على هذه القاعدة سيكون الفرز كبيرا وعظيما وبناءا بين اليمين واليسار بمعنى تخليق الصراع لتاخذ مجاريه ابعادا سياسية بمضامين اجتماعية اقتصادية منظمة !

القوى التائهة والقوى المستفيدة من شذوذ الحالة وتكالب موجات التطرف ومن كل الاطراف المتشابهة في فكرة المصادرة والاقصاء والعزل والهيمنة تتهم كل من يتصدى لها ، بالمنطق الذي ذكرناه توجه له سهام التهم الجاهزة والمشوهة ايضا !




تطبيقات :

صار مصطلح القومجية الذي يعتبر تركيب لغوي دخيل ، كثير التداول هذه الايام ، وكثر استخدامه بين المتحالفين مع المشروع الامريكي الاسرائيلي لاقامة الشرق الاوسخ الكبير ، وهؤلاء خليط من بعض منتسبي وكتبة احزاب السلطات الطفيلية في الدول العربية التابعة ، مع اشباههم من كتبة الاحزاب الطائفية والعنصرية واليسار المنهار في عالمنا العربي !

ان اضافة الزائدة ـ جية ـ على اي مصدر لصفة اواسم يجعله ياخذ معنى الجمع العامل او الممتهن لهذه الصفة ، اسلام + جية = اسلامجية ، قوم + جية = قومجية ، عراق + جية = عراقجية ، وهكذا !
ارتبط ظهور هذا الافراز الاصطلاحي كنوع من السبة او الشتيمة بوجه كل المتصدين لمحاولة طمس الهوية الثقافية العربية الاسلامية كعطاء حضاري ينشد التواصل بابداع انساني تقدمي ، لقد اريد لهذا المصطلح التعميم الشيطاني على كل ما هو مرتبط بثقافة العرب والمسلمين بمعزل عن نوع تلك الثقافة علمية كانت ام غيبية ، تقدمية ام رجعية ـ كثقافة حسين مروة ومهدي العامل وعبد الوهاب المسيري واسماعيل صبري عبدالله وسمير امين ومحمود امين العالم وسعدي يوسف ومدني صالح وعبد العزيز الدوري ومصطفى جواد وجود علي او جمال الدين الافغاني وجود الاسدي والكواكبي وجبران خليل جبران وسلامة موسى او نجيب محفوظ واسامة عكاشة او نوال السعداوي وجميلة بوحيرد ونازك ولميعة وام كلثوم وسيد قطب او ثقافة القرضاوي ومحمد باقر الصدر وابن باز ، ثقافة الوهابية او الثقافة الثورية ، ثقافة المهدي المنتظر ام ثقافة الثورة الاجتماعية بابعادها المترابطة بين الوطنية والقومية والاممية ـ ان معظم شعوب وبلدان جنوب وشرق البحر المتوسط تتشرب بتك الثقافة ، لكننا نجد شيئا ما وراء الستار نزيحه فتبرز امامنا جلية قضية التطبيع مع اسرائيل الارهابية تحت خيمة الشرق اوسطية !
اصطلاح قوماني وقومانية في اللغة العربية يؤدي الغرض في الاستعمال المتعلق بالقومية العنصرية او التشرب النهائي للفكرة القومية المتعالية او المنغلقة في تجلياتها السياسية والفكرية !
عند التدقيق في اصول الزائدة جية نجدها مشرقية الاصل وهي ايرانية المنشأ فاللغة الفارسية والكردية السورانية كمكونين لغويين في عائلة اللغات الايرانية هي مصدر هذا التركيب !
لكن قومجية او عراقجية او اسلامجية اكثر دلالة عامية من قوماني او قومانية عندما يراد من الاستعمال الاشارة للعمل والمتاجرة والارتزاق بالهوية المعنية ، فعندما تقول باججي اي تعني الذي يمتهن عمل الباجة ، وعندما تريد ان تستدل على جموع المشتغلين بالباجة فانك ستقول الباججية ، ويبقى المصدر هو باجة ، واكاد اكون جازما بان كلمة الباجة وبالتالي الباججية هي كلمة ايرانية !
يشنون حملات ضد دعاة حركة التحرر العربية لطمسها وخنقها وتمزيقها وغسل ادمغة العامة لتكون جاهزة لتبني القادم الجديد الذي يعكس الاية من حيث تجزئة الشعوب الى هويات بدائية تسبق مرحلة الهوية الوطنية ، كهويات بديلة عن الوطن ودولته القائمة ـ سنة شيعة دروز موارنة اقباط كرد صابئة شبك يزيديين مسيحيين مسلمين تركمان عرب بربر زنوج ـ ليختفي الصمغ الوطني الجامع وتضعف عناصره التي تكمن في الثقافة العربية الاسلامية لكل هذه الهويات ، وهذه الثقافة التي تغتني بتجارب وابداعات مكوناتها تتعرض لمحاولات الاقصاء والاجتثاث ومن يقف بوجه هذه المحاولات يسب ويشتم بانه صار يمتهن القومية ، فيقذف بالقومجية ، اويمتهن الوطنية فيقذف بالعراقجية ، فمن يقاوم الاغتراب الثقافي بانتماؤه المحلي يسمى قومجي ، ومن يناهض عنصرية اسرئيل وصهيونيتها يسمى قومجي ، ومن ينتقد الممارسات العنصرية للحزبين الكرديين يسمى قومجي ، ومن يدعو للتمسك بالعراق وقوته الذاتية ووحدته الوطنية الحقيقية يسمى عراقجي ، ومن يدعو لمواجهة الهيمنة الامبريالية يسمى قومجي !
من هو الذي يمتهن القومية والعنصرية والتبعية ؟ اليس هم دعاة الدولة اليهودية الصهيونية العنصرية ، او دعاة العولمة الامريكانية ، او اتباعهم الذين يتدربون على نمط حداثي من انماط الشوفينية الخاصة بالاقليات المستبدة ، ودون وجل من انبطاحهم المستوي بالغزاة والطامعين ؟



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمرار حصار غزة جريمة اخرى ضد الانسانية !
- انما للصبر حدود !
- تياسر كاريكتيري !
- انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
- البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
- عالم لا يخجل من عاره !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
- ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
- عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
- تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
- لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !
- لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !
- صدام الحضارات قاعدة لصناعة الارهاب النوعي !
- من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟
- - القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
- من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ثلاثية جية !