أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين















المزيد.....

ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


سباق محموم بين مفاهيم " المستحيل " و " الممكن " يطلقه شعور نخب المنطقة بانسداد افاق التسوية السياسية ، لاكثر القضايا تعقيدا ، رغم نوايا التغيير التي انطلقت مع دخول الرئيس باراك اوباما الى البيت الابيض .

فالنوايا الطيبة لا تصنع حقائق جديدة على ارض الواقع ، و مشاريع الحلول تبقى مشاريعا اذا لم تجد ارضية صلبة تستند اليها ، والاليات المطلوبة للتنفيذ .

والتطورات السياسية الممتد عمقها الى بدايات تاثير الادارات الاميركية المتعاقبة في القضية الفلسطينية وتسارع احداث المنطقة لا يتركان مجالا للتفاؤل .

كما يترافق الحذر المصاحب لتحرك ادارة الرئيس اوباما في المنطقة مع نويات مشاريع حلول ، وافكار تعزز القلق من الافرازات المحتملة لتلاشي حل الدولتين .

ويكشف تقلص هوامش السياسيين العرب في البحث عن بدائل مقبولة ـ تجنب الكيانات السياسية دفع فواتير التحولات غير المستبعدة في السياسات الاميركية ـ ضيق الخيال السياسي لدى نخب المنطقة .

فالسنوات الماضية كرست حالة من الخمول في الذهنيات العربية غير القادرة على الاشتباك الخلاق مع التطورات السياسية المتلاحقة .

هذا الخمول يكشفه اكتفاء النخب ـ السياسية على وجه الخصوص ـ بمجاراة الامر الواقع او اعلان رفض عدمي للواقع دون بذل جهد يذكر في تقديم الحلول ، وتظهر الحالتان مقدار البؤس الذي وصلت اليه عملية التفكير السياسي .

وفي ظل حالة البؤس هذه بدت الطبقة السياسية العربية المفترض ان تكون فاعلة مكشوفة امام المشاريع القادمة من وراء المحيطات .

حين نشر المندوب الاميركي السابق في مجلس الامن جون بولتن مقالته الشهيرة حول خيار الدول الثلاث لم يكن العدوان الاسرائيلي على القطاع قد حدث ، كان الحديث جاريا حول احتمالات تجديد هدنة الاشهر الستة بين حماس واسرائيل ، وكانت المفاوضات الجارية بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية تدور في حلقتها المفرغة .

ورغم الرفض الواسع الذي قوبلت به المقالة في الاردن والاراضي الفلسطينية بدت المقالة وكانها محاولة لتأطير مشهد مفتوح على كل الاحتمالات البعيدة عن التسوية السياسية .

فقد جاءت لتعزز مخاوف الاردنيين من مؤشرات تنبئ بمخاطر تهدد استقرارهم السياسي بدءا بعدم احترام الادارة الاميركية السابقة لتعهداتها باقامة الدولتين ، مرورا بعدم جدية الجانب الاسرائيلي في التعاطي مع عملية السلام ، وانتهاء بالتمثيل الفلسطيني الذي اضعفه الانقسام .

واللافت للنظر ان النخب الاردنية استدلت على الخطر من احتمالات انهيار السلطة الفلسطينية الامر الذي لم يكن مستبعدا ومن شانه في حال حدوثه ان يملي على الاردن التدخل لمنع الكارثة الممكن ان تتمخض عن الفراغ .

على هذه الارضية وجد الانفتاح الامني على حركة حماس الذي قاده مدير المخابرات السابق محمد الذهبي من ينظر له بين النخب الاعلامية والسياسية الاردنية .

فالمراهنة كانت على حماس باعتبارها الطرف الذي يمكن التعامل معه للافلات من خيار الوطن البديل الذي من شأن طرح بولتن ان يكون رافعته السياسية .

الا ان تحولا في المراهنة حدث بعد العدوان الاسرائيلي حيث ظهرت حركة حماس بصورة الطرف المندفع نحو تكريس الانقسام من خلال العراقيل التي تضعها امام جهود المصالحة وبالتالي تعريض المشروع الوطني الفلسطيني للخطر .

واستنادا الى هذا الفهم حملت اصوات نيابية اردنية حركة حماس مسؤولية تلاشي حل الدولتين في حال حدوثه .

ومثل هذا الموقف جرأة من قبل طارحيه ، نظرا لعدم انسجامه مع مزاج الشارع الاردني المتعاطف مع ضحايا غزة ، والمتحمس لشعارات المواجهة التي تطرحها حركة حماس .

القلق الذي اثارته مقالة بولتن ، وتصريحاته التي اعقبت القتل والترويع والدمار الذي لحق بقطاع غزة في الشارع السياسي الاردني كان له صداه في مصر التي لا تخفي قيادتها ونخبها قلقها من تبعات انفصال الضفة عن القطاع لا سيما وان دولة سيناء احدى السيناريوهات البديلة للدولة الفلسطينية .

عبر هذا القلق عن نفسه بالقرارات غير الشعبية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمنع مثل هذا السيناريو ووفرت وقودا اعلاميا استخدمه محور الممانعة في مهاجمة دور مصر المحوري .

فهناك قناعة مصرية بان فتح المعابر في ظل استمرار الحصار وغياب السلطة الوطنية الفلسطينية يعني خطوة جديدة لالحاق القطاع بمصر .

وياتي الجهد الذي تبذله القاهرة لانجاز التهدئة والمصالحة الوطنية الفلسطينية تعبيرا عن رؤية مصرية تمتد الى بدايات قيام الدولة المصرية القديمة مفادها ان فلسطين الامتداد الطبيعي للعمق الامني المصري .

القيادة الفلسطينية تعاملت مع دعوة الدول الثلاث بحذر اكبر املاه وضعها الحرج امام شارعها وداعميها العرب وفي مقدمتهم الاردن ومصر .

فالجرح الذي نكأه بولتن كان المفاوض الفلسطيني قد استشعر المه في وقت مبكر ، حيث لوح احمد قريع " ابو علاء " الذي يعد من ابرز مهندسي اتفاق اوسلو اكثر من مرة بالدعوة الى دولة ثنائية القومية ، وسرعان ما كان يتراجع عن تلويحاته مع ادراكه بعدم جدواها في الضغط على شريكته في المفاوضات تسيفي ليفني .

وفي جميع الاحوال حرص الجانب الرسمي الفلسطيني وهو يراوغ احتمالات انهيار حل الدولتين على البقاء قريبا من الموقفين الاردني والمصري .

من ناحيتها تعاملت اسرائيل مع فكرة الدول الثلاث التي طرحها بولتن في مقالته قبل العدوان على غزة ، وتصريحاته التي اعقبت العدوان وكأنها بالون اختبار لمعرفة ردود فعل الدول العربية والادارة الاميركية الجديدة ، فلم يتناولها الرسميون في تصريحاتهم ، في الوقت الذي لم يخف مقربون من الحكومة الاسرائيلية ارتياحهم .

وانعدام الرد الاسرائيلي على خيار الدول الثلاث يكشف عن ارتياح لتخريجة سياسية تتماشى مع الامر الواقع الذي عملت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على تكريسه بدء من تنشيط حركة الاستيطان ومرورا باضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وانتهاء بتوفير ظروف استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما ان المؤشرات المتوفرة تتجه نحو تحول هذا الارتياح الى سياسة على الارض خلال الاشهر المقبلة .

فالدولة الفلسطينية مصطلح غير موجود في قاموس بنيامين نتنياهو المرشح الاوفر حظا في الانتخابات الاسرائيلية التي تجري في شباط المقبل .

والجمهور الاسرائيلي يوغل في الاتجاه نحو اليمين مدفوعا بمخاوفه من المد الديني في المنطقة العربية .

هذه المقدمات وغيرها كانت كافية لتأرجح المبادرة العربية بين قمم ثلاث انعقدت خلال يومين لتظهر بؤس المشهد الرسمي العربي دون ان تقدم اية اجابة على الاسئلة المصيرية .

فالجدل الذي اظهر انقساما وضعفا ـ يعيد الى الاذهان اكثر مراحل التاريخ العربي حرجا ـ اسفر عن ابقاء خجول للمبادرة مع تلويح اكثر خجلا بسحبها مما يفقدها اية مفاعيل .

وبذلك اصبح سحب المبادرة وابقاءها سيان ، ففي كلتا الحالتين هناك ضربة جديدة يتم توجيهها الى خيار الدولتين الذي تتمحور حوله ، وافاق اخرى يتم توفيرها لخيارات اخرى .

تعقيدات المشهد دفعت شخصية مثل وزير الخارجية الالماني الاسبق يوشكا فيشر المعروف باطلاعه على التفاصيل الى مطالبة واشنطن بفرض حل الدولتين فرضا على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اذا لم يكن تحقيقه ممكنا من خلال التفاوض .

وحجة فيشر ان الظروف التي من شانها السماح بتبني الحل القائم على خيار الدولتين اخذة في التدهور ، في الوقت الذي تؤكد مجريات الصراع بان اسرائيل لن تختفي على الارض ، ولن يرفع الفلسطينيون الراية البيضاء .

الا ان تسريبات الادارة الاميركية لا تترك تفاؤلا تجاه احتمال قيام الادارة الاميركية بمثل هذه الخطوة .

فالاهتمام الاميركي المبكر بعملية السلام لا يعني استعداد الرئيس الاميركي باراك اوباما للقيام بدور مدير عملية السلام .

























#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضيق الخيال الايراني
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم
- ازمات المركز ...ومأزق الاطراف
- قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين