أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبتهال بليبل - حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة















المزيد.....

حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: حقوق الانسان
    


أشعر بقرف مشوب بالذل كلما تذكرت حقوق الإنسان ، ولما يحصل الآن ما هو ألا دليلاً قاطعاً على تلك الحقوق ، فحقوق الإنسان في هياكل المجتمع ليست إلا مجرد بداية غير متبلورة لفهمها مدنياً وسياسياً من قبل المواطنين ، فضلا عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية ، وعلى النحو المحدد لذلك ... حيث أن أبرز المعارك التي جرت بخصوص حقوق الإنسان كانت لقضية مركزية واحدة الجدل وهي أنها تهدف إلى تطوير النظرة والتصور عن تلك الحقوق ، فلا تزال هناك الكثير من القضايا التي من شأنها أن تثقل كاهل الشعب في البحث عنها ، رغم أن الواقع يشير إلى انخفاض مستوى طموح الدولة عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان ، فحاليا ، الالتزامات الرسمية وقوانين حقوق الإنسان موجودة في معظم بلدان العالم ، لكن التحدي الحقيقي والقدرة على ترجمة تلك الالتزامات كواقع سياسي وعملي مفقود . فنحن نعلم جميعاً أن عمل حقوق الإنسان الفعلي ، هو الحرية الحقيقة للوصول إلى الحياة الكريمة ، وتمكين المواطنين من المشاركة الديمقراطية والشعور بالأمن والانتماء للوطن وتكافؤ الفرص ، والازدهار والتنوع الحضاري والثقافي ، والتنمية الاقتصادية ، والتي تؤدي جميعها إلى خلق وتوفير ثروة اجتماعية شاملة ، أما إذا انتهكت حقوق الإنسان ، فسيكون لها أثر سلبي على مستوى التنمية في كافة المجالات ، وكلما كان هناك سوء في ممارسة الرقابة ورصد الخروقات والانتهاكات حتى وان كانت هناك تشريعات ولوائح إدارية وقانونية فسيؤدي هذا إلى انعدام الأمن وانتهاك لسيادة القانون ، مما يولد تأثيرات سلبية قوية على ثقة المواطنين بالدولة ، وكذلك على الاقتصاد والخدمات للمجتمع ، وعلاوة على ذلك فأن ظروف العمل وتنظيمها تتوافق مع معايير حقوق الإنسان ، على ألأقل الحق في خصوصية العمل فهي أيضا ضرورية لخلق اقتصاد مستدام للدولة على المستويين الجزئي والكلي.... ولكن للأسف لم يكن هناك اهتمام في عملية التصديق على قوانين حقوق الإنسان في مجالات الحقوق المدنية والسياسية فضلا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، مما يظهر حاجتنا الملحة للالتزام العملي والسياسي ، حيث أنه لم يظهر دور كبير للإرادة السياسية في مواجهة هذا التحدي ، بل على العكس أظهرت استمرارية مقاومتها لمعالجة المجالات الحيوية للمجتمع ، في احترام حقوق الإنسان . كما وأننا لم ننسى أن من أهم الفقرات الأساسية هو مبدأ عدم التمييز فهذه الفقرة معطلة التنفيذ كما أنها تفتقر إلى المرجعية لمعايير العمل الدولية في احترام الخصوصية والأمن ، فلا يكاد يكون هناك أي تركيز على التهديدات التي تشكلها الخصوصية للمزيد من التدابير في رصد وصول المواطنين للحقائق وأن خير مثال على ذلك فقدان الكثير من أبناءنا في سجون نحن لا نعرفها ، ولا حتى نستطيع التوصل اليها ولو لمعلومة تؤكد وجودهم أحياء أم لا ، ومن مبادئ حقوق الإنسان أيضاً التركز بشكل كامل تقريبا على الأمن والتهديدات والجرائم ....وحتماً الإرهاب هو من أكبر وأقوى الجرائم التي تصنع ضد مجموعة أو شعب ، فالأفعال المدمرة التي يخلفها الإرهاب تحيل تلك المجموعة أو الشعب إلى أرض هشة ، محطمة ... وحقوق الإنسان في هذا المجال والذي أقصد به ( الإرهاب ) تكاد تكون مفقودة ، حيث أن الكثير من المواطنين قد امتدت يد الإرهاب إليهم ، ولما نقول الكثيرين بل أن العراق لا يخلوا اليوم من بيت لم يوشم بوشم الإرهاب من خطف أو قتل وحرق ممتلكاتهم أو تهجير وغيرها الكثير من أوجه أخفاء وجودية المواطن العراقي لفترات سالفة ومستمرة حتى الآن ... وأن ما حصل أخيراً بقضية الأرهابين السعوديين ومحاولة السعودية البحث عنهم في العراق والمطالبة بهم ، واعتبارهم مفقودين في العراق وليسوا إرهابيين على حد أقوال وزيرة حقوق الإنسان ، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه ...لا ، ولا ، ولا .. يجب أن نصرخ بلا ، أن تسبق صرخة الاحتجاج هذه ، كل كلمة قد لا نقوى على خلقها ونجهضها في أفواهنا ، وكعادتكم اليوم تناسيتم جراحنا ، وكعادتكم لم تلتفتوا إلى الدماء التي نزفت ولم تجف بعد ، أيكون هذا المسخ مفقود ؟؟؟ أتسمونه مفقود ؟؟ وأبناءنا أين هم ؟؟؟ هل ذكرتم شيئاً عنهم ؟؟؟ من يترجم لكم الجراح كي تفهمون ، من ؟؟؟ لا أعلم أين حقوق الإنسان وقد دمرت حياتنا وأسرنا ونحن ننتظر التفاته منكم ألينا ، لكنه كان من التوجب النظر بحقوق الإرهابيين !!؟؟؟ وبصراحة لا يمكنني نسيان ذاك اللقاء مع معالي وزيرة حقوق الإنسان يوم طرحت عليها سؤالا يتضمن رجاءاً وتوسلاً عن المخطوفين من قبل الإرهابيين وما ستقدمه حقوق الإنسان لهم كي تعينهم على الحياة ، يومها قالت معاليها أنهم يقومون بإعداد برنامج لهؤلاء الفئة المتضررين من الإرهاب ، وأن تنفيذه سيكون على مدى السنوات القادمة لأن إمكانيات وزارة حقوق الإنسان لا تستطيع البت فيه ...يومها أصبت بخيبة كبيرة ، وكم كرهتك يا عراق ، يا من تأخذ ولا تعطي ، وحتى عندما تأخذ يكون بقسوة ، وظلم ، ورضينا بالحال وحمدنا الله كثيرا على ما ابتلانا به ، لكن أن يوصف هؤلاء الذين مزقونا بالمفقودين !! فلا يا ربي لا هذا كثير علينا ، يكفينا يا رب تحمل جراحنا وجرحانا لكننا لا نتحمل ولا نصبر على الموت بغصة قهر ... أن هذا الأجراء الذي وصف الإرهابيين بالمفقودين يتضمن فهماً عميقاً لمدلول الخلق الإنساني ، واحتراما لحقوقهُ ، فالتجرؤ على حرمة القتلة جرم جزائي ، وفي هذا اعتراف ضمني بأن القاتل ( الإرهابي ) كائن حي له حقوقهُ ، والاستهتار به أو التجني عليه يعتبر جريمة تشبه جريمة الاعتداء على إنسانيته ...وهذا يجري في العراق ، لا في الوجه الثاني من القمر !!!وهذه العدالة المرهفة ، والاحترام الواعي لمفهوم الإرهاب هو من صلب موضوع حقوق الإنسان ، ومن صلب الأخلاق العربية ونزف الدم العراقي الذي مازال يجري في بلاد النهرين ، ومازال يلون شرائعها وقوانينها بالإحساس مقابل الدماء التي لم تبرد ولم تجف حتى الآن ، بالتقدير الكبير لحقوق الإنسان من أمة تمتلئ بالأحاسيس المرهفة والشاعرية ... أما عن حقوقنا فقد ولدت لقيطة ، ثم يباح دمنا لكل عابر سبيل ، واليوم بات علينا أن نرمي السلام والتحية على كل عابر سبيل ( من باب الاحتياط ) خشية أن يكون بينهم من يمتلك حقوقاً إنسانية ويبيح دمنا وقتلانا ... بل أننا تعودنا أن لا يكون لنا حقوقاً ، فحقوقنا صارت كأحكامنا على الناس نتخذ منها الاسم والشكل فقط ، أما جوهرها فلا ننظر إليه ... هذه هي قوانين حقوق الإنسان العربية ( دماً وروحاً ) التي أضاعتنا في غمرتها وبين أيادي أناس غير مؤهلين للحفاظ على حقوقنا ، وثرثرتهم في المؤتمرات الخطابية لاسترداد حقوقنا الإنسانية التي هي أكثر مما ثرثرت عوانسنا ، وأثبتوا أنهم فئة من الممثلين كل منهم يحاول سرقة الكاميرا ، ويتخذ من أوجاعنا إطارا بطولياً ملائماً ينتحل ضمنه أوضاعاً مختلفة ... فصارت حقوقنا كليشة في كل بيان خطابي ... وحقوقنا ضاعت ، وكما قيل " في كل يوم تمعن في إبحارها في الخريطة العربية ، ورياحنا نحن هي التي تقودنا بعيداً " ...لماذا ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ وكيف ؟؟ وأين حقوقنا نحن ؟؟؟ ربما كان في قراراتهم هذه جواب على ذلك ما دام تطبيق حقوق الإنسان صورة عن حياة الشعوب الداخلية ... ربما كان في أحدى الظواهر البارزة في تطبيق حقوقنا الإنسانية نافذة نستطيع أن نطل على حقيقة موت مأساة المواطن العراقي في ضميركم ، أنها ظاهرة خلو إنسانيتكم بشكل خاص وقوانينكم بشكل عام من الأثر الخالد الذي أستطاع أن يحيط بأبعاد حقوقنا كلها كفجيعة نفسية كبيرة علينا ، وككارثة جماعية تهدد صورة أوجاعنا وجروحنا في خاطرنا ، وكزلزال في عالم قيمنا ومسلماتنا ، وكإذلال جائر يسحق كبريائنا ويهدد وجودنا وخبزنا وضميرنا ...اليوم نحن عائمون على صفحة وجودنا نتسول زماناً ومكاناً ، ورائحة تهشمنا مازالت تفوح من بيادر حقوقنا الإنسانية !! وهكذا استحالة عملية حقوقنا الإنسانية ، إلى إدعاء ، كادعاء الحاوي الذي يخرج الطيور والأرانب من قبعتهُ ليوهم المتفرجين بأنه خالقها ...أننا اليوم ضد الالتزام بتطبيق حقوقنا الإنسانية ، وضد أن تلصق كلمة حقوقنا على الجدران لمجرد أن عليهم أن يفعلوا ذلك ، ولكن ؟؟؟ هل تتأثرون بنكبتنا ؟؟ وهل ترسبت بين حقوقنا ثورة أو استسلام أو حزن أو خيبة أو تحد ؟؟؟ هل امتصت مأساتنا حتى جذور كل حق لإنسانيتنا ..لقد كشف موقفكم .. أننا فقدنا كل شيء ، وحنطنا حقوق إنسانيتنا في دواخلنا ، وحتى مأساتنا أصبحت ليس لنا ...






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
- مظلمة للكاتب
- المرآة والأسطورة
- أيا من .. وشم روحي
- المرأة والأنتخابات
- هل ترغبين بأن أرشحك ؟؟؟ كم تدفعين ؟؟؟
- هل أنت سعيدة بضياعكِ
- أعدلني عن الميل نحوك
- هلوسة
- دعوة للمحبة
- ولاءهم وعداً بالكراهية لنا
- 2009عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية
- أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام
- ميتة تتظاهر بالحياة
- ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب
- يا غزة يا قرينة وجعي الثالث ...
- لعبة الجروح
- دنياي
- سليلة الكهنة في الطقوس القديمة ... شجرة الميلاد .... وميض فر ...
- تحقيق /عالم المتسولين ....عندما تقسو القلوب وتتحجر المشاعروي ...


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبتهال بليبل - حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة